مخبازة صالح والحجة فطوم

[نصر شاذلي]

--------------------------------------------------------------------------------

زرت اليوم الحجة فطوم وقلت لها اليوم معي قصة غريبة ، قالت أصبر با أعمر ماي فرست بوري وبعدين حازيني عن هذه المحزاية الغريبة زي أيام زمان – حافة القاضي في عدن عاصمتنا الجميلة .. عاصمة الجنوب العربي .. الجنوبية العربية. بعدها جلست الحجة فطوم عاقلة حافة القاضي الشهيرة أمام مداعتها التاريخية ، قلت لها يا حجة فطوم .. هل سمعتي هذا الخبر المضحك ، صالح رئيس النظام في صنعاء أرسل في يومنا هذا ابنه العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري قائد القوات الخاصة ، ليحمل رسالة دبلوماسية إلى بلد عربي شقيق ، إن ما يدعو إلى السخرية أن يرسل هذا الرجل أبنه في عمل دبلوماسي ليس من اختصاصه ، إن من المضحك أن يعطي ابنه رتبة بريجادير جنرال كبير ، إنه في هذه السن الصغيرة يبدو مضحكا وهو يحمل هذة الرتبة الكبيرة والأوسمة التي يجب أن يكون حاملها ضابط كبير قد تخطى سن 50 من عمره ، ضحكت الحجة فطوم وقالت وليد معويل أبوه يشتي يتفرح به ، لابس فوق صدره قشاقش حق سوق البهرة .. مرفالة وقلة حياء . قلت لها إن أبن ملكة بريطانيا العظمى ملازم أول في الجيش البريطاني في أكبر وأقوي جيش تاريخي في العالم . إن إرسال هذا الفتى الغرير ليحمل رسالة دبلوماسية يعتبر عمل يدعو إلى الدهشة وخارج العُرف الدبلوماسي ، هذا العمل البدائي العائلي البليد هو قمة السخرية والإسهتزاء بشعب اليمن وهيبة الدولة ، هناك أعراف دبلوماسية ونظام معروف في تسير شؤون الدولة . الحجة فطوم ضحكت بسخرية وقالت صالح أعتبر المسألة .. مسألة بوسطه.. صالح لا يفرق بين رسائل البوسطه .. والرسائل الدبلوماسية .. عقلية مخبازة .

يا حجة فطوم .. إن هذا الرجل يدير الدولة بعقلية "صاحب مخبازة" ، لقد حول اليمن والدولة إلى مخبازة شخصية ، إن الجيش ليس له دخل في العمل الدبلوماسي ، هذا الأمر من شؤون وزارة الخارجية في حمل الرسائل إلى الدول الخارجية . ضحكت الحجة فطوم وقالت ليش صالح ما يودي أبنه إلى صعدة علشان يتدرب على شؤون قتال الأبرياء ، ويشوف معنى الحرب ، الجيش مش دريسات وتعليق النياشين والأفوات ، أستوت اليمن مخبازة سنحان العامة ، صالح خلط بين شؤون الدولة .. وشغل المخابيز . يا حجة فطوم صالح مريض ومصاب بمرض خطير ليس له دواء ، إنه مرض الحقد والكراهية وأستطاع أن يبعد كل الرجال الشرفاء من جانبه ، صالح أدمن لعبة الحكم ، إنه أول مسئول يحكم اليمن هذة الفترة الطويلة في غفلة من التاريخ ، ولكن هناك أسباب دولية غامضة ساعدته على ذلك ، كما ساعدت قاتل العراق صدام حسين الذي أعتدى على الكويت الشقيقة ، هذا البلد الكريم الذي ساعد كل العرب .

ضحكت الحجة فطوم وقالت هذا صالح ما يروح عطلة Leave .. ليف ، كل الناس تروح ليف ..عطلة سنوية ، صالح ما يروح ليف خايف أن يطحس من فوق الكرسي و يرجع ينام فوف فراش الليف الذي كان ينام عليه أول زمانه أيام فقره الرهيب ، صالح جالس ليل ونهار فوق " المغل " .. مغل اليمن .. صندوق الفلوس .. الكاش بوكس .. Cash Box صالح خايف من عيال عمه في بيت الأحمر .. خايف من الحوثي ، خايف من حميد الأحمر .. وكل أحمر على وجه الأرض ، والحجة فطوم سمعت في عدن إن صالح قد ألغى أي لون أحمر في القصر الجمهوري وأصدر قرار جمهوري بعدم إستعمال اللون الأحمر في القصر الجمهوري مطلقآ ، ومنع أي شخص أحمر عين دخول القصر الجمهوري ، ولكن يا صالح إذا هربت من الرنج الأحمر ، قول لي كيف با تهرب من حمران العيون عيال عمك . صالح وصل للحكم بطريقة القمار .. لعبة الروفلات .. آو جاو هذا هو الأحمر ، صالح خايف من العصابة واحد منهم يجلس على المغل .. أصبحت البلاد مغل مخبازة .. مخبازة كبيرة خاصة لأهل سنحان . شوفوا على مرفالة عيال سوق الصيد. يا حجة فطوم لا توجد حكومة في اليمن ، هذا الرجل يسير الأمور بنفس طريقة الإمام ، لا برلمان ، أو مجلس نواب أو وزراء أو دستور ، صالح والعصابة السرية يحكموا اليمن .

