اين الاعلام المستقل ولماذا لا يتفاعل مع فضيحة العبوديه

[الصريح 2]

حميد عقبي



تستمر جهود الاخوة في " صحيفة موقع المصدر اونلاين " في الكشف عن مزيد من المعلومات حول قضية الرق و العبودية باليمن و لا نرى حراك للقضية في بقية الصحف و المواقع الاليكترونية و هي بالعشرات , لا ندري هل البعض يرى ان القضية فرض كفاية ? اي اذا قام بها موقع او صحيفة سقط الواجب عن الاخرين , الاعلام الرسمي المطبوع و السمعي و المرئي يمارس دور تعتيمي على القضية كونها فضيحة بل و جريمة يحاولون تغطيتها و كيل الاتهامات بانها قضية مبالغ فيها و لكن ما هي مبررات الصحف و المواقع الاعلامية المستقلة ?
لماذا لا تتحرك لجان من الصحفيين و الهيئات الحقوقية لزيارة المناطق المنكوبة? نعم العبودية و الرق نكبة و كان من المفروض اعلان حالة طؤارى و تشكبل لجان تنزل باقصى سرعة لتوثيق ما يحدث لكن لا حياة لمن تنادي رغم ان الوباء موجود في كل المدن و القرى اليمنية النائية في الحديدة و حجة و عمران و صعدة و ذمار و صنعاء.
هذه الحادثة تكشف خلل كبير في الاعلام المستقل و يظهر ان اغلبية المواقع او جزء كبير منها تابع لجهاز الامن القومي و السياسي او انه يخاف منه, اذن لا توجد استقلالية و لا يحزنون ان ننتظر تصريح من وزارة الاعلام او الامن القومي و السياسي فهذا مستحيل و ان يظل الصمت لمدة اطول فهذا التصرف شهادة زور و خيانة للمهنة و لرسالة الاعلام الحر و المستقل و اذا كانت المواقع و الصحف لا تملك الوسائل و الشجاعة للمشاركة في اظهار القضية على حقيقتها و المساهمة في تحرير عبيد اليمن في حال الخوف و العجز عليها ان تغلق مواقعها و مقراتها و البحث عن مهنة اخرى.
لعلنا شاهدنا جميعا ريبورتاج قصير لقناة " الجزيرة " حول هذه الظاهرة و لعل البعض ينتظر ان تجري الجزيرة مزيد من التحقيقات المصورة و نود القول ان واجب كل صحفي ان يسعى لكشف جزء من هذه الحقائق و قضية العبيد و الرق و العنصرية باليمن ليست ملكية خاصة لاي موقع او قناة و الجميع مطالب بفعل دور ايجابي مع اشادتنا بشجاعة موقع و صحيفة المصدر اونلاين .
كنت ذات مرة حاضرا في ندوة بفندق بصنعاء و رايت اكثر من خمسين صحفي يغطون هذه الندوة كونها بفندق خمسة نجوم و هناك بدل تنقل و قال لي المسئول الاعلامي: انا محرج جدا كوني لم اتوقع كل هذا الحضور الاعلامي و لا ادري كيف اغطي نفقات البدلات ?
التزاحم على الندوات التي تقام في فنادق فاخرة و موائد عامرة و كراسي مريحة و اضواء و لكن ان تشد الرحال الى اسلم او كعيدنة او الزهرة فهذا امر يراه البعض قد سقط عنهم كون بعض الزملاء في المصدر يقومون بهذه المهمة و هذا نعتبره عار و خوف و خيانة للمهنة و قداستها نعلم جيدا ان بعض المواقع و الصحف لا تمتلك امكانيات مادية كافية و لكن السفر و التنقل و البحث عن الحقيقة لا يحتاج فيزا بل يحتاج الى شجاعة لاداء الواجب.
يمر الوقت بسرعة و قريبا ستاتي الانتخابات النيابية و سوف يتم طمس الحقائق و تزوير واقع جديد و ستسارع بعض المنظمات الدولية لصرف شهادات زور للحكومة اليمنية باعتبارها نموذج ديمقراطي بالمنطقة كون هناك انتخابات و اقتراع و صناديق و المسالة كلها مسرحية ساذجة تتكرر من حين الى اخر و تكون النهاية لصالح الاسياد .