القيادي بالحراك السلمي العميد قاسم الداعري في حواره مع صوت الشعب

[نايف الكلدي]

القيادي بالحراك السلمي العميد قاسم الداعري في حواره مع صوت الشعب :

ان ما حصل معنا في المعتقلات لا يساوي قطرة دم سالت من أجساد مناضلي الحراك في الميدان


خليج عدن - متابعات : -

بعد أن ذاق مرارات القهر والتعذيب في سجون وزنازن الاحتلال عاد المناضل العميد قاسم عثمان الداعري الذي يعتبر أحد أبرز مؤسسي جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين ورئيس فرعها في محافظة لحج وأحد أعمدة النضال السلمي الجنوبي عاد إلى ردفان أكثر عزيمة وأشد بأساً على مواصلة النضال حتى التحرير والاستقلال.
صوت الشعب باسم القرّاء الكرام ومناضلي الحراك الجنوبي تتقدم للعميد بالتهنئة وتقدم لقرّائها خلاصة لقاء أجرته مع الداعري إلى الحلقة الأولى من الحوار الذي أجراه معه رئيس التحرير أبو مراد.
أولاً أحب أن أعبر عن خالص شكري وتقديري وامتناني لصحيفة صوت الشعب الجنوبية ولكل العاملين فيها والداعمين والمتعاطفين ولك شخصياً ومن أعماق قلبي مبروكين وطوبا طوبا لهذا المنبر ومزيد من الصعود والتألق والمثابرة ونجاحات فنية ورواج أكثر والوصول إلى شواطئ الأمجاد المأمولة.
ـ في البداية من المعروف أنه جرى اعتقالكم أنت والعميد السعدي بعدن كيف تروي لنا طريقة الاعتقال في عدن؟
في البداية تم اختطافي وأنا متوجه إلى فرزة الحبيلين ردفان لغرض السفر الساعة العاشرة والنصف صباحاً ويبدو بأني مراقب منذُ بداية خروجي من منزل السعدي في الصباح بتاريخ 2/7/2009م ذلك لأني قد قضيت ليلتي ونمت في منزل السعدي بعد العودة أنا وإياه بعد مشاركتنا في أربعينية الشهيد منصور محمد عبدالله المارمي والذي استشهد يوم 2/5/2009م في ساحة الهاشمي في الشيخ عثمان حفل الأربعينية أقيم يوم 1/7/2009م في مدينته أبين المنطقة الوسطى م/ أبين أما زميلي السعدي بنفس اليوم الذي تم اختطافي فيه تم تطويق منزله من قبل قوات الأمن والاستخبارات حيث تم إطلاق النار على منزله واختطافه من بين صفوف أسرته تم أخذي أنا إلى شرطة المنصورة التي تقع بجانب فرزة الرويشان ووضعي في زنزانة انفرادية دون مشرب أو مأكل وحتى الساعة التاسعة ليلاً تم إخراجي إلى المكتب وثم أخذ صور ومعلومات أولية ومن ثم تم ترحيلي إلى سجن المباحث في طارق أخذت مكبل اليدين ووضعت في زنزانة انفرادية ومنع عني الحديث مع أي سجين وكذا منع عني الأكل والماء حتى اليوم التالي تم تحويلي إلى غرفة أخرى مع اثنين مساجين بتهم جنائية ويمكن أن يكونوا مكلفين بي وقبل التحقيق معي في مباحث طارق ووضعوا معي سجين فاقد الصواب "مجنون" وبحيث حول هذا المجنون السجن إلى سجن داخل السجن من خلال تلويث ماء الشرب والوجبات وكثرة الإزعاج والصياح ليل نهار بحيث أني ولمدة ثلاثة أيام بدون نوم تم إجراء التحقيق معي في مباحث طارق مباشرة أمام علي السعدي كما عرفت فيما بعد بأنه قد أخذ إلى فرع الأمن السياسي في التواهي ووضع في زنزانة خاصة.

