الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-25, 04:12 AM   #1
الجريبة برس
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-08
المشاركات: 583
افتراضي خبار الجنوب علئ سطر الشرق الاوسط

الاثنيـن 22 جمـادى الاولـى 1432 هـ 25 ابريل 2011 العدد 11836 الصفحة الرئيسية










بلال الحسن
مقالات سابقة للكاتب
حين تسيطر الدراما على الأحداث السياسية
رعاية الحرية ورعاية الجريمة في آن واحد
المطلوب فلسطينيا في مناخ حركات التغيير
من هو طارق البشري؟
ثورة مصر وصراعاتها المقبلة
الحدث المصري يطلق مخاوف أميركا وإسرائيل
الانفجارات الشعبية وانهيار نظرية «الديمقراطية الموالية»
لبنان.. هل يعيد التاريخ نفسه؟
إسرائيل ولبنان أمام مأزق الحرب الإقليمية
أهمية البحث عن مخرج من المأزق الفلسطيني
إبحث في مقالات الكتاب


خطر الانفصال الذي يرافق حركات التغيير!
أحيانا تكون الأحداث مليئة بالتفاصيل. تتلاحق التطورات يوما بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة. ولكن هذا لا يعفي من ضرورة إلقاء نظرة شاملة، أو تمتد قليلا إلى الأمام.

في ملاحقة التطورات، نرى مواقف، ونرى آراء، ونرى صدامات. ولكن في النظرة الشاملة التي تستشرف، نرى نوعا خفيا من المخاطر، هو الذي يرسم صورة النتائج للأحداث، ويقرر ما إذا كانت ستؤول إلى ما هو إيجابي أو إلى ما هو سلبي.

نقول هذا بسبب ما يجري حولنا، وفي أكثر من عاصمة عربية، من تظاهر ومن غليان. ونقوله أيضا بسبب خطر يلوح أمام الأنظار، يبرز أحيانا بفتور، ويبرز أحيانا بقوة. إنه احتمال الانقسام والانفصال والتشرذم.

نبدأ من ليبيا، حيث يلتقي الليبيون مع العرب مع القوى الدولية. هبة شعبية ضد حاكم من نوع فريد، لا يتورع أن يرد على تمرد شعبه بقصف الطائرات وقذائف المدافع. هذا هو الجانب الأول من الصورة. أما الجانب الآخر فهو أن البلد مهدد بالتقسيم. أن تتخلص من الحاكم وأن يتقسم البلد، هذا هو الخيار النهائي. ولا نقول هذا كاستنتاج أخلاقي أو كاستنتاج سياسي، ولكن نقوله كاحتمالات تفرض نفسها وكأنها شيء أقوى من الاحتمالات. ففي ليبيا شرق وغرب. شرق يسيطر عليه الثوار، وغرب يسيطر عليه الحاكم. وفي الوسط من ذلك منطقة صراع وتجاذب. منطقة كر وفر يموت فيها الناس، ويتم تدمير المنشآت والمصانع والبيوت. هنا يتدخل العامل الدولي. تأتي الدول العظمى بطائراتها وأحلافها العسكرية (حلف الناتو). يقولون إنهم سيتدخلون لحماية المدنيين. يطرب الثوار لذلك، ويبدأ القصف. وتبدو الصورة ميالة لصالح الثوار. وهنا.. وفجأة.. يتوقف القصف، تنسحب دولة عظمى من الصراع، وتقول دولة عظمى أخرى إن الحل لا يمكن إلا أن يكون سياسيا، فتختل المعادلات، ويعود الحاكم ليسيطر هنا وهناك، وتتجمد الصورة نسبيا، الثوار في الشرق والحاكم في الغرب، وتكاد ترتسم في الهواء صورة بلدين، أو صورة إقليمين، ونبدأ في سماع تحليلات من أصحاب الطائرات والأحلاف تقول: إن الحرب في ليبيا قد تطول. ومعنى ذلك على الأرض، أن الثوار سيبقون جامدين في سيطرتهم على الشرق، وأن الحاكم سيتجمد في سيطرته على الغرب.

