بيان صادر عن هيئة الحراك السلمي م / عدن

[ابو سهر]

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان صادر عن هيئة الحراك السلمي م/عدن

في الوقت الذي يتعرض فيه الحراك السلمي الجنوبي لموجات متتالية من القمع والإرهاب الرسمي لدولة الاحتلال منذ بداياته الأولى وحتى اليوم والتي قدم خلالها شعبنا الآلاف من الشهداء والجرحى وعدة آلاف من المعتقلين... فأنه في الوقت نفسه يتعرض لهجمة غير مبررة من بعض قياداته في الداخل والخارج والتي أربكت بنيته الداخلية وشتت الجهد الوطني الموحد وأفقدت الحراك وهجه وبعضاً من الزخم والاندفاع الذي شهده خلال السنتين الأولى من حياته النضالية.
وبالتزامن مع سياسة توجيه الضربات العسكرية للحراك فإن نظام الاحتلال قد ابتدع سياسة أخرى تقضي بالإجهاز على الحراك من الداخل من خلال تغذية الخلافات والتباينات بين مكوناته المختلفة وقد حققت هذه السياسة نجاحات أكثر مما حققته آلة القمع العسكري.
وما زلنا نعتقد بأن هناك من يقدم خدمات مجانية لنظام الاحتلال من خلال افتعال معارك وهمية مع الآخر داخل الحراك وتصويره بأنه العدو الأول بالهزيمة والاستئصال وهذا يتيح خوض حرب بالوكالة عن النظام.
إن ما يزيد الأمور أسفاً بأن تدار مثل هذه المنازعات بتغطية إعلامية قوامها الإقصاء والتخوين واحتكار الحقيقة وإضفاء مشروعية ثورية إرادية على ذلك الوهم والتبجح والغرور والغطرسة التي تجير النضال ومشروعيته لطرف دون آخر.
إن الاستمرار في السكوت عن مثل هذه الأفعال ستزيد الأمور سوءاً وستوسع من دائرة الخلافات المعززة بنزعة النرجسية المرضية وفي مرحلة ما ستؤدي إلى ضياع القضية الجنوبية بعد تفكيكها من الداخل.
لقد غلبنا مصلحة الوطن والحراك السلمي على المصالح الأخرى وتقاضينا عن بعض الممارسات المضرة بنضالنا السلمي لكي ندير معركة موحدة مع خصم متخلف وحاقد يعتبر شعبنا وثرواته الوطنية فيداً مشروعاً له. وكنا نتسامح ونغض النظر عن بعض الأخطاء على أمل أن يستوعب الطرف الآخر ويقدر معنى سكوتنا والسمو على الصغائر ولكنه تمادى أكثر ليوجه كل نضاله إلى الاستحواذ على قيادة المجلس الأعلى للحراك وعقد لذلك اجتماعات ولقاءات عديدة بدءاً بلقاء 30/6/2009م في زنجبار مروراً بلقائي يافع والذنبة وبنظرة سريعة لتقييم هذه الاجتماعات سنسجل عليها الملاحظات التالية:
1) تشكيل الأمانة العامة في 30/6/2009م المكونة من 132 شخصاً تم اختيارهم بطريقة عشوائية وغير ديمقراطية بدليل إن بعض رؤساء المحافظات لم يتم استيعابهم في قوام الأمانة العامة ودوائرها المختلفة.
2) لم تتمثل المحافظات بشكل متساوي في قوام المجلس الأعلى.
3) لم يقف المجلس الأعلى في أي من اجتماعاته العديدة ليقيم نشاطه خلال الثلاث السنوات السابقة وخصص كل تلك اللقاءات لافتعال الخلافات بين أعضاء المجلس وإشعال حرائق داخل الحراك من الأعلى إلى الأسفل.
4) غياب خطاب إعلامي موحد ومتزن يعكس الواقع الذي يعيشه الحراك ويواكب المتغيرات السياسية على الساحتين المحلية والدولية.
