تمعنوا بهذه القراءة "مقتبسھ من ورقۃ مجموعۃ الاتصال للتھیئھ للحوار الجنوبی"

[فقم]

الفقرات ادناه مقتبسة من ورقة مجموعة الاتصال للتهيئة للحوار الجنوبي في اجتماع القاهرة نهاية شهر يناير الماضي ، فهل يمكننا اعادة قراءة هذه الفقرات بتعمق ومقارنتها بما يجري على الساحة الجنوبية اليوم ، وكذا بالنسبة للموقف الدولي المتمثل ببيان مجلس الامن.

وبالاضافة الى هذه المتغيرات ، فأن وصول قيادات جنوبية الى رأس السلطة في صنعاء وعدد من الاجهزة الرئيسية ،سيؤثر سلبا على قضية الجنوب اذا ما استمر التمسك بالبحث عن الحل لقضية الجنوب في اطار الدولة والقضية اليمنية من قبل بعض الاطراف الجنوبية ، فهو بالقدر الذي يظهر مشاركة الجنوبيين في الدولة واعادة الاعتبار لهم والخطوات السياسة الممكن اتخاذها وفق ما هو مخطط له بغرض تصحيح السياسات والممارسات الخاطئة ضد الجنوب ، واعادة بناء السلطة تحت مفهوم الشراكة الوطنية المتكافئة، فان التأثيرعلى واقع ومسيرة الحراك وعلى التطورات في الجنوب قد يكون اكثر خطورة مقارنة بالسابق ، لتوفر الامكانيات والقدرات المباشرةعلى اتخاذ القرارات ، ووجود الارضية الاجتماعية التي يمكن اختراقها في ظل هشاشة البنية السياسية للحراك ، وضعف الوحدة الوطنية ، واعادة بناء التحالفات في الساحة الجنوبية بمعايير مختلفه ، و لا شك ان عدم قراءة هذه المتغيرات بما تستحقه من اهتمام وفق رؤية سياسية موحدة ، سيؤدي الى المواجهة بين مكونات الحراك نفسها ، بامتدادات جديده مع القوى الجنوبية في السلطة ، واي محاولة لتجاهل دور وتأثير ابناء الجنوب في االسلطة في ضؤ التطورات الملموسة ، ستكون اثاره خطيره ، ليس لتأثير وتنامي دورهم في الساحة الجنوبية وفي نظام الدولة بل ولكونهم في نظر المجتمع الدولي والاقليمي قوى جنوبية تشكل جزء من النسيج الاجتماعي الجنوبي الذي لايمكن نكرانه او التقليل من شأنه مطلقا.

وارتباطا بالموقف السياسي والتغيرات الجديدة في صنعاء ، وحرص المجتمع الدولي على انجاح المبادرة الخليجية ، فان التحركات الاقليمية والدولية باتجاه الجنوب ، وخلافا لما يراه ويعتقده البعض ، لاتجري من اجل القضية الجنوبية لذاتها ، بل باعتبارها جزء من القضية اليمنية ككل، وهو مايضع على الجنوبيين اعباء كبيرة في ظل حالة التمزق وغياب الموقف الموحد الذي يمكنهم من تبني وصياغة رؤية موحده لقضيتهم ، وتولدت قناعات راسخه لدى الدول الراعية للمبادرة والمجتمع الدولي ككل ، ان تعقيدات المشكلة في الجنوب لايتعلق بالقضية لوحدها ، بل وبانقسامات الجنوبيين انفسهم ، الامر الذي يعقد اي عملية حوارية معهم حول مستقبل قضيتهم ونتيجة لهذا الوضع فان الجهود الاقليمية والدولية تسعى الى بناء تكتل جنوبي داخل الحراك ومن خارجه وبالتوافق مع قوى جنوبية في السلطة من اجل تمثيل الجنوبيين ،ويقابل ذلك الجهد محاولة عزل القوى التي يجرى تصنيفها بالمتطرفة او المعيقة لعملية الحوار بصورة تدريجية ، وبات من المؤكد ان دول الجوار الاقليمي الخليجي ، ستلعب دور حاسما في تشكل ودعم الموقف الخارجي ، نظرا لما لهذه لدول من تاثير ووزن استراتيجي واقتصادي ،ولذلك وبعيدا عن الاوهام والتصورات الخاطئة والحسابات السياسية المغلوطة ، فان المراهنة الجنوبية على اي دور اقليمي او دولي بالنسبة للقضية الجنوبية يتجاوز نطاق المبادرة الخليجية بمضمونها العام ، هي مراهنة خاطئة بكل المقاييس في ضؤ المعطيات الراهنة ، و مع تنامي الصراع والمواجهة الافليمية والحسابات الاستراتيجية للدول، وعدم قدرة الجنوبيين على اقناع المجتمع الدولي باهليتهم للتوحد والسيطرة على ارضهم ، او الاخلال بموازين القوى القائمة على الارض .