الجنوب في رمضان .. ملفات ساخنة لأول مرة ، ومسئوليات جسام

[إياد محمد الشعيبي]

تقرير

الجنوب في رمضان .. ملفات ساخنة لأول مرة ، ومسئوليات جسام

الكاتب : عدن –آنا ANA-خاص
14-أغسطس آب-2010

كعادته .. الجنوب ساخن في رمضان ، بدأ ذلك منذ انطلاقة الحراك الجنوبي في العام 2007م أي قبل 3 رمضانات متتالية ، لكن الجنوب في رمضان هذا العام 2010 الموافق 1431 أشد سخونة وفقا لعدد من الملفات الملتهبة نتناولها في تقريرنا التالي التي تأتي مجتمعة بالتزامن مع تدهور سعر العملة اليمنية ( الريال) وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية وانعدام مادتي البترول والديزل في ضل الاستمرار المتصاعد لقطع التيار الكهربائي وتفشي مرض حمى الظنك الذي حصد العشرات من الأرواح وحقق أرقاما خيالية تجاوزت العشرات الآلاف في محافظات الجنوب ، وهذه الأخيرة تتطلب تقريرا منفصلا ، كونها ملفات مرتبطة ارتباط وثيق بالواقع القانوني والسياسي والاجتماعي اليوم في الجنوب .

ملف الجنوب ساخن
قال رئيس تحرير كبرى الصحف اليمنية المستقلة أن الوضع خلال شهر رمضان في الجنوب ساخن ، عكس بقية الساحات التي تبرز فيها الأزمات في اليمن كما هو حال صعدة.
ويقول الصحفي اليمني سمير جبران ناشر صحيفة "المصدر" و"المصدر أونلاين" إن "رمضان يأتي كل عام ليهدئ من الأوضاع الساخنة، وهذه المرة يحدث ذلك في صعدة أمّا في الجنوب فهذا الأمر لا يظهر، بالرغم من أن العام المنصرم شهد معارك ضارية في صعدة.

ويضيف جبران في حديث لـ "إيلاف" السعودية "هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة من حيث الأوضاع الاقتصادية المتردّية، وهي أوضاع أشدّ صعوبة من الأعوام السابقة".
ويتحدّث سمير عن قضية الجنوب موردًا أنّها ربّما لن تهدأ وكلّ ما في الأمر الفارق أنّ الحراكيين غيّروا فقط الأنشطة والفعاليات من النهار إلى الليل".

وأوضح سمير جبران أن الملف الجنوبي سيكون حاضرا في زيارة صالح إلى لندن منذ يومين قائلا"كانت زيارة مفاجئة لكن على ما يبدو أن ترتيباتها كانت من قبل من دون أن يتم الإعلان عنها والدليل استقبال رئيس الوزراء البريطاني لصالح ويبدو أنها متعلقة بكثير من الملفات الداخلية".

ويردف جبرن " ملف الجنوب بالتأكيد سيكون حاضرًا، باعتبار أنّ بريطانيا لا يمكن أن تغيب عنها المسألة لاعتبارات تاريخيّة تتعلّق بالاستعمار البريطاني في اليمن الذي استمرّ لمدة 138 عامًا، وتاليًا فإنّ الأوضاع في الجنوب لا بدّ من أن تكون حاضرة إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية".

فعاليات الحراك الرمضانية
الحراك الجنوبي أعلن عن عزمه إقامة أمسيات وفعاليات وندوات رمضانية طيلة شهر رمضان المبارك في عدد من محافظات الجنوب.
ويقيم الحراك الجنوبي في محافظة لحج أمسيات رمضانية شعبية في مديريات ردفان الأربع ومديريات يافع تبدأ أولى هذه الأمسيات في مدينة الحبيلين في السابع من رمضان إضافة إلى أمسيات أخرى في كل من حبيل جبر 11 رمضان وحالمين 16 رمضان والملاح 19 رمضان.

ويتخلل هذه الأمسيات التي يحضرها أكاديميون ومفكرون وسياسيون وشخصيات اجتماعية تقديم أوراق ودراسات تتعلق بالـتطورات الجديدة على الساحة السياسة الخاصة بقضية الحراك الجنوبي ، كما ستتخللها كلمات لقادة الحراك وقصائد شعرية وفقرات رمضانية أخرى .

ودأب الحراك الجنوبي في مختلف محافظات الجنوب على إقامة مثل هذه الفعاليات الرمضانية منذ انطلاقته العام 2007م ، تهدف بدرجة أولى إلى مناقشة الأوضاع السياسية المتعلقة بقضية الجنوب وسبل تعزيز وحدة الصف الجنوبي وتقييم مسيرة النضال السلمي والمستجدات الاقليمية والعالمية بهذا الخصوص.

وصول الأب الروحي
إلى ذلك تستعد كل قوى الحراك الجنوبي بمختلف أطيافها وشرائحها لاستقبال "الأب الروحي للجنوب " حسن أحمد باعوم - وهو الوصف الذي يطلقه قادة الحراك عليه - بعد غدا الاثنين قادما من العاصمة المصرية القاهرة.

وفي وقت سابق قالت مصادر مقربة من باعوم لـ "ANA" أن الأخير سيصل إلى مطار الريان بمدينة المكلا بحضرموت يوم الاثنين القادم الموافق 16 أغسطس الجاري قادما من القاهرة بعد رحلة علاجية استمرت قرابة 15 شهراً وشملت الصين والنمسا ومصر .
وحذرت المصادر في حديثها سلطات نظام صنعاء من ارتكاب أي حماقة بحرية القيادي باعوم الذي يمر في فترة نقاهة صحية ، حسب وصفها.

وكشفت هذه المصادر معلومات وصلتها عن نية أجهزة الاستخبارات اليمنية والأمن السياسي بالمكلا لاعتقال باعوم أثناء وصوله إلى مطار الريان بالتعاون مع أجهزة أمن المطار .

مؤكدة في هذا السياق أنها تواصلت مع عدد من المنظمات الحقوقية والعالمية ، وأطلعتها بهذه التهديدات بغض النظر عن جديتها ، مطالبة الأخيرة بمراقبة وصول باعوم إلى أهله بالسلامة.
واعتبر قيادي في الحراك الجنوبي أن مثل هذه التهديدات التي سربتها اجهزة أمن الاحتلال الهدف منها إثناء باعوم عن عودته إلى وطنه الجنوب ، محذرا من مغبة المساس فيه أو محاولة اعتقاله .

من جهته حذر القيادي في الحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي "سلطة الاحتلال من أن أي محاولة من قبلها لاستهداف المناضل با عوم لن تمر على أبناء الجنوب بسلام بل سيزيد من غضب أبناء الجنوب على نظام الاحتلال المنهارة قواه".

إلى ذلك دعا بيان صادر عن اللجنة التحضيرية لاستقبال الزعيم حسن أحمد باعوم "كل أبناء الجنوب عامة وأبناء حضرموت خاصة للمشاركة الفعالة في استقبال الأب الروحي للجنوب مساء يوم الاثنين 16/8/2010م بعد صلاة التراويح مباشرة من مطار الريان الدولي مروراً بمدخل الغويزي بالديس وصولاً إلى ساحة الحرية بالمكلا".

وأكدت مصادر مقربة من الزعيم الجنوبي حسن أحمد باعوم لـ "ANA" أنه "يحمل مبادرة لتوحيد مكونات الحراك وفق أسس ومبادئ ترتكز على التجديد على المطلب الرئيسي للحركة الاحتجاجية الشعبية المطالبة بالاستقلال في الجنوب".

وكان "باعوم" قد وصل إلى القاهرة مطلع يونيو/حزيران من العام الماضي في رحلة علاجية طويلة شملت الصين والنمسا بعد تعرضه لحادث في منزله أصيب خلاله بكسر في الفخذ ورضوض في مواضع أخرى من الجسد.

حصاد الجنود

وإضافة إلى استمرار سخونة أنشطة الحراك الجنوبي في رمضان المتزامنة مع عودة باعوم فإن هناك ملفا آخر أكثر سخونة المتمثل بالهجمات المسلحة ضد ضباط وعسكريين وأمنيين حصدت أرواح عشرات منهم في كل من الضالع ولحج وعدن وابين وشبوة خلال الأسابيع الأخيرة.

