"الجيل المسروق"

[الحوثري]

"الجيل المسروق"



الثالث عشر من شباط 2008 كان يوماً تاريخياً في أسترالياً , كان يوماً مخصصاً للاعتذار إلى «الأبوريجينال » السكان الأصليين في استراليا ,, حيث قدمت الحكومة الأسترالية برئاسة كيفين رود اعتذارا رسميا للسكان الأصليين في استراليا, وذلك بسبب ما عرف بسياسة الاستيعاب السابقة التي انتزع بمقتضاها أطفال السكان الأصليين من عائلاتهم لتنشئتهم وسط أسر السكان الوافدين من خارج البلاد
يريد رئيس وزراء أستراليا الجديد من السكان الأصليين أن يشعروا بأنهم يحظون بكل مزايا المواطنة الكاملة، وأن يضعوا حدا لمشاعر الدونية التي تعتريهم مقارنة مع بقية السكان.

يذكر أن نسبة سكان البلاد الأصليين يبلغ حاليا ما يعادل 2% فقط من إجمالي سكان استرالي بعد أن كانوا يشكلون نسبة 100% قبل حوالي 200عام. كما أنهم ينتمون للطبقات الأكثر فقرا ومعاناة حيث ترتفع في أوساطهم معدلات وفاة الأطفال والعنف والجرائم والبطالة كما يزيد بينهم عدد السجناء ومدمني المخدرات والخمور والاعتماد على الإعانات الاجتماعية , وينخفض متوسط أعمارهم 20 عاما عن بقية السكان الجدد لأستراليا


قصة "الجيل المسروق"

ظل سكان استراليا الأصليين « الأبوريجينال » يتمتعون بخيرات أراضيهم حتى عام 1788 حين وصل إلى سيدني البريطاني الكابتن آرثر فيليب وقرر أن يتخذ من المكان مستعمرة للمجرمين وأبناء السفاح في بلاده، وكان يحمل منهم 800 محملين في أسطول من 11 مركبا. وكان عدد السكان الأصليين قد بلغ في ذلك الوقت مئات الآلاف.

وفي عام 1829 أسس الكابتن البريطاني جيمس ستيرلينغ مستعمرة غرب استراليا، وبعد سبع سنوات أقيمت مستعمرة جنوب استراليا. على أن هجرة البيض الحقيقية بدأت في خمسينات القرن التاسع عشر بعد اكتشاف الذهب في أراضي البلاد إلى حد إن عددهم فاق المليون مهاجر خلال عشر سنوات فقط. وصاحب هذا تدهور مريع في أحوال السكان الأصليين الذين وجدوا أسوأ معاملة من هؤلاء المهاجرين وراحت أعدادهم تتناقص سريعا بسبب ذلك. وفي الأول من يناير (كانون الثاني) 1901 أعلن قيام استراليا الموحدة. وفي 1911 أسست كانبيرا وأعلنت عاصمة للدولة الجديدة.
سياسة الاستيعاب
على امتداد مئة عام، في الفترة مابين 1869م إلى 1969م كان السكان الغير أصليين في استراليا ينتزعون الأولاد من ذويهم الأبوريجينال وتم تشريع القوانين في البرلمان التي تسمح بانتزاع أبناء السكان الأصليين من ذويهم ،
وكان الهدف المعلن من قبل المشرعين لتلك القوانين هو توفير حياه أفضل لأبنا السكان الأصليين ودمجهم بالمجتمع الحضاري الجديد
ويؤكد السكان الأصليين أن المأساة بدأت منذ العام 1806، وامتدت نحو 163 عاماً ما يعني أن هناك "أجيالاً مسروقة" وليس جيلاً واحداً.

خلال مرحلة "الأجيال السليبة"، كان السكان الوافدين يتخمون المجتمع الأبوريجينيل بالمخدّرات والكحول بغية قتل قدراته الذاتية الواعية والإبداعية ودفعه إلى الضياع ومن ثم التلاشي والاضمحلال



وظل ملف «الجيل المسروق» هذا شبه منسي وسط الاستراليين حتى العام 1997 عندما نشر تقرير عنوانه «العودة بهم إلى الديار» الذي سلط الضوء على قضيتهم للمرة الأولى. بعد ما يقرب من القرنين من المعاناة والألم
وبعد كل ذلك فقد أثبتت سياسة الاستيعاب فشلها في توفير حياه أفضل للسكان الأصليين كما كان يروج لها من قبل المشرعين, وكشفت السنين عن الغاية الحقيقية في سياسة الاستيعاب الاسترالية


وعلى صعيدنا الداخلي

اذا نظرنا إلى وضع السكان الأصليين لأبنا المحافظات الجنوبية وقارنا أوضاعهم ما قبل حرب عام 1994م وما هم عليه الآن لوجدنا فروقات سلبيه كبيره جدا تمت خلال فترة 17 عام فقط
بسبب الممارسات الاستعماريه من قبل الاستعمار الزيدي

كما إننا سنجد تشابه كبير في الغاية التي تم الوصول أليها في استراليا والغاية التي يخطط لها الاستعمار الزيدي مع اختلاف الوسيلة

السؤال اذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه كيف سيكون حال السكان الأصليين للمحافظات الجنوبية بعد 100عام