لماذا الصمت00 ورفاق الدرب في سجون الاحتلال0

[جنوبي بلاوطن]

حاولت ان اجد مبررا لصمت بعض من امتهنوا حرفة الكتابة ا، باختصار شديد بان الكتاب الوطنيين 0لا يقومون بواجبهم الوطني ، سواء في الكتابة ضد الاحتلال ولفضحه او في الدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ، وباستثناء عدد قليل من الكتاب الذين احترموا الامانة وكلمة الشرف فان الاغلبية تغط في نوم عميق ، كاسرة قلمها تاركة رفاق الامس وشعب الجنوب يواجه المحنة بلا دفاع الاقلام الوطنية عنه، وكأن من قتل اوجرح او وقع في الاسر ويواجه والتعذيب والمحاكمات الجائرة لا يقوم بواجب وطني ولا يدافع عنهم وعن كل ابناء الجنوب !
نعم حاولت ان اجد عذرا ومبررا لهؤلاء ، فلربما يواجهون مشاكل واحتمالات طرد ، وربما لديهم اسرهم ويخشون عليها وربما وربما0 وربما0 ولاكني لم اقتنع بهذه الاعذار كلها ، وكنت اتوقع ان مرور الزمن سوف يشجع هؤلاء على تخطي عتبة التردد والخوف واستخدام اقلامهم قبل ان تصدأ من طول عدم الكتابة ، خصوصا وان من كتبوا بشجاعة لم يتعرضوا لما تصور هؤلاء انهم سيتعرضون له بل على العكس فان ابناء الشعب الجنوبي قد احترموهم ووضعوهم في قمة الشرف . ولكن مع الاسف الشديد وبعد دخولنا العام 18 من الاحتلال مازلنا نواجه مشكله شحة الاقلام التي تفضح المحتل وتدافع عن الجنوب وبطاله في سجون صنعاء0 ، وهم يواجهون الغزاة ببسالة . فهل يجوز ان نواصل أيجاد مبررات لصمتهم مع ان سكين الاحتلال تحز رقاب الجنوبيين وتعرضهم للعذاب الشديد ؟ بل ان غرابة موقف هؤلاء لا تتضح الا اذا عرفنا انهم رفضوا حتى الكتابة باسماء مستعارة مع انه اضعف الايمان !
؟
هنا يجب ان نذكّر بحقائق اساسية :
ان الوطن محتل ويتعرض لكوارث وشعبه يذبح يوميا وهويته تتعرض للتهديد الجاد ، ولذلك فان كل معايير الشرف والوطنية والاستقامة والدين والعدالة تفرض مقاتلة الاحتلال بكافة الوسائل ، ومنها القلم الذي لا يقل خطورة عن البندقية لانه يعمق وعي الجماهير ويفضح الاحتلال وبذلك يمنعه من الخداع ويضع ابناء الشعب على الطريق الصحيح طريق مقاومة الاحتلال . وبهذا المعنى فان اصحاب القلم قادة اساسيون في معركة التحرير وغالبا ما يتأثر القادة العسكريون الوطنيون الذين يقاومون الاحتلال بما يكتب اصحاب القلم .
ان الواجب الوطني للكتاب هو دق الطبول والمزامير ، اي الكتابة باوضح وادق واقسى الكلمات وعلنا وتحت ضوء ساطع لامجال فيه للاختباء ، للفت انتباه العالم لمأساة شعب الجنوب00 ورموزه الوطنية في الاسر ، والا فما معنى الوطنية والشرف الوطني بالنسبة للكتاب ؟ ان شرف الكاتب هو صوته وكلما ارتفع صوته ازداد شرفه رفعة وسموا ، والعكس صحيح ، فحينما يصمت الكاتب مع ان الوجب يفرض عليه النطق بصوت عال ، فانه يسجل على نفسه وعلى ابناءه واقرباءه عار الانتهازية والجبن و الانانية ،
ان الاحتلال كاف بحد ذاته لتعليم حتى الاميين باولويات الحياة ومنها ان العدو الاول والاخير هو الاحتلال ، وان من يقاتل الاحتلال هو اخ وحليف ورفيق مهما كانت انتمائته00، لذلك فان الترفع عن خلافات الماضي والتعاون بين جميع مناهضي الاحتلال هو احد اهم سمات الوعي الوطني والنضج الانساني والصواب السياسي . ومع الاسف نلاحظ ان الكثير من الوطنيين مازالوا غارقين في تفاهات الارث السياسي والصراعات التي قادتنا الى التخاذل والصمت حتى اليوم00 ونحن متفرقين ! ان كل الشعوب الحرة حينما تعرضت للغزو وقفت قواها السياسية والاجتماعية موقفا واحدا موحدا وتناست كل خلافات الماضي وكرست جهودها لطرد المحتل00 فلماذا الصمت ولماذا لاتكون كل الاقلام الجنوبيه صوب العدو الذي استباح كل ماهوا جنوبي00ماهو المطلوب وطنيا من الكتاب الان ؟ ان ما يجري في الجنوب :
ان الدفاع عن الجنوب هو الدليل الاكثر حسما على سلامة الموقف الوطني .
ان تناسي الماضي الشائك ، او على الاقل تاجيل استحقاقاته وتجميد تأثيراته ، هو المعيار الاول لتحديد درجة أهلية من ثبت انه وطني بالموقف ، لان الوطنية بلا عقل او منطق او حكمة ليست اكثر من نوايا طيبة تعصف بها ريح النزعات الطفولية . ان توحد كلالجنوبيين هو الخيار الوطني الاكثر تعبيرا عن النضج والذي يمنح الوطنية كامل قيمتها .
ان الباب مزال مفتوحا امام كل مخلص تعرص لكبوة او اصابه ضعف لتجاوز ذلك عن طريق المبادرة الفورية لتحرير قلمه من الخوف او التردد وانقاذ انسانيته وشرفه من الطعن . واول مظاهر تحرير القلم من الخوف والانتهازية هو الدفاع عن كرامتنا وهويتنا ووطننا وعن اسرانا وفضح ما يتعرضون له ولفت نظر العالم الى التجاوزات الخطيرة التي تجري اثناء ما يسمى ( محاكمات ) .
حينما ابقى الله باب التوبة مفتوحا فانه لا يوجد بشر يستطيع غلقه ، لذلك ندعو رفاقنا الصامتين ، والذين أخفوا لسانهم في صندوق الخوف ، ان يستعيدوه وان يستخدموه ، فالله لم يخلق لنا اللسان لنشتم فيه ونزايد في الاوقات السهلة بل لنجعله اداة الشرف والمواقف الرجولية والقيم السامية اثناء الاوقات الاكثر صعوبة .
المجد لرجولة من لا ينحني الا لله .
- الشرف كل الشرف لمن يعد ويفي بوعده .
- العز لاسرانا الابطال رمز شرفنا الوطني وعلى راسهم المناضل باعوم والشعيبي وبن فريد والغريب وكافه المعتقلين 00
- المجد والخلود لشهدائنا الابرار 000 وكل عام والجميع بخير