الكذب وصالح وجهان لعملة واحدة

[اسدالجنوب]

بقلم : لطفي شطارة
انفجرت من الضحك وأنا أطالع عدد من المواقع الإخبارية اليمنية او الصحف العربية او حتى وكالات الأنباء الدولية التي يراسلها صحافيين يمنيين ، عندما تصفحت خبر إعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يوم السبت الماضي عن فتح الإعلام المرئي والمسموع أمام القطاع الخاص، وإعلانه أيضا إسقاط عقوبة السجن ست سنوات الصادرة بحق الصحافي الزميل عبد الكريم الخيواني الذي تعرفت اليه عن قرب في ندوة خاصة عن اليمن في بيروت عام 2006 أقامها مركز الدراسات الإستراتيجية للرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد .

ولأن الكذب هي الصفة التي يتميز بها الرئيس اليمني فقد نسى من كثرة أكاذيبه أنه أعلن عن كسر احتكار الدولة للإعلام الفضائي وفتحه أمام القطاع الخاص ، كما نسى صالح كذبته المدوية التي أطلقها بعد أن أقسم اليمين الدستورية للانتخابات الرئاسة التي زورها عام 2006 بأنه سيحرم حبس أي صحافي ، ونسى أيضا أنه حبس الصحافي عابد المهذري بعد أيام قليلة من خطابه وقتذاك بمنع حبس الصحافيين ، تم تبعه بأسابيع قليلة باختطاف الخيواني بعد ضربه داخل منزله وأمام أولاده في صنعاء من قبل بلاطجته الذين يرتدون بزاة عسكرية ، فأتهم الأول بالإرهاب ولفق للثاني تهمة دعم الحوثيين ، ثم حبس الصحافي الجنوبي مراسل صحيفة الوطني وجدي الشعبي الصادرة في عدن أثناء تغطيته لمهرجان 30 نوفمبر في عدن 2008 ، فقرار منع حبس الصحافيين الذي قاله أول أمس ما هو الا تحذير للآخرين بعدم المساس بالعصابة او رئيسها .
تذكرت وأنا أقرأ أكاذيب صالح والتي طالب فيها لدى افتتاح المؤتمر العام لنقابة الصحافيين اليمنيين وزارة الإعلام "بسرعة إعداد مشروع قانون لإنشاء قنوات فضائية وإذاعية وتلفزيونية سواء كانت للأفراد أو لجهات غير حكومية ، تذكرت لقائي بالرئيس اليمني عندما كنت مرافقا له كمندوب لجريدة " الشرق الأوسط " أثناء زيارته لفرنسا قبل أكثر من سبع سنوات ، فقد وقف يحدثني صالح يحدثني والى جانبه مستشاره الإعلامي عبده بورجي من بلكونة جناحه بفندق " كراون بلازا " الذي يقع في قلب العاصمة باريس ، ويطل على ساحة الكونكورد الشهيرة التي تربط شارع الشانزليزية بمتحف اللوفر العريق ، كان صالح يتحدث في تصريح نشر حينها في " الشرق الأوسط " بأنه سيرفع احتكار الدولة للإعلام المرئي تحديدا ، فقال في ذلك التصريح أن اليمن سيقيم مدينة إعلامية حرة للقنوات الراغبة في البث الفضائي من اليمن ، وكان ذلك التصريح موجها للاردن ومصر والإمارات أكثر مما هو قرار رسمي يمني مبني على خطط ودراسات وواضح الأهداف ، وقتها أعلنت مصر عن بدء تشغيل إستديوهات مدينة الإعلام للقنوات التلفزيونية والشركات المنتجة للبرامج والمنوعات التلفزيونية ، كما كانت دبي قد بدأت تتلمس حينه مشروعها على الأرض لمدينة دبي للإعلام ، بل كانت الأردن قد أعلنت عن مشروع مدينتها الإعلامية وهي تتفاوض مع الشيخ صالح كامل مالك شبكة أيه ار تي لنقل إستديوهات قنوات شبكته من روما الى عمان .
باستثناء صالح الذي أطلق تصريحه وقتذاك على طريقة المثل القائل " مع العميان يا شقرا " ، وأذكر صالح هنا بأنه قد قال لي حينها أن المشروع اليمني للإعلام سيقيمه على إحدى جزر حنيش على البحر الأحمر ، تمالكت نفسي من الضحك على هذا الرئيس " الفلتة " الذي سيبني مدينة إعلامية على إحدى جزر حنيش ، في الوقت الذي كان فيه البث الفضائي اليمني ينافس إعلام جيبوتي وإريتريا في المنطقة ، فلم أستطع نشر تفاصيل ما قاله الرئيس اليمني في تصريحه ذلك من منطلق " اذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل " .. إذ لا يمكن لأي عاقل أن يتقبل ما قاله صالح عن ذلك المشروع ، وهي يعرف أن المتحدث رجل أمي أختصر الإعلام الفضائي بكاميرات ومصورين ، فوجب علي نشر الخبر بعموميات ما طرح ، لأن نشر بقية التفاصيل التي أوردها كانت ستشكل إهانة لي كصحافي وللجريدة التي كنت مندوبا لها في تلك الزيارة .
فلم يضف صالح الى ما قاله أخيرا عن السماح بحرية البث الفضائي وفتحه أمام القطاع االخاص في اليمن ، الا كذبة إضافية ضمن مسلسل أكاذيب وعوده التي يطلقها لدغدغة عواطف الشعب ، ومع مرور الزمن ينسى ما وعد به ويكرر الشيء نفسه ، فتلك صفات الكذاب فهو لم يعد يفرق بما يقوله ، ولا الشعب بات يصدق أي وعد يطلقه رئيس أستمرأ الكذب حتى أضحت خطابات هي تأكيد للكذب بعينه .
لست الوحيد الذي يرى في خطابات الرئيس اليمني الا كلاما ممجوجا بعبارات يستغفل بها نفسه ، فكل من في القاعة كان يستمع لها او يتابعها عبر قناته الخاصة ( ق ف ي ) – القناة الفضائية اليمنية ، يعلم جيدا أن صالح لا يقدم جديدا في كرنفالاته الخطابية ، والتي أصبحت سركا لبهلوان يتفنن في أبتداع قنابل كاذبة يسلي بها نفسه والسذج الذين من حوله .. فقد أنفجر الحمار ضاحكا من مشروع الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، وتبخر مشروع السكك الحديدية بعد أن أعلن عنه في المهرة قبل ثلاث سنوات ، وتعطل فردوس عدن بالاستيلاء على الأرض والاتجار بها لاحقا ، وتوقف الكلام عن الجسر الأحلام والذي سيربط اليمن بإفريقيا .. فعن أي إعلام حر في ظل حكم عصابة ، الإعلام الحر الذي قصده صالح أمام الصحافيين هو استعداء الجنوب والجنوبيين المطالبين بحقوقهم السياسية وتقرير مصيرهم بكل حرية هو الإعلام الذي سيموله فاسد العرب ليهاجم الإعلام الجنوبي المتنامي ، فلا نستبعد أن تكون حرية الإعلام التي قصدها صالح هو حشد صحافيي الشمال ضد القضية الجنوبية ، خاصة وأنه تطرق اليها في محاولة منه لجرهم الى مواجهة الاستحقاقات الجنوبية عندما قال بأنه لا توجد قضية جنوبية ، أي عليكم التصدي لهذا الشعب في الجنوب وإخراس كل الألسن التي تتحدث عن تقرير مصير دولتهم التي توحدت طواعية عام 1990 .
واذا كانت هذه أحلام صالح في ضرب القضية الجنوبية والحراك الشعبي السلمي المنادي باستعادة الدولة الجنوبية السابقة ، فأننا نقول له إنها أضغاث أحلام أن يعتقد صالح بأنه يستطيع استعداء الشماليين ضد أبناء الجنوب ، لان شعب الجنوب لا يحمل ضغينة للشعب المغلوب على أمره في الشمال ، ولكن قضيتنا واضحة وراسخة رسوخ جبال شمسان ، فلن يتراجع أبناء الجنوب عن استعادة حقهم ودولتهم ولو تأمر عليهم صالح ونظامه وأعوانه أيضا ، فقضيتنا الجنوبية أصبحت مسألة وقت ليس الا .
فأكذب كما يحلو لك يا صالح فأنك الوجهة الأخر للكذب نفسه .

[email protected]

[شعيفان البكري]

عشت ايها الاسد الجنوبي الشرس

سلمت يمينك وكثر من امثالك

يعطيك الف صحه وعافيه
تقبل ودي وتقديري

[نيران ردفان]

هكذا ديمن يتعامل رئيس دولة الاحتلال بلكذب فلم يعد مصدق فكل ماينطق فيه نعرف بانه كذب قبل ماينطقه فصدقة بموضوعك ولشكر لك عليه