الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-07-29, 02:55 AM   #1
ابوحضرموت الكثيري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-27
المشاركات: 2,565
افتراضي عائلة طائر الحرية شهيد شهداء الجنوب البطل / وضاح البدوي ..

خليج عدن - مجلة الجنوب الحر -
مجلة الجنوب الحر كما عودت قرائها وكافة أبناء الجنوب في الداخل والخارج على متابعة ومؤازرة الثورة الجنوبية السلمية وكذا الوصول إلى أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين والالتقاء بالقيادات التي تعمل لأجل تحرير الجنوب بصمت وبعيداً عن الأضواء ، هذه المرة قررت هيئة تحرير المجلة إن تتجه شمال شرق الجنوب إلى ردفان التاريخ والثورة والتحرير إلى مدينة الأبطال ومهوى افئدة كل أحرار الجنوب وهناك كنا على موعد مع أسرة بطلة ، أسرة قلما نجد مثلها في أي بلد كان إنها أسرة البطل الشهيد طائر الحرية / وضاح الجنوب البدوي.




ولأننا زرنا هذه الأسرة في تلك البلدة الطيبة بتكليف من رئيس تحرير المجلة الذي حدد المساحة المقررة في صفحات المجلة لحوارنا مع أسرة الشهيد فقد اكتفينا في الالتقاء مع أب وأم وأخ الشهيد الذين ردوا على أسئلتنا بكل فصاحة ورزانة وأحسسنا إننا بين أحدى أعرق الأسر المثقفة والمفعمة بالعلم والمعرفة بل وينبع منها هوى ونسيم الحرية والعزة والكبرياء والكرامة ، إنها أسرة جنوبية تأبى أن تعيش عيشة الذل والهوان ، تأبى أن ترى الحياة بلا معنى وأن ترى نفسها بلا وطن إنها أسرة بطل الأبطال وشهيد الشهداء / وضاح حسن علي البدوي فإلى مادار في حوارنا معها الذي كانت البداية مع رب الأسرة الوالد / حسن علي البدوي الذي تحدث إلينا بكل فخر واعتزاز عن ابنه الشهيد .



أجرياء الحوار / أبو ردفان الحالمي ونبيل محمد صالح



- والد الشهيد ، كيف استقبلتم خبر استشهاد وابنكم البطل وضاح؟
في البداية أتقدم باسم أسرة الشهيد بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لكل الإخوة القائمين على ( مجلة الجنوب الحر ) لاهتمامها بقضية الشهداء ، وبالنسبة لسؤالك فإنني أود التوضيح بصراحة دون أي مبالغة أنني تلقيت نبأ استشهاد ولدي البطل وضاح بشعورين كل منهما منفصل عن الآخر ، الأول هو شعوري بصدمة كبيرة وحسرة وألم كوني فقدت ولدي الشاب وفلذة كبدي وهو أغلى ما عندي وهو شعور يتملك كل أب عند سماعه مثل هذا الخبر. أما الشعور الآخر الذي انتابني في نفس الوقت فهو شعوري بالفرحة والفخر والاعتزاز بأن ولدي البطل لم يمت وهو على الفراش وإنما سقط شهيداً في ساحة الحرية، سقط شهيداً برصاص قوات الاحتلال وهو رافعاً رأسه شامخاً شموخ جبال ردفان، انتابني الفرح لأن ولدي سقط شهيداً وسال دمه الطاهر ليروي به شجرة الحرية لأرض الجنوب، ولا أخفيكم سراً إذا قلت لكم بأني كنت أرى في وجه ولدي البطل وضاح مشروع شهيد منذُ عودته من السعودية في العام 2007م حينما ترك الاغتراب والتحق بركب الحراك السلمي الجنوبي ، حيث كانت كل تصرفات الشهيد وإيمانه وقناعته بالقضية الجنوبية واندفاعه بقوة وراء تلك القناعة كان ذلك كله يوحي لي بأن ولدي مشروع شهيد.



كما أن شعوري بالفخر والاعتزاز لاستشهاد ولدي وأنا فعلاً افتخر أن أكون أباً لذلك البطل الذي رسم لوحة استشهاده وتضحيته بنفسه قبل أن يسقط شهيداً بعشرة أيام حينما لبس الثوب المنقوش بعلم الجنوب في مسيرة 27/5/2009م فتلك الصورة هي مجد وتاريخ رسمها الشهيد لنفسه وهي مصدر فخري واعتزازي.



