خير الكلام للسعوديين عن خليجي 20 في اليمن –نجح اوتعثر-تحليل مهم لقادة الحراك

[نبيل العوذلي]

خير الكلام للسعوديين عن خليجي 20 في اليمن –نجح اوتعثر-

الاخبار الاخيرة المتداولة حول خليجي 20 المزمع اقامته في اليمن تفيد ان الرئيس اليمني –شخصيا-((شخط وجهه)) للسعوديين خاصة والخليجيين عامة وهو مصطلح عرفي يتعامل معه عرب الباديه ككناية عن التزام قوي من الشخص لعهد او وعد نحو الاخرين يتعامل به ايضا عرب نجد بان يرفع الرجل اصبعه الى –خشمه-انفه ليوحي الاخرين بجدية التزامه بموقف ما ....واكد الرئيس اليمني للسعوديين باعتبارهم المرجع المحترم –كأب روحي-للخليجيين انه شخصيا سيشرف على الحالة الامنيه والمدنية في سبيل اتمام خليجي -20- بنجاح ...ونسأل الله ذلك لانه بالنسبة لنا وكما قال لي شخصيا سماحة المفتي رئيس الهيئة الشرعيه فرصة ليتعرف الخليجيون على شعب الجنوب وارض الجنوب واقترح سماحته استغلال هذه الفرصه من قيادة الحراك لتوزيع منشورات توضيحية عن معاناة الشعب الجنوبي من اضطهاد اخيه المحتل الشمالي

انا اريد مناقشة احتمالين متوقعين حول خليجي 20 كي اقدمها للشعب السعودي العظيم
الاحتمال الاول
الذي يقدمه السيد الرئيس –علي عبدالله صالح-اصلحه الله لوجوب دعاءنا لولاة الامور العصاة مطلقا ومناصحتهم وعدم تقييد ذلك احيانا بالوضع السياسي او ربما الديني فيما اذا كانت المصلحة تمس المجتمع من الناس ككل لان يوسف عليه السلام قد نصح فرعون مصر واعانه على انجاح خطة تفضي الى انقاذ امة من المجاعة بسياسة اقتصادية هي ما اوحى بها اليه الحكيم الخبير في تفسير الرؤيا..وهذا الاحتمال يتلخص ان السلطة اليمنية باجهزتها الامنية والمدنية قادرة بتمكن على اتمام فعالية خليجي 20 بنجاح امني واجتماعي واعلامي ورياضي وثمرة ذلك كله –النجاح السياسي-الذي تنشده سلطة صنعاء

حقيقة هذا هو جوهر خلافنا منذ 94الذي اكتشفه الجنوبيون خاصة الذين طالبوا بفك الارتباط متمثلا بالسيد الرئيس علي سالم البيض ومن وقفوا معه حفظه الله على ذلك الرأي ...وكنت انا ممن وقف على خلافه ويبدوا انه قد صار لزاما التكفير عن هذا الخطأ في الاجتهاد الذي عملت به وكان سماحة المفتي ايضا على خلاف معي لانه كان برى برأي السيد الرئيس –البيض-وقتذاك ...ويمكنني ان اشرح هذه المعضلة للسعوديين الذين لايفهمون الحقائق السياسية الكونية العصرية الى بطريقة عرض معينة يجب فهمها تتمثل في انهم شعب يستعظمون وصل الدليل العقلي المطروح بصريح العقل بدليل نقلي صحيح نصي قطعي او قياس او متلازمات الادلة من مطابقة اوتضمن او لازم وهذا هو ثمرة اساس اسست عليه دولتهم منذ اكثر من سبعين عاما في مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم ومساجدهم وافراحهم واتراحهم –قال الله تعالى وقال نبيه صلى الله عليه وسلم-ما يجعل العاقل المنصف ان لايجد لهذه الدولة المباركة من وصف يتناسب مع هذا المقام سوى وصف كونها دولة عصرية بنمطية دول الخلافة الاسلامية-خلافة ملك-مع القصور والاخطاء التي لايمكن انكارها

