هل ستحاكم "الثورة اليمنية" علي محسن الأحمر في حال إنتصارها؟

[اوراس شمسان]

هل ستحاكم "الثورة اليمنية" علي محسن الأحمر في حال إنتصارها؟

خاص / عدن الغد
وسط ساحة الاحتجاج الرئيسية بالعاصمة اليمنية صنعاء نصبت لوحة إعلانية ضخمة رصت على واجهتها صور عدد من القادة العسكريون والمدنيون في نظام الرئيس صالح أريد لها ان تكون تعريفا باسماء وصور الشخصيات التي يطالب المحتجون بمحاكمتهم باتهامات فساد وارتكاب جرائم ضد المدنيين في اليمن خلال السنوات الماضية .

قبل أكثر من أسبوع جاهد احد منظمي الاعتصام وبحذر لكي يبعد صورة القيادي البارز في الجيش اليمني علي محسن الأحمر من على واجهة اللوحة الضخمة بعد يوم واحد من إعلان الرجال تأييده لحركة الاحتجاج المناهضة للرئيس صالح .

في شريط فيديو بثه القائمون على حركة الاحتجاجات تظهر صورة القيادي البارز في الجيش علي محسن الأحمر والى جانبها صور قتلى أطفال يقول التسجيل المرئي أنهم من ضحايا أعمال الحرب التي قادها الأحمر في صعدة خلال السنوات الماضية .

وصفت حركة الاحتجاجات الرجل إلى ماقبل يوم واحد من إعلانه الانضمام إليها وانشقاقه عن الرئيس صالح بأنه المسئول عن أعمال قتل واسعة النطاق ارتكبت ضد مدنيين في محافظة صعدة حيث تعيش غالبية شيعية تقول ان الحكومة تمارس ضدهم حرب إبادة .

يتهم اللواء الأحمر بارتكاب فضائع في محافظة صعدة حيث خاض الجيش ست جولات حرب ضد المتمردين الشيعة إلى جانب اتهامات وجهت له علانية تمثلت بدعمه للجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في الجنوب .

كل الاتهامات لم ينفيها "الأحمر " مطلقا ورفض التعليق عليها أكثر من مرة لكن جميع الدوائر في الحكم باليمن دأبت على توصيف الرجل بأنه الذراع الأكثر قدرة على البطش وربما أكثر من الرئيس صالح ذاته.

يرى كثيرون ان إعلان اللواء علي محسن الأحمر انضمامه إلى حركة الاحتجاجات منحها دفعة قوية إلى الأمام وتمكن الرجل من إرباك صفوف نظام الرئيس صالح وتوجيه صفعة قوية للنظام الحاكم الذي ترنح بعد ساعات فقط من إعلان الأحمر انشقاقه عن صالح.
ويرى آخرون ان انضمام الأحمر بقدر مادفع بهذه الاحتجاجات إلى الأمام بقدر ما وضعها في مأزق أخلاقي ترتب عنه عدم قدرة الحركة على المطالبة بمحاسبة قادة نظام الرئيس صالح بأي من دعاوى الفساد أو ارتكاب فضائع بحق المدنيين حيث انه لم يكن بمقدور حركة الاحتجاجات المطالبة بتقديم أيا من المسئولين إلى المحاكمة في حين تقاضت عن مواجهة "اللواء الأحمر " الذي يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب.

حينما خرج العشرات من المحتجين في بادئ الأمر في عدد من المدن اليمنية رفعوا صورا لعدد من قيادات الجيش والحكومة اليمنية بينها صور الرئيس صالح واللواء الأحمر وقيادات أخرى وتركزت المطالبات على تقديم هؤلاء إلى محاكمة شعبية .

تقف اليوم حركة الاحتجاج اليمنية حائرة أمام أمرين والأول هو وانتهاج خط إصلاحي واسع عبر تقديم رموز نظام الرئيس صالح إلى محاكمات بينها اللواء الأحمر وغيره من القيادات وهو سيشكل نصرا لحركة الاحتجاجات وبما يعزز من وجود دولة مدنية عادلة أو التغاضي عن الاتهامات الموجهة إلى اللواء الأحمر وبالتالي انسحاب ذلك على كافة القيادات الأخرى والاكتفاء لاحقا بتنحي الرئيس صالح فيما تظل أركان حكمه حاضرة في الدولة اليمنية القادمة.

"القسم السياسي بــ"عدن الغد"

http://goo.gl/lWWxR