نحو ثقافة جديدة

[الدعاسي]

بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : السبت 16-10-2010 07:09 صباحا




بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع نحو ثقافة جديدة
شبكة الطيف - بقلم : حسين زيد بن يحيى
[email protected]
الاهداء : لمن يحترم حقي بالاختلاف معه.
الاحتلال يظل احتلال نقيض للحرية والديمقراطية و حقوق الانسان ,لكن الحقيقة التي لا ينكرها الا مكابر انه تحت ظلال حكم صاحبة الجلالة الملكة الحنون اليزابيث الام " رحمة الله عليها " كانت هنالك بعض نسائم الحرية وسيادة القانون , وبتالي تفيئنا فيه معاني التعدد والتنوع , التي افتقدناه بعد الاستقلال الاول وتسيد الاستبداد "البلدي" , الذي خيب امال الطيبين وسلب التحرر الوطني وهجه وبهاءة و جوهره الانساني .
و بعد طول معاناة وصراعات الاجنحة عاد الوعي على كبر, ولأول مره تصرف "الرفاق" بحكمة لحلحلة التأزم الداخلي ومواجهة استحقاق سمة العصر في الحرية , فتوجه نحو خيار تلازم "الوحدة والديمقراطية" تصديقا لشعاراته الثورية، الذي استجاب لها مكرها حكم "العسكر" في الشمال طمعا بثروة "الجنوب" واراضيه البيضاء , فكانت عجالة حدث 22 مايو 90م , وللإنصاف وجدت حينها نوايا جاده للتأسيس لتحول ديمقراطي- على الاقل عند اصحابنا من الرفاق- يتيح حرية التعبير واحترام حقوق الانسان , للأسف , رغم كل الاماني الوردية تلك الا ان كونها خرجت من رحم نظام شمولي حملت في احشائها امراضه , وهو ما سهل اغتيالها مبكرا وبقسوة متناهية بخنجر غدر "العسكر" المسموم قبل ان تؤسس لنا ثقافة مجتمعيه تعترف بالتعدد وحق الاخر بالاختلاف بعيدا عن رهاب المقولات الماضوية والموروث المثقل بسلفية فكرية تحولت مع الزمن لصنمية جديده باسم "الثوابت".
الأرضية الرخوة تلك وفرز ثقافة القبيلة الرعوية من ليس معنا ضدنا ، لمواجهة الموقف المدني الحضاري للجنوبيين أثناء انتخابات 27أبريل 93م بتصويتهم للجنوب وممثلة في "الوحدة" حزبنا الكبير "الاشتراكي" ، بعد مرور عام أستكمل تكتل قوى التخلف والرجعية خلف "القوات الشمالية" لتعلن الحرب من ميدان السبعين في 27 أبريل 94 م بغطاء فتاوى تكفير مجاهدي "القاعدة" الوهابية ، وتحت جنازر دبابات حرب صيف 94م المجرمة أسقطت "الوحدة " و "الديمقراطية الناشئة" المؤمل عليها رافعه للتغيير ، التحديث، التقدم وحق تقرير المصير. ما يحز بالنفس " الجنوب " الطرف المهزوم مرة اخرى تجري عملية هزيمته وتدميره ثقافيا ,فكريا ,اخلاقيا ونفسيا من خلال تخريب ما تراكم في وعيه الجمعي من قيم مدنية أثناء الحقبة الاستعمارية وحكم الرفاق , ومحاولة استبدالها بثقافة نقيضه غير مهيأة لتقبل وجود الاخر مما يجعل الاختلاف جريمة وكفر وعمالة .. الخ.
طبعا السلطة الوطنية تظل هي المسؤول الاول عن اعداد الفرد والمجتمع والقوانين والناشئة والسلوك العام لتقبل فكرة التعدد والتنوع والعيش المشترك مداميك أي تحول مدني ديمقراطي جاد. السؤال : في غياب "السلطة الوطنية" كما هو الحال الان هل نسكت ؟!. ونتشارك مع واقع احتلال "ج.ع.ي" للجنوب بإعادة انتاج الشمولية, واجهاض عملية تخلق ثقافة جديدة في اطار "الحراك" التحرري. للأسف هنالك من يحبذ ذلك , حيث تثقله ماضويه تاريخيه من الاستبداد "البلدي" لازالت معشعشة بعقله الباطني, رغم أن حركة التسامح والتصالح الجنوبية – الجنوبية جبت ما قبلها من صراعات وأخطاء، فتراه يصطنع خطوط حمراء وهمية كمصاد وكوابح امام اشاعة , ترويج , تراكم وترسخ القيم الناشئة مع "الحراك". لذلك نؤكد ان المدخل الجاد لنمو وازدهار الثقافة الجديدة يكون من خلال التعايش وواقع مجتمعنا الجنوبي المتعدد الافكار والثقافات والمكونات والاعراق والمذاهب , وهنا يبدا تشكل الاستعداد النفسي والسلوكي "فرديا , نخبويا, مجتمعيا" لتقبل الآخر وحقه بالاختلاف في المجتمع الجنوبي المنشود , ويتحقق الانفصال التام والكامل عن ركام الثقافة الماضوية للدولة الشطرية وسلطة الحرب الذي استعادة ماضيها الاستبدادي بكل ظلاميته . والف باء جدية هذا التحول يتطلب رفض اعطاء قدسية لأية مسائل فكرية او سياسية او مذهبية يتفق ويختلف حولها , وهنا تتم عملية تأصيل قيم الحرية والتعدد والتنوع بعيدا عن ثقافة العنف الموروثة القائمة على الالغاء , الاقصاء , التكفير , التخوين والاجتثاث الجهوي والعنصري والمذهبي للآخر المخالف.
كلام نور:-
قال تعالى «إنّما وليّكم الله و رسوله و الذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون» (أية 55 من سورة المائدة)
*منسق ملتقى ابين للتصالح والتسامح والتضامن.