الشاهد هنا في خطابي للاخوة السعوديين من اجل فهم حقيقة السلطة في اليمن وما تظهره من التزامات على مستوى رئاسي شخصي للسعودين بنجاح خليجي 20وقلنا ان هذا هو جوهر خلافنا السابق الحالي معهم ...وهو ما رأيكم بالشخص الذي يعبد الله تعالى ويجتهد في ذلك حال حاجته لشيء ما او تخطيطه لاتمام امر ما فيسبق مجتهدا بالظهور على هذا الحال الحسن لوقت ما ليعود الى حال سابق مزري حال انقضاء الحاجة والمصلحة ......—ما رأيكم بالذي يعبد الله تعالى في رمضان ويكفر به في الاشهر الاخرى او يعبد الله لمصلحة وحاجة ؟؟؟

بالله عليكم ما الذي يوحي اليكم التزام السيد الرئيس بقدرة السلطة على انجاح خليجي 20 في فترة اقامته –وقد ينجح—ثم يعود الانفلات والتسيب على ما كان عليه؟
اليس ذلك مدعاة لقوة احجيتنا من ان النظام لايعبه بنا بدليل انه يريد ان يمارس مهامه النظامبه فقط من اجل انجاح فعاليه لاتتجاوز ايامها الشهر لينقل صورة حسنه عن قدرته الامنية والمدنيه فقط لكم وللزوار ...ثم ما يلبث ان يعود الخلل عقب خراوج اخر واحد فيكم من مطار عدن الدولي ...وفي ذلك مدعاة لما نطالب به من فك الارتباط لاننا نريد نظام مننا يحس فينا وليس من اجل الاخرين لفترة محددة ثم يدور ليؤذيهم من جهة اخرى بسبب التسيب والانفلات من خلال التهريب الحاصل الى دولكم –انتم اعرف مني بذلك بحسب اخر احصائياتكم الامنية-
كنت قد اشرت في معرض كلام سابق لي عن التركيبة النفسية لنموذج السلطة الشماليه الممتدة فترة حكم الحزب الحاكم لابين انها ليست سمة ثابتة للاخوة الشماليين وطالبت قادة الحراك الاستفادة من ذلك وعبرت عن ذلك ان الموظف والمكلف منهم لايستطيع ان يجلس على مكتبه من بداية الدوام الى اخره لتركيبة نفسية صارت سمة سائدة لموظفي الدولة لهذه السلطة ....وقلت لهم كذلك الحال يجب ان تعرفوه بالنسبة للجاهزية الامنية والعسكرية والمتمثل ببساطة بحشد الجهود والهمم والارادرات والعزائم حال وضع امني او سياسي او اجتماعي او رياضي كخليجي 20 مثلا ما يلبث ان ينقضي حال انتهاء الحاجة والمصلحة المراده ...مما يكشف ان استمرار النضال بوتيرة ثابته ومستمرة بأناة-دون تهور-من فعاليات واعتصامات ومهرجانات كفيل باذن الله تعالى باصابة النظام بهستيريا نفسية كالتي كان الجنود الامريكين يصابون بها من جراء تعذيب الفيتناميين لاسراهم والمتمثل بجعل قطرات من حنفية ماء تسقط على جبهة الاسير المستلقي تحتها بعد ربطة ليشعر ان هذه القطرات الخفيفة كضربات المعاول على رأسه بسبب التركيز الذي يجتمع له عليها ...تماما مثلما تجعلك بعوضة تخرج عن اطار السيطرة وتفقدك القدرة على النوم بسبب تركيزك المضطر اليه على صوتها القادم اليك وانت تحت لحافك ....