- الوالد العزيز كيف كان يتعامل الشهيد مع أفراد أسرته ومع المحيطين به ، وهل كان يتحدث معكم حول ما يقدمه من أجل الجنوب؟


رغم الظروف المعيشية الصعبة والمرحلة الحرجة التي عاشها الشهيد وضاح وعشناها جميعاً إلا أن كل تلك الصعاب لم تؤثر في شخصيته وسلوكه حيث كان يتمتع بصفات طيبة كانت علاقته معي ومع باقي إخوته وأفراد أسرته علاقة يسودها الحب والود والاحترام كانت علاقتي به وكذا مع باقي إخوانه هي أشبه بعلاقة الصديق لصديقه أكثر من كوني أب له وكذلك علاقته مع إخوانه ، كما كان رحمه الله عاطفياً رحيماً يعطف على الصغير والضعيف . ولا أنسى أن أذكر أن من أكبر الصفات التي تحلى بها الشهيد هي كونه شجاعاً ومقداماً لا يخاف في كلمة الحق لومه لائم ، كما أن شجاعته وإقدامه كانت هي هي سبب من أسباب تخوفي عليه ، أما حديثه معنا حول ما يقدمه من أجل الجنوب ، فأنا لازلت وسأظل أتذكر كلامه حينما كنا نحاول أن ننصحه بأن يلازم الحذر ويتجنب التهور والاندفاع لأنه كان دائماً سباقاً في مقدمة الصفوف.



كنا عندما ننصحه بذلك كان دائماً يرد علينا بعبارة (( إن الخوف والتراجع لا يصنع الحرية ولا يبني الأوطان )) وكان دائماً يقول لأمه حينما تنصحه خوفاً عليه يرد عليها قائلاً: (( إن استقلال الجنوب لن يتحقق إلا بالتضحية وأنا لا توجد لدي أي إمكانيات أقدمها للثورة الجنوبية وكل ما عندي هو نضالي وتضحيتي )) ، كما أذكر أنه ذات مرة كان الشهيد وأخيه برهان معتقلان في شرطة الممدارة على ذمة مهرجان 13 يناير 2009م ، في عدن وكانوا في زنزانة واحدة وفي المساء أصيب أخيه برهان بمرض حاد في الزنزانة وأصيب بغيبوبة نقل على أثرها إلى المستشفى وعلمت أن ضابط البحث خاطب الشهيد وضاح قائلاً أعمل تعهد بعدم المشاركة في المهرجانات وأخرج أخوك وأسعفه إلى المستشفى أو روحه البيت فرد الشهيد على ضابط البحث قائلاً لن أتعهد لسلطة الاحتلال ولن أخرج مع أخي من السجن بالتعهد حتى لو مات داخل السجن ، هذه هي قناعة الشهيد وإيمانه بقضيته الجنوبية والتضحية من أجلها.



- والد الشهيد البطل ، ما الذي كان يحلم به الشهيد ويتمناه رحمه الله ؟
كان يحلم بأن يأتي يوماً من الأيام يرتفع فيه علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من على قمة جبل صيره في عاصمة الجنوب التاريخية عدن ، كان يحلم بأن يرى علم الجنوب خفاقاً يرفرف في كل مكان ، كان يحلم بأن يرى الجنوب حراً مستقلاً .. وفعلاً كان يقوم الشهيد بتجسيد حلمه على الواقع حيث أنه كان دائماً يقوم برسم علم الجنوب بالطلاء على الجبال والصخور والمباني والجدران، وللعلم فإن آخر عمل قام به الشهيد عندما ذهب بصحبة مجموعة من الشباب ومعهم علب من الدهان في مساء اليوم الذي استشهد فيه ففي الوقت الذي كان أبناء ردفان في المساء يتوجهون إلى لحج وعدن كي يؤمنوّا دخولهم للمشاركة في موكب تشييع الشهداء الأربعة يوم 8 يونيو 2009م في ذات الوقت لم يفكر الشهيد بالدخول معهم كي يتجنب الخطر وإنما ذهب في المساء بعلب الدهان ليكتب العبارة الكبيرة في إحدى جبال الحمراء وهي عبارة ( قادمون يا جنوب ) وقاموا برسم أعلام الجنوب على تلك الجبال حتى فجر ذلك اليوم الذي سقط فيه ولعل المشاركين في موكب التشييع ذلك اليوم تفاجئوا بتلك العبارات والأعلام في الجبال التي ظل الشهيد وزملائه يرسمونها طوال الليل وحتى الفجر.



