النظام اليمني واللهث وراء سراب تقسيم الجنوب

[يافع اليافعى]

( النظام اليمني ) كغيره من الأنظمة القمعية والهمجية والتي غالبا ما يسيطر عليها القتله والسفاحين والسفاكين ومصاصي الدماء والفاشلين والساقطين ومريدي المراقص والخمارات والتي تتصف ( هذة الأنظمة ) بالغطرسة والعنجهية والتعالي وإنكار السلبيات والتنكر للحق والحقائق والجحود بمنجزات من سبقها ونكران تضحيات غيرها ونسبها نجاح الآخرين لها ,, لم يشذ النظام اليمني عن تلك القاعدة القبيحة , لا بل انه أكثر من يطبقها وتنطبق عليه ( لايقين على بعض ) .

من هذا المنطلق تأتي مكابرة نظام صنعاء وعدم اعترافه بما يحدث او يحيق باليمن وشعبها من كوارث ومآس , فالعقلية الشمولية مسيطرة عليه رغم إدراكه لذلك الخطر الداهم , وبدلا من ان يقوم ذلك النظام من اصلاح ما يمكن اصلاحه في اليمن والعمل على اعادة الحق الجنوبي كامل غير منقوص وبدئه بمفاوضات المرحلة النهائية من فك الارتباط , لجئ النظام اليمنى الى أسلوب عقيم سقيم لا ينفع ولا يجدى حتى وان صحت تلك الخزعبلات التي يروج لها هذا النظام واعلامه الوضيع ,, فقد حشد وسخر كل الطاقات والألسن لتخويف الجنوبيين من ان الجنوب لا يمكن ان يعود دولة واحدة في حال الانفصال , وحتى ان صحت هذة الخزعبلات فان شعب الجنوب يفضل ذلك عن البقاء مع المحيط اليمنى البائس المتخلف , كما فضل الشعب العراقي الاحتلال الامريكى عن النظام الصدامي ألبعثي العفلقي الإجرامي , وفضل الشعب اللبناني أي احتمالات بما فيها عودة الحرب الأهلية عن الاحتلال السوري ألبعثي البغيض , اخر هذة (الصيحات) أطلقها المستشار السياسي لرئيس النظام اليمنى المدعو عبد الكريم الارياني في مقابلة مع صحيفة السياسة الكويتية والتي قال فيها ان الجنوب سيتقسم وانه على قادة الحراك ان لا يحلموا بجنوب موحد , وقبله ردد ذلك آلافك , الافاك الأكبر على عبد الله صالح رئيس النظام اليمنى وأزلامه أمثال با صرة وفارس السقاف وبقية ابواق وجوقة النظام الذي استنفذ ذخيرة الكذب والدجل والاحتيال , من هنا يؤكد النظام اليمني الفاشل على انه نظام عقيم ذو فكر مشلول لا يقوى حتى على مجرد التفكير بكيفة حل مشاكل اليمن المعقدة والشائكة والمتشابكة بخيوط الفساد والمحسوبية والتنفذ وسياسة الإقصاء العنصرية التي مارسها هذا النظام منذ تحيق ما تسمى (( بالوحدة اليمنية )) المغدورة بسكاكين بلاطجة السياسة ,, سواء في الجنوب اواليمن بشكل عام قبل تحقيق الوحدة وبعدها , فقد اختار مشرع السياسة اليمنية عدة نقاط ليرتكز عليها مشروعه الحقير في وائد الجنوب وإلغاءه وطمسه من الوجود أرضا وشعبا وهوية وتاريخ وتراث , مستندا في ذلك على ارث الحقد التاريخي الدفين الذي يحمله رموز اليمن قادة ونخبة , جراء تفوق الإنسان الجنوبي على اليمنى وتجاوزه في كل شيء , بالإضافة الى وهمهم المريض من ان معظم سكان الجنوب اتو من خارجه وانه مجرد ارض تابعه للشمال رغم توارثهم ثقافة البيع لأراضيهم عن أجدادهم واسلافهم وترحيبهم بكل غازي وغريب قادما الى أرضهم غاصبا ومحتلا , فلم يجدوا الا الإنسان الجنوبي لإفراغ شعورهم بالنقص المكبوت في نفوسهم فبداؤا بمشروعهم الدنيء الذي يدل وبشكل قطعي على مدى الكراهية التي يكنونها ويحملونها لشعب الجنوب العربي الأبي , وقبل ان نذكر بعض هذة التصرفات الحمقاء والتي ادت بهم الى ما هم عليه اليوم من ذل وخنوع وتخبط وشعور بالعار والخيبة والاسئ من جراء اتباعهم لتلك السياسة مع شعب الجنوب والتي تأنف حتى القذارة نفسها من مجرد التفكير بها فما بالك بممارستها وإسقاطها على ارض الواقع .
تعالوا نذكر بعض فوائد تلك السياسة الاقصائية التي مارستها ضدنا العصابة المافوية في صنعاء بالنسبة لنا كجنوبيين .
بغض الطرف عن ما وصلنا اليه اليوم من التفاف شعبي عارم حول المشروع الاستقلالي العظيم ( مشروع فك الارتباط ) مع الجمهورية العربية اليمنية وتلاحم الجنوبيين وتوحد مشاعرهم وتوقدها نحو تحقيق ذلك الهدف الأسمى والأغلى المتمثل باستعادة دولة الجنوب .
لا احد ينكر ان تلك السياسة الغاشمة هي السبب الرئيسي بل والوحيد بانتفاضة الجنوب ضد الظلم والطغيان ,, وهكذا علمنا التاريخ , فلم يقاوم أي شعب أي استعمار داخلي او خارجي الا لممارسة ذلك الاستعمار الظلم والاضطهاد والنهب وطمس الهوية

