مبادرة الأستاذ سالم صالح و كيف يقرأها دعاة الأستقلال حسني النية

[عبدالسلام بن عاطف جابر]

من عدن برس في 12 أبريل، 2011‏، الساعة 08:14 مساءً‏‏

عدن – لندن " عدن برس " خاص -
طرح سالم صالح محمد ، مستشار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مبادرة لحل الأزمة السياسية في اليمن تقوم على قاعدة "
التسامح والتصالح تحفظ حقوق كل الأطراف وتضع حدا نهائيا للعنف والصراعات وللثأر السياسي في الشمال والجنوب ،عدن برس " حصل على مقترح المبادرة والتي تنص على التالي :
اولا : ان يتم عبر هذا اللقاء اعلان مبادرة سياسية لحل الأزمة السياسية في اليمن تقوم على ( قاعدة التسامح والتصالح والتنوع في اطار الوحدة في الجنوب أو الشمال ) لتحفظ حقوق كل الاطراف وتضع حدا نهائيا للعنف والصراعات وللثأر السياسي في الشمال والجنوب ، وتؤسس لمرحلة جديدة لبناء دولة المؤسسات المدنية الحديثة القائمة على الديمقراطية و النظام الاتحادي الفيدرالي ، وتثبت مبداء التداول السلمي للسلطة ، وتضع حدا للتفرد والاستئثار بالسلطة في كل شطر.
ثانيا : اتجاهات المبادرة :
قبول تنحي الرئيس علي عبدالله صالح وتسليم السلطة لمجلس وطني ( عسكري + قبلي + مدني ) من الشمال والجنوب بالتساوي ويشمل كل القوى والتنظيمات السياسية المعارضه بما في ذلك قوى الحراك والحوثيين وحركة الشباب ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والحقوقيين وقوى المعارضة في الخارج .
يقوم المجلس بتعيين مجلس وزراء مؤقت لتسيير الاعمال لفترة ستة اشهر .
يقوم المجلس بوضع الاجراءآت والخطوات اللازمة لعقد مؤتمر مصالحة وطنية في الجنوب ، ومؤتمر مصالحة وطنية في الشمال بين كل القوى السياسية لتحقيق التسامح والتصالح ووضع حد للثأر السياسي القائم منذ عام 1962 في الشمال ومنذعام 1967 في الجنوب .
ينشاء بنتيجة كل مؤتمر مصالحه مجلس وطني في الشمال ،ومجلس وطني في الجنوب لوضع الاسس واللوائح الدستورية المنظمة للنظام السياسي ولنظام الحكم في كل من الجنوب والشمال .
التحضير لعقد مؤ تمر مصالحة يمني بين الشمال والجنوب لانهاء الثأر السياسي وآثار الحروب ,آخرها حرب 1994 التي دمرت ونسفت مشروع الوحدة التي قامت عام 1990.
بنتيجة هذا المؤتمر يتم تأسيس مجلس اتحادي بين الشمال الجنوب يضع نظام ولوائح العلاقات الاتحادية المنظمة لحقوق والتزامات الطرفين .
ان يقوم المجلس بالاشراف على عمل مجلس الوزراء المؤقت لتسيير الاعمال في كل مؤسسات الدولة لتجنب الانهيار والفوضى .
ان تتم كل الخطوات برعاية مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والامم المتحدة .
لتحقيق ذلك وقف العنف الذي تمارسه السلطة واجهزة الامن الحالية ، ورفع كل المظاهر العسكرية من كل المناطق وتوجيهها نحو تأمين الأمن العام في لبلاد .


قراءتي لمبادرة الأستاذ سالم صالح محمد

أولاً : -

بخصوص الأخوة الذين يقولون أين سالم صالح من زمان و يتهمونه بركوب الموجة , أعتقد أن عليهم الرجوع إلى الخلف إلى قبل أكثر من عام و سيجدون رؤية للأستاذ سالم صالح نشرتها الصحف و طبعها في كتاب , عبارة عن خريطة طريق لحل الوضع في اليمن , و المبادرة السابقة تحمل نفس روح هذه المبادرة المختصرة و لكن أقل حدة .

ثانياً : -

الأخوة الذين يريدون تفصيل للمبادرة من قبل سالم صالح : هل تعتقدون أن المبادرة قابلة للقبول بها من طرف السلطة و لو بنسبة 20 % منها ؟؟؟ أنا لا أعتقد ذلك . لأنها إعلان انفصال بطريقة آآآآآآآآآآآآآآآمنة . و لذلك فعلينا نحن فهمها و تفصيلها إذا كنا نحسن فن السياسة و لو بالقدر اليسير .

ثالثاً : -

المبادرة مفخخة بنوع من الفيروسات لا تصيب إلاَّ أصحاب جينات معينة لو أنفجرت . و هي برداً و سلاماً على من لا يحملون تلك الجينات .

من المتضررين من وجهة نطري من هذه المبادرة ؟؟؟
جواب : - هم كل جنوبي أراد الألتفاف على الحراك الجنوبي و نصب نفسه للحديث باسم الشعب الجنوبي و أدعى تمثيلة شريحة من الحراك الجنوبي , و قدم نفسه أمام الأعلام كرئيس بديل لعلي عبدالله صالح رئيساً لدولة الوحدة . و قد يكون العطاس و علي ناصر و باسندوة و عبدربه و علي عليوه و مجور ممن يحملون تلك الجينات و غيرهم لا يحضرني اسمه الآن .