هذا ما كان يحلم به الشهيد ويتمناه ، كان يحلم بعلم دولة الجنوب الذي رسمه في كل مكان وهو ما ضحى من أجله بحياته.

- الوالد العزيز هل التفت حولكم جماهير الجنوب ، وماذا قدمت لك بعد استشهاد ولدك ؟
نعم ـ لقد التف حولنا كل أبناء الجنوب ، التفوا حولنا بكل صدق ، وأنا حينما شاهدت ذلك الموكب الجنائزي التاريخي المهيب الذي شارك فيه أبناء الجنوب من باب المندب حتى المهرة لتشييع جثمان الشهيد وضاح اندهشت لحجم ذلك الموكب الذي لم أكن أتوقعه ، وتيقنت حينها أن دم الشهيد لم يذهب هدراً فذلك الموكب كان معبراً وبصدق عن وفاء أبناء الجنوب وإخلاصهم لدم الشهيد كان ذلك بمثابة رد الجميل لأسرة الشهيد عن دم ولدنا وضاح وأنا هنا أشكر كل من تكبد عنا ومشقة وكلفة السفر والتنقل والحضور في موكب التشييع ، كما أشكر كل من وقف بجانبنا ومد يد العون والمساعدة لنا وأخص قيادات الحراك في ردفان وكذا على مستوى الجنوب في الداخل والخارج.



- كلمة أخيرة يود العم / حسن البدوي تقديمها لأبناء الجنوب؟
أدعو كل أبناء الجنوب في الداخل والخارج إلى التوحد ورص الصفوف في إطار وطني جنوبي واحد وقيادة وطنية جنوبية واحدة ، فتحرير الجنوب واستقلاله واستعادة دولتنا الجنوبية لن يأتي ونحن مشرذمين مقسمين بل سيتحقق بوحدتنا وتماسكنا وبفضل تضحيات الأبطال الشهداء والجرحى والمعتقلين والمناضلين وأنا هنا باسم أسرة الشهيد أناشد الزعيم الوطني المناضل الرئيس / علي سالم البيض بأن يبذل جهوداً متواصلة لتوحيد كل أبناء الجنوب في الداخل والخارج في إطار هيئة أو مجلس للثورة يكون برئاسته ، وأستحلف كل القيادات الجنوبية وكل المعنيين داخل الجنوب وخارجه أستحلفهم بدم ابني الشهيد وضاح وأخاطبهم باسمه وباسم كل الشهداء بأن يتوحدوا وينتصروا لدماء أولئك الشهداء الذين أنكروا ذاتهم وضحوا بحياتهم قرباناً للوطن.

بعدها حولنا أسئلتنا إلى أم الشهيد الذي ظهرت في قوه وشجاعة لم نتوقعها من أم فقدت ابنها قبل أقل من 25 يوم حيث ردة على أسئلتنا بثقة وقناعة بحكم الله وقضاءه وقدرة وبحق الوطن الجنوبي في التضحية من اجله إنها أم غير كل الأمهات :-

- والدة الشهيد ، كيف وصل إليك خبر استشهاد ولدك البطل وضاح؟
وصل إلي خبر استشهاد ابني مثل الصاعقة الرعدية لا زلت أتذكر تلك اللحظات حتى الآن ولم تفارقني ، أتكلم الآن وقلبي يتقطع دماً كوني أم ولن يشعر بحجم ألمي ومعاناتي إلا الأمهات التي تفقد أحد أبنائهن خصوصاً وأن ولدي الشهيد وضاح كان شاباً في ريعان الشباب وكان ولداً مطيعاً لم أسمع منه إلا كلام طيب وخلوق ومهذب لم يعصيني يوماً من الأيام إلا عندما كنت أحاول أن أنصحه بالتعقل وعدم الاندفاع في الاعتصامات والمهرجانات لأنه كان شجاعاً لا يعرف الخوف أبداً هنا فقط كان لا يطيعني لذلك فإن صدمتي كبيرة ولن أنسى ذلك الطفل الذي نشأ وترعرع بين يدي حتى صار شاباً لن أنسى ابتسامته التي لا تفارق وجهه أبداً حتى عندما تشتد عليه الظروف ، ستظل صورته مطبوعة في ذاكرتي حتى أموت.


- الوالدة العزيزة ، هل كنت تمنعين ولدك من حضور المهرجانات خوفاً من فقدانه بعدما شهدنا استبساله وإقدامه الكبير حباً للجنوب ؟
الصراحة أنني كنت أحاول أن أمنعه في أكثر من مرة لأن شجاعته تدفعه دائماً أن يكون في أول الصفوف لذلك كنت أخاف عليه ولن يلومني أي شخص أو أي أم على ذلك فهو أبني وزرع على كبدي ، لكن للأسف كانت كل محاولاتي في منعه فاشلة ولا يقبلها لأن القناعة التي بداخله كانت أكبر من محاولات إقناعي له ، وكنت في بعض الأحيان من أجل أمنعه من أي عمل كنت أرفض أن أعطيه فلوس للمواصلات والمصاريف مثلاً عندما يريد المشاركة في مهرجان في عدن أو أي مكان آخر، كنت لا أعطيه المال من أجل منعه خوفاً عليه إلا أنه حتى هذه الطريقة لم تنجح فكان يذهب يتدين المال من مكان آخر بعد أن أرفض إعطائه ، وكم أشعر بمرارة الألم ولن أسامح نفسي أبداً حيث أنني رفضت إعطاء الشهيد وضاح مالاً صباح ذلك اليوم الذي قتل فيه في يوم تشييع الشهداء الأربعة ، رفضت أعطيه فلوس لأن خوفي عليه زاد ذلك اليوم .



خفت عليه من عسكر نقطة العند وهم فعلاً الذين منعوه من الدخول وقتلوه... رفضت أعطيه فلوس من أجل منعه من النزول إلى لحج خوفاً على حياته ولذلك لن أسامح نفسي لأنه آخر يوم كان في حياة الشهيد.

- الوالدة العزيزة؟ ماذا تحبي أن تقولي لكل أم في الجنوب بعد أن قدمتي الشهيد البطل فداءً لأرض الجنوب؟
أقول لكل أم في الجنوب بأني خسرت أغلى ما عندي وهو ابني الشهيد وضاح الذي ضحى بحياته من أجل شعب الجنوب ضحى بحياته من أجل يعيش إخوانه وكل أبناء الجنوب بحرية وسعادة، ضحى بحياته من أجل الجنوب ، لذلك فإنه بعد أن استشهد وضاح وشاهدت ذلك الحضور لأبناء الجنوب في موكب تشييعه توصلت إلى قناعة كاملة أنصح بها كل أم في الجنوب الحبيب أقول لهن أن دماء أبنائنا غالية ولكن تربة أرض الجنوب أغلى ، أقول لهن أن الجنوب يستحق منكن أن تنجبن الرجال أمثال الشهيد وضاح وغيره من الشهداء ليدافعوا عن الوطن ، إن الجنوب بأمس الحاجة لأبنائكن الأبطال ليضحوا من أجل الجنوب ، وأنصحكن بعدم التخوف على أولادكن أو منعهم من المشاركة لأن القضاء والقدر والإيمان به هو المتحكم بمصير كل إنسان ، فكم يكون شرفاً كبيراً لكنَّ أن يسقط أحد أولادكنَّ شهيداً في ساحة الحرية أفضل من أن يموت بين أيديكنَّ داخل المنزل.



وفي آخر لقائنا التقينا مع أخ الشهيد الأكبر/ برهان حسن علي الذي أجاب عن أسئلتنا بكل ثقة وعزة وكبرياء طالعوا ردوده على الاسئله التالية :-

- ماذا يعني لك استشهاد أخيك البطل وضاح في ساحة الحرية الجنوبية ؟
سقوط أخي وضاح شهيداً في ساحة الحرية يعني لي الكثير والكثير فاستشهاده يعد مصدراً للفخر والاعتزاز لنا كأسرة الشهيد ولأبناء ردفان عموماً ، فاستشهاده في ساحة الحرية يعني أنه عاش حراً وأبى أن يموت إلا حراً شامخاً رافعاً رأسه للسماء ، استشهاده في ساحة الحرية يعطينا دروساً في معنى الدفاع عن الوجود ، في الدفاع عن الأرض والكرامة والذود عن الوطن ، يكفينا فخراً واعتزازاً أن أخي الشهيد وضاح قد وقف بكل ثقة على أكتاب الجماهير ورفع رأسه ويديه عالياً للسماء ليرمز بأصابعه إلى علامة النصر أو الشهادة ، في تلك الصورة التاريخية التي أطلق عليها ( طائر الحرية ) قطع الشهيد وضاح قبل وفاته بأقل من أسبوعين عهداً على نفسه بأن النصر لشعب الجنوب مرهون بالتضحية والاستشهاد ، وسرعان ما نفذ وعده ، وقدم حياته قرباناً لحرية الجنوب وانتصاراً لقضيته وسقط شهيداً ليلحق بقافلة شهداء الجنوب ، استشهاد أخي وضاح في ساحة الحرية يعني أنه عشق الجنوب وآمن بحريته ودفع أغلى ما يملك ( حياته ) ثمناً لقناعته ولإيمانه وحبه لأرض الجنوب.