والمصلحة في ذلك اصلا اننا لانريد ان نكرر خطأ اخوتنا الفلسطينيين حال ظنهم السابق ان موضوع اسرائيل ببساطة كان يتمثل في ان تجتمع الدول العربيه يد واحدة لتهجم على اليهود المغتصبين في فلسطين لانهم قلة قليلة متغافلين هم وايانا ان قوة اسرائيل ليس بذاتها بل بغيرها—الغرب--ولانهم يعرفون ذلك –أي اليهود-فقد عمدوا اصلا لمدة ليست باليسيرة الى تقرير ثقافة في ذهن الغربي ان اليهود احباب الله والعرب اعداء الله تماما مثلما نجح فيه النظام اليمني من اقناع العديد من الاخرين ان الجنوبيين مجرد ماركسيين وكفار ولايحبون الدين ولاينصرون الله تعالى ولا رسوله ...فكان العرب كلما يهموا القفز على اليهود في فلسطين يقفز لهم الغرب بعدته وعديدة ....مما جعل العقلاء يكتشفون ان القوة للشيء قد لاتكون في ذاته بل بغيره من اسباب متصلة بوجودها وقوتها فتوجهوا الى ذهن الغربي لمحاورته وهنا ظهرت مشكلة في البداية هي نفس ما يعاني منه بعض اخوتنا الجنوبيين من كيفية محاورة الاخرين لاقناعهم بقضيتنا وكيفية ترتيب النقاط الموجب اظهارها لهم لاستمالتهم لتأييدنا ..فمثلا تصور ان الخليجيون جاءوا الى عدن –ابين وقفز من الحراكيين يحدثونهم عن الجنوب العربي واننا اليمن غير والجنوب العربي غير .....هذا الكلام سينفر الخليجيون عن فهم قضيتنا لانه مستقر في ثقافة قولهم ان هذا كله –يمن –لانهم قد درسوا في مدارسهم ان ما تيامن من الكعبة هو يمن...وبالتالي يبرز هنا الحاجة لمعرفة التركيبة الثقافية والاجتماعيه والطبعيه للشخص الذي تريد ان تقنعه بقضيتك....ببساطه يجب الاستفادة من ان الخليجيين جاءوا من دول تستعظم القانون والانضباط والاستقامة حكامها ومحكوميها مع ان السلطة اليمنية بلا شك ستعمم ثقافة عبر الامن القومي والسياسي ولجان الدفاع عن الوحدة بين الناس لارساء ثقافة لدى الجنود والشرط والمرور والموظفين بضرورة الظهور بمظهر النظامي والشريف خلال الفترة المزمع القيام المناسبه فيها-خليجي20-وهو عهد الشماليون خاصة جيل النظام الجمهوري للحزب الحاكم الذين يستطيعون الظهور بمظهر معين لاتمام قصد ومصلحة يشعرون انه من خلال انجازها بذلك السلوك المؤقت وليس جيل الزعيم العظيم –الحمدي رحمه الله الذين يكادون ان ينقرضوا اليوم ..ولكن مع ذلك لابد من الاستفادة من هذه الفعاليه من خلال التخطيط المنظم والمحترم –واستعمالي هنا كلمة المحترم لاميز سلوك شخصية الجنوبي الذي يحب ان يتمم مقاصده من ابوابها وليس من ظهورها وبالاستقامة وليس بالاعوجاج وبالصدق وليس بالحيل –الدحبشه—
كذلك الحال لقوة النظام اليمني المتصل بالحزب الحاكم –مرة اخرى تجدون انني اوصل الصفات السلبية بالحزب الحاكم لاميز انها ليست صفة ثابته لاخوتنا الشماليين كما يتوهم الكثير—هذه القوة ليست بذات الحزب الحاكم وانما من خلال سياسته التحايليه على دول الاقليم والعالم التي اكتشفناها من خلال قربنا اليهم ونحاول ان نكشفها للاخرين ...