يا حجة فطوم .. قصة الجلوس الدائم على "مغل اليمن" ليست جديدة إن نظام صنعاء الحاكم طوال العهود هو نفس النظام، أكانت عمامة بيت حميد، أو بنطلون الجمهورية .. نفس العقلية ونفس المغل ، فقط هناك إختلاف في الأسماء ، مغل إمامي متوكلي .. أو مغل صالح الجمهوري ، ضحكت الحجة فطوم وقالت مرفالة المغل عندهم من زمان الزامنين ، قلت لها نعم و سوف أسرد عليك يا حجة فطوم هذه القصة التاريخية الظريفة ، كان الإمام أحمد بن حميدالدين يجلس على مغل اليمن جلوس متواصل دائم ، إنه الجلوس الخالد على المغل خوفا من الأشرار الطامعين . في أحد السنوات لا أدري كيف كسر الإمام هذه القاعدة التاريخية الخالدة في تاريخ اليمن ، فقد سافر الإمام أحمد إلى إيطاليا وأجلس ابنه البدر فوق المغل مؤقتآ ، لعب الشيطان بعقل البدر وبعض الروفلات من السياسيين المصلحين حسب تعبيرهم (كلهم عصابة واحدة يا حجة فطوم ) ، وزينوا له مرفالة "شبه الإستيلاء على المغل" بطريقة أو بأخرى ، بدء البدر أولا بتوزيع الأموال على رؤوساء القبائل مبالغ ضخمة من "المغل التاريخي" . فجاءه لسبب أو للآخر شعر الإمام أحمد أن هناك خطر على المغل وهو في روما ، فرجع سريعآ إلى اليمن لينقد المغل ويعاود الجلوس من جديد.

ضحكت الحجة فطوم وقالت أكيد كان مع الإمام خدامين من الجن ، كيف عرف إنه في نقص في الكاش وفلوس خرجت من المغل ، قلت لها ليس معه جان ولكن كان يعرفهم جيدآ وليس لصلاح أمرهم غيره ، وقام الإمام بتعنيف البدر و قالوا حتى أنه ضربه بعصا ، والظريف في الأمر أن الإمام أحمد أرسل الجنود في اليوم الثاني يحملوا الجواني الفارغة لإسترداد المال من القبائل الممنوح لهم من البدر . أبتسمت الحجة فطوم وقالت ، الإمام أحسن لهم من مرفالة صالح وعصابته .. بيت حميدالدين ملوك عيال ملوك وكانوا يحترموا القبائل والناس . كان في السابق الناس تهرب إلى الغربة اليوم الإغتراب أصبح صعب مش زي أول ، يجب إصلاح البلاد ، والناس تنورت بالعلم وسرعة الاتصالات وشبكات المعلومات والإعلام الخارجي الحر ، وحكومة مرفالة الجمهورية العربية اليمنية هذه العصابة تعيش في وهم الماضي وبطش الماضي ، وكمان يا صالح خلي ابنك الحبوب يشتغل في الجيش فقط وترك العمل الدبلوماسي لأهل الحقل الدبلوماسي وأترك عقلية المخابيز والعشوائية والبدائية في الحكم .. يا صالح المحكمة الجنائية الدولية تراقب المرفالة العالمية على مدار الساعة ، أغلقوا السجون وأفتحوا المدارس والمستشفيات. عيب التطنيش و إحتقار الشعب والإستخفاف بعقول الناس .. وإلا النهاية ستكون في لآهاي

أخيرآ .. تقول الحجة فطوم العمل الدبلوماسي عمل عظيم وهام في حياة الشعوب ، ويختلف كثيرآ عن عمل المخابيز ، الدبلوماسية فن وثقافة مش مرفالة .. الدبلوماسية تحتاج إلى دراسة وعلم لأنها تقرر مصير الأمة .. يا صالح عيب اللعب في هيبة الدولة ومركزها .. هناك فرق بين فته تمر .. والعمل الدبلوماسي .