انعدام الثقه بين المجتمع الدولي ونظام صنعاء

[الصريح 2]

براقش نت - ترجمة د /اروى
ان الصراع المتزايد في اليمن يهدد المنظومة الخليجية طبقاً لما قاله مجلس الخبراء الدوليين الذي يتخذ من البحرين مقراً له. ان الاوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن يجب ان تكون محل قلق للدول المجاورة كما قال السيد ميشال كروفورد كبير المستشارين في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لشؤون الشرق الاوسط وجنوب اسيا وذلك اثناء تدشينه لليوم العالمي للمنتدى في مكتب المعهد مساء امس في البحرين وهي المقر المالي للمعهد. واضاف "قد يكون بعد وقت طويل ولكن اليمن يستطيع الان ان يحدث الفوضى وعدم الاستقرار في الجزيرة العربية بأكملها" " ويجب ان تكون محل قلق دائم ولاسيما لحكومات دول الخليج وللحلفاء مثل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وغيرها" " قد تبدو اليمن بعيدة عنا نحن في البحرين ولكن اذا نظرت من النافذة ستجد بعض التشابه بين البحرين ومدينة صنعاء او أي مدينة اخرى في اليمن"
الا ان السيد كروفورد حذر من ان القوة التي كان يمتلكها ماكان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية في 1978 قد اتى الرئيس علي عبدالله صالح وهو يحمل نزعة للسيطرة والتلاعب فقد كان متأكداً انه ليس هناك قادة بديلون للسلطة في جميع الاحزاب السياسية فقد سحب النفوذ من معارضيه موقناً ان الخلاف حول القيادة لا يفيد غير الذين يفضلون مركز قيادي ضعيف. " لذلك اصبحت لدولة معظم الوقت تحت وطاءة الضغوط المتزايدة وهي في خطر من الانهيار" " الثروات الطبيعية شارفت على النضوب ولاسيما النفط والماء, بالاضافة الى اقتصاد متدهور ومستوى عالي من سوء التغذية والبطالة كل ذلك من شأنه ان يسبب تحديات جسيمة لاي حكومة ناهيك عن بلد لديه قدرات محدودة ومركز سلطة ضعيف وجغرافية صعبة" " الا ان تركيز الرئيس صالح ونظامه كالعادة وبإصرار على الحرب التكتيكية وخاصة على تنظيم القاعدة"
وقد اشار السيد كروفورد الى اندماج جناحي القاعدة في اليمن والمملكة العربية السعودية ليكونوا جناح القاعدة في الجزيرة العربية والذي اصبح واقعاً ملموساً منذ العام الماضي " في فبراير 2009 افرجت الحكومة اليمنية على 176 من المشتبه بهم في تنظيم القاعدة وقالت انهم ابدوا سلوكاً جيداً وقد واصل النظام تناقضه حيال هذه المسألة وابدى استعداده للوصول الى مقرات التنظيم الاستراتيجية " كما قال السيد كروفورد. " ان تهديد القاعدة هذا هو الذي يتخذه نظام الرئيس صالح حالياً من اجل الحصول على الدعم العسكري والمادي بالاضافة الى المساعدات التنموية من الولايات المتحدة واوروبا والمملكة العربية السعودية" "ان المشكلة من وجهة نظر المجتمع الدولي هو انعدام الثقة بين المجتمع الدولي ونظام الرئيس صالح والتي تأتي على حساب مشكلة التمرد الحوثي في الشمال ومايسمى بالحراك الجنوبي"
وقد واصل السيد كروفورد تحليله متوقعاً ان انعدام الثقة بين المجتمع الدولي والحكومة اليمنية سيؤثر على مستقبل البلد الاقتصادي والاجتماعي"
وقد قال السيد كروفورد مستخدماً الاحصائيات من وسائل النشر الكثيرة ان سكان اليمن الذي يبعد حوالي 800 ميل من المنامة هو تقريباً 23 مليون نسمة ولكنه من المتوقع ان يتضاعف في الخمس وعشرون السنة القادمة, وقال ان حوالي نصف السكان هم دون سن الخامسة عشر وحوالي 7 مليون يعيشون تحت خط الفقر وان البطالة والامية تشكل حوالي من 40 الى 50 % ومعدل تضخم حوالي 27% , وربما اكثر الارقام قلقاً هي مبيعات النفط التي تشكل حوالي 75% من عائدات الحكومة والتي ستكون 0% في عام 2017 وايضاً العاصمة صنعاء التي ربما تصبح اول مدينة في العالم تعاني من جفاف المياه " ان انهيارالدولة اليمنية هو تهديد حقيقي وهناك مسؤلية تقع على عاتق دول الخليج في عدم حصوله" كما قال السيد كروفورد " وبالنسبة لمسئلة كيف يمكن ذلك فانه حتى الان ليس هناك بادرة لكيفية الحلول"