حضرموت هل تشعل انتفاضة الجنوب وتوحد الصف وتخط مسارا جديدا للثورة ؟

[علي المفلحي]

تقرير / علي الصبيحي :
تسارعت وتيرة الأحداث والتحركات الشعبية والسياسية خلال الأيام القليلة الماضية في عموم محافاظات الجنوب ، وذلك بعد حادثة مقتل الشيخ / سعد بن حمد بن حبريش العليي شيخ مشايخ الحموم , ورئيس حلف قبائل حضرموت على يد قوات الجيش اليمني في مدخل مدينة سيئون الاثنين الماضي الثاني من ديسمبر نفذتها نقطة عسكرية تابعة للجيش اليمني بمدينة سيئون . تنسيقية مكونات الحراك لتحرير واستقلال الجنوب بمحافظة حضرموت التي كانت قد دعت إلى مسيرات بما أسمتها بـ"جمعة الغضب" في الـ 6 من ديسمبر للتنديد بمقتل المقدم سعد بن حمد بن حبريش وأبنه وأحد أقاربه وإصابة أثنين آخرين بجروح بالغة في عملية وصفتها التنسيقية في دعوتها بـ "الغادرة" و ستنطلق من كافة مساجد مدينة المكلا عقب صلاة الجمعة متجهة صوب ساحة الحرية تصاحبها مسيرات جماهيرية غاضبة مماثلة تنطلق في سائر مدن وقرى حضرموت في نفس اليوم ترفع فيها الأعلام السوداء وصور الشيخ حبريش وأعلام دولة الجنوب تلك الدعوة فتحت الطريق أمام الجنوبيين لتوحيد الصف باتجاه واحد، مما دفع بالعشرات من أبناء محافظة الضالع إلى الخروج في تظاهرة رافضة أغلقت معبر سناح الحدودي بين الشمال والجنوب .

استهداف الجنوب


كل تلك الاحتجاجات وسلسلة الفعاليات الغاضبة التي عمت الجنوب تنديدا بما أطلق عليها جرائم الجيش اليمني التي يرتكبها ولا زالت ترتكب بحق أبناء الجنوب وكان أخرها الجريمة التي ارتكبت بحق الشيخ سعد بن حبريش في محافظة حضرموت وأيضا الجرائم الأخرى التي تستهدف القادة والكوادر الجنوبية وما حصل للعقيد المرفدي وابنه في القطن و اغتيال للعقيد المتقاعد قسرا ناصر صالح الطريحي واختطاف ابنه في مدينة المنصورة بالعاصمة عدن واستمرار مسلسل الاغتيالات ضد الكوادر والقيادات ونشطاء الثورة في الجنوب ولدت حالة من الاستياء أبداها الناشطون والأهالي على حد سواء؛و لم تكن مجرد ردة فعل فحسب،بل هي توقيت مناسب لتوحيد الصفوف الجنوبية والمواقف المتباينة والتي كادت أن تنسف في لحظة ما كل الجهود التي بذلها الشعب في الجنوب من أجل قضيته . وفي ظل زحمة الأحداث والتحركات السياسية والميدانية الجارية، نشرت صحيفة (26 سبتمبر) الناطقة باسم وزارة الدفاع اليمنية على موقعها الالكتروني بيان اعتذار قالت فيه" يعبر موقع (26سبتمبرنت) عن الاعتذار لأسرة شيخ قبيلة الحموم وحلف قبائل حضرموت عن الخطأ الذي تضمنه الخبر المنشور في الموقع يوم الاثنين المنصرم".. مضيفاً " يؤكد الموقع بأن ذلك قد نتج عن معلومات مغلوطة وصلت إلى الموقع وتسرع المحرر المناوب بنشر ها ) اعتذار وزارة الدفاع ذاك عده سياسيون تجاهلا للجريمة التي ارتكبها أفراد الجيش بحق الشيخ بن حبريش أثار ردود أفعال كبيرة في الجنوب , لا سيما في ظل الصمت الرهيب الذي تبديه السلطات اليمنية حيال تلك الجريمة البشعة وغيرها من الجرائم السابقة معتبرين أن ذلك يأتي في سياق مؤامرة كبيرة على الجنوب يتم حياكة خيوطها في صنعاء في محاولة جديدة لشطب هوية وحق الجنوب المتمثل في تقرير المصير تحت مسمى إنجاز المبادرة الخليجية وتمرير مخرجات الحوار اليمني لفك الحصار عن الشمال ، وإعادة الحياة الطبيعية إليه بعد الفشل الذريع لاحتواء المشهد السياسي المحتقن فيه لتأتي دعوات الجنوبيين المنادية باستقلال الجنوب لتحطم أسس المبادرة «الجديدة» تحمل طابعا جديدا خلافاً لكل المبادرات السابقة بطابعها السياسي، والتي شابتها المناكفات «الإقليمية حول من يمتلك الكلمة الفصل بشأن الوضع في اليمن وكذلك الموقف من الصراع القائم في البلاد. ويأتي اعتذار وزارة الدفاع اليمنية بعد يومين من عملية الاغتيال التي ترفض الدفاع اليمنية الحديث عنها على الرغم من تناول موقعها خبر اغتيال قيادي في القاعدة كما زعمت صحيفة (26 سبتمبر) , قبل أن تقدم على حذف الخبر لاحقا .. وعقب مقتل الشيخ حبريش وثلاثة من مرافقيه قالت وزارة الدفاع في موقعها إن الشيخ يتبع تنظيم القاعدة، ثم تراجعت عن ذلك.

