رسالة من صديق جنوبي ليس من الحراك ومن المؤيدين للوحدة يقول فيها ( قاطعو الإنتخابات )

[احبك ياجنوب العز]

على كل الجنوبيين مقاطعة الانتخابات

كل جنوبي حر يمتلك ذرة من الكرامة عليه مقاطعة الانتخابات ، علينا أن لا ننخدع بمكر أهل المكر والخداع الذين يدَعون الديمقراطية كما خدعونا بالوحدة في عام 1990م ، تلك الوحدة المزعومة كما يزعم اليهود بهيكل سليمان وجعلوها حجة لاحتلال فلسطين ، لم تكن الوحدة سوى وحدة أرض وثروات وليست وحدة شعب ، واتحدي من يقول عكس هذا.
أنا لا اتهم كل الشعب الشمالي بهذا بل اتهم ساستهم ومسئوليهم وتجارهم والكثير من أصحاب النفوذ أضف إلى تصوير الجنوب بأعين الشماليين على أن الجنوب والجنوبيين غنيمة حرب ينهبونها كما يشاءون دون رقيب أو حسيب عليهم ، ويسرحون ويمرحون ويفسدون ويظلمون ويشعلوا الحرب بين قبائل الجنوب ، ويظنون بأن شعب الجنوب سيظل صامت ومكبل الأيدي وأنهم لن يتحركون ساكناً .
أنا لست ضد الوحدة وهذا حال كل الجنوبيين بما فيهم الحراك الجنوبي الذي لا أنتمي إليه وإنما أنا جنوبي ولا أنتمي إلى أي تكتل أو فصيل أو حزب ، أنا فقط أنتمي إلى دين الإسلام وافتخر بكوني مسلم ، وأنتمي إلى الوطن الغالي على قلوبنا ، ولن أظل ساكت على باطل أو منكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه .... إلى أخر الحديث وأنا أحاول تغيير المنكر بلساني ويجب على كل إنسان تغيير المنكر بما يستطيع ولكن بالتي هي أحسن .
منذو الوحدة وإلى يومنا هذا وهم يسيطرون على كل شيء أراضي ، مناصب حكومية ، وظائف ، ثروات ، منح دراسية إلى أخره ونحن نشاهد ونكتفي بالصمت ، واخطر ما يسيطرون عليه هو الإعلام حيث سخروا هذه الوسيلة سواء كانت من خلال قنوات التلفاز والإذاعة وحتى المكتوبة من جرائد ومجلات سخروها كلها من أجل تزييف الحقائق وغسل العقول والقلوب سواء على أهل الشمال أو الجنوب ، وأكبر تزييف للحقائق وقع على الجنوبيين ، حتى وجدوا منا من يقف معهم ويطبل بطبلهم ويرقص معهم ، منهم من أخذ مقابل تطبيله ورقصة معهم ، ومنهم من ضُحك عليه إما لجهلة بما يدور من حوله ، أو لطيبته وحسن الظن بهم وهو لا يعلم بمكرهم .
إن هؤلاء الذين يتكلمون عن الديمقراطية الضائعة والمزيفة، نهبوا وسرقوا وعاثوا في الأرض فساداً ، ولم يكتفوا بهذا بل قاموا بالفتنة بين الجنوبيين وزرعوا بينهم الحقد والكراهية ، وقسموهم طبقات وكلنا مسلمين ، حتى ظهرت قوة الجنوبي على أخوه الجنوبي وفي نفس الوقت متسامح مع الشمالي ، وشجعوا بعض الجنوبيين ممن أغروهم بالفلوس بقطع الطرقات ونهب عابري السبيل والكثير الكثير .
ولم يكتفوا بهذا فحسب حيث يطالبونا نحن الجنوبيين بالوقوف معهم في الانتخابات ليجعلونا نُلدغ من الجحر مرات وليس مرة واحدة أو اثنتان ، لنحسبها بالعقل ، إذا قاطع الجنوبيين الانتخابات هل سيؤثر على نجاح مرشحهم ( الديكور الجنوبي ) المجهز بأيدي شمالية ، أو بالأصح دمية يحركوها كما يشاءون ؟؟ أكيد لن يؤثر في شيء .
وكيف سيؤثر حوالي 5مليون جنوبي تقريباً أو أقل لأن أكثر الجنوبيين خارج الوطن بعد أن ضاق بهم الحال كيف سيؤثرون مقابل حوالي 20 مليون من أهل الشمال ؟؟. . إذن مرشحهم هذا لن يخسر التصويت وأما أصوات الجنوبيين فستذهب أدراج الرياح ولن يفيدنا في شيء ، بل على العكس سيضفي طابع الشرعية على انتخاباتهم ، يجب علينا أن نبرز للعالم أجمع أن الجنوبيين على كلمة واحدة يجب أن يعرف العالم بأن لنا مطالب شرعية ومشروعة ويجب أن تنفذ غصباً عن أنوف من يرفضها ، وهذا هو الوقت المناسب ، أتمنى من أخوتنا الجنوبيين أن يتفهموا هذا الموقف ، وهذا لا يعني بأننا إذا قاطعنا الانتخابات بأننا نطالب بالانفصال ، أو أننا ضد الوحدة حتماً لا ، ولكن رد ولو جزء من الكرامة المفقودة وإظهار قضيتنا للعالم أجمع .
وبالتالي الكرة في ملعب أخوتنا من أهل الشمال نعم هم أخوتنا مهما عملوا بنا فهم أخوتنا في الإسلام قبل كل شي ويعلم الجميع بأن كثيراً من أهل الشمال يرفض ما يتعرض له الجنوبيين من ظلم وفساد كما هم يتعرضون له أيضا ولكن قضيتنا أكبر وتختلف اختلاف جذري عن قضيتهم لأن الجنوب لم ولن يكون محافظة تابعة للشمال ، الجنوب هو شريك وبأكثر من النصف وله كل الحقوق المكفولة له .
إذن كما قلت الكرة في ملعب أخوتنا في الشمال هناك أسئلة كثيرة ننتظر الرد منهم في أقرب وقت ممكن لأننا في وقت لا يحتمل التأخير وليس الرد بالأقوال وإنما بالأفعال لأننا سئمنا من الأقوال والمزايدة بقضية الجنوب وأهلة .
* هل ستعيدون الحق لأصحابه ؟
* هل سترفعون الظلم عن المظلومين من الجنوبيين أولاً ثم المستضعفين من أهل الشمال ؟؟
* هل ستكون هناك وحدة شعب ودم وليست وحدة أرض وثروة ؟؟
* وما هو برنامجكم المطروح لحل قضيتنا ؟؟
* وكم من الوقت سيأخذ للبدء بالإصلاحات ؟؟
* وكم من الوقت سيأخذ من بداية التنفيذ حتى تتم هذه الإصلاحات ؟؟
وهناك العديد من الأسئلة المطروحة والعديد من الأسئلة التي ستطرح في وقتها .
لقد أصبحنا الآن في مختلف طرق وبأيديكم أن تجعلونا نكمل معكم الطريق إلى آخرة كما بأيديكم أن تجعلوا كلاً منا يسير في طريق بعيداً عن الآخر ، وهذا هو أخر الحلول والتي ستكون قريباً جداً ما لم تعنوا قضية الجنوبيين حيزاً كبيرا من جهدكم وعملكم ولن ننتظر طويلاً ، أعتقد بأننا قد صبرنا أكثر من 21 عام على الظلم والفساد ومعاملتكم لنا معاملة المحتل لأهل البلد الأصلي .
لقد طفح بنا الكيل ولم يتبقى سوى أعداد قلية ممن لا يزالون يتمسكون بالوحدة وأنا منهم ، ولا أحد يعلم ربما نكون غداً أول يرفضها كما حال من رفضها من أخوتنا الجنوبيين .