هنا نتذكر أول اجتماع غربي بعد انفجار أحداث ليبيا بيومين أو ثلاثة. الغربيون أصحاب القيم يجتمعون ليبحثوا كيف يمكن لهم أن يحموا المدنيين. يقول المندوب الألماني كما نقل ذلك مراسلو التلفزيون بالصوت والصورة، إن ليبيا كانت طوال تاريخها مكونة من ثلاثة أقاليم. وبعد هذا القول تدور الأحداث وتدور، ويتجسد أمامنا شبح إقليم الشرق وشبح إقليم الغرب، ويلتقي التوقع مع الواقع. وهنا يثور سؤال: هل كان الأمر مجرد توقع، أو أن هناك من يريد لهذا الانفجار الشعبي أن يتجمد عند نقطة الانفصال؟

ننتقل من شمال أفريقيا إلى جنوب آسيا العربية. من ليبيا إلى اليمن، حيث نشهد نشاطا شعبيا فريدا من نوعه، حيث عشرات الآلاف يتظاهرون في الشارع يوميا مطالبين برحيل الحاكم، وحيث عشرات الآلاف يتظاهرون يوميا في الشارع الآخر مطالبين ببقاء الحاكم. ويتكرر المشهد يوما بعد يوم، وتطول الأيام، وتنعقد الاجتماعات بين الغاضبين والمؤيدين، وتكون المفاجأة أن السفير الأميركي جالس بين الحضور. ما الذي جعل السفير الأميركي يجلس في لقاء كهذا؟ يقولون إن الحاكم كان حليفا لأميركا. ويقولون إن أميركا تخلت عنه. ولكن كل هذا لا يهم، فهذه هي الوقائع وكفى.

وتبدأ آلات التلفزيون في الانتقال من هذا الزعيم إلى ذاك، ومن هذه المظاهرة في «الشمال» إلى تلك المظاهرة في «الجنوب». من صنعاء إلى عدن، ومن تعز إلى لحج وأبين، ويرتفع علنا شعار الانفصال، انفصال «الجنوب» عن «الشمال»، كما كان الحال عليه طوال فترة الاحتلال البريطاني، وخلافا للحال يوم الإعلان عن اتفاق الوحدة عام 1990، وخلافا كذلك لحال المواجهة العسكرية التي انتهت بتكريس وحدة الشطرين، وانهزام الذين أرادوا العودة بالشطر الجنوبي من اليمن إلى وضعه السابق.

لقد صنع الجنوبيون والشماليون إنجاز الوحدة بينهما، صنعوه بالحوار والمفاوضات لا بشيء آخر، وصنعوه بدستور متفق عليه لا بالإجبار أو الإكراه. ثم اختلفوا واصطدموا وتقاتلوا، ولكنهم حافظوا على وحدتهم، وهنا بدأ الخلل. بدأ قادة الشمال «المنتصرون» يتصرفون وكأنهم انتصروا على عدو، وبدأوا ينكلون بهذا العدو، بدأوا يتفننون في اجتثاثه من الحياة السياسية، وفي إقصائه عن كل مهمات إدارة الحكم أو إدارة البلد. وشمل ذلك كامل المنظومة التي كانت حاكمة في الجنوب سابقا، من الأعلى إلى الأسفل، ومن القادة إلى الجنود، ومن الزعماء إلى الأتباع. وأصبح الاجتثاث والإقصاء هو قاعدة العلاقة السياسية بين الطرفين. ثم جاء رد الجنوب على هذا الخطأ الفادح حاملا خطأ فادحا آخر، إذ بدلا من المطالبة بإصلاح الأخطاء، وبدلا من المطالبة بالتعامل الموضوعي مع قوى الجنوب السياسية والاجتماعية بعيدا عن عقلية الاجتثاث والإقصاء، ارتفع في الجنوب شعار الانفصال من جديد. وما إن لاحت نذر الانفجار الشعبي الجديد، حتى اندمج الغاضبون من الجنوب مع الغاضبين من الشمال، ووجد كل طرف أن جهد الطرف الآخر يساعده في مسعاه، وهكذا نبتت من داخل حالة الغضب ضد الحاكم، دعوة الانفصال، ودعوة العودة باليمن إلى «شطرين»، سواء كانفصال معلن، أو كتستر تحت عناوين «الأقاليم». وهكذا أيضا قد يرحل الحاكم حسب الدستور أو خلافا له، ويعتبر الكثيرون ذلك انتصارا لهم، ولكن هل هو انتصار لليمن؟ وهل ينتصر اليمن حين ينقسم؟ وهل من المحتم أن يكون ثمن الديمقراطية تفتت البلد؟

ولنتذكر أنه قبل ذلك حدث ما حدث في السودان، وانفصل الجنوب عن الشمال. ولا يزال السودان يعيش خطر الانفجار في منطقة دارفور (غرب السودان)، حيث ترتفع أصوات محلية تردفها أصوات دولية تدعو وتبارك باسم المنطق، وأيضا باسم حماية المدنيين، دعوة انفصال دارفور عن السودان، ليصبح السودان الموحد ثلاث دول. ولنتذكر أنه قبل ذلك أيضا، حدث ما حدث في العراق، وجاءنا سيئ الذكر «بريمر»، ووضع دستورا للعراق يقسمه إلى ثلاثة أقاليم، أقاليم تقسم العراق إلى طوائف، وأقاليم تقسم العراق إلى إثنيات قومية.

هذه الأمثلة كلها، وهي أمثلة خطيرة للغاية، تطرح تساؤلا استراتيجيا: هل هذا هو ما يراد للمنطقة العربية؟ وهل من الطبيعي أن يقود النضال من أجل الحرية والديمقراطية إلى تقسيم البلاد العربية؟ ولماذا يأتي التقسيم دائما عندما يكون العامل الأميركي موجودا؟ ولماذا يأتي التقسيم عندما يكون العامل الإسرائيلي فاعلا؟

أسئلة كثيرة لا بد أن يلتفت إليها أصحاب التغيير مهما كانت دوافعهم وطنية، فالدائرة الصغيرة قد تحتويها أحيانا دائرة أكبر ليست من صنعنا.



The Editor
رئيس التحريــر Editorial
هيئة التحرير Mail Address
العنوان البريدي Advertising
الإعــــــلان Distribution
التــوزيــــع Sub******ions
الاشتراكات Corrections
تصويبات
Copyright: 1978 - 2011 © Saudi Research & Publishing Company (SRPC)
الجريبة برس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-25, 07:16 AM   #2
اوراس شمسان
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-02
المشاركات: 1,176
افتراضي

آه كم اكره من لا يؤمنون بحرية الشعوب ومن يفرضون وصايتهم على شعوب الارض كم اكرههم !! واكره جهلهم لمعنى الوحده والهدف من تحقيقها!
كم اكرههم لانهم لا يفهمون حقيقة ما جرى ويجري باليمن!!! كم اكرههم لانهم يتحدثون من بعيد دون ان يكلفوا نفسهم لدراسة واقع اليمن الجنوبي والشمالي !!

لماذا يريدون منا كشعب الجنوب ان نسلم حريتنا ومستقبلنا ومستقبل اولادنا لعيون شعاراتهم المفروغ من مضمونها؟؟

هل لو كان الكاتب بلال الحسن جنوبيا ..كان كتب سطوره عن الوحده برغم انه اعترف بتحويل الوحده الى احتلال؟؟
لماذا قبل ان يكتب كاتب عربي يجهل حقيقة ما يجري في ارضنا ويجهل ايضا حقيقة تركيبة الشمال القبلية ومفهومها للوحده لماذا لا ياتي وينظر ..لماذا لا ياتي ويكون جنوبيا لمده اسبوع فقط كي يشعر بمرارة الاحتلال باسم شعار زائف كالوحده؟؟

للأسف هذا الكاتب من شدة تخلفه العقلي استكثر على شعبنا المطحون من احتلال 17 عاما استكثر علينا الفيدرالية باقليمين وهو يلوح الى مقترح العطاس برغم ان مقترح العطاس يعتبر دون مستوى سقف طموح شعبنا في الحرية والاستقلال

فقط ولمره واحده ليسمعنا العالم العربي والدولي وينصت الينا جيدا وليفهم مننا ما نريد بالضبط بدلا من ان يفرض علينا ماذا يجب ان نريد
اوراس شمسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-25, 03:56 PM   #3
ابو اصيل الجنوب
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-08-21
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 3,833
افتراضي

نصابين وكذابين
__________________
ابو اصيل الجنوب
لم ادع فرصه لاي نفس مريضه تنقم من حق شعب الجنوب
بقصد او بدون قصد




ابو اصيل الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-25, 06:08 PM   #4
يشبم
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-05
المشاركات: 1,780
افتراضي

بلال الحسن
مقالات سابقة للكاتب
حين تسيطر الدراما على الأحداث السياسية
رعاية الحرية ورعاية الجريمة في آن واحد
المطلوب فلسطينيا في مناخ حركات التغيير
من هو طارق البشري؟
ثورة مصر وصراعاتها المقبلة
الحدث المصري يطلق مخاوف أميركا وإسرائيل
الانفجارات الشعبية وانهيار نظرية «الديمقراطية الموالية»
لبنان.. هل يعيد التاريخ نفسه؟
إسرائيل ولبنان أمام مأزق الحرب الإقليمية
أهمية البحث عن مخرج من المأزق الفلسطيني
إبحث في مقالات الكتاب


خطر الانفصال الذي يرافق حركات التغيير!
أحيانا تكون الأحداث مليئة بالتفاصيل. تتلاحق التطورات يوما بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة. ولكن هذا لا يعفي من ضرورة إلقاء نظرة شاملة، أو تمتد قليلا إلى الأمام.

في ملاحقة التطورات، نرى مواقف، ونرى آراء، ونرى صدامات. ولكن في النظرة الشاملة التي تستشرف، نرى نوعا خفيا من المخاطر، هو الذي يرسم صورة النتائج للأحداث، ويقرر ما إذا كانت ستؤول إلى ما هو إيجابي أو إلى ما هو سلبي.

نقول هذا بسبب ما يجري حولنا، وفي أكثر من عاصمة عربية، من تظاهر ومن غليان. ونقوله أيضا بسبب خطر يلوح أمام الأنظار، يبرز أحيانا بفتور، ويبرز أحيانا بقوة. إنه احتمال الانقسام والانفصال والتشرذم.

نبدأ من ليبيا، حيث يلتقي الليبيون مع العرب مع القوى الدولية. هبة شعبية ضد حاكم من نوع فريد، لا يتورع أن يرد على تمرد شعبه بقصف الطائرات وقذائف المدافع. هذا هو الجانب الأول من الصورة. أما الجانب الآخر فهو أن البلد مهدد بالتقسيم. أن تتخلص من الحاكم وأن يتقسم البلد، هذا هو الخيار النهائي. ولا نقول هذا كاستنتاج أخلاقي أو كاستنتاج سياسي، ولكن نقوله كاحتمالات تفرض نفسها وكأنها شيء أقوى من الاحتمالات. ففي ليبيا شرق وغرب. شرق يسيطر عليه الثوار، وغرب يسيطر عليه الحاكم. وفي الوسط من ذلك منطقة صراع وتجاذب. منطقة كر وفر يموت فيها الناس، ويتم تدمير المنشآت والمصانع والبيوت. هنا يتدخل العامل الدولي. تأتي الدول العظمى بطائراتها وأحلافها العسكرية (حلف الناتو). يقولون إنهم سيتدخلون لحماية المدنيين. يطرب الثوار لذلك، ويبدأ القصف. وتبدو الصورة ميالة لصالح الثوار. وهنا.. وفجأة.. يتوقف القصف، تنسحب دولة عظمى من الصراع، وتقول دولة عظمى أخرى إن الحل لا يمكن إلا أن يكون سياسيا، فتختل المعادلات، ويعود الحاكم ليسيطر هنا وهناك، وتتجمد الصورة نسبيا، الثوار في الشرق والحاكم في الغرب، وتكاد ترتسم في الهواء صورة بلدين، أو صورة إقليمين، ونبدأ في سماع تحليلات من أصحاب الطائرات والأحلاف تقول: إن الحرب في ليبيا قد تطول. ومعنى ذلك على الأرض، أن الثوار سيبقون جامدين في سيطرتهم على الشرق، وأن الحاكم سيتجمد في سيطرته على الغرب.

هنا نتذكر أول اجتماع غربي بعد انفجار أحداث ليبيا بيومين أو ثلاثة. الغربيون أصحاب القيم يجتمعون ليبحثوا كيف يمكن لهم أن يحموا المدنيين. يقول المندوب الألماني كما نقل ذلك مراسلو التلفزيون بالصوت والصورة، إن ليبيا كانت طوال تاريخها مكونة من ثلاثة أقاليم. وبعد هذا القول تدور الأحداث وتدور، ويتجسد أمامنا شبح إقليم الشرق وشبح إقليم الغرب، ويلتقي التوقع مع الواقع. وهنا يثور سؤال: هل كان الأمر مجرد توقع، أو أن هناك من يريد لهذا الانفجار الشعبي أن يتجمد عند نقطة الانفصال؟

ننتقل من شمال أفريقيا إلى جنوب آسيا العربية. من ليبيا إلى اليمن، حيث نشهد نشاطا شعبيا فريدا من نوعه، حيث عشرات الآلاف يتظاهرون في الشارع يوميا مطالبين برحيل الحاكم، وحيث عشرات الآلاف يتظاهرون يوميا في الشارع الآخر مطالبين ببقاء الحاكم. ويتكرر المشهد يوما بعد يوم، وتطول الأيام، وتنعقد الاجتماعات بين الغاضبين والمؤيدين، وتكون المفاجأة أن السفير الأميركي جالس بين الحضور. ما الذي جعل السفير الأميركي يجلس في لقاء كهذا؟ يقولون إن الحاكم كان حليفا لأميركا. ويقولون إن أميركا تخلت عنه. ولكن كل هذا لا يهم، فهذه هي الوقائع وكفى.

وتبدأ آلات التلفزيون في الانتقال من هذا الزعيم إلى ذاك، ومن هذه المظاهرة في «الشمال» إلى تلك المظاهرة في «الجنوب». من صنعاء إلى عدن، ومن تعز إلى لحج وأبين، ويرتفع علنا شعار الانفصال، انفصال «الجنوب» عن «الشمال»، كما كان الحال عليه طوال فترة الاحتلال البريطاني، وخلافا للحال يوم الإعلان عن اتفاق الوحدة عام 1990، وخلافا كذلك لحال المواجهة العسكرية التي انتهت بتكريس وحدة الشطرين، وانهزام الذين أرادوا العودة بالشطر الجنوبي من اليمن إلى وضعه السابق.

لقد صنع الجنوبيون والشماليون إنجاز الوحدة بينهما، صنعوه بالحوار والمفاوضات لا بشيء آخر، وصنعوه بدستور متفق عليه لا بالإجبار أو الإكراه. ثم اختلفوا واصطدموا وتقاتلوا، ولكنهم حافظوا على وحدتهم، وهنا بدأ الخلل. بدأ قادة الشمال «المنتصرون» يتصرفون وكأنهم انتصروا على عدو، وبدأوا ينكلون بهذا العدو، بدأوا يتفننون في اجتثاثه من الحياة السياسية، وفي إقصائه عن كل مهمات إدارة الحكم أو إدارة البلد. وشمل ذلك كامل المنظومة التي كانت حاكمة في الجنوب سابقا، من الأعلى إلى الأسفل، ومن القادة إلى الجنود، ومن الزعماء إلى الأتباع. وأصبح الاجتثاث والإقصاء هو قاعدة العلاقة السياسية بين الطرفين. ثم جاء رد الجنوب على هذا الخطأ الفادح حاملا خطأ فادحا آخر، إذ بدلا من المطالبة بإصلاح الأخطاء، وبدلا من المطالبة بالتعامل الموضوعي مع قوى الجنوب السياسية والاجتماعية بعيدا عن عقلية الاجتثاث والإقصاء، ارتفع في الجنوب شعار الانفصال من جديد. وما إن لاحت نذر الانفجار الشعبي الجديد، حتى اندمج الغاضبون من الجنوب مع الغاضبين من الشمال، ووجد كل طرف أن جهد الطرف الآخر يساعده في مسعاه، وهكذا نبتت من داخل حالة الغضب ضد الحاكم، دعوة الانفصال، ودعوة العودة باليمن إلى «شطرين»، سواء كانفصال معلن، أو كتستر تحت عناوين «الأقاليم». وهكذا أيضا قد يرحل الحاكم حسب الدستور أو خلافا له، ويعتبر الكثيرون ذلك انتصارا لهم، ولكن هل هو انتصار لليمن؟ وهل ينتصر اليمن حين ينقسم؟ وهل من المحتم أن يكون ثمن الديمقراطية تفتت البلد؟

ولنتذكر أنه قبل ذلك حدث ما حدث في السودان، وانفصل الجنوب عن الشمال. ولا يزال السودان يعيش خطر الانفجار في منطقة دارفور (غرب السودان)، حيث ترتفع أصوات محلية تردفها أصوات دولية تدعو وتبارك باسم المنطق، وأيضا باسم حماية المدنيين، دعوة انفصال دارفور عن السودان، ليصبح السودان الموحد ثلاث دول. ولنتذكر أنه قبل ذلك أيضا، حدث ما حدث في العراق، وجاءنا سيئ الذكر «بريمر»، ووضع دستورا للعراق يقسمه إلى ثلاثة أقاليم، أقاليم تقسم العراق إلى طوائف، وأقاليم تقسم العراق إلى إثنيات قومية.

هذه الأمثلة كلها، وهي أمثلة خطيرة للغاية، تطرح تساؤلا استراتيجيا: هل هذا هو ما يراد للمنطقة العربية؟ وهل من الطبيعي أن يقود النضال من أجل الحرية والديمقراطية إلى تقسيم البلاد العربية؟ ولماذا يأتي التقسيم دائما عندما يكون العامل الأميركي موجودا؟ ولماذا يأتي التقسيم عندما يكون العامل الإسرائيلي فاعلا؟

أسئلة كثيرة لا بد أن يلتفت إليها أصحاب التغيير مهما كانت دوافعهم وطنية، فالدائرة الصغيرة قد تحتويها أحيانا دائرة أكبر ليست من صنعنا.



يا استاذ بلال ان وقفة ابناء الجنوب اليوم الى جانب المعتصمين للمطالبة باسقاط النظام ماهي الا كوقفة اي عربي يقف الى جانب اخيه العربي
في الصمود معه حتى يحصل على مطالبه \\
مثلما خرجت الشعوب العربية في مضاهرات مؤيدة لشعب مصر ضد النظام المخلوع.
وهذا لايعني ان وقفة ابناء الجنوب باعتصاماتهم الداعمة لاخوانهم في الجمهورية العربية اليمنية, قد تخلوا عن قضيتهم الاساسية وهي فك الارتباط
واستعادة دولتهم وليس الانفصال حسبما اشرت في موضوعك اعلاه
يشبم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشرق الاوسط وقضية الجنوب وكسر حاجز التعتيم اســد نـعـمـان المنتدى السياسي 1 2010-12-28 05:05 PM
صحيفة الشرق الاوسط واروع صورة لشعب الجنوب نسرالمنصوري المنتدى السياسي 3 2010-10-16 02:59 PM
ملفات الشرق الاوسط اليمن بعد الحرب السادسة00(صحيفه الشرق الاوسط ) عبدالله البلعسي المنتدى السياسي 0 2010-08-28 04:45 AM
ياســـر اليماني على الشرق الاوسط هل من يرد عليه ويدافع عن الجنوب؟؟ أبويوسف اليافعي المنتدى السياسي 1 2010-06-23 08:21 PM
الشرق الاوسط تقرير عن الجنوب الحصن المنيع منتدى التوثيق 1 2010-03-21 12:39 AM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر