يا قيادة ..... يا شعب .... لله ثم للجنوب.بقلم.برواد الحضرمي -

[عميد الحالمي]

وبعد ان استأسد المنتصر عقب حرب 94 والإحساس بالعزة بالاثم وجعل الجنوب فيد و غنيمة حرب أحس إخواننا في المكلا عاصمة

حضرموت بضرورة المطالبة باصلاح مسار الوحدة فانطلقت أولى المظاهرات في عام 95 وراح ضحيتها شهيدان ولكن كأن شيئا لم يكن ثم عادت الروح الأبية التحررية لأبناء الجنوب في أواخر عام 2006م عندما انطلقت اولى مظاهرات الحراك تتسم بالمطالب الحقوقية المواطنة المتساوية ولكن ايضا كأن شيئا لم يكن فلم تعرهم حكومة الاحتلال اي اهتمام ولم تسو اوضاعهم فزادت رقعة الحراك وزاد التجاهل من الحكومة فزاد سقف المطالب حتى اصبح المطلب الاساسي هو طرد الاحتلال وعودة الوطن المسلوب الى اهله.

هانحن اليوم في نهاية النصف الاول من عام 2010م اي بعد مرور اربعة اعوام من انطلاقة الثورة المباركة ضد الاحتلال الشمالي الغاشم والتي اتخذت في طابعها ثورة سلمية مدنية لم تشهد بلاد العرب مثلها ولم يشهد العالم الا القليل من امثالها.



تحققت بفضل تلك الثورة السلمية مكاسب جمة نذكر منها على سبيل المثال لا سبيل الحصر مهرجان التسامح والتصالح والذي اسقط على

كل متربص بالهوية الجنوبية فرصة التذكير بالماضي البغيض الذي خلفه النظام الفاشل السابق وكذا كنا نترقب ونتمى ان تنقل احدى

القنوات الاعلامية فقط خبر عن حراكنا واذا بها الان تركز عليه في كثير من الاحيان.



احببت ان اكتب هذه الرسالة انطلاقا من احساسي بالمسؤولية فانا واحد من ابناء الجنوب المحتل المغتصب ولي فيه الذي لكل جنوبي او مواطن في موطنه.



حقائق:

* إن بقاء الحراك في وتيرته المشتعلة والمستعرة مرهون ببقاء الروح التحررية في كل مواطن جنوبي والاتجاه نحو الحرية وانتشار المقاومة السلمية كانتشار النار في الحطب.



*إن اختلاف وجهات النظر لا تضر بالقضية الجنوبية ابدا ولكن لتكن وجهات النظر مدعمة بالحجج والبراهين وان اختلاف العقول ليس

كاختلاف القلوب والذي سيؤثر بطبيعة الامر على مسار القضية وسيميع من كثير من اجزائها حتى تصبح في عداد الماضي.



*إن اكبر نقطة قوة في الحراك هي انه كونه حراك شعبي انضمت اليه كل الاطياف - رغم بقاء القلة وهم قد شذوا عن القاعدة

– وليس حراك حزب او منضمة او منطقة ولكن في نفس الوقت انها نقطة ضعف لان في اوساط الشعب اناس مندسين لا تهمهم الا التفريق

والمصالح الشخصية والمشاريع الصغيرة.



احببت ان تكون تلك مقدمة عن رسالتي وبالله التوفيق:



- البعد الاقتصادي:

لا يخفى على اي شخص المكان الاستراتيجي والاقتصادي الذي يحتله الجنوب خاصة واليمن عامة وانه يشرف على مضيق باب المندب اهم ممر مائي وانه البوابة للبحر الاحمر مرورا بالبحر الابيض المتوسط وانتصاف الطريق من الهند واليها وكذا ايران والصين الخ مع دول اوروبا ولذا لا يظن اخواننا في الجنوب ان المواجهة ستكون في وجه الاحتلال الشمالي فقط ولكن ستكون هناك ايد خفية تساند النظام المحتل

حتى يضفون عليه غطاء الشرعية واذكر على سبيل المثال جمهورية مصر العربية فعلى حد علمي ان 30,000 (ثلاثون الف باخرة) تمر سنويا بقناة السويس ، فتعطل قناة السويس للحظة يخسر الحكومة المصرية اموال طائلة وقد دخلت مصر المواجهة بالفعل ضد الجنوب اولا بارسال وزير خارجيتها ووزير الاستخبارات ثم باستقبال ابو الحراك وجيفارا الجنوب المناضل حسن احمد باعوم فقد استقبلته للعلاج ولكني

اظن انه احتجاز غير معلن لاننا نعلم انه بمعية الدكتور مسدوس الذين دعوا لاصلاح مسار الوحدة كما ذكرنا سابقا ثم هو الذي قاد الحراك

في الفترة الحالية وابتداه مع القائد ناصر النوبة وهو الرئيس الفعلي للحراك في الداخل. وكذا فان من ضمن الدول التي ستكون في

مواجهة خفية مع الجنوب هي الامارات العربية ممثلة في دبي وذلك لان عودة ميناء عدن كميناء عالمي قد يهمش دبي الى حد كبير وهانحن نرى تعامل شركة مواني دبي العالمية مع ميناء عدن وموظفيه. كما ان بقاء النظام هشا في اليمن عامة يعطي الشرعية الدولية لوجود القوات الحربية في مضيق باب المندب بحجة حمايته من القرصنة الصومالية فكثير من الدول قد ارسلت سفنها حتى ان منها دولا هي اصغر في المساحة من محافظة ابين قد ارسلت ايضا سفنا لها.



- البعد السياسي:

o انتهت الحرب الباردة بانتهاء الاتحاد السوفييتي ولكن الصين لاتزال حية ورأينا ظهور نجم ايران وتركيا فان وجود نظام هش يقوم على مساعدات الدول لاغير- يبقيه الى جانبهم كرها وطوعا - جزء كبير من الحرب الباردة وايضا لان باب المندب يقع في شبة جزيرة العرب والتي بها اعظم منابع النفط على الاطلاق .

o سيطرة اي دولة مسملة او عربية على مضيق باب المندب يهدد امن اسرائيل الصهوينية لذا فان بقاء رئيس لايرقب للحفاظ على كرسية في ابناء ارضه عامة وابناء الجنوب خاصة إلاٌ ولا ذمة يهم الدول الكبرى حتى تكب عليه الدعم ، وبدون جدوى في اصلاح الداخل فبعد ان كان دعم امريكا ملايين الدولارات لمكافحة مايسمى الارهاب اصبح بعشرات الملايين وهناك نية لجلعه اكثر من مائة مليون ولم تحقق اليمن اي قفزة في مواجهة الارهاب وانما حققت قفزة في ضرب ابناء المعجلة وقتلت ارهابيين من صفاتهم انهم اطفال ونساء بمباركة امريكية ومصرية !!!!!

o إن اي بلبلة في مضيق باب المندب يعطي ايران ضعف قوتها في صلابة موقفها فبوجود بلبلة في بمضيق المندب لا يستطيع الغرب عمل اي شي لايران لانه لامنفذ اخر لغذاء العالم من البترول.



- البعد الثقافي والتاريخي:

كم استمتع كثيرا بالقراءة عن محاضر محمد – رئيس وزراء ماليزيا السابق – وعرفت عنه انه تاثر بنهضتين في العالم ومنها استقى همته نهضة محمد علي باشا في مصر ثم نهضة اليابان وحمد الله ان اليابان هي احدى جاراته لانها تدرك ان وجود جار مطمئن ومستقر يساعد في استقرار بلادهم فكانوا خير جيران لمساعدة ماليزيا ولكن الوضع يختلف عند العرب فالدولة الفلانية يهمها ان تبقى الدولة العلانية ضعيفة شعبها ضعيف حتى يرونهم بعين اخرى ولا ينافسونهم فكيف اذا علمت ان الجنوب كانت به 92% نسبة المتعلمين – بعض المصادر تقول انها 99% - وكيف اذا عرفت ان الجنوب فيه اول تلفزيون في شبه الجزيرة العربية وفيه اول نادي رياضي عربي وفيه اول مصفاة للنفط في شبه الجزيرة العربية وفيه اقوى قاعدة عسكرية وفيه وفيه وفيه - ولا يظن الاخوة ان الاشتراكي له الدور الاكبر بقدر ماكان للنظام قبل الاشتراكي فيه دور ولكن الاشتراكي زاد من وجود بعض الاشياء وحطم من بعضها.



