لا حل عسكري مع مطالب جنوبي اليمن هاذا ما قالة السفير البريطاني في احدى الدول العربية

[براكين الغضب]

ان في ما قالة السفير في هذة الصحيفة بحاجة منا الى مراجعة بعض الامور الذي قد تفيدنا في طريقنا الذي نتبعة من اجل الاستغلال
اليمن يواجه فشلاً في إدارة الدولة والإرهاب والفقر
السفير البريطاني: لا حل عسكرياً مع مطالب جنوبي اليمن

الوقت - أحمد العبيدلي:
أكد السفير البريطاني لدى البحرين جيمي بودن بأن هناك أساسا عادلا لكثير من الصراعات التي تشهدها اليمن، وأشار إلى انه لا حل عسكرياً بمواجهة مطالب الجنوبيين في حراكهم السياسي.
جاء ذلك أثناء مؤتمر صحافي بشأن مؤتمري اليمن وأفغانستان اللذين يعقدان في لندن بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون.
وأكد السفير بودن فيما يخص العلاقات مع اليمن وبريطانيا - على ضوء التاريخ المديد للحضور البريطاني بالجنوب والسابق للاستقلال- فإنه يتحدث من موقع تجربة عملية من خلال فترة عمله قائما بأعمال القنصل البريطاني بعدن العام 90-1991 أي بعد فترة وجيزة من توحيد اليمنين.
وأوضح كذلك انه يتحدث من منظور جنوبي، ويعتقد أن ردة الفعل الآنية التي برزت بعد انهيار جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والنظام الماركسي هناك أدت لدفعة للعلاقة البريطانية اليمنية، لأن الجنوبيين قد عانوا كثيراً تحت النظام الماركسي وبرزت نوستالجيا أو حنين متنام لما كان قائما قبل ذلك.
وأشار السفير البريطاني لبروز الكثير من النوايا الحسنة تجاه المملكة المتحدة حينها وخصوصا بالجنوب. وقال إنه لم يواجه أية مشاعر معادية للبريطانيين على نحو خاص، بل على العكس.
والمح أثناء حديثه الى انه كانت هناك أوقات صعبة خاصة بحرب الخليج الأولى ‘’وعلى ذلك فإنه بالنظر لدور بريطانيا التاريخي وجزئياً بسبب ذلك احتفظت المملكة المتحدة دوما بعلاقات متينة باليمن’’. مؤكدا أن اليمن الآن بات دولة بعاصمة واحدة هي صنعاء.
واستبعد السفير البريطاني - رغم قلة خبرته بالموضوع- احتمال بروز أية مشكلة بسبب العلاقات البريطانية التاريخية. مبينا ‘’أن القيادة الماركسية السابقة لليمن لن ترى في بريطانيا حليفاً طبيعياً، بل ربما كانت بريطانيا هي آخر مكان يتجه إليه بعض أفرادها، والجيل القديم منهم كانوا يطلقون النار على الإنجليز حتى .1967 ولذلك فهم يتواجدون في دول متعددة، ولكن ليس ببريطانيا’’.
انضمام اليمن للخليج.. لا تعليق
وامتنع السفير عن التعليق على موقف اليمن من رغبته في الانضمام إلى مجلس التعاون، وقال إن السؤال عن ذلك يجب أن يوجه للمسؤولين بمجلس التعاون. إلا أنه أكد ترابط الاستقرار بين المنطقتين.
وقال السفير البريطاني في البحرين إن اليمن يواجه أزمة اقتصادية وفشل في إدارة الدولة، وتفاقم حالة عدم الاستقرار والنشاط الإرهابي والفقر الكبير والعميق. مبينا ان الفقر بحد ذاته يشكل أرضية لعدم الاستقرار والإرهاب، وجميعها تحديات قائمة حالياً في اليمن وبالعالم الأوسع، وسيكون لها تأثيرات ضارة على الأمن، في اليمن وفي المنطقة على حد سواء’’.
