![]() |
![]() |
![]() |
#1 |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 695
|
![]()
حكم القذافي كغيره من الرؤساء المعمرين مدة تزيد عن الأربعة عقود ، وهو - شئنا أم أبينا - علامة بارزة في الخارطة السياسية ، عربياً لأنه الرئيس الوحيد الذي اتسم نهجه بمعاداة الغرب ، وأمريكا تحديداً ، وتعرض إثر ذلك لغارات جوية ، علاوة على الحصار الدولي ، والوحيد في مواقفه من جامعة الدول العربية التي حدد موقفه منها ، وأفشى ما اعتبرته أسراراً قبل أن تصلها أعين " ويكي لكس " . وإسلامياً لأنه الرئيس الوحيد الذي تبنى نشر الدعوة في مجاهل أفريقيا ، وأسلم على يده الكثيرون، والوحيد الذي أربك الشرق والغرب بشخصيته المتأرجحة بين العقل والجنون أو هكذا كان يراه البعض ، وحتى عندما سأله أحدهم أثناء خلافه مع السادات ، وبأن هذا الأخير يتهمه بالجنون ، ويحشد قواته على طول الحدود المصرية مع ليبيا ، أجاب قائلاً : " السادات ليس طبيباً .. والقوات المصرية مرحب بها في أي وقت ، فطرابلس هي القاهرة ، وهل وصلنا إلى حد تغزو فيه دولة عربية دولة أخرى عربية ؟! " فهل كان منطقه مجنوناً كما كان يصفه خصومه ! هو نفسه أجاب على السؤال في مقابلة صحفية بُعيد نكسة حزيران قائلاً :" نعم ، إذا كانت الوطنية في نظر البعض جنون ، ما من عاقل يستقل طائرته الحربية ، ويخترق بها أجواء مصر أثناء المعركة ويهبط بها في مطار القاهرة ، وكان بإمكان أي صاروخ عابر أن يسقطه " كان يلمح إلى عروبيته وحرصه على الإطمئنان على أخيه جمال عبدالناصر ، إذاً فنحن أمام رئيس عربي من صنف آخر ، لا يمكننا توجيه التهمة إليه من قبيل ما يروج له أعداؤه ، الذين تسارعوا إلى الإحاطة به يسبقهم حلف الناتو الأكثر حقداً على هذا الزعيم العربي بهدف الخلاص منه ، في حرصٍ لم نشهده في سوريا ، ولن نشاهده في اليمن .
ويبقى السؤال : هل إسقاط نظام القذافي يستحق كل هذه التضحيات الجسام ؟ وكل هذا الخراب والدمار الذي تفاجأ المشاهد العربي وهو يرى آثاره على الأرض بعد أن وضعت الحرب أوزارها ، وهذا الشرخ الهائل في النفسية الليبية بين معارضي القذافي ومؤيديه - وهم كثُر - فضلاً عن الصدع الهائل الذي أصابنا نحن كعرب ، ونحن نرى الثوار بشعارات إسلامية يقتلون الأسرى ، ويمثلون بجثامينهم ، وينبشون قبر والدة معمر القذافي ليدنسوا الرفاة ويحرقوه ، في سابقة لم يدونها التاريخ ، ولم يسمع بها مخلوق من قبل . الشعب الليبي وإن كانت له معاناة ، إلا أنها تظل أقل بكثير من وطأة ما يعانيه شعب من همجية نظام متخلف وهمجي كاليمن ، ولم نسمع بحجم المعارضة الليبية التي تحولت بين عشية وضحاها إلى جيوش من الثوار مسلحة بأنواع العتاد والذخيرة ، تسير خلف الدرع الدولي الذي تولى مهمة الإكتساح وشل حركة العقيد ، ورمى عرض الحائط بمبادئة الإنسانية وأخلاقياته الديمقراطية ، واستعمل كل وسيلة لإسكات الصوت المؤيد للآخر حتى شبكات التلفزة الليبية التي كانت تنقل صوراً للجماهير وهي تردد " الله ومعمر وليبيا وبس " تم تغييبها عن الفضاء الإعلامي نهائياً . ما تسمى بالثورة الليبية ستبقى مادة دسمة لمعاهد الدراسات ، بما تمثله من مفارقات سواء في شخص زعيمها القائد ، وسيرته الثورية بسلبياتها وإيجابياتها ، أو في المعارضة التي بدأت بصُرّة في منديل ، وانتهت ببالونة بحجم الفيل . تحياتي طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ التعديل الأخير تم بواسطة طائر الاشجان ; 2011-11-08 الساعة 12:26 PM |
![]() |
![]() |
|
|
|