ماذا اعددنا لفيروسات الجنوب ألراهنه

[الحوثري]

منذ رحيل الاستعمار البريطاني عاش الجنوب منعطفات عديدة تسببت في نكبات متتالية لأبناء الجنوب وكان من أسبابها الرئيسية هو وجود فيروسات اخترقت الجسد الجنوبي وسببت له كل تلك النكبات والماسي

ونحن الآن في وقتنا الراهن نعيش في أسوى مرحله يمر بها الجنوب بعد كل تلك المحطات ولعلها تكون أسوى وأسوى للأجيال القادمة لو لم ندرك خطورة ما يجري من حولنا من مؤامرات كبرى
وعند محاولة إيجاد حلول أو مخارج للأوضاع المأساوية يجب علينا أولا معرفة البداية الحقيقية لما آلت أليه الأحوال الآن وما ترتب عنها بعد ذلك

أن اخطر النكبات التي تعرض لها الجنوب على الإطلاق كانت في مرحلة ما بعد الاستقلال عندما قمنا بإيعاز من الفيروسات المتغلغلة بالجسد الجنوبي بقطع صلتنا بالماضي والقضاء على نضام متكامل عاش عليه أجدادنا وآبائنا على مر القرون السالفة وقمنا بعد ذلك بالقفز إلى المستقبل المجهول عن طريق زرع أفكار جديدة لأتمت لواقعنا الاجتماعي بأي صلة كانت وتم القضاء على تاريخ متكامل وبدئنا بتأسيس تاريخ جديد مبني على القفز إلى درجات عاليه جدا لا يمكن للوسط الاجتماعي تقبلها بحكم مكوناته ومورثاته الاجتماعية
ولم نقف عند هذا الحد بل وصل الأمر إلى القضاء على رؤوس الأموال وطردها

وكل النكبات التي لحقت بالجنوب من تغيير الهوية لاتحاد الجنوب العربي وتبديله بشعارات الوحدة اليمنية والاغتيالات السياسية والنكبات التي حصلت وكذلك قانون منع الزواج الذي يحد من النسل مع كبر المساحه الجغرافية

كل تلك كانت نتيجة طبيعيه للبداية المأساوية التي بدائنا بها مرحله ما بعد الاستقلال
بغض النظر عن سلبيات النظام القبلي والسلاطيني الذي كان يحكم الجنوب ولكن ذلك النظام كان هو صمام الأمان للجنوب العربي كونه النظام الوحيد الذي يربطنا بالماضي والذي كان يقبله الجميع بحسب مستوى الناس الثقافي حينها
وهو نفس النظام الذي يحكم حتى يومنا هذا باقي دول الخليج التي شهدت نهضة اقتصاديه وفكرية كبرى

وأخر النكبات كانت نكبة الوحدة وهي نتيجة طبيعيه للمقدمة السابقة كون الإخوان في الشمال تربطهم علاقته بالماضي و يحاولوا أن يكرروا محاولات أجدادهم بالسيطرة والهيمنة على المناطق الجنوبية
بينما أبناء الجنوب بعد مرور أكثر من 30 عام على تاريخ انقطاعهم عن الماضي , دخلوا الوحدة بالعقلية الجديدة التي لم تكن تدرك على الإطلاق ما كان يدور بالماضي ولم تكن تدرك كم عدد الحروب التي خاضها إبائنا وأجدادنا مع الغزاة الطامعين
ودخلنا الوحدة بالأحلام الوردية والآمال الكبيرة حتى أنها كانت وحدة غير مشروطة إلا إن الشروط الوحيدة كانت من أبناء الجنوب بان تكون وحده اندماجيه وديمقراطيه ولم نحسب إن الديمقراطية تعتمد على العدد ونسينا إن الجنوب يمثل أكثر من 75% من المساحة الكلية للدولتين
وكان هناك شرط أساسيا آخر غير مكتوب وهو ضرورة طرد أبناء الجنوب الذين لجئوا إلى الشمال منذ عام 86 الذي سبق وان تحاربنا معهم إلى خارج الأراضي اليمنية


اذا أعدنا حساباتنا لوجدنا إن كل تلك النكبات كانت بسبب خروجنا عن الخط الذي رسمه لنا إبائنا وأجدادنا وهو الخط الذي يربطنا بالماضي وكذلك بسبب دخولنا بالخط الفيروسي

بعد كل ذلك وبعد أن حصل ما حصل فمن الصعب في وقتنا الحاضر العودة إلى النظام القبلي والسلطاني في وقتنا الراهن
ولكن من اجل أي علاج يجب أولا التشخيص الجيد والمداولة الجيدة ورسم الأهداف الواقعية والاستفادة من تجارب الماضي في رسم طريق المستقبل

[overline]وفي اعتقادي أن الفيروسات التي دخلت جسم الجنوب مبكرا قد تطورت وأخذت أشكالا أخرى اشد خطوره[/overline]

وتكمن خطورتها في حال عدم وجود برامج الحماية هو بعدم الكشف المبكر عنها إلا بعد فوات الأوان كما حدث سابقا