مشيرا إلى أن المملكة تشعر بالقلق تجاه ما يجري في اليمن منذ بعض الوقت، وقد تغيرت استراتيجيتها الخاصة تبعاً لذلك، وهي تتعاون بشكل وثيق مع الحكومة اليمنية ومع شركائها في المجتمع الدولي لأجل مساعدة الشعب اليمني، وقامت بزيادة مساعداتها زيادة كبيرة. حيث أنفقت 20 مليون جنيه استرليني العام 08-2009 وخصصت 105 ملايين جنيه لفترة 08-,2001 وأكد السفير أن ذلك مرتبط بالطبع بالاستخدام الفعال لتلك المساعدة.
وأضاف بأن هناك فرصة محدودة للعالم لمعالجة تدهور الأوضاع في اليمن، والدول المانحة بما فيها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول الخليج، بحاجة لتنسيق جهودها الآن ودعم الرئيس صالح والحكومة اليمنية، التي تعد في حاجة ماسة للإصلاح. كما أن هناك حاجة لدعم الاستقرار على الفور عبر مساعدة الدولة في توفير الخدمات الأساس وفرص العمل لمواطنيها والمتوقعة من أية دولة بالعالم.
ويعتقد السفير بودن بأن الحل لمشكلات اليمن الكثيرة هو حل اقتصادي بشكل أساس ‘’هناك ضيم حقيقي يتعين على الحكومة اليمنية معالجته، ويتمثل ذلك في عدم توفر فرص العمل، وعدم توفر الخدمات الحكومية والفساد والخلافات على توزيع الأراضي، والخطر هو أن الإرهاب وغيره من المشاكل الأمنية سوف يتفاقم إذا لم تُتخذ إجراءات على وجه العجلة’’.
وحدد السفير أهدافاً أربعة للمملكة المتحدة في نهجها المتعلق باليمن هي ‘’ضرورة بناء اليمن للمؤسسات السياسية والتي تحكم لأفضل المصالح لجميع اليمنيين، وأن تعالج اليمن أسباب مواقع الصراع وإيجاد الحلول السياسية لها، ودعم الخطوات المتخذة تجاه تعزيز قوة الحكومة اليمنية وقدراتها الأمنية لكن تتمكن من معالجة دور اليمن كحاضنة للإرهاب’’. وختم بضرورة ‘’التعاون مع الشركاء لمساعدة اليمن لأجل توفير الخدمات وفرص العمل لمواطنيه مما يفرض عليه إذا ما أبدى رغبته السياسية، تطوير قدراته المستقلة على المدى البعيد لأجل القيام بمسؤولياته كدولة مثلما يتوقع منه مواطنوه، ودون الحاجة إلينا’’.
لا تعهدات في مؤتمر لندن
وعن مؤتمر لندن بشأن اليمن أوضح السفير البريطاني، أن لقاء لندن سيعقد وسط سياق عملية دولية أوسع نطاقاً تنطوي على تقديم الدعم لليمن، ويركز على أفضل السبل لتنسيق الجهود الدولية لدعم الحكومة اليمنية بجهودها الرامية لمعالجة المشكلات الاجتماعية والسياسية التي تمثل أساس عدم الاستقرار بالبلد. إلا أنه لن يكون لمانحين ولن تكون هناك تعهدات لتقدم.
وقال جيمي بودن إن بريطانيا والمجتمع الدولي قد تعلموا الدروس من الصراع، حيث وجد المجتمع الدولي نفسه في أتون صراع ووجد نفسه بالعراق أيضاً وأفغانستان في موضع ما بعد الصراع، وأنهم يقدرون تماماً تكاليف ذلك.
وخلص السفير للقول بأن اليمن، والذي يمر حالياً بمرحلة ما قبل الصراع وأوضاعه هشة، يمثل فرصة لاتخاذ إجراء مبكر، ومنع الدولة من الانهيار، وتفادي الحاجة للتدخل المكلف فيما بعد.
وأكد أنه رغم أن الصومال دولة فاشلة، ولكن لن يجري الذهاب في الشوط بعيداً لاشتراط حل المشكلات بالصومال قبل حلها باليمن. هناك تأثير بالطبع ولكن من وجهة النظر اليمنية هذه بعض التحديات. وانتهى للقول بأن الوضع لدولة يمنية ذات سيادة وموحدة، ويجري التأكيد للحكومة اليمنية، هو أن النزاعات الموجودة فيما يخص تمرد الحـــوثيين والوضـــع بالجنـــوب يجـــب أن تحـــل سياســـياً بالنهاية، ويجـــري تشجيــــع الدولة على إدخال إصلاحات.