الدوافع

كل تلك المسببات جعلت أبناء الجنوب يتيقنون بأن ما حدث وسيحدث يأتي تحت بند التفريط في حقهم في الحياة ، وأنهم ليسو عبيداً ليأتي جمال بن عمر أو حتى كبير مجلس الأمن الدولي ليخيرهم بين موت أو وحدة ،مؤكدين على أن خيارهم الأوحد هو استقلال وتحرير الجنوب .
في غضون ذلك انتشرت قوات أمنية في مدينة الشحر وفرض فيها حظر التجول ليلاً ، بعد أن شهدت المدينة توترات أمنية وانتشار كبير لمسلحين يتبعون القبائل نتيجة قتل شيخ قبائل حضرموت من قبل جنود تابعين لنقطة تفتيش في سيئون.

ومنذ حوالي شهر تشهد المحافظة حالة من الفوضى نتيجة الحملة الأمنية في المحافظة لملاحقة مسلحي تنظيم القاعدة، وانتشار كثيف للجنود في شوارعها ونشوب اشتباكات ليلية في بعض المديريات .
مسئول أمني في المحافظة قال إن الأوضاع متوترة في المدينة، وأن مسلحي القبائل يتواجدون في كل الشوارع، لكن دون أي اشتباكات ،لافتا إلى أن رجال الأمن على أهب الاستعداد لأي طارئ أو هجوم للقبائل.وفي سياق حديثه عن مقتل الشيخ حبريش قال المسئول الأمني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه" لسنا مخطئين في قتل الشيخ حبريش لأنه رفض تسليم أسلحته، لكن سنعتذر للقبائل في الأيام القادمة وفي الوقت المناسب"
وتشهد مديرية الشحر هي الأخرى انتشارا كبيرا للقوات الأمنية واشتباكات ليلية بين الأمن ومسلحين وكانت آخر اشتباكات الشهر الماضي خلفت العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الجيش والمسلحين، وهُدمت منازل وفُرضت حالة الطوارئ ليلاً.

إدانة واستنكار

وفي سياق متصل لاقت حادثة مقتل الشيخ بن حبريش إدانات واستنكارات واسعة لدى كافة المكونات والقبائل الجنوبية حيث دعا الشيخ صالح بن فريد العولقي في بيان له دعا إلى تشكيل مجلس قبلي لقبائل الجنوب وعبر فيه عن إدانته لمثل
هذه الأفعال الإجرامية التي قال إنها غالبا ما تحدث في الجنوب وفي حق شخصيات ومواطنين جنوبيين , مبديا استياءه مما أسماها المبررات الكاذبة التي تسوقها أجهزة الإجرام والتي تحاول من خلالها تبرير جرائمها النكراء التي تتكرر كل يوم في حق أكثر من شخصية جنوبية اجتماعية كانت أو عسكرية أو سياسية , خاصة وقد ذهبت وزارة الدفاع في هذه الحادثة بالذات إلى حد غير مقبول بالادعاء بانتماء الشيخ وجماعته إلى تنظيم القاعدة ! حسب تعبير البيان الذي شنع الجريمة التي وصفها بالبشعة والرخيصة والتي قال إن من وصفهم بالمجرمين من العسكر استخدموا سلاح " الدوشكا " الذي وجه مباشرة إلى الشهيد أثناء النقاش الذي كان يجريه معهم , ما يدل على درجة كبيرة من الإجرام , والاستهتار والازدراء وانعدام تام للنخوة والشجاعة .حسب تعبير البيان .

مجلس أعلى لقبائل الجنوب

أعلن الشيخ بن فريد وقوفه وكافة أبناء العوالق إلى جانب كافة قبائل الحموم وتحالف قبائل حضرموت ووضع جميع إمكانياتهم رهن الإشارة وتحت الطلب في أي وقت , مشيرا إلى أنه قد تلقى وعلى مدار الساعة الكثير من الاتصالات من عدد كبير من المشايخ والوجاهات الاجتماعية الجنوبية التي أدانت تلك الحادثة البشعة وأعربت عن استعدادها التام للوقوف مع إخوانهم في حضرموت . لاسيما في مثل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها اليمن والتي يدفع ثمنها غاليا المواطن الجنوبي والتي تكثر فيها الممارسات الخبيثة من قبل أجهزة الدولة الهادفة إلى زرع الفتن بين قبائل الجنوب لشق صفوفهم وبعثرتها وإشغالهم بأنفسهم على طريقة القاعدة الاستعمارية فرق تسد , حسب وصف البيان الذي شدد على ضرورة مناقشة فكرة تشكيل ( مجلس أعلى لقبائل الجنوب ) يضم في هيكله كافة قبائل الجنوب بلا استثناء ويهدف إلى إبرام اتفاقيات عديدة تتعامل مع كل الاحتمالات التي يواجهها الجنوب في هذه المرحلة أو في المراحل القادمة , مؤكدا على أن هذا المجلس لن يكون إلا رافدا من روافد الثورة الجنوبية التحررية , ووسيلة سياسية واجتماعية تحمل أسس بناء الدولة المدنية الجنوبية الحرة المستقلة . داعيا كافة الجنوبيين نسيان الماضي
بكل مآسيه والالتفات إلى المستقبل مستلهمين من ماضيهم بكل أخطاءه ما يمكن أن يسترشدوا به في طريقهم إلى المستقبل من الحكم والدروس , لتحقيق حلم أبنائهم وأحفادهم في العيش الكريم في وطن حر مستقل .متوجها بنداء اخوي إلى جميع أبناء الجنوب في أجهزة سلطات الاحتلال إلى الانضمام إلى إخوانهم في ميادين الشرف والكرامة , خاصة العسكريين منهم الذي قال بأنهم باتوا وبشكل واضح ولا يخفى على احد هدفا رئيسيا للتصفيات الجسدية من قبل أجهزة الاحتلال الاستخباراتية التي تعمل على تصفيتهم واحدا تلو الآخر كما حدث مؤخرا للشهيد العقيد الركن / احمد محسن المرفدي ابن يافع الأبية ,متقدما إليها بخالص العزاء.



تظاهر الآلاف في عدة مدن وبلدات محافظة أبين تضامنا مع قبيلة حضرمية اغتيل شيخها وسبعة من مرافقيه برصاص الجيش اليمني الاثنين الماضي , حيث شهدت مكيراس ولودر عدة تظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف , تنديدا بحادثة اغتيال الشيخ سعد بن حبريش وسبعة من مرافقيه في مدينة سيئون بحضرموت , معلنين تضامنهم مع القبائل الحضرمية .

تحركات نحو التصعيد

قبائل وسادة ومناصب حضرموت في وادي طبق بمنطقة “شريوف ” خلصوا في اجتماع وبإجماع المجتمعين إلى أن عملية مقتل شيخ قبائل الحموم ورئيس تحالف قبائل حضرموت كانت مدبرة من السلطات العسكرية المرتكبة للجريمة وأنه على كافة رجال قبائل وسادة ومناصب حضرموت الانتقال من مرحلة الإدانات والأقوال إلى الأفعال لإجبار السلطات اليمنية على الانصياع لمطالب أبناء حضرموت.مشددين على ضرورة سحب وحدات الجيش من وسط المدن واستبدالها بجنود محليين والكشف عن حقائق ودوافع مرتكبي الجريمة والقصاص منهم وذلك خلال مهلة قصيرة تمنحها القبائل للدولة لافتين إلى أنه إذا لم يتم التعامل مع مطالبهم بجدية فإن قبائل حضرموت وحلفاءها سيشرعون مجبر ين إلى محاصرة مواقع الشركات النفطية العاملة والثكنات العسكرية المتواجدة وقطع الطرق الرئيسية بشكل تام في حال أقر على ذلك الجميع في لقاء مرتقب سيكون في العاشر من الشهر الجاري في غيل بن يمين وتتحمل السلطات اليمنية مسئولية ما يحصل نتيجة استهتارها بدماء الناس بقتلهم بدون جريرة وكأنهم حشرات وليسوا بني آدم حسب تعبيرهم

[الكازمي]

لا فائده من كل التنديدات الحاليه والسابقه ..طالما وابناء الجنوب بدون قياده موحده تضم الجميع ..وسترون مزيدآ من القتل من قبل المحتلين ..اليمنيين العنصريين فبدون حمل السلاح واستخدامه ضد المحتلين لن نراء وطن محرر فالمحتلين وجدوها فرصه ..للإستمرار في قتل الجنوبيين ..لأنهم رؤ شعبآ ثائرآ متناثر وبدون قياده تحميه وتقوده وتوفر له قطاء الحمايه ..ليرد ’’رد مؤلم للمحتلين اليمنيين عن كل جريمه يرتكبونها !!

[سالم ربيع]

هذا ما نتوقعة أنها شرارة حرب التحرير الشعبية ستتولى قبائل الجنوب مهمة طرد جحافل التيراني والصوملي من محافظة حضرموت وستقوم محاتفظة أبين ولحج والمهرة وشبوة ويافع عدن بنفس المهمة .