كتب يافــع اليافعــي
وقد انصهرت إرادة شعب الجنوب الحر مع عزيمة قيادته الوطنية داخليا وخارجيا , واكتمل ترابط حلاقات النسيج الاجتماعي الجنوبي ليشكل حلقة فولاذية واحدة , لا تصدئ ولا تكسر , بل تزداد قوة ومناعة في وجه المستعمر الجديد , الذي اغتصب حريتنا واستباح كرامة بلادنا , وجعلها مباحة للأوغاد والقراصنة والصعاليك , من أحفاد كسرى وبقايا النسل الحبشي المقطوع , فلا يمكن ان يخيب رهان شعب الجنوب العربي الأبي ,على مبايعة فخامة الرئيس على سالم البيض , ربانا لقيادة السفينة الجنوبية التي تبحر الان باتجاه شواطئ الحرية والكرامة والعزة , لانتزاع شعلة الاستقلال ومشاعل النور والسيادة , من براثن الاحتلال والتخلف والعنصرية الهمجية والظلام , بعد ان اجتازت بعون الله ثم بفضل تضحيات شعب الجنوب , الذي يصب الدماء انهارا من بزوغ فجر كل يوم الي غروب شمسه , في سفوح الجبال وقيعان الأودية وفي كل شارع وساحة , اجتازت المحيطات الهائجة والأمواج المتلاطمة والتيارات الجارفة والعواصف القاذفة, لتصبح الان على بعد مسافة رمية حجر , من شواطئ الأمان والاستقلال , شواطئ عدن ام الأحرار ومنبتهم , فرهان هذا الشعب العظيم , ليس نابع من أصالة ورسوخ شرعية الرئيس علي سالم البيض كقائد تاريخي للجنوب فحسب , بل لإدراك هذا الشعب العظيم , بالرصيد الهائل من الإمكانيات القيادية الفذة التي يمتلكها هذا القائد الإنسان, الذي يتحلى بقدرات استثنائية فائقة الجودة , لوصف وتصنيف القضية الجنوبية , وفق المفاهيم والتعريفات التي يفهمها ويعترف بها هذا العالم , والولوج بالقضية الجنوبية إلى دهاليز وأروقة المجتمع الدولي , الذي كان إلى وقت قريب مؤصد أبوابه امامها , ومحكم إغلاق خزانه عليها , لا بل انه كان يصم اذانه ويغمض عيونه بالرمد المصنع من مساحيق المصالح والمساومات اللا أخلاقية واللا واقعية , حتي لا يسمع أنين شعب الجنوب او يرى مآسيه وتضحياته على حد سواء , إلى ان جاء الرئيس على سالم البيض بخبرته وحنكته وصبر شعبه وتضحياته , ليجبر العالم إلى الالتفات الى مطالب شعب الجنوب بل وتفحص ملف أوراق قضيته الإنسانية العادلة ورقة ورقة , التي أصبحت الان حديث كل لسان وجميع وسائل الإعلام , من هنا ادرك شعب الجنوب ان رهانهم على من قادهم ذات يوم الى تحقيق حلمهم الجميل بتحقيق الوحدة بين الجنوب العربي واليمن , قادر الان بأذن الله ان يصل بهم الى ربوع الحرية ومرابع الاستقلال الذي أصبح شبه واقع على ارض الجنوب الحبيبة , فها نحن نشهد كل يوم وكل ساعة تساقط جحافل المحتلين الأوباش من على قمم الجبال وبطون الأودية الممتدة على طول وعرض الأرض الجنوبية المباركة التي تتطهر كل يوم بدماء أبنائها من دنس وسموم الرياح الصفراء العفنة , وتلعن الغزاة كل ساعة وكل حين وتلفظهم كما تلفظ الأمواج الشوائب والجيف , حتي تعود ارض الجنوب شامخة عزيزة مهابة الجانب , تحرسها عناية الله ولطفه وزنود الجنوبيين وعيونهم , التي ستكتحل وتقر بترابها قريبا بأذن الله .
حفظ الله الجنوب وشعبه من كل مكروه .