إن ما حصل لي لا يساوي مثقال قطرة دم سالت من أجساد مناضلي الحراك

ـ كيف تم ترحيلكم إلى صنعاء؟
بتاريخ 26/7/2009م تم أخذي من سجن المباحث في طارق إلى زنازين الأمن السياسي في فتح وبتاريخ 27/7/2009م مساء تم أخذي وبمعية زميلي علي السعدي ومن خلال تكبيلنا برباط وقد مشترك أنا وإياه تم ترحيلنا بطائرة مدنية بعد صلاة المغرب وكان الرباط (القيد) على معصمي ومعصم السعدي دون غطاء الأمر الذي لاحظت على الأطفال والنساء والعجزة في الطرقات والمطارات والطائرة الخوف والارتباك والتقزز لكن يبدو بأن هذه العادة عند الأمن السياسي بديهية تقليدية إمامية عادية وحتى أوصلونا إلى سجن الأمن السياسي في صنعاء "حدة".
ـ هل كنتما أنت والسعدي على علم بأنه سوف يتم ترحيلكم إلى صنعاء؟
في مطار صنعاء بحيث اعتبروا ذلك جزءاً من الإرهاب والحرب النفسية ضدنا

ـ ماذا عن التحقيق معكم في عدن هل مورست ضدكم ضغوط أثناء التحقيق وفي أي سجن جرى إيداعكم؟
حقيقة التحقيق في عدن كان أخف من التحقيق في سجن الأمن السياسي في صنعاء أما موقع السجن في عدن هو سجن المباحث في خور مكسر طارق.
ـ وأثناء وصولكم صنعاء كيف قضيتم فترة الاعتقال هناك؟
يقال بأن السجن مقبرة الأحياء والواضح بأن سجن الأمن السياسي يف صنعاء قد استحوذ على الحق الحصري لهذه الصفة بامتياز بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وفي كل الحالات أنا اعتبر ذلك وما حصل لي جزءاً مبسط من ضريبة يتوجب علي دفعها أمام وطني وشعبي في الجنوب وأن ما حصلي ويحصل لا يساوي مثقال قطرة دم سالت من أجساد مناضلي الحراك السلمي في الساحات والميادين الجنوبية.
ـ كيف كانت المعاملة وطريقة التحقيق في سجن الأمن السياسي؟
أن معاملة نظام الاحتلال مع الحراك ومع فعاليات الحراك في الساحات والميادين هي استخدام الأسلحة مختلفة العيارات ومسيلات الدموع والرفس والكرض ضد مسالمين عزل فكيف تتصور معاملته مع من هم واقعين في قبضته وفي عقر داره وفي قمة زنازينه وغياهب سجونه الواقعة تحت الأرض.

يتم إخراجنا من الزنازن في أوقات متأخرة من الليل مقيدي اليدين معصوبي العينين

ـ وعن الأوضاع داخل زنازين المعتقل كيف ترويها لنا؟
زنازين عرض متر وربع في مترين وربع تحت الأرض انفرادية لا ندري متى تمر فترات الليل من النهار إضاءة خافتة بلون أصفر طلاء الزنازين أصفر مليئة بالصراصير مختلفة الأحجام ومثلها البرغوث والنمل المختلف وقت الخروج إلى الحمام (5مرات) خلال 24 ساعة تشم التخمر والتعفن والحموضة في كل زاوية بسبب انعدام أشعث الشمس وجبات وغذاء سيء لا وجود للمواد التي تحمل البروتين البتة ولو واحد جرام في الأسبوع أو الشهر إزعاج من قبل السجانين مصطنع ليل نهار لم تلمس السكينة لحظة.
ـ كيف كانت التهوية والتغذية وأوضاع السجن في صنعاء؟
التهوية سيئة جداً والغذاء حدث ولا حرج أسوأ من السيء سواءً من حيث المواد أو الطهي المهم الوضع كله متكامل في التعذيب النفسي والصحي بما فيه انعدام الصدق والمغالطة والاستكبار والتعالي وتقليد الأصوات المزعجة حصر أوقات الوضوء والتبول وافتعال الأعذار والحجج كلها استبداد واستكبار.
ـ كيف تروي لنا عمليات التحقيق معكم؟
الخروج من الزنزانة في أوقات متأخرة من الليل مقيد اليدين ومعصوب العينين بإحكام مستقيم واليدات مرفوعة مقيدة يحاط بك مجموعة من المحققين لكنهم يتعاملون بالصوت عبر واحد نفر منهم فقط أما البقية عبر كتابة الأسئلة والهمس المتبادل مع من يوصلها إلى بالصوت مع كثير من البهتنة والتهديد والوعيد بالعقاب والاندعاء بإوهام الأدلة والإثباتات المختلفة لكنها كما لاحظت مرتبكة ومتخبطة هدفها
وهم إيجاد حبل غسيل لنثر مساوئ النظام في الجنوب منذُ الاحتلال 7/7/1994م وإيجاد كباش فداء تقيهم شر أفعالهم من قتل وقمع وبطش لأبناء الجنوب ومن مسائلتهم المنتظرة أمام المحاكم والمنظمات الدولية.

