الماوري والقضية الجنوبية 3: اللعب بورقة حضرموت
2/11/2012 عيضه العامري
ا
ستكمالاً للموضوع نتناول في الجزء الثالث والأخير، استخدام بطاقة حضرموت بوصفها أحد الأدوات الموظفة لتفكيك الرابطة الجنوبية، فالرجل قد أفاض في مقالاته الأخيرة من ذكر حضرموت؛ ولكنها إفاضة غير بريئة، إذ يأتي ذكره غالباً في سياق التضاد مع ما يسميه زيفاً وبهتاناً بالمثلث الإمامي - أي الضالع وما حولها - أو مع جهات أخرى في الجنوب، ذلك السياق الذي يكشف مغزى ودلالات ذلك الخطاب الأيديولوجي الذي يصوغه كاتبنا في مقالاته.
إن حديث الرجل عن حضرموت قد يبدو فيه شيئاً من التناقض الظاهري، ولكنه من حيث المنهج متسقاً مع هدفه الأيديولوجي، حيث يستخدم حضرموت تارة بوصفها فزاعة للإيحاء بأن مشروع الفيدرالية الجنوبي هو مقدمة لمشروع فصل حضرموت؛ لأن من تزعم هذا التوجه هو حيدر العطاس ومن ثم رمى تلك الفزاعة لعلها تؤتي أثراً.. مع انه ينفي عن حيدر والبيض ثمثيلهما لحضرموت في مقال آخر، ولكن مبعث النفي هنا يأتي للإشارة بأن لحضرموت أجندة خاصة غير أجندة أهل الجنوب، وقد تأتي حضرموت بوصفها الضحية التي يسعى أصحاب المثلث الإمامي إلى نهب ثرواتها والتمتع بخيراتها، حتى ما اقتبسه ممن أجرى المقابلة مع السلطان غالب حول ما ادعاه من ضياع الهوية الحضرمية ووضع حضرموت الإداري لا يخرج عن ذلك السياق مع أن السلطان نفسه في إجابته لم يذهب إلى ما ذهب إليه السائل، وقد تأتي حضرموت أيضاً بصفتها جهة مارست الشمولية على الجنوب مع محافظة أخرى عند مفاوضات الوحدة مع الشمال حيث همشت أصحاب المناطق الأخرى الذين كان الشمال قد احتضنهم.. هكذا تأتي حضرموت متعددة الأشكال في كتابات الرجل، ولكن الجامع بينها هو مغزى ذلك الخطاب الذي ينحو صوب خلخلة الرابطة الجنوبية من خلال التشكيك في علاقة حضرموت مع مناطق الجنوب الأخرى والعكس صحيح.. موظفاً ما أمكن توظيفه سوى كانت انطباعات شخصية، أو وجهة نظر سطحية، ليس لها أي وزن اجتماعي، أو ظنون يظنها الكاتب، ليجعل منها أدوات يتكئ عليها فيما يطرحه حتى يصل إلى التشكيك في حضور تلك الرابطة في النسيج الاجتماعي الثقافي للجنوب.
إننا لم نسمع للماوري وأشياعه حتى الهمس حين صرخت حضرموت تنادي من هول المظالم التي لحقت بها وبالجنوب عامة ؟ وما تعرض له أبناءها من الأذى المادي والمعنوي بهدف كسر إرادتهم، حيث لم يسمع صراخنا سوى إخوتنا في الجنوب الذين قاسمونا نفس الهم وانظموا للقافلة، وكان عشمنا كبيراً في تضامن نخبهم السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية مع معاناتنا، ولكنهم خذلونا بعد أن صموا أذانهم كأنهم لم يسمعوا شيئاً، بل وبرز منهم من حاول أن يشمت ويسخر من تحرك أبناء الجنوب ويصفهم بألفاظ نابية؛ وكأنهم يقولون لنا شامتين هذا هو قدركم فاصبروا على ما أصابكم.. تلك كانت لحظة فارقة في وعي ووجدان أبناء الجنوب، قلبت معها كل منظومة القيم الوطنية التي تشربها الجنوبيين رأساً على عقب، وقد عزز من ذلك الانقلاب القيمي ممارسات من عاشوا بيننا عندما أبانوا عن عصبية شطرية مقيتة، وتبعاً لذلك فلن تلقى دعوات فيدرالية تماهي الجنوب مع الشمال أي أذان صاغية في حضرموت، مهما وظف لها من أدوات.
وختاماً لم يكن غرضنا مما كتبناه الإساءة لأي فرد أو جهة كانت، ولكن وجهتنا كانت الدفاع عن الحقيقة، مع رفضنا أن يملي علينا الآخرون قناعتهم قسراً، أو أن يجعلوا من حق التعبير وسيلة لازدراء وتسفيه الآخرين.. فإن كان كاتبنا يرى في تصوره هو الحل للقضية الجنوبية بغض النظر عن منطلقاته فهذا حق له ولا نصادره عليه، ولكن الآخرون لديهم نفس الانطباع فيما يحملونه من رؤى مخالفة وقد تكون مختلفة وكل طرف لديه مرجعياته الخاصة سواءً كانت تاريخية أو قانونية أو أنثروبولوجية.. فهل بعد ذلك ما تحمله هو الحق وما يحمله غيرك هو الباطل حتى تتحمل وزر كل تلك المعركة الخاسرة ؟.
2012-02-12, 09:29 AM
استكمالاً للموضوع السابق على افترآءت الماوري بقلم عيضه العامري3
العرض العادي