- استشهد أخيك وضاح وهو يلبس علم الجنوب ، هل كنتم تعترضون على ذلك كون قوات الاحتلال تركز كثيراً على حاملي الأعلام والصور والشعارات الجنوبية فما بالك وهو يرتدي العلم كلباس له ؟
كان غالباً ما ينصحه والدي ووالدتي من شدة حماسه واندفاعه وإقدامه بشجاعة في كل موقف وكل حدث إلا أنه كانت لديه قناعة راسخة لا تتزحزح ولا يستطيع أياً كان أن يغير في مواقفه ، أما أنا وخصوصاً أنني كنت مختلطاً دائماً بالشهيد فقد توصلت إلى قناعة كأمله أن كل ما يقوم به أخي وضاح إنما تطبيقاً للقناعة المطلقة الكامنة في قلبه ، لذلك كنت أتجنب نصحه أو اعتراضه لأن ذلك لن يغير من مواقفه الثابتة ، أما ارتدائه للثوب الذي رسم عليه علم الجنوب فأنا يوم شاهدته يلبسه وهو على أكتاف الجماهير، قلت لنفسي : هذا هو وضاح وهذه قناعته بأن يكون مقداماً سبّاقاً في مقدمة الجماهير لابتكار تلك اللوحة التي زادتنا فخراً واعتزازاً ، كما أنه حينما سقط شهيداً كان حاملاً في يده اليمنى علم الجنوب وصورة الرئيس الزعيم علي سالم البيض في يده اليسرى.

- ماذا يعني لك الشهيد وضاح؟ وهل كنتم مجرد إخوان ؟

الشهيد وضاح لا يعني لي أخ فقط ، بل أنه أخ وصديق وفعلاً علاقتنا كانت محكومة بالصداقة أكثر من الإخاء وعلى الرغم من كوني أكبر منه سناً إلا أنني كنت أرى فيه وأتعلم منه أمور كثيرة ، وسأظل أعتز وأفتخر به وبالتضحية التي قدمها.

- سؤال أخير: عند تشييع الشهيد البطل وحضور أبناء الجنوب من كل مكان للمشاركة في التشييع كيف كنت ترى ذلك اليوم اليوم؟
عند حضور أبناء الجنوب للمشاركة في ذلك الموكب الجنائزي المهيب يوم 18/ يونيو/2009م أحسست أن الجماهير قد ردت لنا ولأبناء ردفان الدين بدم الشهيد ، تلك الجماهير التي بادلت تضحية الشهيد بالوفاء والإخلاص ، جاءت ذلك اليوم لتنتصر لدم الشهيد ولتقف بجانبنا كأسرة للشهيد للتخفيف من حجم مصابنا الجلل وأجزم أن الشهيد وضاح ومعه باقي الشهداء قد دخلوا التاريخ من أوسع الأبواب وسطروا لأنفسهم أمجاداً ستتناقلها الأجيال القادمة على مر العصور.


من العدد العاشر لمجلة الجنوب الحر
ابوحضرموت الكثيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة شهيد الجنوب الشاب البطل/ محمد خالد قاسم مفتاح مكيراس ابين المنتدى السياسي 9 2012-04-30 12:07 AM
الشهيد وضاح البدوي . عميد الحالمي المنتدى السياسي 3 2012-04-22 06:54 PM
مواكب الرجال وشخصات الجنوب الحقيقين (1)وضاح البدوي حكيـم الجنوب شخصيات واعلام جنوبية 1 2011-10-09 07:05 AM
قال لوالده:(لا أملك سوى حياتي أقدمها) وضاح البدوي..الاسم الأشهر في قافلة شهداء الجنوب ابو البيض المنتدى السياسي 15 2011-06-02 02:45 PM
أهداء الى روح الشهيد البطل عبدالفتاح اليافعي (( شهيد الجنوب يافع العسكرية . بندر عدن المنتدى السياسي 3 2008-05-05 02:25 AM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر