الرد العسكري رقم ( 90 )

[أبو غريب الصبيحي]

الرد العسكري رقم ( 90 )

بقلم / أبو غريب الصبيحي

طالعنا الرد رقم ( 90 ) للأخ العزيز فتحي بن لزرق في موضوعه الموسم بعنوان : " ببساطه هذا ما يريده المجتمع الدولي من الجنوبيين اليوم " ، هذا الرد و الذي حمل طابع العسكرة و ليست كلمات خطها قلم سياسي و مثقف يجيد صياغة المواضيع و الردود بأسلوب سلس و رائع ليوصل الفكره إلى ذهن القارئ حتى يتقبلها . . . و لا يختلف إثنان بإن ردود الأخ العزيز فتحي بن لزرق مثار إهتمام الجميع الصديق و العدو ، من يتفق معها و من يختلف .
فقد فوجئنا بخلوا الرد رقم ( 90 ) من تلك المعاني الرائعة التي تحاول حمل الفكر السياسي إلى ذهن القراء و التي عودنا عليها الأخ فتحي بن لزرق في جميع ردوده السابقة .
إن الرد رقم ( 90 ) كان أقرب لعقلية العسكري الملتزم بقاعدة ( نفذ ) ثم ( ناقش ) و ما يقابلها في الرد رقم ( 90 ) ( وحد ) ثم ضع ( الرؤية السياسية و البرنامج السياسي ) ، و لم نلمس في الرد الحنكة السياسية للكاتب المبدع و السياسي المثقف الذي يتبع عكسية قاعدة العسكري .
لن نخوض كثيراً عن أسباب اختلاف الرد رقم ( 90 ) عن بقية الردود السابقة بقدر ما نهتم عن حملها لنا لأخبار صادقة و دلالات مستقبلية و تكشفات قد لم نكن نعلمها .

و بالفعل كان نقاشاً سياسياً و ديمقراطياً ، حتى جاء الإعتقاد الشخصي في الرد رقم ( 90 ) و الذي أجبر الجميع بكل عسكرية دكتاتورية على الإتفاق من خلاله على بندين :

1] ضرورة الإسراع في ( دمج ) مكونات الحراك الجنوبي في كيان سياسي تنظيمي واحد " يقصد به بأسلوب غير مباشر تجربة مجلس قيادة الثورة " و هذا البند يعرف بأمر التنفيذ .
2] و بعد تنفيذ البند الثاني و هو ( الدمج ) نأتي لبند النقاش و هو صياغة البرنامج السياسي و الرؤية السياسية .

لكن صريحين هنا و نحكم الصواب و نحاول أن نزيل الإختلاف . . . فما ذكر عن ضرورة الإسراع بدمج مكونات الحراك الجنوبي في كيان سياسي تنظيمي واحد لن يكون إلا بحوار و نقاش سياسي ( و ليس عسكري ) لصياغة هذا البرنامج السياسي و الرؤية السياسية و التي تعتبر هي هوية هذا الكيان الجديد المتوحد ( المدموج ) ، و التي تحدد هدف هذا التنظيم هل هو التحرير أم التغيير أم . . . . . .
لا أحبذ أن نعيد شعارات الماضي ( الكل جبهة قومية ) أو ( لا صوت يعلو فوق صوت الحزب ) ، و هذه الشعارات التي نسير اليوم على خطاها دون أن نتوقف لنناقش تداعياتها ، و هل يدل سيرنا الأعمى هذا إننا أستفدنا من دروس الماضي أم لا . . . عفواً نفذ ثم ناقش .

أثيرت في الآونة الأخيرة مواضيع تتعلق بإن هناك شخصيات جنوبية تدعم الفيدرالية و هي أمور تناولناها في أكثر من موضوع ، و ما تناوله الرد رقم ( 90 ) يعيد إثارة هذه المخاوف ، فيما إذا فشل النقاش حول الرؤية السياسية فيما بعد التوحيد و بعد هدم كل مكونات الحراك الجنوبي واضحة الهدف في مسمياتها و في رؤيتها السياسية . . . فهنا نقرأ الفاتحة على بيضنا الذي وضعناه في سلة واحدة ، فسقطت و تكسر كل البيض ، بعدها يتم تقديم رؤية سياسية للمحيط الدولي و الإقليمي بنكهة ( إشتراكية ) أو ( مشتركية ) ، رؤية لم يشارك في صياغتها الكوادر المؤهلة القانونية أمثال د . محمد علي السقاف ، أو غيره من ساسة الجنوب المحتل .
http://dhal3.com/vb/showthread.php?t=16201
إن عسكرة ساستنا و تقييد حرية فكرهم هي مصيبة ، و لكن أن يكون السياسي تابعاً للعسكري فالمصيبة تكون أعظم ، سنضطر لاحقاً لإستيراد ساسة و منظرين أحرار و لا بأس أن يكون بينهم عبد الفتاح إسماعيل الجديد ( منير الماوري ) .

صدفة أي صدفة هذه مثيرة للتشاؤم أن يكون رقم الرد العسكري هو رقم العام 90 ( 90 ) الوحدة ، ( 90 ) الدمج ، ( 90 ) النكبة .