5) شكلت حرب البيانات سمة مميزة للفترة من 2010م وحتى اليوم وعكست عدم توافق بين قيادات المجلس الأعلى نتيجة لتآمر مجموعة ضد أخرى وإقصاء قيادات وترفيع أخرى خاصة في لقائي يافع والذنبة.
6) مزايدة فريق ضد آخر يتبنى شعارات متطرفة لم تقرها هيئات الحراك الشرعية وفرضها أحد الأطراف كشعار للحراك دون دراسة صحيحة لتوصيف الحالة الشعبية والسياسية كما يتطلب الأمر ذلك.
7) استنساخ لم يتوقف لمكونات جديدة وهذا يعكس حالة عدم الثقة وضعف الوحدة الداخلية للحراك وحدث تفريخ هيئات جديدة غير منتخبه بدلاً عن هيئات سابقة منتخبة.
8) تكريس العمل غير المؤسسي وعدم احترام الهيئات وغياب اللوائح المنظمة لعملها وميثاق شرف وطني وبرنامج عمل سياسي ملزم للكل كان الصفة المميزة لعمل للمجلس الأعلى للحراك والملاذ الآمن للهروب من التقييم والمحاسبة.
9) غياب إدارة مالية واحدة للحراك سهل للمنتفعين حق الحصول على المال والتصرف به دون علم الهيئات ودون الاستفادة منه في علاج الجرحى ومد العون لأسر الشهداء. وظلت تلك القيادات وما زالت تعمل على إعاقة إنشاء إدارة مالية لأن ذلك يعود على البعض بمنافع لا حدود لها.
10) العمل خارج الهيئات هو ما نتج عنه تعيين قاسم عسكر أميناً عاماً للحراك حينما اجتمع أشخاص في شبوة ونصبوه أميناً عاماً مما أثار حفيظة قيادة الحراك وأصدرت بلاغ صحفي صادر عن المجلس الأعلى للحراك الشعبي لتحرير الجنوب تدين فيه "العمل الغير مسئول الذي ورد في البلاغ الصحفي المزعوم عن اللقاء الغير مشروع في 10 يونيو 2011م في مديرية ميفعة م/شبوة من قبل نفر لا يمتلكون الشرعية في الدعوى أو التمثيل ... الخ".
وهكذا دأبت قيادات إلى اعتبار القيادة مغنم لا مغرم وسعت جاهدة للاستئثار على مفاصل قيادة الحراك السلمي وأضفت على نفسها شرعية بوسائل غير شرعية والتفافية غير نظيفة أننا نقر بأن التوافق الذي أنبثق عنه توحيد الفصائل الأربعة للحراك واعتبار قياداتها 4+1 هم قوام مجلس قيادة الثورة حينها هو الهيئة الشرعية التوافقية التي لا تحفظ عليها أما ما بني على اجتماعات ولقاءات أخرى فلا تمثل توازناً لا جغرافياً ولا سكانياً ولا رافعة سياسية توافقية لا للحراك ولا للقضية الجنوبية.
أننا الآن ومن منطلق مسئوليتنا الوطنية ندعو إلى إعادة تشكيل هيئة قيادية موحدة للحراك السلمي الجنوبي تمثل كل الطيف الاجتماعي والسياسي للمجتمع وتتناغم مع رغبة كل أبناء الجنوب في المشاركة الواسعة في النضال السلمي ونبذ سياسة الإقصاء و التخوين وتعزيز الثقة فيما بيننا واعتبارنا شركاء في الوطن والنضال حتى تحقيق النصر بفك الارتباط والتحرير وتقرير المصير واستعادة الدولة.
أننا ندعو الأستاذ باعوم رئيس الحراك السلمي الجنوبي إلى تحمل المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقة المتمثلة في انتشال الحراك من حالة الجمود والتراخي والشروع في توحيد الحراك السلمي الجنوبي من خلال إقامة حوار داخلي جنوبي جنوبي... ووضع أسس وطنية لهذا الحوار قبل القيام بأي مؤتمر لأي مكون من المكونات بما ينسجم و:
1) الاستجابة إلى أصوات الهيئات الشرعية المنتخبة في المديريات والمحافظات خلال العام 2009م وعدم التعاطي مع الهيئات الغير شرعية الأخرى التي فرخت عنها في العام 2011م وما بعدها.
2) إعادة ترتيب أوضاع الهيئات بدءاً بالمديريات والمحافظات حتى الوصول إلى تشكيل مجلس أعلى جديد للحراك السلمي خلال فترة لا تتجاوز منتصف أكتوبر القادم.
3) انتخاب المندوبين إلى المؤتمر الوطني عبر الهيئات بطريقة ديمقراطية وليس عبر التعيينات والأوامرية التي يصدرها البعض ممن يسمون أنفسهم بالقيادات الحراكية.
4) أخيراً نشد على يد القائد الزعيم باعوم رئيس الحراك السلمي الجنوبي للسير نحو إقامة وإنجاح مؤتمر وطني عام يظم كل المكونات المختلفة التي تتبنى مشروع فك الارتباط واستعادة الدولة.
ونلفت أنتباهه إلى أن ما يجري الآن من عراقيل وتعطيل من قيادات مدفوعة بالطموح داخل مكون التحرير والاستقلال الذي يتزعمه (والذي تقرر إقامة مؤتمره الأول في نهاية سبتمبر الحالي) هو دليل كافٍ لقراءة سريعة لعقلية استئصالية لا تشكل خطراً على وحدة قوى التحرير والاستقلال فقط بل وعلى القضية الجنوبية برمتها.
إن الشطط السياسي لبعض الأفراد الذين وصلوا إلى قيادة المجلس الأعلى للحراك السلمي بطرق تأمرية لن تتوقف عند هذا الحد بل ستسعى إلى إزاحة القيادات الأخرى المجربة والوطنية و إحلال نماذج متطرفة بديلة مكانها وهذا ما شهدناه في مخرجات لقائي يافع والذنبة ونعتقد أننا سنشهده في مؤتمر عدن القادم إذا لم يجري تحجيم وكبح مسار هذه العناصر التي أضحت عائقاً أمام تقدم مسيرة الحراك ووحدته الداخلية بل وأصبحت مصدر تهديد حقيقي لمستقبل الحراك السلمي.
إن ما دفعنا إلى الدعوة لتوحيد الحراك أولاً هو الخوف من تلك العناصر التي تنوي الاستفراد بالزعيم باعوم ومحاصرته سواءً عبر إصدار البيانات المتتالية أو الاستقواء بشرعية هم من صنعوها مثل قيادة المجلس الأعلى للحراك الذين يذيلون به بياناتهم.
أننا نؤكد بأن نجاح مثل تلك العناصر في تبوء مواقع قيادية تستمد شرعيتها من المؤتمر المزمع عقده ستشكل في الوقت نفسه عامل إعاقة لأي توحيد للحراك السلمي في المستقبل لأنهم لا يؤمنون بحق الآخرين في المشاركة وتحمل مسؤوليات قيادة الحراك ولا يؤمنون بالحوار الجنوبي الجنوبي لأنهم دائماً يهربون إلى العمل الفوضوي بدلاً من العمل المؤسسي ولا يؤمنون بالتداول السلمي للقيادة ولا بالرأي أنهم كابوس يبعث على الخوف كما تكررت رؤيته.
صادر عن هيئة الحراك السلمي م/عدن
عدن 21 سبتمبر 2012م

[محمدعبدالواحدصالح]

رؤية ممتازه وتعتبر رساله للعشره النفر المتمردين عن المؤتمر الذي دعا له الزعييم باعوم وعليهم أن يراجعوا حساباتهم قبل أن يقول الشعب كلمته

[وحيد صابر]

توضيح رائع ورد قوي على من تجاوز العمل الموسسي والان يسعى لافشال الموتمر الجنوبي