قاسم داؤود : وحدة 22 مايو تم وأدها وحصرها على السلطة القائمة

[اسدالجنوب]

[align=right]دعا السكرتير الثاني لمنظمة الحزب الاشتراكي بعدن القوى السياسية والمدنية والحقوقية إلى تنظيم فعالية وطنية كبرى في كل المدن والمحافظات للتضامن مع سجناء الرأي وللوقوف موحدين بوجه الانتهاكات والتجاوزات السلطوية.

وحذر قاسم داوود السكرتير الثاني لمنظمة الحزب الاشتراكي بعدن من خطورة استمرار الأمور على ماهي عليه ومخاطر ذلك الاستمرار على الوطن بشكل عام.

وقال 'نحن اليوم أمام مشكله حقيقية تتمثل في استمرار سياسة السلطة في تأزيم الأوضاع وتأجيج الصراع بدلاً من معالجة ماخلفته سياساتها منذ حرب صيف 1994م وما أعقبها من إقصاء ونهب وتهميش للطرف الأخر".

في ظل الأحداث الجارية..كيف تقرأ واقع الشأن اليمني بمعطياته الحالية؟

لا يسعنا إلا أن نستعيد ونعيد قول الشاعر الكبير الأستاذ عبد الله البردوني ماذا اخبر عن صنعاء يا أبتي؟ هذا القول الآن يصلح لوصف حال الجمهورية اليمنية اليوم ولو من حيث المضمون ،فما نعيشه اليوم يبدو تماماً معاكس للآمال والطموحات التي كان الناس يأملونها من مشروع الوحدة واليمن الموحدة .. الواقع القائم اليوم يتسم بالحروب والإقصاء وحالات السلب والنهب والفوضى والفقر والبطالة والفساد الذي ينهب خيرات البلد ،وانهيار للخدمات ولوظائف الدولة ماعدى الجباية والقمع،هذا كله وغيره يحدث لأن مشروع الوحدة انتكس أو غرر به بعد إعلان الوحدة مباشرة وبعد الحرب المشؤمه 1994م الذي أبعدها لصالح مشروع الضم والإلحاق وعودة الفرع إلى الأصل لصالح المشروع الذي جير له اليمن بأكمله جنوبه وشماله حتى أصبح حال اليمن اليوم لا يسرَ عدو ولا صديق، فالآف الأطفال يهربون من البلد والشباب الفارين من جحيم الوضع في اليمن تحرق أجسادهم وتهدر آدميتهم علي الحدود وأصحاب الجوازات الحمر يتسولون على أبواب بيوت الله وبيوت الميسورين في الدول المجاورة وأغلب المدن بدون مياه والأمراض تفتك بالناس، وهناك لوبي فساد يطوق على خيرات البلد وبطانة سوء مهمتها رفع تقارير خلاصة مافيها كله تمام يافندم.


هل يشكل كل هذا مخاطر محدقة على الوحدة بعد 18 عام من قيامها؟

في هذا الإطار وحدة 22مايو 1990م التي قامت على أساس الشراكة والحوار والحياة الديمقراطية تم وأدها وحصرها على السلطة القائمة وبخاصة في حرب 1990م التي تم فيها استباحة المحافظات الجنوبية وإقصاءها من موقع الشريك في الوحدة وجرى إجهاض مشروع الوحدة المعبرة عن تطلعات الجماهير في كل أرجاء اليمن لصالح مشروع المتشبثين بزمام السلطة وما يجري اليوم من حروب واحتقانات وأزمات ومشاكل تمر بها البلد فهي ناتجة عن انتكاسة المشروع الوطني الذي هو مشروع الشراكة التي جاءت الوحدة من اجله، وناتجة عن نهج الحرب والقمع المستعر من قبل السلطة حتى اليوم.


هل معني ذالك هو أن غياب مشروع الشراكة هو من ساهم في بروز الأصوات الداعية إلى تشطير البلد من جديد؟

إجهاض مشروع الوحدة الحقيقي لصالح الضم والإلحاق والمشروع الخاص والوحدة المعمدة بالدم وغيرها،كل ذالك في الواقع فتح المجال والطريق أمام المشاريع الأخرى، وهذه هي سنة الحياة،وفي هذا الجانب تكمن المشكلة بالضبط وليس فيما نتج عنها من ردات فعل في ظل أمور تتعقد أكثر ومخاطر تزداد، وبما إن الوضع القائم وبخاصة في المحافظات الجنوبية لا يمت بصله إلى الوحدة المنشودة، البعض يرى من منظوره بأن الحل يكمن في العودة إلى قبل 22مايو 1990م ،وهو المنظور الذي يعد نتيجة لنهج وممارسة السلطة اللذان أوصلا قاطرة الوحدة إلى طريق مسدود بعد أن كان هناك أراء آخري ودعوات سبق التعبير عنها بمبادرات ومشاريع إلا أنها قوبلت بإذن من طين وأخري من عجين.


وماذا عن موقفكم انتم في أحزاب مشترك عدن؟

هناك ظاهرتان كيف نستوعبهما ونحدد مواقفنا منهما: الأولى هو الانقلاب على الوحدة المتجسد من خلال سياسات وممارسات الدولة على ارض الواقع والتي لا تزال متواصلة حتى اليوم من قبل السلطة القائمة وكانت المحافظات الجنوبية ومن ثم الوحدة اليمنية هما ضحيتها،أي اجتياح الجنوب تدمير كيانه ومقدراته المادية والبشرية وتاريخه وإتباع سياسات تحيزية اقصائية ضد شعبه وتعطيل اتفاقيات الوحدة والانقلاب على مضمونها وعلى دستورها ومن ثم وثيقة الإجماع الوطني هذه المسائل مسول عنها طرف واحد ومحدد ومعروف ،وهناك في الطرف الأخر من وصل إلى قناعة بأنه بعد الانقلاب على الوحدة ورفضه الاستجابة لكل المبادرات الداعية إلي التصحيح والإصلاح والمراجعة، رأى من منظوره بأن الحل يكمن في العودة إلى قبل 22مايو 1990م ،وهو كما سبق أن اشرنا إليه نتاج ممارسة ونهج الدولة خلال السنوات الماضية.


وما تعليقكم على قرارات اللجنة الأمنية في محافظة عدن مؤخراً؟

نحن في المحافظات الجنوب ومنذ حرب 1994م خاضعين لقانون الطوارئ غير معلنه جرى تفعيلها الآن بشكل اكبر،من يدير المحافظات الجنوب ويدير شؤونها هم القادة العسكريون والأمنيون وإن كان أحيانا بالزي المدني، والقانون لا يزال خارج نطاق التغطية في هذه المحافظات منذ الحرب، وما عدى هذا ليس سوى مسميات لا تأثير لها على الواقع. واللجنة الأمنية بعدن هي احد تجليات وأدوات قانون الطوارئ وأعضاء اللجنة الأمنية هم الحكام الحقيقيين لعدن وأكثر المنتفعين من مواردها وهم من كبار الملاك فيها وبخاصة في مجال الأراضي والاستثمارات وعلاوة عن ذالك فهي بالنسبة للناس مسئولة عن دماء سالت ظلما وعدواناً وأرواح بريئة أزهقت واعتداءات وحشية طالت مواطنين وفعاليات احتجاجيه سلميه قمعت،نقول هي متهمة حتى يقول القضاء كلمته، اللجنة الأمنية تعاملت مع المواطنين بكل صلف وعنجهية وغطرسة واتبعت سياسة الأطقم والرصاص الحي وعسكرة المدن والجامعات.


مؤخراً دعوتم الدولة في أكثر من بيان صادر عن أحزاب المشترك بعدن إلى الاعتراف بالقضية الجنوبية كمدخل لحل الإشكالية القائمة؟ماهي القضية الجنوبية؟

القضية الجنوبية ليست امتيازا سعى إليها أبناء المحافظات الجنوبية عن غيرهم من اليمنيين، ولكن هي نتيجة للانقلاب على الوحدة بالحرب وإخراج الشريك الآخر من المعادلة الوطنية وإقصاءه عن الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة والقرار، ليس ذلك فحسب وإنما أيضا نتيجة لوجود ما يمكن تسميته بمشروع اجتثاث مقدرات هذه المحافظات ،يجري تطبيقه على ارض الواقع منذ 1994م وحتى اليوم.


هل يمثل بقاء الأمور علي ماهي عليه خطراً حقيقياً على الوحدة؟

استمرار الأمور في السير كما هي عليه اليوم لاشك ينبئ بمخاطر حقيقية على الجميع وعلى الوحدة اليمنية التي أعلنت ولم تقدم دولتها ولم يتم تحقيق مهماتها وبناء مشروعها،لذالك نحن اليوم أمام مشكله حقيقية تتمثل في مشروعية ماهو قائم بغض النظر عن عواطفنا وتطلعاتنا،إضافة إلى ذالك فان مكابرات السلطة وعنادها ستفاقم الأوضاع وبلا شك ستعمل على تضخم المشكلة القائمة ما لم تكون هناك حلول جذرية لها ،فالسنوات الـ14 الماضية أثبتت أن الحرب بقدر ما استهدفت المحافظات الجنوب وشعبها،فقد عادت بالكوارث والمآسي والتصدعات على اليمن بكله.


ماهي مقترحات الحل لديكم؟

نحن دعونا وندعوا إلى الاعتراف الواضح والصريح من قبل النظام وكافة أطياف الطيف السياسي والوطني بالقضية الجنوبية والجلوس للحوار حولها وحول غيرها من القضايا بوجود ممثلين للشعب، ولمن تعنيهم هذه القضايا.


على منصر، وابن فريد،وفهد القرني،وغيرهم من المعتقلين وسجناء الرأي..هل من خطوات جديدة للضغط على السلطة في الإفراج عنهم ؟

نشعر بتقصير كبير نحو المعتقلين،فهما عملنا لن نوفيهم حقهم خاصة أولائك الذين يعانون من ظروف صحية متدهورة ويعاملون معاملة قاسية وتطبق عليهم عقوبات خارج عن القضاء والقانون،نحن أمام سلطة مستبدة لا تعطي أي وزن أو احترام أو تقدير للرأي،ولدينا قضاء تابع وخاضع لهذه السلطة،وهناك ضعف في الجهود التضامنية وضعف في تنسيق الفعاليات ،ولا مبالاة،وكما يقول المثل الرجل التي في الماء ليست كالذي في النار.


ومع الأسف إن استمرارت هذه الحالة السلبية ستجعل النار تصل إلى كل مكان، ولن يكون هناك احد في مأمن، في ظل وجود سلطه كهذه السلطة ،وقضاء تابع وضعيف أمام نصرت الطرف المغلوب على أمره،هذه القضية ستعالج بذات الطريقة التي تعالج فيها قضايا البلاد الأخرى من أخطرها وأكبرها إلى أصغرها وأهونها.


الأهم في الأمر أن الناس الشرفاء والمواطنين البسطاء،سيظلون أوفياء ومتعاطفين مع سجناء الرأي،مع أبطال النضال السلمي والتصالح والتسامح والكلمة الشجاعة الصادقة ،الذين يقبعون في زنازين السلطة ومعتقلاتها في صنعاء وعدن وتعز وباقي المحافظات.أنا أدعو الجميع إلى صحوة ضمير وأضم صوتي إلى دعوت الأستاذ أبو بكر السقاف بدعوت القوى السياسية والمدنية والحقوقية إلى تنظيم فعاليه وطنيه كبري في كل المدن والمحافظات للتضامن مع سجناء الرأي وللوقوف موحديين بوجه الانتهاكات والتجاوزات والعسكرة والحرب.


كلمة أخيره؟

أقول لجميع أحزاب ومنظمات وجمعيات ونشطاء أن إنقاذ الوطن ودرء المخاطر المحدقة بهي لا تتم لمجرد التمني ولا تكفي الجهود الجزئية والمبادرات المشتتة مهما بلغ شأنها،العمل الكبير يحتاج إلى جهد وطني عام وشامل والى أراده قويه تقوده ،فنحن أمام وضع خطير وتحد كبير وليس صحيحاً دائماً القول المأثور وعالجها بالتي كانت هي الداءَ.

* عن الصحوة نت ( حاوره سمير حسن )[/align]