تعقب الأدلة الجنائية لمسيلات الدموع والغازات السامة المستخدمة في سيئون

[ابوحضرموت الكثيري]

تعقب الأدلة الجنائية لمسيلات الدموع والغازات السامة المستخدمة في سيئون

سيئون - خالد الكثيري - وكالة أنباء عدن ( عنا )
فيما هاجت قوات الأمن المركزي اليمنية بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والغازات السامة صوب المسيرة الجماهيرية الكبرى التي شهدتها مدينة سيئون بمحافظة حضرموت مساء الخميس 3 تشرين الثاني /نوفمبر 2011م لاتزال الآثار المترتبه عليها تتكشف تباعاً نظراً لما كان قد ميزها من كثافة الإطلاق للنيران بمختلف أنواع الأسلحة علاوة على عشوائية الأهداف التي كانت تصوب عليها فوهات أسلحتها .

ففي حين لم تتعافى الجماهير المسالمة في سيئون من جراحها وآلامها على شهيدها الشاب رمزي حمدون الذي اغتالته في رمضان الفائت ايادي المواطنين من أبناء الشمال القاطنين في سيئون ، فوجئت بمباغتتها من جديد مساء يوم الخميس المنصرم من قبل تلك القوات بالإستخدام المفرط للقوة والرصاص الحي والغازات السامة والمسيلة للدموع المنتهية الصلاحية صوب التظاهرة السلمية التي تحيي بها يوم الأسير الجنوبي بسيئون وتطالب بإطلاق المعتقلين الجنوبيين ، وقد تمكنت وكالة أنباء عدن ( عنا ) من تصوير بعض المقذوفات المنتهية الصلاحية التي أستخدمتها قوات الأمن المركزي في سيئون ومنها مقذوف بدا على شكل قذيفة صاروخية مُصغرة ويبدو غريباً وجودها بين مقذوفات من المفترض أنها مسيلة للدموع وأما سميتها فقد جاءت بفعل إنتهاء تاريخ الصلاحية لإستخدامها ،

هذا ويذكر ان تلك المقذوفة الصاروخية الشكل كانت قد إخترقت الزجاج الأمامي لتستقر على فروا المقعد الأمامي لسيارة أحد مواطني مدينة سيئون فيما كانت بموقف يبعد كثيراً بل يقع خارج منطقة السوق العام حيث ميدان العمليات وتحديداً بجوار بيت ( الراحل محفوظ بوحسن ) ولولا ان بادر بعض من المواطنين الذين تصادف وجودهم جوار السيارة بسرعة إطفاء النار التي بدأت تنشب شعلتها الأولى مع اختراق المقذوف واستقراره بفرو المقعد لنشبت النيران بالسيارة بكاملها الى جانب ماجاورها من السيارات وغيرها من المنشآت وهو الأمر الذي يؤكد حالة الإرتباك في نفوس أفراد تلك القوات وعشوائية أطلاقها المكثف للنيران من مختلف أسلحتها التي لاتجد حرج عن أستخدامها .

وقد أثارت تلك التصرفات الهوجاء التي تمارسها السلطات اليمنية في وجه المسالمين مشاعر الغضب والغبن لدى سكان هذه المدينة الموادعة المسالمة منذ ان خلق الله تعالى وعلا جميع الحقب التاريخية ، كما أدينت تلك التصرفات من قبل منظمة أحرار وادي حضرموت في بيانها الذي نشر بواسطة موقع " دمون نت " يوم الجمعة 4 نوفمبر 2011 م وفيما يلي بعض مما جاء في نصه :-

(( تعاملت قوات الأمن العام والمركزي والوحدات الأخرى المنتسبة للأجهزة الأمنية بوادي حضرموت في الأشهر الماضية بقسوة وبالأفراط في إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز والدخان لقمع تظاهرات شباب الحراك السلمي الجنوبي بمدينة سيئون التي ترفع شعار المطالبة بفك الأرتباط وتقرير مصير الجنوب .

ولعل ما وقع مساء الخميس 3/ نوفمبر من استخدام مدان للقوة المفرطة من أجهزة القمع تجاه شباب الحراك يعبر عن غطرسة الأمن ما أدى الى جرح وأصابة العديد من أبناء سيئون السلميين ..

اننا في منظمة أحرار وادي حضرموت ننبه إلى أن التعامل على هذا النحو لن يولد إلا المزيد من الأحتقان سيما وأن الأمن بأسفزازاته وتصعيده الأحمق هو المسئول الأول والأخير عن نشؤ أي موقف قد يتخذ من الأهالي والشباب وأنصار الحراك .

إننا في الوقت الذي نلاحظ أستعراض العضلات من أمن الوادي والصحراء على العزل من أنصار الحراك السلمي فأنه سرعان ما يختفي أمام حركات العنف المتطرفة (الجهادية) التي تجول وتصول في أنحاء الوادي ناهيك عن المظاهر المسلحة لحراكات راد يكالية أخرى يعلم الأمن عنها ولا يستطيع الأقتراب منها مما يثير شكوكا حول تعاون حزبي أمني وأتفاقات غير معلنة بين الأمن وتلك الأطراف لضرب وقمع من ينادي بقضيته الجنوبية السلمية ومن يطالب بأطلاق سراح المعتقلين من أبناء الجنوب .

إن منظمة أحرار وادي حضرموت تهيب بكل العقلاء والشخصيات ومؤسسات المجتمع للوقوف الى جانب الحراك السلمي بسيئون جراء تعرضه الدائم لهجمات أمنية مسعورة في الوقت التي تقوم السلطات الحكومية والأمنية بوادي حضرموت بتوفير الحماية لحراكات عنف ثورية بمسمى مجالس ومكونات سلمية ظاهرة للعيان تغض السلطات الطرف عنها خوفاً او التقاءً معها ))