وقد كان آخر هذه الهجمات استهداف عقيد في جهاز المخابرات اليمني أمس الجمعة بمحافظة لحج ، حيث أكدت مصادر خاصة لـ"وكالة أنباء عدن " من ان مسلحين أطلقوا وابل من الرصاص على الضابط علي عبد الكريم من جهاز الأمن السياسي بمدينة الحوطة فأردوه قتيلا في الحال ، بعد ان اعترضوا طريق الضابط أثناء خروجه من منزله بعيد الإفطار ، فيما عثر على جثة ضابط آخر (سلطان عبد الكريم الشرعبي ) مرمية بالقرب من مبنى أمن مديرية المحفد بمحافظة أبين الجنوبية بعد صلاة أمس الجمعة .

وفي حين تسارع سلطات النظام اليمني بإلقاء التهمة تارة على تنظيم القاعدة وتارة على من تصفهم عناصر التخريب والخارجين عن القانون - وهي الصفة التي تطلقها على أتباع الحراك الجنوبي- ، يتبرأ الحراك الجنوبي من هذه الأعمال ويدينها ، ويتهم نظام صنعاء بارتكابها محاولة من صنعاء خلط الأوراق في الجنوب لابتزاز العالم ، خصوصا بعد كشف هوية الانتحاري الذي استهدف مقر الأمن المركزي في الضالع وأسفر عن سقوط 9 جرحى من الجنود ومقتل الانتحاري الخولاني الذي ينحدر من قبائل العاصمة اليمنية صنعاء في الحادثة .

وقد سير الحراك عدد من المسيرات التي تندد بمثل هذه الأعمال مطالبا المجتمع الدولي بارسال لجان لـتقصي الحقائق والوقوف على حقيقة من يقف وراء مثل تلك الجرائم.
من جهته كان قد أعلن تنظيم القاعدة عن تبنيه لعدد من العمليات التي استهدفت جنود وضباط أمن وقعت مؤخرا في شبوة وابين والعاصمة الجنوبية عدن.

"خليجي 20"
الملف الساخن الأخير في رمضان "خليجي 20" الذي لا يقل أهمية عن سوابقه كونه محل رفض جنوبي واسع وجدل خليجي ساخن أيضا .
ففي حين يصر اتحاد كرة القدم اليمني التابع لنظام احتلال صنعاء على إقامة البطولة الكروية الخليجية (20) في العاصمة الجنوبية عدن ومدن أبين ، يؤكد الحراك الجنوبي مرار رفضه إقامة البطولة على أرض الجنوب باعتبارها قانونيا وسياسيا تقبع تحت احتلال نظام الجمهورية العربية اليمنية منذ 7 يوليو 1994م ، وهو التاريخ الذي يطلق عليه الجنوبيين يوم اكتمال احتلال الجنوب بالقوة (يوم الأرض) ، ويستند في ذلك لقرارات الشرعية الدولية الصادرة أثناء الحرب.

حيث من المقرر وبناء على دعوة اتحاد كرة القدم اليمني أن يكون الـ 22 من أغسطس آب الجاري موعد القرعة لبطولة كأس الخليج في نسختها العشرين في العاصمة الجنوبية عدن.
يأتي ذلك في ضل خلافات حادة نشبت بين اتحادي كرة القدم الكويتي اليمني حول موعد اللقاء الحاسم الذي سيحدد مكان وزمان استضافة خليجي 20 المقرر عقده في الكويت ، وقد شن على إثره أحمد العيسي رئيس الاتحاد اليمني - في وقت سابق - هجوماً لاذعاً على الاتحاد الكويتي بسبب دعوته الاتحادات الخليجية لحضور اجتماع في الكويت لمناقشة استعدادات اليمن لاستضافة المحفل الخليجي، وقال: ''الاتحاد الكويتي لا يملك الحق في ذلك''.

