سرية الطماح وتلبية نداء الواجب .

[سالمين 14]

السلام عليكم


سرية الطماح وتلبية نداء الواجب



( 1 )
(اذا زلزلت القبيلة زلزالها )


المقال :مقال نشر قبل عشرين سنة باسم (اذا زلزلت القبيلة زلزالها ) كاتب الزلزلة : يدعى حسن عبد الوارث00 المكان: عاصمة الجنوب الابدية عدن 00الزمان: عصر جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 00بطل القصة شخصية هذا الموضوع 00الراوي : احد الاعزاء0
القصة :
محسن الشرجبي لعلكم سمعتوا عنه وافد احتضنته عدن بدفى ورحب به اهلها وقدموه وغيره ممن اتى معه وقبله وبعده من تلك الجهة فاكرموا نزله فخصوا بالوظائف وعينوا بالمناصب ومنحوا المساكن من فلل وشقق عدن فوصلوا الى اعلى الدرجات واهم المسئوليات فترقى هذا الشرجبي حتى وصل وزيراً لاهم وزراة على الاطلاق وزارة مطلقة الصلاحيات (وزارة امن الدولة ) وقد كان انصاره يعدونهُ ليكون خليفة لسلفه عبد الفتاح00 فكان هو يسعى بجهد وحنكة ودهاء للسيطرة على مفاصل الدولة فخطط ان تكون المواقع الهامة لانصاره فرسم على كرسي محافظ العاصمة وكان يشغله حينها احد ابناء يافع البررة (ناجي عثمان ) فعمل محسن على تطفيش المحافظ بكل الاساليب السياسية والاستخبارية وجهز البديل من الخبرة (كمراني) ووصل به الحال ان قام بحصار المحافظ اليافعي داخل منزله ليمنعه من الخروج لمزاولة عمله 00فكان موعد بطلنا بطل القصة هنا00 طماح (محمد صالح ) ضابط بالجيش وكان يشغل منصب نائب سياسي لاحد الالوية بمنطقة صلاح الدين 00 طماح بلغه خبر حصار ومضايقة محسن الحجري لعثمان اليافعي فتحرك من فوره ومعه اربعين ضابط واحكم الحصار على الوزير الاستخباراتي الشرجبي في منزله وما كان من الوزير الا طلب النجدة والوساطة فرفض سالم صالح الوساطة وقام بها البيض ولم يعد طماح الى موقعه الا بعد ان اُعيد عثمان الى كرسيه 0 فلذلك كتبَ عبد الوارث (اذا زلزلت القبيلة زلزالها )



( 2 )
حرب 94م ومابعدها


لم يكن الطماح الا احد المدفعين عن عدن ولحج والجنوب لم يبيع ولم يتنازل عن شبر منها تصدى ومن معه لجحافل الاحتلال على جبهة العند فحاولا بامكانيتهم القليلة الصمود ولكن الخيانات خصوصا على هذه الجبهة كانت من اعلى الهرم فكان ماكان ولكن لم يهدى من يومها طماح يافع ولم يقبل باي فتات فظل على العهد ولم يقبل اي مساومة بوطنه وارضه فكان موعده عدن مارس 2006م فكان ضمن قيادة اول مجلس للمتقاعدين الذي شكله المناضل النوبة من خمسة اشخاص ثم ثاني مجلس الذي شكله على محمد السعدي ثم لعب الدور الاكبر في تشكيل المجلس الوطني الاعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب بزعامة باعوم واخيرا كان المنسق الاول لتوحيد الهيئات والمجالس الجنوبية للنضال السلمي في اطار مجلس الحراك السلمي 00 ولاننسى ان دورا كبيرا قد لعبه خارج حدود الجنوب اثناء زيارته لامريكا واوربا ودول الخليج فاستطاع ان يوفر دعما كبيرا للحراك السلمي وبهذا انفرد دون سواه ان جمع نضال وبطولات في الداخل ونشاط وسعي ونجاح في الخارج 0
طماح لم يكن هدفه من خلال دوره الفعال بالنضال الجنوبي السعي لكسب مال او جاه او منصب فيستطيع الحصول على ذلك بكل سهولة ان قام بزيارة واحدة الى صنعاء 00 طماح لم يكن يوما في الموخرة بل تقدم الاحرار وقدم ابناءه وبني عمه تجاه الصفوف الجنوبية فكان ان اصيب ابنه وفقد احدى عينيه ووعد بالاخرى وبحياته فداء للجنوب ثم فقد ابن عمه شهيدا في معتقلات الاحتلال 0