فل نتخيل لو ان النظام لم يقم بإقصاء الجنوبيين بعد حرب 94 من وظائفهم وطبق العفو العام الوهمي الى واقع ملموس يعيد فيه كل الأمور الى نصابها ,, وفي المقابل مارس سياسة التهميش البطيء والتي ان كان استخدمها ولم يخذله الله بها لكانت تحققت وبنجاح كبير وفي مراحلها الأخيرة ومنها

(1)الإحالة التدريجية البطيئة لكبار ضباط وقادة الجيش والشرطة من خلال وضع قانون تأميني يطبق على الجميع مع رفع الامتيازات لهم مقابل تقاعدهم .

(2) تعيين اكبر عدد من أبناء الجنوب وخاصة كبار المسئولين في مناصب شكليه يتم استحداثها ,, ويستهدف منها / دمجهم في المجتمع الشمالي ولو بشكل بسيط / استقرار عدد منهم / توطين وظيفي في الشمال / تشتيتهم في اماكن بعيدة / تصفية بعضهم هذا بحادث سيارة والثاني تسميم وغيرها من الأساليب وما أكثرها /

(3) ماذا لو كان طماح نائب محافظة الحديدة وطماح الاخر مستشار وزير الدفاع وبأ عوم محافظ المهرة وشحتور قائد لواء صعدة والخبخي سفير في لبنان او الأردن وصالح اليافعي ملحق عمالي بسافرة النظام في جدة وعبد الرحمن الجفري نائب أول لرئيس الجمهورية وبن فريد وزير للتجارة وهكذا وباشراحيل سفيرا لدى الأمم المتحدة , لكان أحيل معظمهم الى التقاعد وربما بطلب منهم وهم راضين مرضيين ,, فليس لديهم أي قاعدة لتحريك الشارع الجنوبي الذي لم يفقد احد منهم وظيفته او منصبه كما ان ذلك الشعب هو من حقق الوحدة ودافع عنها .

(4) يمننة الوظائف العامة الكبيرة والصغيرة وبطريقة جهنمية بحيث لا يشعر بها احد إقصاء ما نسبته 5 % او أكثر قليلا او اقل من خلال استبدال المتقاعدين الجنوبيين بشماليين , مثلا يتم تقاعد 10 او 20 الف جنوبي سنويا وتخصم نسبة معينه من الوظائف الجديدة للشماليين بحيث لا يشعر بها احد

(5) اقرار قانون الزامى بتعيين 20% في كل محافظة من أبناء المحافظات الأخرى وإلزام كل محافظة بإرسال 20% مثلا من أبناءها او موظفيها قدماء وجدد الى المحافظات الأخرى .

(6) توطين الشماليين في الجنوب وتهجير الجنوبيين الى الشمال عن طريق الاتى ,, انشاء وحدات سكنية في عدد من المحافظات سنويا يتم منح بيوت فيها ( شقق ) للجنوبيين ووظائف قريبة منهم والعكس صحيح فلو قبل 1000 او 3000 الاف جنوبيين بذلك وبعضهم ساكن مع أهله في غرفه هو وعياله ,, فكم كانت نسبة أبناء الجنوب من التهجير والقبول به ,, والعكس صحيح فلو تم توطين 50000 شمالي في الجنوب سنويا لما كره عليهم الجنوبيين ذلك ,, على ان يتم منح أراض سكنية لأبناء الجنوب في الجنوب بعدد أكثر مما تم منحهم مساكن في الشمال

(7) سحب اكبر كم من أبناء عدن ويافع وحضرموت وشبوه والضالع الى تجمعات سكانية متقاربة في عدد من المحافظات الشمالية مع الوظائف طبعا فكم كان جنوبيين قبلوا بذلك

(8 ) تحسين الخدمات الصحية والتعليمية ولو بشكل بسيط في الجنوب وتخفيض قيمة الماء والكهرباء

(9) انفاق الدولة على المشاريع في الجنوب ولو بنسبة 20% مما تنفقه على محافظات الشمال

(10) عدم التعامل بعقلية المنتصر

(11)عدم المساس بالآثار والمتاحف ومسميات الشوارع والمدارس والمساجد في الجنوب وعدم اظهار تمزيق علم الجنوب السابق وصور قادته على شاشات التلفزيون

(12) الاحتفاء بالمناسبات الوطنية الجنوبية مثل الشمالية وعدم نسبها لغير أصحابها

(13) التأكيد الدائم على شراكة أبناء الجنوب بالحكم وبتحقيق الوحدة

(14) السيطرة على الأراضي الجنوبية بطريقة قانونية ,, أي ان تقوم دولة 7 يوليو بوراثة دولة الجنوب ولا توزع الاراضى كغنائم حرب وتمنح أجزاء منها لأبناء الجنوب وخاصة الموظفين مقابل أسعار مناسبة ,, والجزء الأكبر للاستثمار على ان تقوم الدولة بشرائها ( سريا ) لمتنفذين شماليين ويكون بعضها بأسماء جنوبية

(15) عدم إلغاء مطارات عدن والريان وميناء عدن والعبث بتسمية إذاعة وتلفزيون عدن

(16) ماذا لو لم يقتل أي مواطن جنوبي برصاص متنفذ شمالي

(17)الحفاظ على نسبة التمثيل الجنوبي بالسلك الدبلوماسي مع تهميشه سنويا بنسبة سفيراو سفيرين

(18) ابتعاث الطلاب الجنوبيين الى الخارج من خلال اتباع سياسة واضحة وهى الإعلان عن أسماء جميع الطلاب وتكون نسبة العلامات هي المعيار ويكون الابتعاث الى الدول المتطورة والأقل تطورا متكافئة بين أبناء الشمال والجنوب , لا ان يتم إرسال أبناء الشمال الى أمريكا وكندا وفرنسا وألمانيا وأبناء الجنوب الى السودان وباكستان وكينيا ثم يتم التقليص سنويا ابتداء بالتلاعب بعلامات الثانوية كما يقومون بإرسال إضعافهم شماليين وبشكل سرى وغير معلن ,, لا ان يتم استبدال شماليين فاشلين او أبناء مسئولين بعد ان تم الغاء ابتعاث الجنوبيين قبل سفرهم بعدة ساعات كما حصل ويحصل سابقا وحاليا .

(19) قبول عدة الاف من أبناء الجنوب بالشرطة والجيش والحرس الجمهوري سنويا مقابل ضعفهم عدة مرات من الشماليين ,,, ولو كان النظام قام بتطبيق ذلك وقبل وقوع الفأس بالرأس لما حصد اليوم ما يحصده من رياح وأعاصير ,, علما بأنه يقوم الان بتطبيق الكثير منها ولكن عدم تجاوب أبناء الجنوب معها أصابه بالفشل والهذيان ,, وعلما أيضا انه لو كان اتبع ذلك لما كلفه ذلك ماليا ما كلفه قيمة بعض التسويات المؤقتة او خسائر أسبوع واحد منذ بدء الحراك ,,, فماذا لو كان النظام اتبع هذة الأساليب والطرق الخبيثة , لكان تم ترويض الجنوب ومن ثم ضياعه فترة طويلة وربما الى الأبد ,, وبرضاه ,, وقبل ان نقول ان السحر انقلب على الساحر نقول ان الله سبحانه وتعالى رد كيدهم الى نحورهم وجعل تدميرهم في تدبيرهم .

اللهم ارحم شهدائنا وفك قيد أسرانا
ودمر أعدائنا وطهر من دنس الاحتلال بلادنا
وأحفظ قادتنا ورموزنا وانصرنا على القوم الظالمين

عـاش الجنـوب وعـاش أبنـائــه
النصر للجنوب والموت لأعدائه