خطوطهم الحمراء ، وخطوطنا..

[أبو عامر اليافعي]

بسم الله الرحمن الرحيم
خطوطهم الحمراء ، وخطوطنا..


على هذه المعمورة وفي الكون الفسيح ، شهادة أن لا إله إلا الله وإن محمدا رسول الله هي الحقيقة الوحيدة التي لاجدال فيها ولا مراء ومادونها قابل للنقاش وإبداء الرأي والأخذ والرد .

وهذه الحقيقة أمر مفروغ منها شاء من شاء وأبى من أبى وتم الاعتراف بها أو لم يتم من أي فرد أو قوم .
وطرحنا لهذه الحقيقة المعروفة والمتيقنة منعا لعدم الخلط بالأمور وتقديس مالا يقدس وتاليه ماهو غير أهلا له أو به.
ونود أن يبقى الحديث هنا في الإطار الزماني والمكاني لما هو كائن وموجود وما يشاع ويقال وما يجتهد به البعض لتقرير أمور ليست مقرة إلا من وجهة أصحابها وللأهداف والمقاصد المعروفة لديهم.
كثيرا ما سمعنا ونسمع وماقرأناه ونقرأ وبشكل يومي عن الخطوط الحمراء والثوابت التي لا تتزحزح ولتكرارها ظن البعض أنها أمور ونواميس ربانية ودينية مقدسة .
ولأجل ذلك أردنا أن نتعرف على هذه الخطوط الحمراء والثوابت الراسخة حتى نكون على بينه منها " شعارا أم واقعا ، وهما أم حقيقة " .
وبحكم إني جنوبي الميلاد والانتماء وأنا احسب نفسي كذلك فلي رأي من هذه الخطوط الحمراء بحكم جنوبيتي والولاء لها ولي كمواطن جنوبي خطوطا أخرى ربما.

ومن المهم - كما اعتقد - تحديد هذه الخطوط والثوابت ثم إبداء رأيي وموقفي منها .
ولو تمعنا بمفهوم الثوابت لتبين لنا بأنها أشياء لا تتبدل ولا تتغير ولا تضعف ولا تموت وهذا شرك بالله لأنه لا ثابت إلا الله ولا دائم إلا الله وهو وحده لا يمرض ولا يموت وآيات الله كثيرة في هذا الصدد لا داعي للإتيان بها .
ولو تمعنا بمفهوم الخطوط الحمراء لتبين لنا أنها تعدي على حرية الإنسان وهو حق مفطور من الله سبحانه وتعالى والأنكى من ذلك أن الخطوط الحمراء تتكافأ بمعناها الشامل والكامل مع ما اشرنا إليه سابقا وهو " لا اله إلا الله محمدا رسول الله" والخطوط هذه تطاول مرفوض وشعارات غير مبررة.

لنأتي الآن إلى فهم الثوابت الوطنية والخطوط الحمراء للنظام في صنعاء ،،
الثوابت في شعارات النظام المقصودة هي : الثورة ، الجمهورية ، الوحدة ، الديمقراطية وهي دائما ماترفع في وجه أي منتقد أو متمرد على النظام الفاسد والظالم .
فالثورة حدث متبدل ومتغير ومتكيف في كل زمان ومكان.
والجمهورية شكل من أشكال نظم الحكم لا يوجد مايؤيد ثبات الأمر هذا .
الوحدة كمفهوم شيء جميل ولكن الحياة متغيرة ومتبدلة والدول ينفرط اتحادها وتلتئم أجزاءها والتاريخ مليء بالشواهد التي تؤكد انه لا ثبات لمثل هذا في أي منطقة أو دولة أو كيان .
والديمقراطية إحدى طرق الوصول إلى الحكم والتعبير عن الرأي لا ثبات فيه.
والثوابت كمفهوم ، كما اشرنا فيها شرك عظيم وهي تنعي هنا لدى النظام أمور متغيرة متبدلة .
ولا يستطيع احد بل واجزم أنه لن يوجد من يؤكد أن هنالك شيء ثابت في هذه المفاهيم .

ولكن ماهي الخطوط الحمراء ؟
واضح من المفهوم أنها تعني احتكار معين لأشياء وبالتالي حرمان الناس من الوصول إليها أو تعديها.
وهي أحيانا تطلق على الدستور، الشرعية، النظام، حدود حرية الرأي؟ ول أخذنا مثل هذه المفاهيم والمصطلحات في اليمن لوجدنا انه لا الدستور يحترم من قبل النظام ومن قبل المتنفذين ولا شرعية لنظام فاسد ظالم ناهب ولا وجود لنظام وقوانين محترمة في كل الميادين والرأي مكبل ولا توجد مساحات للتعبير عنه .

إذا ماهي الثوابت والخطوط الحمراء كما هي في الواقع ؟
من خلال المشهد والوضع والواقع المعاش فالثوابت هي السيطرة على الجنوب وانه فصل أعيد للأصل، ونظام الولاء الشخصي وخلق الأزمات وترحيلها والنهب والسلب واحتكار الاقتصاد والمال العام من قبل عصابات معروفة موالية للنظام وتخدمه وكذلك قوانين عقر الثيران وسياسة فرق تسد وإشعال الفتن.
والخطوط الحمراء هي الأسرة الحاكمة وتبجيل الزعيم وصوره وعدم المساس بما سلب ونهب والتسليم بالأمر أن السلطة للزيدية وحاشد بصفة خاصة .

وبما أن هذه الثوابت والخطوط الحمراء هي الحقيقة المشار إليها آنفا فان للجنوبيين خطوطا حمراء تستمد من الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الإنسانية المعروفة والمتفق عليها .
خطوطنا وثوابتنا هي :
كرامة الإنسان وعزته، وحريته، والحق في امتلاك ثرواته وتسخيرها لمصلحته، والحفاظ على هويته وثقافته، والذود عن وطنه، والتمسك بأخلاقه الحميدة، وتوفير الحياة الصحية والمحترمة لأجياله القادمة.

وبالمقارنة البسيطة هذه تتجلى لنا حقائق ماهو كائن وماهو المفروض أن يكون وماهي السبل التي ينبغي أن تنحو إليها الأمور ، ولابد مما لابد منه في أن نحق الحق وان نرسخ ذلك في تفكيرنا وعملنا لان الخطوط النارية والثوابت العقيمة لن تستمر وماهو للإنسان ولحق الإنسان هو الثابت بعد شهادة إن لا اله إلا الله محمد رسول الله وكل مادونه وماعداه ليس إلا باطل وظلم وجريمة يجب ألا تمر ولا تبقى.


.