وعن الوضع الأفغاني أوضح بأن الوضع مختلف حيث انغمس المجتمع الدولي هناك في الصراع، بينما باليمن يأتي المجتمع الدولي قبل الصراع، ويعالج الوضع بشكل مختلف عن أفغانستان. كما انه ليس هناك حديث عن إرسال آلاف الجنود لليمن.
وكرر ان الوضع مختلف عن العراق وأفغانستان والبلقان قبل ذلك أيضاً، حيث انه وفي كل من الحالات السابقة تعلم العالم قليلاً كيف يركز على جانب التنمية أولاً، وتفادي الأخطاء.
التغيير الإيجابي في اليمن
وأشار بيان صحافي وزع على الصحافيين بأن هناك اقتناعاً بأنه لا يمكن اتخاذ إجراء لدولة منفردة، بل يتعين على الجميع التعاون بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين ومتعددي الأطراف لإحداث تغيير إيجابي في اليمن، ودعم جهود الحكومة اليمنية المنتخبة ديمقراطياً لإحلال التغيير.
وأشار البيان إلى أن المملكة المتحدة تعد شريكاً قديم العهد باليمن، إلا أن قدرتها وقدرة الدول المانحة الأخرى على التحرك هناك وكذلك بنطاق التنمية وجهود المساعدة، تواجه عراقيل سببها الأساس الوضع الأمني. ويتوجب التعاون بتنسيق أكبر مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون لأجل دعم اليمن في تطبيق التغيير في هذا المنعطف. وتحدث البيان عن جهود بريطانية لتقديم مساعدات تنموية لليمن منذ أوائل السبعينات، بما يحل بريطانيا بمكانة أحد أكبر المانحين بشكل ثنائي لليمن. وهناك تعاون بريطاني مع الحكومة اليمنية والمانحين الآخرين والمنظمات غير الحكومية لضمان أن تكون البرامج مستدامة، ولأن تحقق نتائج ملموسة للشعب اليمني.
وساهمت الحكومة البريطانية بمليوني جنيه استرليني استجابة لنداء الأمم المتحدة لمساعدة النازحين نتيجة القتال بشمال اليمن، لتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة والمواد الغذائية والرعاية الصحية، ومساعدة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وتوفير المأوى ومواد الإغاثة.
وأشار البيان للدعم البريطاني للحكومة اليمنية بجهودها الرامية للإصلاح، وتقديم النصح والمساعدة المالية بمجالات كإصلاح السلك القضائي، وتدريب الشرطة حول حقوق الإنسان، ومعالجة قضايا الصراع وتمكين المرأة. إلا أن الحكومة البريطانية أيضاً تثير وبشكل دوري مع دول الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين، موضوع حقوق الإنسان باليمن.
واعتبر أن إجراء انتخابات برلمانية منتظمة حرة وعادلة أمراً ضرورياً لأجل استمرار التنمية هناك، ويعكس التزام الحكومة اليمنية بالإصلاح. وبالتالي عبر عن شعوره بخيبة الأمل لسماع نبأ تأجيل الانتخابات المزمع أجراؤها بأبريل/ نيسان. وأكد استمرار مناشدة الحكومة اليمنية اغتنام هذه الفترة لإقرار إصلاحات سياسية من شأنها الدفع بالعملية الديمقراطية هناك ولإتاحة الفرصة لإجراء الانتخابات.
وختم بأن التحديات التي يواجهها اليمن تحديات هائلة، ومستقبلها كئيب، كما أن المخاطر المرتبطة بالتغيير كبيرة، إلا أن عواقب عدم اتخاذ أي إجراء أكبر منها.
وفي ختام اللقاء تحدث السفير البريطاني عن المؤتمر الثاني المخصص لأفغانستان وتحدث أن سيشهد حضوراً أوسع وبأجندة مختلفة.

[ابو بوتن]

كلام فاضي ولايفيد