مجموعة الأزمات الدولية :على صنعاء ان تعترف «بقضية الجنوب» وان تبدأ بمفاوضات لحلها

[حسين بن طاهر السعدي]

خاص /عدن الغد
الخميس 20 أكتوبر 2011

شددت مجموعة الأزمات الدولية أمس على ضرورة ان تلتزم كافة الاطراف السياسية في اليمن بمن فيهم الحزب الحاكم، الاعتراف رسمياً بقضية الجنوب والالتزام بإيجاد حل عادل لها من خلال المفاوضات مع الجنوبيين. في الحد الأدنى، و أن يكون للجنوبيين مكانة خاصة في الحوار لتطمينهم بأن قضاياهم لن تضيع وسط التحديات العديدة التي يواجهها اليمن بعد التوصل إلى اتفاق حول تنفيذ خطة انتقالية قابلة للحياة للنظام السياسي برمته.
وقالت المجموعة في دراسة تحليلية لها صدرت اليوم عن القضية الجنوبية، وعلاقتها بالانتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد انه يجب التوصل إلى اتفاق حول نقل السلطة في صنعاء يتبعه حوار وطني شامل. ،داعية جميع اللاعبين السياسيين في اليمن إلى إبرام هذا الاتفاق من أجل التوصل إلى حل سلمي لقضية الجنوب .
وقالت " ينبغي على اللاعبين السياسيين في اليمن التوصل إلى اتفاق حول نقل السلطة في صنعاء يتبعه حوار وطني شامل. من أجل التوصل إلى حل سلمي لقضية الجنوب ، مؤكدة على ضرورة الاعتراف رسمياً بأهمية القضية والالتزام بإيجاد حل عادل لها من خلال المفاوضات.
وأوضحت الدراسة ان الانتفاضة الشعبية سهلت التعاون بين المحتجين الشماليين والجنوبيين وأتاحت فرصاً جديدة لتسوية سلمية لقضية الجنوب. إلاّ أن الحماسة الأولية تراجعت لتتجدد الدعوات من قبل البعض لاستقلال الجنوب.
وتابعت إلاّ أنه ما من مؤشر على أن اليمن يسير في ذلك الاتجاه. في ظل استمرار الاحتجاجات في الشارع اليمني دون نتيجة تذكر ، و الذي عزز الإحباط عند المحتجين وكذا عدم ثقة الجنوبيين أن الأحداث في الشمال سيكون لها أثر إيجابي في الجنوب .
واستطردت "يشير النشطاء السياسيون في الجنوب إلى خيارين محتملين: الانفصال الفوري أو فيدرالية تضم الإقليمين. فيما ثمة خيار ثالث يقوم على تنظيم البلاد في أربعة أو خمسة أقاليم اجتذب قدراً أوسع من الدعم في الشمال ويمكن أن يحظى أيضاً بدعم الأطراف المؤيدة للوحدة بقوة، وكذلك لدى حركة الإصلاح المعارضة وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم. إلاّ أن آخرين يدعون إلى نظام إدارة محلية أكثر قوة."
وأوصت الدراسة جميع الأطراف المعنيين، بمن فيهم الحزب الحاكم، الاعتراف رسمياً بأهمية قضية الجنوب والالتزام بإيجاد حل عادل لها من خلال المفاوضات. في الحد الأدنى، و أن يكون للجنوبيين مكانة خاصة في الحوار لتطمينهم بأن قضاياهم لن تضيع وسط التحديات العديدة التي يواجهها اليمن بعد التوصل إلى اتفاق حول تنفيذ خطة انتقالية قابلة للحياة للنظام السياسي برمته.
إلى ذلك قالت إيبريل آلي، كبيرة المحللين لشبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات "نواجه وضعاً انفجارياً يمكن لاستمرار المأزق السياسي أن يفضي إلى مزيد من الانهيار في الظروف الاقتصادية والأمنية، مما قد يتسبب بحدوث أكبر قدر من الاضطرابات وعدم الاستقرار في الجنوب.
وأضافت "أما في حال اندلاع حرب أهلية شاملة في الشمال، فإن الجنوبيين قد يسعون بجدية أكبر نحو الانفصال. والذي بدوره سيطلق صراعاً آخر مع الشمال يمكن أن يؤدي إلى اقتتال داخلي ومزيد من الانقسامات داخل الجنوب نفسه".
وأشار روبرت مالي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات،الى ان " اضطرابات اليمن تمثل فرصة نادرة لإعادة تعريف عقده السياسي الناقص والفاشل. مبينا بأنه ما لم يتم التحرك بسرعة لمعالجة المظالم اليمنية بشكل عام ، فإن الكلفة سترتفع بشكل كبير.ا ا كم ، والمظالم المزمنة للجنوب بشكل خاص، فإن البلاد قد تكون مقدمة على فصل أكثر سواداً وشؤماً".
يذكر أن مجموعة الأزمات الدولية والتي أصدرت اليوم دراسة تحليلية عن القضية الجنوبية، وعلاقتها بالانتفاضة الشعبية و احتمالات التوصل إلى تسوية من شأنها أن تحافظ على وحدة التراب اليمني ،وتعيد تعريف العلاقة بين الحكومة المركزية والأقاليم هي منظمة دولية غير ربحية وغير حكومية تهدف إلى منع حدوث النزاعات الدموية حول العالم من خلال تحليلات ميدانية تقوم بها و إسداء المشورة على أعلى المستويات .