كما انه من بين المصالح الاخرى المعتبرة لاستمرار نضالنا بالوتيرة المشار اليها اعلاه مع نظام كهذا يتمتع بقدرته المحافظة على استمراريته بقوة من خلال سيكلوجيه طبعيه ثقافيه تستمذ جذور اثارها من ثقافة السبأية الفاطمية الصليحيه بحسب علمي بالمصالح والمفاسد العظمى هو ارساء ثقافة المقاومة في الشعب اليمني عامة والجنوبيين خاصة المتشاكلة طباعهم النفسية مع الثورية ويستمتعون بها ويتلذذون بالامها ومشاقها وكدحها ليقرروا انموذجا فريدا للامة يخالف النموذج الذي تريد جماعة بجعله حقيقة الحقائق الدينية –العبوة الناسفة والسيارة المفخخه-وتحاول ان تقطف الثمرة اليوم في الجنوب وبايعاز ودعم من سلطة النظام في صنعاء بقصد خلط الاوراق كفعل السامري الذي خلط شيء من الحق وشيء من الباطل ليضلل الناس

الاحتمال الثاني
وهو ما تروج له السلطة اليمنية من انها قادرة على افشال اية محاولة للحراك او للقاعدة بافشال خليجي 20 ولسان حالها انه اذا حصل تفجير او قتل في الضيوف يجب ان تتوجه اصابع الاتهام الى ملف القاعدة او ملف الحراك
ما الذي يضمن ان مثل هكذا فعل لايكون من السلطة نفسها ....انتبهوا اعزائي السعوديين –لا اقصد السيد الرئيس....؟

حينها يجب ان ندرس تركيبة وشخصية النظام اليمني من خلال الاجابة على الاسئلة
هل يلتزم قادة النظام اليمني مجملا بل ومفصلا بما يلتزم به السيد الرئيساللاخرين -اصلحه الله-؟
هل حدثت حالات سابقة حدث فيها عدم التزام قيادات كبيرة بما يلتزم به السيد الرئيس للاخرين؟
هل يشيع زبانية الاستخبارات الرئاسية للشارع المحلي والخارجي من ان الرئيس يحمل في طياته نوايا حسنه ولكن الاخرين من متنفذين يخربون عليهما يوحي انه فعلا توجد سلطة للمتنفذين لايتحكم بها السيد الرئيس؟
ما حجم هؤلاء المتنفذين في البلاد وسلطة البلاد؟
هل استطاع السيد الرئيس ان يعاقب احد من هؤلا ء المتنفذين في يوم ما؟
هل حدث ان احد رؤساء الحكومة قد قدم استقالته بسبب عدم تمكن الرئيس من محاسبة المتنفذين-فرج بن غانم رحمه الله-؟
هل هناك تقارير وادلة تشير الى تورط هؤلاء المتنفذين في اتصالات مع الارهابيين او المجرمين؟؟
هل هناك ادلة على تورط قيادات امنيه وعسكريه في بيع اسلحة للحوثيين وهل يظل الاحتمال مع اي جهة ارهابية اخرى قائما؟

خلاصة الكلام وللانصاف يجب ان يتساوى احتمالي حصول مشكلة ما يكون سببها القاعدة او الحراك كما يشيع ذلك النظام مع احتمال ان يحصل نفس الشيء من متنفذ قيادي في السلطة يرى ان مثل هذا الاجراء –قتل او تفجير او تخريب او تعطيل-كفيل بتشويه صورة الحراك امام دول الخليج والسعوديه ...ولاتزال ذاكرتنا حاضرة لمحاكمة مفجري تفجيرات عدن عقب غزو صيف 94واتصال قيادات امنيه في عدن بها ..ولاتزال ذاكرتنا حاضرة عن شاحنات اسلحة يسربها متنفذين في الجيش اليمني للحوثيين لم تتم معاقبة احد منهم ولا الكشف عن تفاصيل هذه الشاحنات ولاتزال ذاكرتنا حاضرة عن توغل كثير من الحوثيين في سلطة النظام الامنيه والمدنية في الشمال والجنوب...

خلاصة الخلاصة لماذا لاتستمر قدرة النظام الامنية والمدنية على النجاح بقية الازمنة فيما اذا نجح خليجي 20
بالنسبة للاحتمال الاول

اما الثاني
ولماذا لايكون احد متنفذي النظام وراء عمل ارهابي معين بقصد تشويه صورة الجنوبيين عند اهل الخليج؟

المصدر: شبكة الساحات السعودية - من قسم: الساحة السياسية

[نبيل العوذلي]

اوصي شاكرا بتعميم الموضوع لاهميته