اتفاق على إنهاء المظاهر المسلحة في ردفان

[السهم الحريري]

تاريخ النشر: الثلاثاء 21 ديسمبر 2010
عقيل الحـلالي

اتفقت السلطات اليمنية والمسلحون الانفصاليون أمس على “إنهاء المظاهر المسلحة” في مديرية ردفان محافظة لحج جنوبي اليمن. وقال مدير عام مديرية ردفان محمود مقبل لـ(الاتحاد) إن المجلس المحلي بالمديرية أقر ليل الأحد / الاثنين “تكليف القيادات المحلية لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة بالتحاور مع قيادات الحراك الجنوبي على إنهاء المظاهر المسلحة داخل المدينة، وفرض النظام والقانون”. وأضاف المسؤول المحلي :” لم نتلق حتى الآن أي رد من قيادات الحراك، لكن هناك مؤشرات تؤكد قبولهم الاتفاق”.

من جانبه، أكد القيادي في “الحراك الجنوبي” طاهر طماح لـ(الاتحاد) قبول المسلحين الانفصاليين اتفاقاً “لإنهاء المظاهر المسلحة، وتهدئة الوضع المتوتر بمدينة الحبيلين” عاصمة مديرية ردفان، أبرز معاقل المسلحين الانفصاليين في جنوب اليمن. وأوضح أن الاتفاق يتضمن “انسحاب المسلحين الانفصاليين من الحبيلين مقابل رفع القوات العسكرية المرابطة “ على أطراف المدينة منذ الجمعة الماضي.

إلا أن مدير عام مديرية ردفان أكد أن قوات الجيش “لن تنسحب إلا بعد أيام، وفقاً لخطة زمنية”، مشيراً إلى أن عناصر الحراك المسلحة درجت بعد كل اتفاق على “العودة والانتشار داخل المدن بعد انسحاب الجيش”، حسب قوله.وأضاف :”سيتم نشر 50 جندياً داخل مدينة الحبيلين لفرض الأمن والقانون”، فيما ستبقى قوات الجيش “عدة أيام لمراقبة التزام الانفصاليين بتنفيذ الاتفاق”.




في غضون ذلك، أكدت مصادر إعلامية، مؤيدة للانفصال، انقسام “الحراك الجنوبي” إلى ثلاثة تيارات متنازعة على قيادة المجلس. وعزت تلك المصادر هذا الانقسام إلى خلافات داخلية بين قيادات المجلس الأعلى للحراك، التقت في مديرية يافع محافظة لحج، في نوفمبر الماضي. من جهة ثانية، دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح كافة القوى السياسية في البلاد “إلى التصالح والتسامح”، مؤكداً أن الوحدة “الاندماجية الفورية” بين الشمال والجنوب “إنجاز عظيم وتاريخي”. وقال صالح إن فرض الوحدة بين الشطرين بالقوة، فشل مرتين، الأولى في عام 1972 “حيث كان الشمال يريد فرض الوحدة بالقوة في ظل وجود عناصر كانت في صف النظام السياسي في شمال الوطن، وكانت ترفع شعارات تنادي بالانقضاض على النظام في جنوب الوطن بالقوة”، لافتاً إلى أن ذلك تسبب في نشوب حرب بين الشطرين في العام ذاته.
إلى ذلك، دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح القوى السياسية في بلاده إلى التصالح والتسامح والتحاور وإغلاق ملفات الماضي، مؤكداً أن الحكومة ستلتزم بذلك في حالة التزام المعارضة.

ودعا صالح، الذي كان يتحدث في ندوة علمية بجامعة عدن أمس حول الانتخابات، أحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة إلى التفاهم والشراكة لإنجاز الاستحقاق الدستوري المتمثل بالانتخابات النيابية، عارضاً على هذه الأحزاب بأن تشكل اللجنة العليا للانتخابات بواقع أربعة إلى خمسة، بحيث تكون الرئاسة لهم إذا كانوا أربعة أو لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفاؤه إذا كانوا خمسة، بالإضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لتسيير الانتخابات على أن تستمر إلى ما بعد الانتخابات بغض النظر عن نتائجها.

من جهة اخرى قالت صحيفة يمنية إن الرئيس صالح رفض استقبال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، الذي زار اليمن الأسبوع الماضي. وعزت صحيفة “الأهالي” في عددها الصادر أمس رفض صالح استقبال المسؤول الأميركي، احتجاجاً على “تسريبات موقع ويكيليكس”.

وكان فيلتمان التقى، الثلاثاء الماضي، بالعاصمة صنعاء، نائب رئيس الوزراء اليمني للشؤون الاقتصادية عبدالكريم الأرحبي ووزير الخارجية أبو بكر القربي، بالإضافة إلى عدد من قيادات الأحزاب السياسية في البلاد.

وقد عقد المسؤول الأميركي مؤتمراً صحفياً مغلقاً، نظمته السفارة الأميركية بصنعاء، حيث أعلن فيه أن واشنطن تشعر “بنوع من الإحراج” بشأن تداعيات وثائق ويكيليكس، لافتاً إلى وجود 185 دولة “لابد أن نتواصل معهم ونعبر لهم عن اعتذارنا عما حدث”.

وكشفت وثيقة دبلوماسية أميركية سربها موقع “ويكيليكس” أن مسؤولاً حكومياً يمنياً بارزاً أبلغ دبلوماسيين أميركيين أن ضعف الإجراءات الأمنية في مخزن المواد المشعة الوحيد الموجود في البلاد يعني أن مواد خطيرة قد تسقط في يد الإرهابيين.



اقرأ المزيد : اتفاق على إنهاء المظاهر المسلحة في ردفان - جريدة الاتحاد
http://www.alittihad.ae/details.php?id=88851&y=2010