رابعاً : -

يقول الأستاذ سالم صالح في مبادرته شطر بيت الشعر الذي لا أعلم لمن هو ((( إن قلكوا جن قلنا ميت جن )))

و ممن قالوها :

1- المبادرة الخليجية الهزيلة التي لم تخاطب الفصائل الجنوبية المعارضة فعلياً و على رأسها الحراك الجنوبي الذي يقوده المغمورون غير المشاهير و يتزعمه المعتقل الدائم الاستاذ حسن باعوم .
2- رجال الدين السياسي ا( التجمع اليمني للأصلاح و بقية فصائل اللقاء المشترك ) الذي أللتف على الحزب الاشتراكي و بدأ يبسط سيطرته على الأرض بواسطة اللجان و يوزع السلاح و المال على انصاره في الجنوب عامة و في عدن خاصة , مادفع د ياسين سعيد نعمان للأستقالة من رئاسة اللقاء المشترك , و للأسف لم تحضى بحقها . و هم بذلك يعيدون سيناريو حرب 1994

فكأن الأستاذ سالم صالح رمى طوق النجاة للدكتور ياسين و من معه , و قال للأصلاح أنتم الولد الغير شرعي للنظام و هانتم تنقذوه و تلتفون على شركائكم , فأعلموا أن الحزب هو ولدي الشرعي و سوف أنقذه . هذا التحليل و التوقع في حالة تبني الحزب المبادره أو الترحيب بها .

2- الرئيس و كل من تجاهل سالم صالح و كأنه يقول لهم إن كانت صحتي الجسدية قد خذلتني فلا تعتقدوا أني قد أنتهيت فأنا مازلت لساناً ينطق و قلماً يكتب و خلفي شعب من المندب إلى صرفيت سيتلقف ما أقول . هذا التحليل في حالة ماتلقف أبناء الجنوب أو بعضهم مبادرته و تبناها .

خامساً : -

و هذا ليس تحليل و لكن من معلومة أكيدة من مصدرها
الأستاذ سالم صالح محمد يقدم أعتذار عملي للشعب الجنوبي على مراحل من حياته السياسية التي كان سلبياً فيها , كان يجاري الرفاق دون أن يكون له موقف معبر عن من أوصله إلى كراسي السلطة و هم الشعب . فكان رافضاً للوحدة الأندماجية في 22 مايو 90 و قدم حينها مشروعة لخطة العشر سنوات حتى يصبح الشطرين مؤهلين للوحدة الأندماجية , لكنه لم يقاتل على رأيه الراجح و فام بمجاراة الرفاق في نزقهم , و في حرب 1994 كان خارج البلاد و لم يفرض رأية و رأي ذوي العقول الذين اعترضوا على طريقة البيض ومن معه في في إدارة الأزمة السياسية و الحرب .
لكنه هذه المرة يقدم اعتذاره للشعب الجنوبي عن زلتيه السابقتين , فأراد أن يحمي إرداة الشعب الجنوبي و الذي يمثله الحراك , من مؤامرة الألتفاف عليه . و التي تحاك على الجنوب من جانبين : -

الجانب الأول : - الذي يقوم به مع الأسف عدة أطراف جنوبية , متواطئة مع نظام صنعاء , من أجل مصالح شخصية .فأوصلوا للمجتمع الدولي و الاقليمي أنهم يعبرون عن الشعب الجنوبي , و أن الشعب الجنوبي ليس في غالبه يريد الاستقلال .

الجانب الثاني : المؤامرة الخفية التي يقوم بها بعض قيادات الحراك , و تقف ورائهم دول أقليمية و غير اقليمية , و الذين انفردوا بقرار الاتحاد الفدرالي للجنوب , دون ان يخبروا أحد بهذا الرأي , دون أن يشاوروا فيه أحد عن كيفية هذا الاتحاد , فاعتقدوا أنهم قد وصلوا إلى ساعة الصفر فأطلقوه فيفرضوه على الأرض . و فرض الواقع هذا سيكون قابل للتنفيذ بعد سقوط النظام و فوضى السقوط , و الدعم الأكيد من بعض الدول الاقليمية لهذا الخيار . و قد يكون في اطار صفقة مع الصقور حكام اليمن ( الزيود ) الذين هم اليوم في مقدمة السلطة و في مقدمة المعارضة .

فقام بهذا الموقف الذي يعتبر انتحاراً سياسياً في إطار دولة الوحدة , و قد يعرضه للمسألة القانونية كمستشار لرئيس الجمهورية , و قد وضع نفسه في خانة العداء لدولة الوحدة بصفقته رجل الدولة الجنوبي الوحيد ( مستشار رئيس الجمهورية ) الذي يقول بالزامية الانفصال بين الشطرين في الوقت الذي يرى الجميع أن الحل بسقوط النظام و أصلاح مسار الوحدة .


ختاماً بأسم الحراك الجنوبي أقول لك شكراً يا أبا صلاح
و باسم قومك و عشريتك أقـــــول لك شكراً يا أبا صلاح


تحياتي للجميع