لماذا سيفشل لقاء القاهرة

[العرب العاربه]

بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا سيفشل لقاء القاهرة.
من خلال ماأُعلن في السابع والعشرين من سبتمبر 2011 عن تشكيل لجنة تحضيرية لمايسمى بالمؤتمر الجنوبي في القاهرة وبالنظر إلى أسماء أعضاء اللجنة التحضيرية فإن تلك اللجنة قد حملت بذور فنائها في قوامها.. حيث أنهم جميعا لاينتسبون إلى الحراك حتى الآن ماعدى شخصين خاصة وأن الحراك الجنوبي هو الحامل الحقيقي والممثل الشرعي للقضية الجنوبية وللشعب الجنوبي في الداخل والخارج
((بكل مكوناته)) ومع أن هذه اللجنة والقيادات التي تقف خلف هذه الفكرة لاصلة لها بالحراك الجنوبي لامن قريب ولا من بعيد .. وإنما ركبوا موجة الحراك بعد خروجه في 7-7-2007 عبر ظهورهم في الشاشات وتصريحاتهم في الصحف حتى يوهمون العالم الخارجي ودول الجوار الإقليمي بأنهم هم من يقف وراء الحراك الجنوبي في الداخل.. فأن تغاضي أو تسامح قيادات الحراك و نشطاء الحراك في الداخل والخارج وغض الطرف عن هذا الظهور وهذه التصريحات قد أغرى هذه القيادات بان تنصّب من نفسها بكل وقاحه وصيّاً على الشعب الجنوبي في الداخل والخارج وأخذوا يعملون على ذلك بشكل حثيث ومخيف حتى أهتدوا إلى الترويج لفكرة ((وحدة الصف الجنوبي)) بعد أن ذهبت ريح مصطلحاتهم السابقه للإلتفاف على شعب الجنوب وفشلت وأخذوا يروجون لمايسمونه مؤتمر جنوبي في القاهره يستند في فكرته على النقطة الرابعة من مشروع مسدوس من أجل الوفاق الوطني الجنوبي الشامل وهي كالتالي:

.رابعا : أن تكون الأداة السياسية لتحقيق هذا الهدف ، هي كافة القوى السياسية الجنوبية المؤمنة بهذه النقاط
في إطار جبهة وطنيه تسمى ((بجبهة الحراك الوطني السلمي الجنوبي)) بصرف النظر عن انحداراتها الاجتماعية والحزبية ، و بحيث يكون هذا المؤتمر في الخارج و لا يرتبط بسقوط أو بقاء النظام ..

و تعتبر النقطة الرابعة فيه هي محور التحضير للمؤتمر..ونتيجته المسبقة التي لن تخرج نتائج مايسمونه بمؤتمر القاهرة عن إطارها وعن ماورد في مقابلة حيدر العطاس يوم الجمعة بتاريخ 4-11-2011 مع صحيفة الأخبار اللبنانية.
فهذه النقطة توصي بان يتم إنشاء حامل جديد للقضية الجنوبية ليكون الأداة لتحقيق مايسمى بمشروع حق تقرير المصير وهو مسمىً فضفاض أقحم مسمى الوطنية داخل هذه الجبهة مع أنه مصطلح قابل لأكثر من تفسير إضافة إلى أن كلمة جبهة تعني مجموعة قوى مختلفة في الرؤى والتوجهات تلتقي على ((حد أدنى من التنسيق)) مما يجعل المجال مفتوحاً لدخول الجنوبيين الذين ((يمثلون نظام الإحتلال اليمني)) أو ممن يمثلون نظام الإحتلال بوجهه الآخر عبر أحزاب المعارضة اليمنية في المشترك وغيره من الأحزاب والتشكيلات الإجتماعية الدخيلة ممن ينحدرون من المناطق اليمنية من المستوطنين والمقيمين اليمنيين .
فكيف لممثلي نظام الإحتلال أو الغرباء أن يمثلون شعب الجنوب في نفس الوقت الذي هم يمثلون وجهة نظر نظام الإحتلال القائم في الجنوب؟ ولا يعترفون حتى اللحظه كما أعترف رموز نظام الإحتلال اليمني علي محسن والجندي بإن الجنوب واقع تحت الإحتلال .
كما أن المسمى الجديد أي ((جبهة الحراك الوطني السلمي الجنوبي)) هو سرقة من قبل المنظّمين لمؤتمر القاهرة لجهود مكونات الحراك الجنوبي واختطاف لثمرة هذا الحراك ونضالات وجهود صنّاع الحراك من الشعب الجنوبي في الداخل والخارج .
أمّا دعاة مؤتمر القاهرة فلم يكونوا في يوم من الأيام من صنّاع الحراك أو حتى من المنتمين إليه وبالتالي لايمثلونه على الإطلاق إضافة إلى أن هذا المؤتمر يهدف فقط إلى إلغاء هدف الإستقلال من قاموس الشعب الجنوبي وإنزال سقف مطالبه إلى أدنى حد بما يتوافق وطلب الراعي حتى يثبتوا للراعي بأنهم قد أقنعوا الشعب الجنوبي وتتم الصفقه المتفق عليها معهم ويستلموا الثمن عداً ونقداً كل هذا عبر حضور لعناصر هزيله ومجمَّعه وانتهازيه غالبيتها لاتؤمن إطلاقاً بالإستقلال بحيث ُيظهرون للمراقبين بأنهم قد حصلوا على مباركة الشعب الجنوبي. ولهذا فهم يبذ لون الوساطه تلو الوساطه لإقناع الرئيس علي سالم البيض لأخذ موافقته للحضور وإن تعذّرذلك حتى ولو عن بعد من خلال المباركه هاتفياً أو برقياً وهذا يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك بأنهم لن ينجحوا في مؤتمرهم وإنهم في حيص بيص وأن العطاس سيكون كبش الفداء.. وسيتخلّون عنه كما هي عادة عصابات الإشتراكي اليمني سابقا.. وسيهرولون في إتجاه التفاوض مع الرئيس البيض وسيمارسون مختلف الحيل والإلاعيب والمراوغه حتى يضعونه في الشرك إن هو وافقهم في طرحهم. لأن الراعي من خلال مراقبته لإدائهم بأنهم لم ولن يفلحوا في إقناع الجنوبيين مطلقاً بينما مايهمه هو إجماع الجنوبيين على مشروعهم الذي يلاقي رفضاً مطلقاً من الجنوبيين .
إن الهدف الرئيس من إنعقاد هذا المؤتمر هو تشكيل قيادة في الخارج على مقاسهم تضم العناصر ذات الولاء الشخصي لهم وقد لمسنا ذلك بالممارسة في اتجاهات عدة وهي كالتالي:

1-تشكيل قياده في الخارج من أنفسهم رغم اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية مهمته إلغاء دور الرئيس علي سالم البيض وإنتزاع الشرعيه منه
2- تقديم انفسهم للعالم الخارجي كممثل شرعي للجنوب للتفاوض مع العالم الخارجي في الخارج بديلاً عن قيادات الحراك الجنوبي في الخارج وفيما بعد في الداخل

3- تجميع عناصر جنوبية موالية للإحتلال اليمني ومعها عناصر منضوية في أحزاب المشترك اليمني والمجلس الوطني اليمني في صنعاء وأحزاب متيمننه لتكون بديلاً عن مكونات الحراك الجنوبي في الداخل وتمثله أمام أي وفود خارجية أو لجان تقصّي حقائق دولية مما يعني إكتمال حلقة القيادة في الداخل والخارج والإستحواذ على قرار مكونات الثورة الجنوبية في الداخل والخارج والغائها نهائيا في الداخل أسوة بإلغاء مكونات الخارج

4- بالنظر إلى الشعار فوق رؤوس منصة القياده في لقاء القاهره من8-10 مايو 2011 نرى شعاراً مجسماً مؤداه كالتالي :

( حل القضيه الجنوبيه في سياق ثورة التغيير الشبابيه في اليمن )



فهل يعقل بانه في أقل من شهرين قد تغيرت قناعاتهم من الوحده الى الفيدراليه ومن ثم وخلال أيام إلى الإستقلال؟! ..

إن ذلك أمراً مستحيلاً فك شفرته حتى على عتاة الفلكيين .مالم يُصدر الراعي أوامره لهم بتغيير وجهتهم وهذا مالن يحدث بحسب المعطيات.

ولهذا فان تلك التطورات الدراماتيكيه الغريبه لاتنم إلا عن بوادر فشل ذريع لمؤتمرهم في القاهره وذلك للإسباب التاليه :

أ- إن مشروعهم منذ خروجهم من مكامنهم في 2007 ظل غامضاً على شعب الجنوب في حين كان مشروع الشارع الجنوبي واضحاً وضوح الشمس.

ب- إن محاولتهم القفز منذ الوهله الأولى على مكونات الحراك الجنوبي الفاعله في الداخل والخارج وتفتيتها أو إلغاء دورها وجلب ذوي الولاء الشخصي إلى مؤتمرهم ينم عن عدم ثقه بموافقة الشارع على مشروعهم .

ج- ظهورهم عبر القنوات الفضائيه وعبر الصحافه وتبنيهم نهاراًجهاراً ((مشروعاً يمنياً)) واصرارهم عبر كتاباتهم أيضاً بأنه لن يكون إلا هذا المشروع !

د- نشرهم نص مشروعهم في صحيفة الأيام عام 2007 م مما جعل الشارع الجنوبي يتوجس خيفةً منهم واهتزت ثقته بهم تماماً.

هـ - إنقلابهم على كل أطروحاتهم السابقه وتنكرهم لها واللهث حثيثا وراء شعار اسقاط النظام اليمني حيث سقطت آخر أقنعتهم وأدار الشارع ظهره لهم بعد كل مواقفهم المتخاذلة منه.

و- إصرارهم على السير في نفس مشروعهم القديم ((إصلاح مسار الوحدة)) رغم المعارضة الشعبية العارمه لهذا المشروع إلا أنهم أصمّوا آذانهم حتى بعد أن تغيرت كل الظروف وانهارت كل مؤسسات نظام الاحتلال اليمني وأصبح استقلال الجنوب قاب قوسين أو أدنى .

ي- ممارستهم للإقصاء للجميع بعد اتهاماتهم للتيارالإستقلالي بإقصائهم ..حيث قاموا بإقصاء شعب بأكملة من قائمتهم في مؤتمر القاهرة!



لهذه الأسباب مجتمعة وعلى خلفية الإصرار على اغتصاب القرار الجنوبي ومصادرة حقه في تحقيق أهدافة بمحض إرادته ودون وصاية من أحد فإن جل مايهدفون إليه هو الحصول على التمثيل واختطاف القرار وبيعه في سوق النخاسة وحتما سيكون مصير كل من يخالف إرادة الشعب الفشل التام والذريع .

فارس سيف - العاصمة عدن

16-11-2011