((( لأجل معلاوي .. ولأجلك يا وطني )))

[بوعمر]

لأجل معلاوي .. ولأجلك يا وطني




مقدمة :
قل هو : استقلال وقتال






هل يستحق أن تتنامى مسألة تجريد كاتب من لقب أو صفة أو مرتبة إلى هذا الحد ؟ ، يبدو تساؤل يحيط بالأعضاء والزوار وحتى المندسين والأهم ان يحيط به الوطن الجنوبي العربي ، فالمسألة المحمومة بين إدارة وأعضاء هي إفراز طبيعي لحالة الانتقال من فكر الدولة الشمولية اليمنية الجنوبية إلى الدولة المتحررة من قيود ذلكم الماضي على قاعدة العدل والحرية والمساواة بين كل مكونات المجتمع الجنوبي العربي وكامل طبقاته المختلفة ...

ما حدث ويحدث وما سيحدث هو سياق محمود ، تعدد الآراء يعني أننا نحتوي الأفكار ليتعاطى معها الوطن الذي له نهدف ونذهب يداً بيد ، فالحرية الفكرية هي فطرة إلهية فطر عليها الإنسان ، بل هي حق من الحقوق التي لا يجب التفريط فيها ، ولعلنا دون غيرنا نستقرأ في تاريخنا ما يدلل على أن تجربتنا السياسية كانت قاسية وعنيفة ومؤلمة لأن حالة الإقصاء التي مورست في تجربتنا السابقة لم تفرز غير إفشال للأمة الجنوبية العربية ...

ذكر أحد الأصدقاء يوماً ، قد يكون الله تعالى قدر للجنوب العربي أن يمر بكل هذه التجربة القاسية ليؤسس دولة حضارية تقوم على حرية الفكر ، هذه مسألة جديرة بالأفراد الطامعين الخروج من معتقل الجهل اليمني إلى حياة تسع آمالهم وطموحاتهم ، هل نحن بالفعل نريد استقلالاً نبذل له الغالي من الدماء والأموال لأجل استقلال يصنفنا كبقية العرب ، إن كان هذا مطمح الأمة الجنوبية العربية فهذا استقلال باهت لا يرتقي لأمة ها هي تنجز ما عاهدت عليه دماء شهدائها الأبرار ومعتقليها في سجون اليمنيين الباغين الظالمين ...

الوطن الجنوبي العربي يريد هامات عظيمة شامخة يريدون دولة تقارع الأمم المتقدمة ، هذا هو الطموح الذي نريده أن يسكن في النفوس ، نريد خروجاً من نطاقات لا تكرس غير المفاهيم العقيمة البائدة ، نريد رجالات يحتوون الوطن بتاريخه أمجاده وعثراته ، لسنا معنيين برجالات ينظرون تحت أقدامهم ولا يعرفون النظر إلى المستقبل ...

صناعة الوطن تبدأ بهذا الإنسان ، لذا كان الوحي إلهي في مطلعه يتنزل بقوله سبحانه { إقراء باسم ربك الذي خلق } ، إن كنا عاجزين من هنا على عدم القدرة على صناعة الوطن بالحرية واحترام الرأي والعدالة والمساواة فهذا مؤشر نذير بخطر داهم على أجيال ستذوق ما ذقناه من قهر الدولة التي لم تصنع للجنوب العربي دولة تحترمه وتحتويه ...

*** *** ***

الأستاذ الفاضل .. معلاوي

على مدار سنوات طوال مازالت فيها رؤيتنا تتقاطع صوب الاستقلال ، ها نحن وعلى مقربة من هذا الاستقلال نجتمع على ترسيخ مبادىء الحرية الفكرية ، نجتمع ليس على اختلاف كما ألفناه طويلاً حول دور الرابطة وانتهاز الجبهة القومية لثغرات جاءت بها إلى سدة الحكم ، حتى ما كان يجب أن يتداول حاضراً في تكتيكات القيادة السياسية قد توارى ، ليثبت تأسيس القدرة على احتواء الرأي والرأي الآخر ...

قد تكون أقدار الله تعالى أن نكون في هذا الموضع ، وفي هذا التوقيت الزمني ، لنعيش واحد من ما يريده الوطن ، قد تكون تجربة في هذا المجال ، قد ننجح ، وقد نفشل ، ولكن أن نتدارك ما هي المرحلة وما تتطلبه هو جزء من المسؤولية الجسيمة التي لابد ان يكون لها البذل والعطاء بسخاء لأن القدر وحده ما جاء بنا إلى ها هنا ...

ذات مرة كتبت في [ شبكة حضرموت العربية / ملتقى الحوار العربي ] أن ظهور التجمع الديمقراطي الجنوبي ـ تاج ـ قد يؤسس لمفهوم آخر في التعاطي مع الوطن من خلال تجاوز الفكر المناطقي التي ندرك مدى ما غذيناه حتى أنه صار خياراً في حال استمر نزاع الشقاء في دولة الجنوب العربي بين أصل القضية وبين جنوب يمني ، وبين خيار عائم يقول أن نضع صورة للبيت الجنوبي بعد أن نخرج من مأزق الاحتلال ، كنا ندرك من ناحية أن ( حركة تاج ) تمثل وضعية تشكل خطراً صريحاً على كل مشروعاتنا الأخرى ، وكانت ( حركة تاج ) مازالت تصنع ذاتها ، فخضنا معها جدالاً وليس عراكاً أثمر اليوم شيئاً وإن رفضه من رفضه إلا أن شيئاً يستحق الثناء ولو من باب رد المعروف لأهله ، ولعلي هنا أجزل الثناء الكثير إلى الدكتور عبدالله الحالمي الذي كان فرداً وحيداً يفند رأيه في وثيقة الإنقاذ اليمنية ...

حري بك أن تتوسد المجد هنا في ( الضالع بوابة الجنوب ] لأنك اخترت ارتقاء المجد ليس محاباة لرفيق قديم ، بل محاباة لقناعة راسخة فيك تؤكد أن الوطن لا يبنى بغير الحرية ، وأن الوطن لا يتخلى عنه أبنائه ، وأن الوطن لن يخذله غير من يريدون العمل في الظلام للبحث في مشروعات حتى وإن جاءت باستقلاله فلن يكون استقلالاً يستحق الأثمان التي ستدفع له ...

بوركت من أستاذ نجيب
وبورك وطن أنجبك
وكما بدأنا نعيدها أخرى
قل هو : استقلال وقتال