مقالي سبق تسجيلي، فلا تلوموني واقبلوني!

[أبو فؤاد الشعيبي]

بادئ ذي بدء أسمحوا لي أن أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وشهراً كريماً، أعاده الله على وطننا الحبيب وهو يرفل في ثوب الحرية، وكل عام وأنتم بألف خير.

الإخوة الكرام في هذا المنتدى، إنه ليملأني الفخر لدى رؤيتي مثل هذه المنتديات والمواقع التي تجسد قضية الجنوب المحتل والتي تتحدى أنواع القمع والتنكيل والكبت الذي تمارسه سلطة الاحتلال لإسكاتنا. ولكن هيهات، الله سخر للجنوب أبناءً ندر الزمان أن يجود بمثلهم.

إن هذا المنتدى وأمثاله من مواقع وصحف الكترونية وغيرها لهي أشواك مسمومة تصيب تلك السلطة الغاشمة في مقتل وتجسد عجزها وضعفها. فواصلوا الضرب ولا تكلوا ولا تملوا. قضيتنا كبرى وسامية ولن نحقق آمالنا في يوم وليلة. والآمال العظيمة تتطلب تضحيات أعظم وأنا أثق في قدرتكم .

وانأ هنا اعتذر، بل أقدم شديد الأسف أني لم أكن هنا مسبقاً لعلي أكون ذا نفعٍ وفائدة وأسخر وقتي وما يجود به قلمي لأجل قضيتنا المجيدة. ربما تكون مشاغل الأيام والحياة عذراً ولكنها ليست مبرراً لأضعها فوق قضية الوطن وها أنا ذا بينكم لنعمل معاً من أجل نيل الحرية والكرامة.

فأجأني أحد زملاء "النضال البالتوكي" بسؤالي عما إذا كنت عضواً في هذا المنتدى أم، أجبته بالنفي. فأخبرني عن وجود مقالاتي واستغرب كوني من أبناء الضالع الأبية ولست عضواُ هاهنا. حقيقة استغربت، فمنذ فترةٍ قصيرةٍ نسبياً أحاول عبر قلمي وما تجود به قريحتي تسطير كلماتٍ أردت بها خدمة قضيتي ولم أتوقع أن تشد انتباه البعض لينشرها ها هنا. ربما هو المساندة لأبناء المنطقة الواحدة رغم أني أفضل النسب الجنوبي على غيره، أنا جنوبي قبل ان أكون من أبناء الضالع. لهذا أتيت وسجلت وما هدفي إلا الجنوب والجنوب فقط.

واستغل هذا المقام لأضع يدي في أيديكم مشرفين وأعضاءً ورواداً وزواراً لهذا المنتدى لأقول، دعونا نكثف جهودنا ونوحد كلماتنا نصرة لقضيتنا. لا تستهينوا بهذه الجهود المبذولة وان بدت لكم بسيطة فمعظم النار من مستصغر الشرر.

نعم أتوقع إنكم ستقولون ما هي جهودنا، أمام ما يبذله أبناء الداخل من نضال واستبسال ومقاومة. نعم، إنهم، أولئك العزل، يواجهون شتى أنواع القمع والتنكيل لمجرد أنهم يطالبون بحقوقهم بطريقة سلمية حضارية. لم يحترم النظام الغاشم هذا السلوك الحضاري الراقي حتى في الاحتجاج وواجهه بالدبابة والمدفع وترك أبنائنا ما بين شهيد وجريح ومعتقل.

أقول لكم هنا، لأجل ذكرى الشهداء وتقديراً لهم ولجرحانا ومساندة ومؤازرةً لمعتقلينا، ليناضل كلٌ منا في ميدانه وتذكروا "لا تحقرن صغيرةً، إن الجبال من الحصى".

لا تترددوا ولا تتوانوا عن البوح بما يجود به قلمكم، اطرقوا كل الأبواب لإيصال قضيتنا للعالم ولعرض مفاسد ذلك النظام القبلي الهمجي البالي أمام العالم. دعوا العالم يقارن بين تصرفات أبناء جنوبنا الحبيب وبين ردود أفعال النظام وزبانيته وأعوانه حتى يحكموا بأنفسهم أن لا وحدةً تجمعنا بهؤلاء.

دعوا العالم ينظر ويشاهد الثكنات العسكرية التي أقامها النظام الدموي المتسلط في حنايا وطننا الجريح ليتأكدوا أننا نقبع تحت الاحتلال. وحدوا كلمتكم في كل مكان، كثفوا الجهود، لا تستعجلوا النتائج ولا تيأسوا ولا تملوا. نضالنا واثق الخطى.

هذا تسجيل حضور وسيكون لي بإذن الله صولات وجولات لأجل ثرى الوطن الغالي.

واسمحوا لي في هذا المقام أن أهنئكم ونفسي أولاً بفك اسر معتقلينا. أولئك الرموز الشامخة اللذين ضربوا أروع الأمثلة في الكفاح والنضال والتحدي والبسالة والإقدام.

كما أقف إحلالاً وتقديراً لموقف شيخ المناضلين وزعيمهم باعوم للدرس الذي علمه لنا والصفعة التي وجهها للنظام باستخفافه بقوتهم واستمراره في تحديهم رغم فرق القوى الواضح جيدا والمعروف. زلقد وضعت رسالةً خاصة بهذه المناسبة نشرتها شبكة الطيف.

نعم الرجال وخير الأبطال أنتم، أوضحتم للجميع من هم أبناء الجنوب وماذا يمكنهم أن يفعلوا. ضربتم لهم أروع الأمثلة في الوفاء وأثبتم أن الجنوبيين ليسوا بخونة وان ذممهم لا يمكن أن تشترى. فلله دركم.

ونحن لن نكون بأقل منكم، سيروا ونحن معكم، والتحرير قادمٌ لا ريب، وعاش الجنوب حراً أبياً.