ـ ما هي الأوقات التي كان يتم التحقيق معكم خلالها وكم عدد المرات؟
كما ذكرت لك في جواب السؤال السابق بعض المرات يتم في النهار وأثناء الخروج في النهار يوهموك بأن لك اتصال أو زيارة حتى تفاجئ وأنت داخل غرفة التحقيقة وكان سيتمر معي التحقيق من 3ـ 4 أيام بلياليها بدون نوم ولا شرب ولا أكل ولا صلاة وفي وضعية مستقيم حتى اختل التوازن ناتج عن آلام بالعمود الفقري والمفاصل والكلى وأكثر من مرة يتم الإغماء علي والتقيؤ أو الطرش حتى يعاد وعيي ويطلب مني الانتصاب والاعتراف بحجج كاذبة سلطات الاحتلال هي وحدها التي عملتها وافتعلتها وتعاملت معها عبر أجهزتها وبأساليب التحقيق المذكورة تحاول أجهزة التحقيق تبرئة الأجهزة وتنصلها من أفعالها بالتهديد والوعيد وعندما عجزوا من الوعيد استخدموا التهديد فترة التحقيق كاملة والتي استمرت منذُ 27/7/2009م حتى 2/12/2009م في الأمن السياسي بصنعاء وأحياناً كثيرة تتكرر نفس الأسئلة حق اليوم والأيام السابقة.
ـ هل تعرضت للتعذيب داخل السجن؟
تعذيب نفسي وصحي على مدار ساعات التحقيق وإرهاق ومرض جسدي إلى حد الآن أعاني منه سواءً في العمود الفقري أو الكلى أو المفاصل.
ـ أنت ورفيقك السعدي هل كنتما في زنزانة واحدة أم على مسافة غريبة؟
كل واحد في زنزانة انفرادية مرة جمعونا في شهر رمضان في زنزانة واحدة سعتها واحد متر وربع × مترين وربع مليئة بأجهزة التنصت كما يبدو لكنهم سرعان ما فرقوا بيننا ووضعونا كل واحد في قسم لنفسه وفي زنزانة انفرادية.

لم نجتمع أنا والسعدي في المعتقل إلا في شهر رمضان المبارك فقط

ـ هل كنت تسمع أو ترى أو تتحدث مع رفاقك من معتقلي الحراك الجنوبي في صنعاء؟
مرة مع قاسم عسكر ومع حسن زيد وأحمد الربيزي والقنع والسقلدي وفادي باعوم وفؤاد راشد بالصدفة ولحظات خاطفة أثناء الزيارات في الممرات بالذات.
ـ هل كان معكم داخل السجن من معتقلين جماعة الحوثي؟
نسبة الحوثيين في سجن الأمن السياسي 80% و18% قاعدة و2%حراك.
ـ وعن الزيارة هل يسمح لكم بالزيارة ورؤية أقاربكم؟
بعد شهرين من السجن في صنعاء سمحوا لابني بزيارتي من خلف الشبابيك وعلى مسافات بعيدة لم نقترب من بعضنا بمسافة مترين إلى ثلاثة متر ونحن محاطين بالمخبرين والمخبرات لكنهم فاجأوني بقطع الزيارة للضغط علي حتى والمقايضة بقول ما لا أقتنع به أو أفعله لكني رفضت مطلقاً.


المصدر : صحيفة صوت الشعب

[حكيـم الجنوب]

كم احب هذا البطل



شكرا للاخ النايف