من جهته كان قد شدد طالب الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس اللجنة التنظيمية لكرة القدم الكويتي ، على شرعية اجتماع الكويت، وقال: الاجتماع شرعي، وتم بناء على طلب دعت إليه بعض الدول الخليجية وهذا من حقها والاجتماع لن يكون ضد اليمن والتي أعلنت منذ أيام بأنها لن تشارك فيه وما نريده هو أن تقام البطولة في المكان المناسب الذي يضمن لها النجاح بعيداً عن أي خوف أو تردد لأننا كلجنة ورؤساء اتحادات مسؤولون أمام وفودنا ومطالبون بوجود ضمانات لهم.

وأضاف: ستتم مناقشة التطورات كافة بشأن خليجي 20 في اجتماع الكويت بحضور كافة رؤساء الاتحاد المشاركة في النهائيات وسينظر المجتمعون في النهاية إلى مصلحة البطولة وهذا هو الأهم من مكان أو موعد إقامتها خاصة أن اللجنة التنظيمية مسؤولة عن سلامة الوفود، ونتمنى أن يكون القرار في النهاية لمصلحة الجميع.

لكن صحيفة البيان الإماراتية أكدت في عددها الصادر أمس الجمعة أن الاتحاد اليمني تلقى كتاباً من نظيره الكويتي يعلن خلاله عن الموعد الجديد للاجتماع غير العادي لرؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم، حيث تقرر أن يقام في العشرين من أغسطس الحالي بدولة الكويت.

موضحة أنه "سيتم خلال الاجتماع مناقشة التقرير النهائي للجنة الدائمة لأمناء السر حول زيارتهم الاطلاعية على معدلات الانجاز في المنشآت الرياضية وأماكن الإقامة للوفود في الجمهورية اليمنية الشقيقة".

وأشارت إلى أن "تحديد الموعد الجديد قبل إجراء القرعة له مغزى لدى المجتمعين، وهو الاستقرار أولا على قرار بشان إقامة البطولة من عدمه خلال الفترة من 22 نوفمبر إلى 4 ديسمبر المقبلين، ومن ثم يتم إجراء القرعة".

وبحسب الصحيفة فإن معظم الاتحادات الخليجية تطالب بتأجيل البطولة لما بعد نهائيات أمم آسيا لتوفير اكبر قدر من الاهتمام والتركيز للمنتخبات الخليجية، قبل هذه المشاركة القارية، أو إسناد تنظيم البطولة إلى احدى الدول الخليجية الأخرى، حتى تستقر الأمور الأمنية في اليمن وتستكمل جميع الإنشاءات الخاصة بالبطولة، ولكن الجانب اليمني يرفض كل الحلول الوسط التي تخرج من الاتحادات الخليجية، ويؤكد انه جاهز للاستضافة وان جميع المنشآت ستكون جاهزة قبل الاستضافة، مع التأكيد على اهتمامه بالجانب الأمني وتأمين سلامة جميع الوفود المشاركة في الدورة.

وتذكر الصحيفة إلى أن الاختلاف في وجهات النظر بين الاتحادي الكويتي واليمني لا يزال قائما إلى أن يجتمع رؤساء الاتحادات يوم 20 الجاري لحسم الموقف سواء بإقامة البطولة في موعدها وفي نفس المكان المحدد أو يتم تأجيلها لحين الانتهاء من كافة الإجراءات التنظيمية والأمنية أو نقلها إلى مكان آخر.

يأتي ذلك بعد أيام قليلة من تنفيذ الحراك الجنوبي إضرابا مدنيا شل عدد من محافظات الجنوب تضامنا مع دولة الكويت في الذكرى العشرين لاحتلالها من قبل جيش نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الثاني من أغسطس العام 91م ، حظي بتغطية عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية منها الكويتية على وجه الخصوص .

وكانت كل من العاصمة الجنوبية عدن ومدينة زنجبار بأبين اللاتي من المقرر أن تستضيفان البطولة قد شهدتا خلال الأسابيع الماضية هجمات مسلحة ضد مقار الاستخبارات والأمن أسفر عن سقوط مسؤولين أمنيين تبنى معظمها تنظيم القاعدة الذي يقول الحراك الجنوبي وقيادات في المعارضة اليمنية أنه يرتبط ارتباط وثيق بنظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.

من إياد الشعيبي

http://www.aden-news-agency.com/inde...rticles&id=691