لعلي اسهبت في الكلام ولكن جاءت الفقرة الختامية فقرة الحلول كوجهة نظر لي شخصيا والتي لابد على كل شخص ان يعمل على تحليلها والاضافة والانتقاد ان وجد:



1- الوحدة الوطنية والمصارحة:

لعلها اول مرة ساكلم فيها قياداتنا بكلام فظ واقول لهم – لبعضهم – يكفينا ضحك على الذقون ولتكونوا عند حسن ظن شعبكم بكم وعليكم الاجتماع كابناء جنوب لنواة اولى نحو الوحدة الوطنية الجنوبية ولا بد ان تكون هناك مصارحة ويوضع كل امر على الطوالة ظاهرا فاليوم هو اليوم الذي سيكفر كل من اقترف اثما منكم في حق وطنه في السابق سيكفره اليوم واخص بالذكر القيادات التاريخية اولهم الرئيس علي سالم البيض رئيسنا الشرعي ثم الرئيس علي ناصر محمد والرئيس حيدر ابوبكر العطاس ومحمد علي احمد وهيثم قاسم والنقيب والحسني وعوض كرامة الخ ، هذا لقيادة الخارج والذين هم حلقة مكملة لاغير لقيادة الداخل الا وهي القيادة الفعلية والتي تستحق ان يلتام فيها الصف واقول للقيادة الداخلية والخارجية معا ان عودة القائد الاول المناضل حسن احمد باعوم للداخل ضرورة ملحة ثم ان هناك نداء ضروري وهام جدا لقيادة الداخل هو عودة القائد ناصر النوبة الى القيادة فانه مؤسس وصاحب مبدا ولابد من ان يكون قائدا موجودا في صفوف الحراك.

2- اعادة ترتيب الاوراق لكل القيادات في الداخل والخارج.

3- تفعيل الحراك في خمس اماكن اولا حضرموت ثم ثانيا حضرموت ثم ثالثا حضرموت ثم رابعا عدن وخامسا شبوة. ولعلي اتكلم هنا

بواقعية فانا صحيح من ابناء حضرموت ولكني اليوم من ابناء الجنوب وكل مناطق الجنوب عندي مهمة الا ان هناك اولويات في كل شي

وان من اولويات الحراك ان تفعل ويتم التركيز على تلك المناطق ولا يتم اهمال المناطق الاخرى فهي مشتعلة ولكن للمناطق المذكورة - والتي بعضها مهمش بالفعل ولاندري ما السبب وراء التهميش - هي اعظم اثرا وابلغ في تغيير الاوضاع من الضالع ويافع وردفان. فبتفعيل

تلك المنطاق الثلاث هي اولا فك معاناة المناطق الثلاث المحاصرة – فك الله اسرها وحصارها وحفظ اهلها وثبتهم – ثم تشتيت للمحتل و كسب العمق الاستراتيجي الخارجي التي تمثله بعض المناطق مثل حضرموت وايصال الصوت اسرع وخصوصا في حضرموت وعدن و

تامين الدعم المادي وخصوصا في حضرموت ثم ان اهم نقطة وهي ضرب المحتل اقتصاديا فبدرجة اولى حضرموت ثم بدرجة ثانية شبوة

الواعدة ثم بدرجة ثالثة عدن والتي يعرفها القاصي والداني. وقد رائينا ذكاء رئيس الاحتلال بزيارة منطقتين هما حضرموت وعدن لانه يمتلك مطبخا فيه من الخبرات من يفكر بشكل محكم في بعض الاحيان.

ودعوني اصارحكم ان بقاء الحراك في مناطق المثلث الجبلي لا يخدم الحراك كما انه خيانة في حق الجنوب عامة وفي حق ذلك المثلث خاصة لانه سيتحمل اعباء وخسائر جمة كون الحراك سلميا.



4- المقاطعة لكل ما يمت للحكومة بصلة مباشرة او غير مباشرة قدر الاستطاعة مثلا كشركة الاتصالات يمن موبايل ثم شركة ام تي ان ولا يظن الاخوة اننا نسعى لزيادة مشتركي سبا فون فكلهم في الهواء سوى.



هذا ما احببت ان اصارح به اخواننا في القيادة الداخلية والخارجية وكل الشعب الجنوبي لعل الله

ان يفيد بكلامي او بكلام اي شخص مخلص للجنوب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته