=الانفصال عن الشمال مطلب شمالي قبل ان يكون جنوبيا

[نبيل العوذلي]

http://www.almseeronline.com/art1663.html



=الانفصال عن الشمال مطلب شمالي قبل ان يكون جنوبيا
الثلاثاء 28 يناير 2014 05:03

لم تكن الرغبة في الانفصال عن الشمال وحكم الشماليين لليمن وطريقتهم السيئة في الحكم لمن يتفحص احداث التاريخ مطلبا جنوبيا مثلما نجده اليوم بارزا في مطالب الجنوبيين فقط كما يتوهم بل كان مطلبا شماليا ناضل لاجله الكثير من ابناء مناطق الشمال وقدم لاجله الكثير من الشهداء الذين كان يتم قتلهم لمجرد التفكير في الخروج على طريقة حكم منهجية الائمة الذين كاد ت ان تكون منهجية الحوثيين اليوم هي اقرب مثال واضح لتلك المنهجية باستثناء فترة حكم الامام يحي واحمد حميد الدين الذي يمكن القول انها فترة جسدت تفهما معقولا الى حد ما بطبيعة اليمنيين ولكنها لم تخرج عن اطار الارث التاريخي لحكم الائمة السابقين لليمن الذين حكموا بمنهجية كادت ان تشبه منهجية وطريقة ما ظهر في سلوك الحوثيين مع كثير من التخفيبف والمعتمدة على
الغدر والجرم والنهب باسم الدين ومحبة اهل البيت
وحينما قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تحرر اليمنيون الشماليون فقط من حكم ال حميد الدين ولكنهم لم يتحرروا من الاثر السياسي والاجتماعي والثقافي لتلك الفترة الممتدة الى ماقبل حكم ال حميد الدين بمئات السنين التي انعكست في طريقة ممارستهم الحكم والسياسة بل والاخلاق ايضا وذلك لقوة اثر مئات السنين في حياتهم تلك التي عاشوها تحت حكم منهجية قمعية تجاه المخالف ذات الاثر تقريبا لفترة حكم الحزب الاشتراكي اليمني على كثير من الجنوبيين اليوم مع ان فترة حكمه لم تستمر سوى فترة قصيرة سوى اننا لازلنا نجد ان هناك ممن هو متأثرا بأثر هذه الفترة فلايفكر الى من خلال اثارها ولايسن الحلول الا من وحي ذلك الاثر
لقد كان ابناء مناطق اليمن الشمالي خلال مئات من السنين يريدون الانفصال اصلا عن الشمال اخلاقيا وسياسيا وثقافيا بل وحتى جغرافيا من بعض المناطق الشمالية واهلها =تعز اب الحديدة مأرب المحويت ريمة دمت خمر وحاشد...................الخ=
لانهم كانوا يرون في حكم منهجية شمال الشمال خاصة لهم على غير منهجيتهم الدينية والاخلاقية والانسانية تلك المنهجية التي جسدت شتى انواع الاقساء للاخرين وكانت تتعامل مع الاخرين المخالفين لهم في المذهب والتوجه العقدي والمنهجي الخاص به بالتهميش واستحلال الكذب عليه-اي يرون ان مخادعته والكذب بل وحتى اكل مال المخالف لتلك العقيدة هو امر حلال وليس حراما==هذه المنهجية بكل صراحة استمرت في العمق السياسي والاجتماعي والثقافي لابناء الشمال وكانوا يتحررون منها حين بعد حين خلال فتارت متباعدة ومتعددة قريبة وبعيدة شكلت ثورة الشباب بنظري اقوى اخراج وطرد ونفث لتلك المنهجية حيث تآزر ابناء الشمال كلهم زيود وشوافع ضد استمرا ر الاثر التاريخي لهذه المنهجية في شخصية النظام السابق الذي كان يريد ان يستمر بالحكم بها بل ويعيد انتاجها وللاسف في مشروع التوريث الذي كرهه اليمنيون لانه يذكرهم بذلك الاثر المقيت الذي يحاولن ان يتناسونه ويطمسونه من ذاكرتهم
لقد شكلت هجرة ابناء الشمال الى الجنوب تاريخيا فرارا بحريتهم من ذلك الحكم السلالي الذي جعل دينا للنهب والجرم والغدر باسم الدين والمذهب واتخذه الكثير من ابناء اليمن الشمالي دينا وسياسة لايزالون يدفعون ثمنها حتى اليوم في الواقع اليمني والمشهد السياسي والاجتماعي اليمني---لقد كان هؤلاء يرون في الجنوبيين الركن الشديد الذي يلجاون اليه ليساعدهم على التحرر من تلك السيطرة
ان سعي ابناء تعز واب وبعض المناطق الاخرى لتكوين اقاليم لهم منفصلة انما تظهربجلاء شعروهم بالرغبة في تحقيق الحلم القديم في التحرر من حكم الشمال لهم بأرثه ذلك البغيض مستغلين ذلك التحول والانقسام في بنية التركيبة الشمالية لليمن الاعلى اليوم وخاصة ظهور من يشعر بالذنب التاريخي تجاه اليمن الاوسط والاسفل خاصة من ابناء وزعماء قبيلة حاشد الذين يحالون اليوم بكل صراحة ان يصححوا الخطأ الذي ارتكبوه بوقوفهم تاريخيا مع تلك المنهجية تجاه ابناء الاوسط والاسفل ومارسوا بسبب الاعتقاد بصحتها شتى انواع الجرم والنهب لظنهم بكونها من الدين .... واما ابناء اليمن الاعلى فهم بين من يرى انه قد اخطأ ويجب ان يصحح خطأه واستفاد من التحول الحاصل معه مدنيا من الاكتشاف بكونه قادرا على النجاح في مجالات اخرى يكسب منها الرزق والشرف كالتجارة والسياسية مثلما نجده في بعض ابناء الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر واخرين من غير ذات القبيلة ومنهم من يريد ان يستمر على منهجيته تلك التي يشرعن لنفسه من خلالها استحلال اموال الناس واكلها بالباطل
-