صالح الزيتوني .. والحجة فطوم

[اشلاء عدن]

صالح الزيتوني .. والحجة فطوم
لقد شعر الناس بالغثيان والدهشة في وصول هذا الشخص الذي حكم البلاد من فوق سرير مستشفى واليوم يعود بطريقة قاطع طريق ، يعود سرآ وفجأة كأنه مطلوب للعدالة وليس رئيس دولة ، أول رئيس دولة في العالم يعود في ظلام الليل ، لم يعد إلى اليمن بل تسلل إلى اليمن، بلاد يموت فيها الناس في الشوارع من قصف دبابات الحرس الجمهوري ، أمة تغوص في دمها ويأتيها رئيس عاد سرآ كأنه مجرم هارب . . دماء في الشوارع وهذا الضال جاء بخبر جديد ، جاء بحمامة وغصن زيتون .. يسخر من الشعب اليمني .. يا صالح الزيتوني أحضرت معك بتلك الطائرة الضخمة التي يدفع الشعب اليمني ثمنها وثمن وقودها ، أحضرت لشعب ينزف دمائه .. أحضرت له حمامة وغصن زيتون ، الشعب اليمني المقتول في حاجة إلى مضاد حيوي للجروح - مضاد للنزيف وليس بحاجة إلى حمامة وزيتون . لست أدري هل هذا غباء إعلامك في بيع هندسة الكلام .. أو الشئ الخطير إنك ستبدأ بالانتقام في الاستهزاء بالناس كعادتك.
ضحكت الحجة فطوم قلت لها اخبريني عن سبب ضحكك ، قالت والله يا محمد إنه ضحك زي البكاء ، دماء الناس تسيل في اليمن وبلادنا الجنوب العربي، أصبر يا محمد با أعمر ماي فرست بوري ، وبا أجيب لك عواف زيتون وحمام مشوي من الهدية التي جابها صالح للشعب اليمني ، صالح الزيتوني وعد بان من اليوم وصاعد لن نتعشى فول مكشن وروتي ، سيكون العشاء زيتون وحمام مشوي. والليلة رجع صالح الزيتوني "سكته" بلا طبول ولا مراوس ، رجع مع الفجر، على الأقل كانوا بيعملوا له "فوله" في المطار بمناسبة وصوله .. والله اني خايفه مما يجري في البلاد ، ناس بدون مسؤولية . قال عدني ظريف إنه سمع إن المستشفى قد غير ممرض صالح - الممرض الهندي كومار وأبدله بممرض من لبنان وهو أبو العبد دفوني وهو الذي أقترح عليه إهداء الشعب الجريح حمامة وزيتون . قالت الحجة فطوم الناس تموت وصالح الزيتوني عاد اليوم من جديد إلى علم الكلام والمرفاله.
ضحكت الحجة فطوم وقالت أحسن يا محمد كان الممرض لبناني لو كان أستمر الممرض الهندي كومار لوصل صالح يحمل لنا " دال " و " فوفل " . هذه العصابة الحاكمة يا محمد قهرت الشيطان لا يقدر عليها إلا الله وبيت حميد الدين . اني خايفه يا محمد على النساء والأطفال من ظلم عصابة حاقدة مات فيها الضمير ، واليوم عادت وهي تحمل جروحها وستكون الأمور أخطر . بكت الحجة فطوم بكاء شديد وقالت الجامعة العربية والمجتمع الدولي يتفرج على المجازر التي ينفذها الحرس الجمهوري قاتل الناس في الشوارع ، خايفه من الأيام القادمة . قلت لها لا تخافي يا حجة فطوم هذه العودة المشئومة هي أول الفيلم وليس آخره . يا حجة فطوم الشعوب لا تموت – يموت الطغاة . لا تخافي غدآ تشرق الشمس – شمس الحرية على بلادنا الجميلة وسنترحم على شهدائنا وسنبني وطن من جديد – وطن العدل والسلام . مسحت الحجة فطوم دموعها ثم أبتسمت وقالت : يا سلام على بلادنا عدن عاصمة الجنوب العربي – أمة عظيمة تحت ظل الله.
زامل الحجة فطوم بمناسبة هدية صالح الزيتوني الخالدة - الحمامة والزيتون :
يا للي خورتي البهش - صالح جاب زيتون - هدية لخالتك حنون
محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي كوبنهاجن