( 3 )
سرية الطماح ونداء الواجب


اثبت الطماح العميد انه الرجل الوفي الرجل الشجاع الرجل المحنك 00 ونحن نقرأ في السياسي برس كيف لبى نداء الاستغاثة لزميل له في النضال احد قادة الجنوب عندما وقع في محنة فما كان من البطل الا ان ذهب له بنفسه بشحمه ولحمه وكان بالامكان ان يرسل له من يقوم بالواجب خصوصا انه يدرك انه هو نفسه هدف ثمين للعدو شانه شان المستغيث ولكن ابى الا ان يقوم بالمهمة شخصيا لتكون الرسالة ابلغ وتكون العزيمة اقوى0
انطلقت السرية 00 نقطة الانطلاق: يافع لبعوس 00 العدد: اقتصر على خمسين رجل من اشداء القوم في حين كان عشرات الالاف قيد الاشارة00 مسافة الرحلة: مايزيد عن مائة كيلو متر 00 طبيعة الطريق: جبلية شديدة الوعورة 00 المناطق التي مر بها : لبعوس - يهر - رصد - سرار - حطاط - باتيس - الحصن - جعار - زنجبار 00 نقاط عسكرية : اهمها نقطة باتيس وهي ماتسمى بنقطة القنطرة - النقطة التي تفصل بين الحصن وجعار وهي نقطة مستحدثة وهي من منجزات الوحدة - نقطة المثلث وهي النقطة التي تفصل بين جعار والمخزن وهي ايضا من منجزات الشرعية وهي نقطة عسكرية وليست امنية تتبع الجيش وفيها من الاسلحة المتوسطة والثقيلة 00 نقطة الجولة وهي التابعة للنجدة والمرور المتخصصة بمضايقة الاهالي وسلب ممتلكاتهم00 هذه النقاط الثابته فقط اما النقاط المستحدثة والمتحركة فحدث ولا حرج (ملاحظة : لم تعرف محافظة ابين قديما في ظل اليمن الجنوبي الا نقطة واحدة -نقطة القنطرة - لاسواها وفيها رجل شرطة واحد )0
السرية الطماحية اليافعية تجاوزت كل المراحل وكل النقاط في رتل من السيارات فاعترضتها تلك النقاط ولكن استطاعت مقاومتهاوالسير قدما حتى وصلت الديوان الفضلي فكان في استقبالها سلطان ذلك الديوان وشيخ الجنوب الفضلي رحب وسهل ونحرت الذبائح فالتقت القلوب وعرف السلطان ان وراه رجال الجنوب فجبر خاطره وزادت عزيمته وادرك جيدا ان ليس للجنوبي الا الجنوبي وتيقن ان حرب 94 هي خطئه الكبير كما اعلنَ ذلك مراراً0
بعد ان تدارس الوضع بين الشيخ وقومه والطماح ووفده عاد الليث الى عرينه ولكن كيف كانت العودة ؟ احدث قائد عسكري او حتى جندي يتوقع ان كمينا لابد ان ينصب لقائد جعل انوف اعدائه في الوحل هذا اولا وثانيا يريد الاعداء ان تكون رساله للجنوبيين للعبرة لمن يتجرى على القيام بمثل ذلك 00 فتوقع الطماح كمينا صنعانيا00 فهنا كان القرار وكانت حنكة القائد - يقول القائد بكلمات مختصرة : هذه ارضنا ونعرف مداخلها ومخارجها 0
فياله من بطل جنوبي يرفع الهامات ويعلي الهمم0