أحمد عمر بن فريد نحن على أبواب مرحلة جديدة (لقاء)

[صقر الجزيرة]

أحمد عمر بن فريد لقراء (صدى عدن) ..نحن على أبواب مرحلة جديدة وأرجو أن يغادر الجميع الماضي المؤلم وأن يرتقوا إلى مستوى مقولة الجنوب للجميع



03 رجب 1435هـ - 02 مايو 2014 م 01:00 عدد القرائات 540




العاب اطفال




أحمد عمر بن فريد لقراء (صدى عدن) ..نحن على أبواب مرحلة جديدة وأرجو أن يغادر الجميع الماضي المؤلم وأن يرتقوا إلى مستوى مقولة الجنوب للجميع


( صدى عدن ) خاص :

لقاء : ماجد الشعيبي

أجاب القيادي الشاب في الحراك الجنوبي الأستاذ أحمد عمر بن فريد على أسئلة القراء في مقابلة أجرتها "صدى عدن" الصحيفة ، تحدث فيها بن فريد حول مجل القضايا التي تخص الجنوب وحراكه السلمي ، وقال بن فريد إن الحراك الجنوبي حركة شعبية وطنية ذات أهداف سياسية واضحة جدا , ولكنها ليست" مكون واحد " حتى نستطيع أن نقول إن لديه هذه الخطة للتحرك بعد المليونية القادمة.


كيف سيكون حال الحراك الجنوبي إن فرضت الأقاليم على أرض الواقع ؟ وماذا قدم بن فريد للقضية الجنوبية منذ خروجه من عدن ؟ ..وهل تفكر بالعودة إلى أرض الجنوب ومتى ؟

محمود صبيرة الأمين للحركة الشبابية بالخارج
من الممكن أن يتم تدشين مشروع الأقاليم باحتفالات رسمية ولكن هذا الأمر في تقديري لا يتجاوز حدود الإعلان فقط .. وهنا يمكن أن أشبه هذه الحالة بتلك الحالة التي نسخر منها جميعا والتي تتمثل في قيام مسئول بوضع حجر الأساس لمشروع يعلم هو أن تنفيذه على أرض الواقع مستحيل وأنه كذبة كبرى , يكذب بها صاحب المشروع على نفسه أولاً قبل أن يكذب بها على الآخرين .. مشروع الأقاليم أكذوبة كبرى لحوار كاذب أراد أن يتجاوز الأمر الواقع وعلى الأصح " قضية الجنوب " ولم يستطع لذلك سبيلا . . لا أعتقد أنه من المناسب أن أقول بأني قمت بكذا وكذا .. وأني قدمت لقضيتي هذا العمل أو ذاك .. ليس من اللائق أن أتحدث عن ذلك ولكن استطيع أن أقول " بضمير مرتاح ومطمئن " إلى أقصى حد إني أقوم بما يمليه علي واجبي وضميري وان قضية الجنوب لم تهدأ في وجداني لحظة واحدة , أنها تحتل عقلي وقلبي وتهمين على حياتي بشكل لا يصدق . والعودة إلى أرض الوطن هي حلمي الكبير الذي انشده وأتطلع إليه وحالما تزول أسباب وجودي في الخارج وهي خاصة بطفلي المريض بالقلب سوف أعود وساجد نفسي حتما في مكاني الذي طالما أردت أن أكون فيه .

س 2: القيادات الجنوبية التاريخية هي سبب تأخر ثورة الجنوب لعاملين رئيسين هما التمزق والركود و عدم طرق الأبواب على مستوى الإقليم والعالم .. هل تتفق معي في هذا ؟

سؤال عيدروس ابن الجنوب
القيادات الجنوبية التي اصطلحنا على تسميتها بالتاريخية اجتهدت بلا شك ولكن في رأيي الشخصي أنها لم تستطع أن تنجز ما كنا نتأمله منها لأن تداعيات الماضي لا زالت تخيم على سلوكها تجاه بعضها البعض حتى الآن مع الأسف الشديد ولم تقدر على تجاوزه , أما عدم طرقها للأبواب الإقليمية والدولية فهنا علينا أن نوضح أن هناك خطأ في الفهم لدى الكثير يتمثل في هذه النقطة تحديدا والتي تصور أن هناك أبواب سياسية إقليمية ودولية تنظر منا فقط أن نذهب إليها ونطرقها ثم سيحدث تجاوب فوري !! القضية ليست بهذه السهولة والسطحية , لأني على يقين ومن مصدر أكيد أقول إن " جميع الأبواب " هذه قد طرقت من قبل أكثر من طرف جنوبي ولكن الدول تستمع وتقيم وتنتظر ربما إلى أن تأتي ظروف مواتية للتعامل الايجابي ما طرح عليها ... واجزم هنا أننا على أبواب مرحلة جديدة مبشرة بالخير من هذا المنحى ليس هذا توقع فقط ولكنه اكبر من هذا !!!!.

سؤالي حول رؤيتكم لتمكين الشباب سياسيا وقياديا ؟ .. ومن هو المسؤول بعد نظام صنعاء عن تدمير التعليم في عدن ؟ سؤال :اخلاص الكسادي

كنت ولازلت أرى أن الشباب هم الأمل والمستقبل وقد وجهت لكم عدة رسائل مفتوحة في هذا الاتجاه وإنا شخصيا على تواصل مستمر مع فئة الشباب ولا أتردد في تقديم المشورة والنصيحة لهم في أي قضية أو مسألة ولكن أعتقد أن " تمكين الشباب " يعتمد على تمكينهم لأنفسهم من خلال التسلح بالوعي والثقافة لمواجهة الحاضر والمستقبل ...والتعليم في عدن والجنوب بشكل عام تم تدميره كباقي القطاعات الخدمية الأخرى والمسئول بلا شك دون شريك هو الاحتلال نفسه .

برأيك .. هل هناك فرق بين احتياجات الثورة في الوقت الراهن عما كانت تحتاجه في 2007 م !!؟ .. وهل كان ركوب بعض القيادة للموجة الثورية خادما للثورة أم سببا لإجهاضها وإطالة عمرها ؟ سؤال : حسين الدياني شبوة

لاشك أن كل مرحلة لها متطلبات واحتياجات ففي بداية الثورة كنا بحاجة ماسة للكم الشعبي حتى نحفز ثورتنا ونظهرها أمام المحتل والمراقبين وأما المرحلة الحالية فهي تحتاج إلى توجيه هذا الكم الجماهيري الهائل لخدمة أهداف سياسية وطنية واضحة يتم تنفيذها وفقا لبرامج وخطط سياسية .. للأسف هذا لا يوجد حاليا وبقيت قيادات الحراك لا تميز وتحدد معالم كل مرحلة واختلاف احتياجاتها . .. وشخصيا أنا ضد مصطلح " ركوب موجة الثورة " !!! لأني مصطلح ظالم لمن اقتنع فعليا بالثورة في مرحلة من المراحل وقرر الالتحاق بها عن صدق وقناعة , فلماذا نظلمه ونحدد له خانه في الثورة بأنه ركب موجة الثورة , ما يجب أن نميزه هو " مصداقية أو عدم مصداقية " هذا الالتحاق .. فان كان الالتحاق بالثورة صادقا فهذا هو مطلبنا لأن الإسلام العظيم فضل الصحابي خالد بن الوليد الذي أسلم بعد معركة أحد على من سبقه وكان من تعداد " المنافقين " .

برأيك هل الأفضل إقامة ميلوينيات والصرف على الفعاليات , أم الصرف على دورات تدريبية لمهارة وفن التواصل مع المنظمات ذات التأثير في الرأي الدولي ؟ لا سيما والفرص الضائعة متكررة والمليونيات متكررة دون جدوى ؟

لا يمكن فصل هذه عن تلك ! فلا قيمه لقيادي يملك مهارات القيادة بلا سلاح سياسي لا يمكن أن يكون بمعيته دون حراك جماهيري ضخم هو ناتج عن المليونيات , ولا قيمه سياسية حقيقية لمليونيات دون وجود قيادات تملك مهارات القيادة وتستطيع توظيف هذه المليونيات في المعركة السياسية .. المليونيات حققت لثورة الجنوب انجازات سياسية خرافية غير منظورة ويكفي أن ( 565 ) عضوا من أعضاء الحوار في صنعاء كانت كراسيهم تهتز من تحت إقدامهم بفعل وقع أقدام المحتشدين في المليونيات !! وأجزم أن جمال بن عمر ما كان ليأخذ بعين الاعتبار " قضية الجنوب " نتيجة للقاء جمعه مع قيادات سياسية هنا أو هناك ما لم تكن هناك ملوينيات جنوبية دفعته إلى ذلك ... ولهذا أناشد جماهير الجنوب مواصلة هذه المسيرة الأصيلة ذات التأثير البالغ , ولقد ساءني جدا أن تصر الجماهير على ساحة الحرية يوم 13 يناير الماضي في حين كان يمكن الاحتشاد في المعلا ! ... هدفنا هو إظهار احتشادنا للعالم وهو ما يخافه نظام الاحتلال وليس مجابهة بلاطجة النظام ... إذا المليونيات المتكررة ذات جدوى كبيرة وكبيرة جدا .

البعض يرى أن الدعوة إلى وحدة الصف أمر مبالغ فيه وضرره أكبر من نفعه , بينما يرى آخرون أن تعدد المكونات ووجهات النظر والآراء أمر طبيعي في مسيرة أي ثورة والأهم وحدة الهدف ... ما تعليقك على هذا ؟ وكيف يمكن الجمع بينهم ؟سؤال :محمد مساعد .


وحدة الصف بوحدة القيادة السياسية والرؤية والهدف والبرنامج هي حالة مثالية نادرة جدا , ولا أعتقد أن التاريخ سيسعفنا بحالة تحقق فيها هذا بصورة مثالية في أي ثورة أو حركة وطنية .. حتى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في سقيفة بني ساعدة , ومن هنا لا يجب النظر بكل هذه السوداوية والتباكي إلى هذا الحد إزاء فشلنا في تحقيق ذلك وان كنا ننشد حالة أفضل مما هي عليه الآن .. اليوم لدينا مؤتمر جامع على الطريق ومن مهامه تنظيم هذه الحالة الهلامية من التعدد اللامتناهي للمكونات في إطار منظم قد يكون جبهوي أو أي شكل آخر , وفي نفس الوقت لدينا جبهة وطنية متحدة أعلنت في الضالع قبل كم يوم ... لا بأس ! هذا واقعنا وليس عيب أن نتعدد ولكن العيب أن يكون هذا التعدد سبب للتصادم أو التسابق على الجنوب .. هذا التعدد سيكشف قدرتنا على قبولنا للآخر الجنوبي .

كيف تقرأ قرار مجلس الأمن الدولي 2140 بالنسبة لقضية الجنوب ؟
.. وما هي الخطوات المطلوب القيام بها لجعل القرار لصالحه ؟ سؤال الأستاذ سيف سعيد علي الاشول يافع

قرار مجلس الأمن الدولي الأخير 2140 يعتبر واحد من أطول القرارات الدولية وأكثرها تفصيلا بشكل عام , وفي الحقيقة انه يحتوي على تفاصيل إجرائية ووصفيه دقيقة ويعبر عن وجود حالة من الإجماع الدولي النادر تجاه قضية سياسية , وأن وضعنا له ميزان ولو وضعنا ايجابياته وسلبياته في كفتين لرجحت كفة الايجابيات بالنسبة للجنوب ولرجحت كفة السلبيات بالنسبة للشمال !! يكفي أن أحكام الفصل السابع تعني بشكل واضح أن لا سيادة للسلطة الحالية في صنعاء على البلاد الجنوب إطلاقا .. ما يعني أن من ألغى سيادتنا على أرضنا بالقوة العسكرية يوم 7 / 7 / 1994 م قد جاء اليوم من يلغي سيادته على أرضه وعلى أرضنا أيضا المفقود سيادتنا عليها أصلا .. لنكون كلنا نحن والمحتل لأرضنا في هوى أحكام البند السابع سواء .. ولعل الرئيس السابق علي صالح قد عبر صراحة في اول تعليق له على هذا القرار بأنه بات هو الآخر " محتلا " .
كما أن الفقرة الخاصة بطي صفحة رئاسة علي عبدالله صالح .. جاءت كما يلي : وإذ يرحب بمشاركة وتعاون جميع الجهات المعنية في اليمن , بما فيها الجماعات التي تكن طرفا في مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ... وهذه فقرة أعتقد أنها من أهم الفقرات التي جاءت لصالحنا على اعتبار أنها " ترحب " بمشاركة ولا " تلزم " أو " تهيب " أو " تحث " أو " ترجو " .. والترحيب يعتبر مفهوم اختياري بالكامل , وهو يعني إن شاركت فنحن نرحب بذلك وان لم تشارك فهذا حقك ! .. لكن الأهم من كل ذلك هو وجود اعتراف رسمي من قبل مجلس الأمن أن الجنوبيين لم يكونوا طرفا في مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ... بشكل عام كان لي تحليل أكثر تفصيلا حول هذا القرار ويمكن العودة له ... ولكن الأهم في وجهة نظري تكمن في " ثقتنا " بأنفسنا واعتبار أن إرادتنا وعزيمتنا هي مصدر انتصارنا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى , فما تحقق لنا من انتصارات حقيقية وضعت قضيتنا اليوم على الطاولة الدولية في مجلس الأمن هي بكل المقاييس مسألة لا يستهان بها أبدا , وهي وحدها من وجهة نظري تكفي لخفض معدلات الإحباط لدى الشارع الجنوبي إلى أقصى حدودها .

ما هي الخطة القادمة للحراك بعد المليونية القادمة؟ سؤال أبو مشعل المهندس اليافعي


الحراك الجنوبي حركة شعبية وطنية ذات أهداف سياسية واضحة جدا , ولكنها ليست " مكون واحد " حتى نستطيع أن نقول إن لديه هذه الخطة للتحرك بعد المليونية القادمة , ولكني أعتقد أن ابرز ملامح المرحلة القادمة ستكون في تبلور هيئات سياسية واضحة للحراك الجنوبي تتفق في الهدف الوطني ولكن تختلف في بعض التوجهات , وسوف تعمل هذه الهيئات على تقديم نفسها للشارع الجنوبي أولا وللقوى الإقليمية والدولية ثانيا بحسب ما لديها من خيارات ومن توجهات سياسية , ولا أشك لحظة واحدة أنها ستملك رؤى وبرامج سياسية واضحة ستشتغل عليها في هذه المرحلة وكلي أمل أن يحدث تنسيق فيما بينها ولو في الحد الأدنى .

س : ما هو السر وراء عدم وجود مبادئ وأهداف موحدة لمكونات الجنوب حتى اليوم ؟ ولماذا لا يتم الاتفاق على ميثاق الشرف الجنوبي ؟ سؤال ضرام عبدالله باهارون
دعني اختلف معك في هذه الجزئية .. لأن الجميع في الساحة الجنوبية لديهم أسس ومبادئ وبرامج ورؤى سياسية واضحة جدا , وهي لم تتفق على ميثاق شرف واحد نعم .. هذه حقيقة وقد فشلت هذه القوى في ذلك على الرغم أنها مجمعة على وحدة الهدف , ولكنها تحاشت الإجماع على ميثاق الشرف لأنه سيكون " ملزما لها " وضابطا لإيقاع عملها وهي لا تريد ذلك .. هي تريد أن تبقى متحررة من أي التزامات أخلاقية أمام الجماهير .

لماذا لم نستطع استمالة وطمأنة الفئة الصامتة من أبناء شعبنا بكل شرائحه وفئاته بأهداف ثورتنا ؟
ولماذا لا يتم تبني عمل فعال تجاه تلك الشرائح والفئات وكسر الحواجز والاستماع لأسباب ذلك التردد وكسب ثقتهم ؟ ضرام عبدالله باهارون ( سبولة ) .. ناشط سياسي جنوبي ورئيس لجنة التخطيط والتنمية والمالية بالمجلس المحلي م / صيره؟

سؤال في غاية الأهمية وهو تاج هذه الأسئلة من وجهة نظري الشخصية , وأعتقد يا أخي الكريم ضرام أن هذا السؤال يفترض أن يوضع على طاولة كل المكونات السياسية الجنوبية بلا استثناء لأنه سؤال في الصميم ويكشف الخلل الجسيم الذي يقع فيه الجميع حاليا ! ... نعم علينا أن نعترف أن جهد كبير يصرف في غير محله وهو جهد لا يتجاوز حدود البحث عن الذات في الفعاليات السياسية وعلى المنصات ويكشف أيضا عن ثغرة فاضحة وواضحة في العمل السياسي والوطني للمجموع ككل , ويدلل على أن لا برامج ذات بعد حقيقي تملكها المكونات السياسية الجنوبية التي تحاور نفسها بنفسها دون أن تفكر كما أشار هذا السؤال في التوجه إلى شرائح كبيرة جدا من الشعب صامته , كان يجب طرح برامج خاصة في مجابهة ومقابله هذه الفئات الشعبية والتوجه إليها وطرق أبوابها والحديث معها بكل شفافية وصراحة والتعرف على تخوفاتها من المستقبل وأخذها بعين الاعتبار وإشراكها في العملية السياسية والنضالية , ويمكن في هذا الإطار عقد ندوات عامة للحديث مع هذه الشرائح الاجتماعية وتشجيعها على قول كل ما لديها بلا خوف ولا تردد وبنفس حضاري مرن قادر على الحوار الذي يمتلك خصائص إشعار من تتحاور معه انك معه وليس ضده وانه جزء من الوطن وليس خارج عنه .
س : رؤيتكم لمستقبل الجنوب ؟سؤال عمر الدباني لودر

بشكل عام وكما أسلفت جل القوى السياسية الجنوبية لديها تصورات واضحة للمستقبل في الجنوب , والجميع متفق على دولة حرة مستقلة ذات نظام ديمقراطي تعددي , وهي دولة اتحادية فيدرالية تتألف من جميع محافظات الجنوب , بما يؤدي أن يحكم كل محافظة جنوبية أنفسهم بأنفسهم في ظل الدولة الجنوبية الموحدة المستقلة فلا يشعر ابن حضرموت أن هناك من يتدخل في شئونه ولا يشعر أبناء عدن أيضا أن هناك من يهيمن عليهم ... والكل مجمع على هذا الخيار .

س : سؤالي حول مستقبل الصراع بين الاشتراكي والرابطة ؟ .. هل تعتقد أن تجربة الماضي قد تعود ولماذا ؟ .. وإذا كان العكس نشاهد هجوما متبادلا بالتصريحات بين قيادات الحزبين ؟ ونشاهد أيضا ظهور لافتات تحريضية ضد البعض في فعاليات الحراك !! .. كيف يقيم بن فريد هذه المسألة مستقبليا ؟ (المحرر)

هناك فرق طفيف جدا ما بين " التنافس السياسي " الذي يحتكم إلى الأخلاقيات الوطنية وقوانين اللعبة السياسية في النظم الديمقراطية وبين " الصراع السياسي " .. نحن نرجو ونتمنى أن يميز الجانبان هذه المسألة , وأن يدركا أن المرحلة الحالية هي مرحلة نضالية للبحث عن هدف وطني مشترك وهو تحرير واستقلال الجنوب وهي تتطلب تضافر جميع الجهود قدر الإمكان , وأما مرحلة ما بعد الاستقلال فلها ظروفها وشروطها وقوانينها التي ستحكمها قوانين العمل الديمقراطي التعدد التي تتطلب المنافسة وليس الصراع .. أرجو أن يغادر الجميع الماضي المؤلم وان يرتقوا إلى مستوى مقولة " الجنوب للجميع " والى مرتبة الحديث عن " قبول الآخر " .. وهي مسألة عسيرة جدا للنفس التي لم تعتاد على ممارسة العمل الديمقراطي الحقيقي , ونحن بأمس الحاجة إلى ترسيخ أسس وقواعد القبول بالآخر .. وهو أمر ليس بالهين , فالكل يعتقد انه على حق ويجب أن نحسن الظن في بعضنا البعض وندرك أن الساحة مفتوحة للجميع وانه من حق الجميع أن يكون له رأيه الذي يختلف عن الآخر ... وأرى أن على الجماهير دورا حاسما في هذه القضية لأنها ستكون الضحية الأولى لمثل هذه الصراعات إن حدثت ! .. يجب على الجماهير عدم السماح لمثل هذه الأمر أن تحتل الساحة ولا أن تكون هي وسيلة لتنفيذها بل يجب أن تلعب دور ايجابي في ردعها وتحجيمها قدر المستطاع . وفي نفس الوقت نطلب من القيادات السياسية أن تعي دورها التاريخي وحساسية المرحلة ومتطلباتها والبعد عن مثل هذه الأمور التي لا تخدم الصالح العام .

س : مر 24 عاما على اغتصاب الجنوب ولا شك بأن هذه الأعوام الكثيرة غيرت الكثير في تركيبة المجتمع الجنوبي . بالإضافة إلى أنها شتت الجمع الجنوبي أكثر .. كيف سيكون مستقبل الكيانات الجنوبية التي جاءت في زمن الوحدة خصوصا والغالبية منها تدعمها قيادات شمالية ؟(المحرر)

في رأيي أن مرحلة ما بعد الاستقلال إن شاء الله سوف تنظم العملية السياسية بموجب قوانين خاصة بالأحزاب والمنظمات كسائر الدول الديمقراطية وسوف تكون هناك لوائح تضبط تشكل الأحزاب وعلاقاتها ونشأتها بما يكرس الهوية الجنوبية ويحدث قطيعة مع مرحلة الوحدة البائسة .
س : كيف تتعاملون كقيادات حراكية مع القيادات الجنوبية المشاركة في السلطة وهل هناك تواصل بينكم أو أي تنسيق بخصوص بعض القضايا التي ربما تكون مشتركة ؟(المحرر)
بحكم تواجدي في الخارج لا احتك بأي من القيادات الجنوبية في السلطة , ولكن أعتقد إن على هذه القيادات أن تدرك أن وجودها في سلطة الاحتلال بموجب إي تعريف تاريخي في أي مرحلة وفي أي وطن هو حالة تملك تعريف لا أود أن اذكره لأنه معروف .. فلا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير بقاءهم في سلطة تقتل شعبك وتحتل أرضك وتنهب ثرواتك وتستبيح دمك كجنوبي !! .. هذه حالة لا تشرف اي جنوبي مهما كانت الأسباب والذرائع فلك أن تتصور كيف سيكون الحال فيما لو انسحبت كل هذه القيادات الجنوبية من سلطة الاحتلال وأعلنت انحيازها لشعبها في الجنوب ... ما الذي سيبقى للاحتلال من مبرر ليقوله للعالم في هذه الحالة ؟؟ ... لا شيء .

س : متى كان آخر تواصل لك بالقيادات الجنوبية في الخارج ؟ وكيف تقيمون أداءكم وأداء بقية القيادات في الخارج ؟(المحرر)

شخصيا أؤمن جدا بقيمة الحوار , وتتعاظم أهمية الحوار مع من تختلف معهم أساسا .. ولذلك لا انقطع عن التواصل بين حين وآخر في التواصل مع من اختلف معهم من القيادات الجنوبية كلما سنحت الفرصة
س : في 2011 كانت هناك فرصة كبيرة للسيطرة ربما على الأرض وإسقاط المحافظات الجنوبية بيد الحراك . ولكن لم يستفد الجنوبيون من ضعف صنعاء وترك الفراغ للقاعدة للسيطرة على بعض المحافظات ؟(المحرر)

أنا ضد هذه الفكرة .. السيطرة الميدانية دون أن تملك مقومات البقاء عليها أمر طائش ولا يحمل أي بعد سياسي وستكون سلبياته أكبر من ايجابيته , لأن استعادته بالقوة سيحدث ردة فعل سلبية تتمثل في انكسارك وإحباطك .. وبما أنك تحدثت عن تجربة سيطرت فيها القاعدة على أبين في مرحلة ! ..نعم حدث ولكنها لم تملك مقومات البقاء فانسحبت وهزمت .. فماذا جنت ؟! .. أنا مع أن تحتل عقلية الإنسان الذي قف على الأرض وليس أن تحتل الأرض ولا تصل لعقل وقلب الإنسان ... نظام الاحتلال احتل أرضنا في الجنوب وفشل في احتلال قلوبنا وعقولنا ولهذا سيغادر أرضنا اليوم أو غدا .. فمن مصلحتنا أن نتحاور مع كل الساكنين على ارض الجنوب ونحتل عقولهم وقلوبهم وحينها فعلا سنحرر وطنا وهي نفس المسألة التي أجبت عليها في سؤال سابق الأخ ضرام باهارون .

كلمة أخيرة

جزيل الشكر والتقدير لصحيفة ( صدى عدن ) الغراء ولك شخصيا .. ونتمنى للإعلام الجنوبي المزيد من التقدم والنجاح في معركته الواسعة وارجوا من الإعلاميين الجنوبيين أن يلعبوا الدور الايجابي المسئول وأنا على ثقة كبيرة في مستوى وعيهم ... للجميع التحية والتقدير والمعذرة عن أي قصور ... بارك الله في ثورة الجنوب وشفى الله جرحانا وحرر أسرانا وتقبل شهداءنا في جنانه الخالدة.