سلام أبا باشا

[عادل منور]

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام أبا باشا
إلى الأستاذ القدير هشام باشراحيل " أبو باشا " و أولاده هاني و محمد , يؤلمنا كثيراً ما أنتم فيه ولكن كل كبير تكون تضحياته كبيره , عرفناك أستاذاً جليلاً , عنوداً في دفاعك عن قناعاتك لا تخاف في الحق لومة لائم , تقول كلمة الحق في وجه الظالم حتى وإن كان بمقدوره الأضرار بكم . هكذا هم الرجال الذين يعنون ما يقولون .
تعشق مدينة عدن إلى درجة الاستعداد للتضحية بالمال والبنين في سبيلها وتحب أبناء هذه المدينة وبقية البسطاء في هذا الوطن بنفس الدرجة , هذا الحب والوفاء الذي لا يتوفر إلا في أمثالكم وهم قليلون في هذا الزمن .
استخدمتم صحيفتكم " الأيام " لتحمل هموم البسطاء في عدن وعموم الوطن على صفحاتها وإلى جانب ذلك تحمل راية الدفاع عن حرية التعبير , ونعلم ويعلم كل أبناء الوطن ما عانيتم وتعانون بصورة يومية جراء مواقفكم المشهود لها .
رفعتم رؤوسكم حيث انحنت رؤوس غيركم.... قلتم " لا" حيث قال غيركم " نعم سيدي " رفضتم المساومة على قناعاتكم تلك المساومة التي قبلها غيركم .
هذا العناد والاستعداد للتضحية دفاعاً عن حقوق سلبت, وأرض استبيحت , وثروة وطنية نُهبت . تلك الممارسات التي استخدم فيها الفاسدون مواقعهم التي يحتلونها فتصديتم لتلك الأعمال عبر صحيفتكم " الأيام " ورصدتم أفعالهم دون خوف , الأمر الذي جعلهم يدخلون معكم ومع صحيفتكم في حرب مفتوحة تحت شعار "نحن أو الأيام ورئيس تحريرها " ورغم اختلال المعادلة في هذا الصراع سيذهب الزبد ويبقى الماء , ظهرت بوادر ذلك من خلال عقد المؤتمرات الإقليمية والدولية التي ترى في أن الفساد في اليمن أشبة "بمثلث برمودا " فقد خلق بيئة أصبحت تشكل خطراً ليس على اليمن فحسب بل على المحيط الإقليمي والدولي ذوي المصالح في هذه المنطقة .
الأستاذ هشام إن البطش بلا رحمة الذي واجهوكم به يعبر عن ضعفهم تجاه كلمة الحق فالقوي يواجهه الحجة بالحجة , اما الحملات العسكرية والسجون فالجدير بهم توجيهها إلى قطّاع الطرق وخاطفي السواح والباسطين بالقوة على حقوق المستثمرين في عدن وغيرها .
إننا ننشد السلام وحياة الاطمئنان على الكليات الخمس المكفولة شرعاً وقانوناً وعرفاً وهي المهمة الأساسية للدولة تجاه مواطنيها , وننشد قبول الرأي الآخر والتوقف عن مواجهة الكلمة بالمدفع .
أخيراً نعتقد أن على أبناء مدينة عدن الفاضلة وبقية أبناء الوطن مبادلة الوفاء بالوفاء تجاه الأستاذ هشام باشراحيل وأبناءه وصحيفته " الأيام " فما لحق بهم كان سببه دفاعهم المعلن تجاه من ارتكب اخطاء جسيمه بالأرض والثروة والإنسان في عموم الوطن هذه الأخطاء التي فاحت رائحتها خارج الحدود لتزكم أنوف المجتمع الإقليمي والدولي الذي يعكف الآن على معالجتها . فأين نحن من محنة آل باشراحيل ؟؟؟ أما جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟؟؟
بقلم / ابن الجنوب البار