شركات الهاتف النقال تفك ارتباطها بالجنوب

[فداء الجنوب]

شركات الهاتف النقال تفك ارتباطها بالجنوب
21/03/2010
عبدالرقيب الهدياني،نيوزيمن:



سمعت أن الحراك سيرفع في فعالياته القادمة لا فتات مكتوب عليها( نشكر شركات الهاتف النقال التي قامت عمليا بفك ارتباطها بالمحافظات الجنوبية وندعو باقي الجهات للسير على خطاها).
لا أعلم سببا منطقيا يفسر قيام السلطة بقطع الاتصالات عن محافظات لحج وأبين والضالع – وجميعها جنوبية- وبحسب تعبير الكثير من المواطنين فإن اجتياح غزة في فلسطين لم يكلف الجيش الإسرائيلي القيام بهذا الإجراء الذي لا علاقة له بالأمن.
سيكتمل الشهر ولازالت الاتصالات مقطوعة، والحملة الأمنية التي أعلنتها السلطة في هذه المحافظات لم تحقق أي نتائج مذكورة ، لم يتم القبض على أي من المطلوبين لكن الأجهزة الأمنية قتلت ثلاثة أشخاص في الضالع وردفان لا علاقة لهم بالحراك أصلا، لكن أسرهم وأقرباؤهم انظموا إليه مباشره عقب حوادث القتل.
لم يتم القبض على المطلوبين المزعومين، ما حققته السلطة اقتصر في زيادة مساحة الساخطين والرافضين لها ولتصرفاتها غير الحكيمة.
برأيي أن قطع الاتصالات عن ثلاث محافظات كل هذه المدة لا علاقة له بالأمن ، وحقيقة الأمر أن الخطوة هي عبارة عن عقاب جماعي لهذه المحافظات المشاكسة التي تتصدر فعاليات الحراك المناهض للسلطة، عقاب جماعي للجماهير التي لم تهدأ ولم تكل ولم تمل من تنظيم المسيرات، فكان لابد من معاقبتها وتوصيل رسالة بسيطة إليها ، مفادها أن السلطة لن تترك حياتكم المعيشية تبدو طبيعية ، ولأن الهواتف غدت اليوم في واقع الناس الشيء الأكثر استخداما ، ومن خلالها تتبادل جماهير الحراك ما حدث بالأمس واليوم وما الذي يجب أن يحدث غدا، وهي بمثابة وسيلة التعبئة وشحن الطاقات ، بعد أن جرى إغلاق الصحف المتهمة بتغطية فعاليات الحراك، وفرض الحصار على الباقيات المقموعات بعدم الخوض في تفاصيل ما يحدث في الجنوب.
قطع الاتصالات هو مقدمة لخطوات عقابية قادمة، إذا ما استمر الغليان ورفضت جماهير الجنوب في هذه المحافظات تطبيع الأوضاع مع السلطة, تذكروا أن السلطة أقدمت في أوقات سابقة على إغلاق مدن كالضالع وردفان ومنع وصول المواد التموينية إليها، كالغاز والديزل التي يستخدمها جماهير الحراك للتنقل عبر الباصات، كما طرح سابقا مسألة إغلاق الطريق الرئيسي بين صنعاء وعدن والذي يمر بالضالع ورفان ، وترك هذه المنطقة مغلقة ، قال عنها قيادي مؤتمر بلحج ( لن تسقط السلطة بما يجري هنا و ما ضر لو بقت مدن ثانوية مثل ردفان والضالع مغلقة إلى يوم الدين ).
السلطة قطعت سيل تدفق الصحف، قطعت الاتصالات وما عادت هذه المحافظات مربوطة باليمن وعاصمتها إلا عبر مكاتبها ومسئوليها ، قطعت الطرقات، قطعت الأرزاق ، بل قطعت الأرواح ممن استهدفتهم رصاصات أمنها في شوارع كثير بالمحافظات الجنوبية... ثم ماذا بعد؟! هل عالجت المشكلة وأوجدت الحلول – قطعا لا- كل يوم تنتج مشاكل جديدة وتوجد ألف سبب، وألف قضية يستغلها الطرف الآخر لصالحه.