المشاركون في الندوة التضامنية مع '' الأيام '' يؤكدون أن حجب الصحيفة حجب للمعلومة

[الدعاسي]

عدن – لندن " عدن برس " خاص : 4 – 9 – 2009
تواصلا للفعاليات التضامنية مع صحيفة "الأيام" وناشريها والتي ترعاها الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بعدن أقيم مساء أمس الخميس في منتدى الطيب بمديرية المنصورة , الفعالية التضامنية الثالثة والتي تأتي تواصلا للفعاليات التضامنية السابقة المطالبة بوقف كافة الانتهاكات التي تتعرض لها صحيفة "الأيام" وناشريها والإفراج عن الصحيفة .

واستهلت الأمسية التضامنية التي حضرها لفيف من الناشطين السياسيين والحقوقيين والأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني وكتاب وأدباء وصحفيين ومستقلون يمثلون كافة ألوان الطيف السياسي والثقافي بمدينة عدن بكلمة ترحيبية القاها الأخ عثمان باعباد باسم المنتدى والتي رحب فيها بالحاضرين وشكرهم فيها على سعيهم الدءوب لحضور مثل هذه الأنشطة التضامنية مع صحيفة "الأيام" .
تلا ذلك أن استمع الحاضرون إلى أغنيتان من التراث الشعبي غناهما الفنان عبد العزيز مقبل نالت استحسان الحاضرين .
وعقب ذلك ألقى الخبير السابق في الأسكوا التابعة للأمم المتحدة الاقتصادي محمد عبدا لله باشرا حيل محاضرة مطولة تطرق فيها إلى الأسباب الحقيقة التي دعت السلطة إلى اتخاذ قرار بإيقاف صحيفة "الأيام" عن الصدور وقيامها بجملة من الانتهاكات بحق ناشريها ومن بين هذه الأسباب أشار إلى عدد من المصاعب الاقتصادية التي تواجهها الحكومة والتي دفعتها ولأجل التستر على اختلالات جمة أن تقوم بإغلاق "الأيام" في محاولة منها لحجب المعلومة عن الناس وعدم معرفتهم بما يجري على ارض الواقع من أحداث وتجاوزات وانهيار قادم .
باشراحيل أشار في مستهل كلمته إلى أن السلطة تحاول أن تخضع كلا من لا يرضى السير في فلكها وتتخذ بحقه أساليب وممارسات غير قانونية وغير دستورية ما انزل الله بها من سلطان وأنها – أي السلطة – تؤمن بمفهوم مغاير لمفهوم الديمقراطية ومفهومها للديمقراطية هو ان تعمل بالمثل القائل قل ما تشاء ونحن نفعل ما نشاء مؤكدا انه وفي وضع كهذا اضطلعت "الأيام" برسالتها بكل مهنية واقتدار وقدمت للمواطن الخبر الصادق الذي تستمد قوتها من دعمه لها ووقوفه معها واستطاعت بذلك ان تصمد في وجه كل الأعاصير التي افتعلتها الأجهزة الأمنية طوال فترات سابقة .
ووصف باشراحيل السلطة القائمة اليوم بأنها عبارة عن مزيج قبلي ولا يمكن توصيفه بانه نظام دولي يحمل ملامح السلطات الثلاث التي تقوم على مبدأ الفصل فيما بين اختصاصاتها متهما النظام القائم بأنه نظام بعيد كل البعد عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ولا يملك مشروع اقتصادي واجتماعي حضاري متكامل .
ووصف باشراحيل في حديثه الأوضاع الاقتصادية في اليمن بالمأساوية والى تخبط السلطة في هذا المضمار مؤكدا انه ورغم سوء هذه الأوضاع الاقتصادية في اليمن إلا ان الحكومة تقوم بإبرام صفقات سلاح بملايين الدولارات في حين أنها لا تملك أي نزاع مع جاراتها من الدول مؤكدا ان مثل هذه الآلية التسلحية لا يمكن لها إلا أن تستنزف موارد الدولة وإمكانيتها .
وأكد أن مثل هذه السياسات جعلت المستثمرين ينفرون عن الاستثمار في اليمن بسبب عدم وجود الأمن والاستقرار ناهيك عن سياسة ترحيل الأزمات وتراكمها مشيرا في ذلك إلى قضيتي الجنوب وصعدة إضافة إلى عدم مصداقية الحكومة وعدم تطبيقها للقوانين الخاصة بمكافحة الفساد مشيرا إلى ان السلطة لم تستطع حتى اللحظة ان تقدم مفسد واحد إلى المحاكمة ولم تقم بتنفيذ توصيات تقرير باصرة - هلال كأبسط مثال على ذلك .

واستعرض في معرض حديثه عن الصورة القاتمة للاقتصاد اليمني والوضع الاقتصادي وعلى ما تضمنه تقرير البنك المركزي اليمني الذي تمت مناقشته من قبل المجلس الاقتصادي الأعلى بتاريخ 4 يوليو 2009 والذي رأسه رئيس مجلس الوزراء في حينه حيث تضمن هذا التقرير عدد من المؤشرات التي لا تنبئ بخير ومنها إشارته إلى الانخفاض المتوقع في تحويلات المغتربين والانخفاض المتوقع في الاستثمارات الخارجية وهو ما سيؤدي إلى صعود ميزان المدفوعات إلى رقم قياسي وهو 2 مليار دولار وكل ذلك سيتم سحبه من الرصيد الاحتياطي للبنك المركزي .
وتطرق إلى صادرات البلد من النفط مؤكدا إنها شهدت تراجعا بلغ قدره 70% عن مستوى معدل انتاج النفط من العام الماضي وأشار أيضا الى الارتفاع المخيف في الأسعار الذي شهدته الأسواق كما تطرق الى حجم ما يتم نهبه من إيرادات الضرائب مؤكدا ان ما يصل الى خزينة الدولة لايمثل الا 20% من الإيراد الحقيقي للضرائب مستدلا في ذلك الى تصريح سابق لوزير المالية نشر في صحيفة المصدر بتاريخ 30-يونيو من هذا العام .
وتنبئ الباحث الاقتصادي في منظمة الاسكوا انه وفي حال ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه من انتهاج لسياسة القمع والأنفاق المفرط على الأجهزة الأمنية والعسكرية وفي ظل غياب برنامج اقتصادي متكامل ودون برنامج عمل سياسي واضح وفي مقدمته حل القضية الجنوبية ومشكلة صعدة فإن البلد ستكون على موعد مع انهيار اقتصادي شامل يسبق الانهيار السياسي وفي المستقبل القريب..
تلا ذلك ان ألقى د. محمود شائف حسين أستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن كلمة أشار فيها إلى أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات التضامنية مع صحيفة "الأيام" وناشريها وأشار في ذلك إلى أن دفاع منظمات المجتمع المدني عن الأيام هو دفاع عن الثقافة والتحضر مؤكدا ان الايام منبر من منابر الثقافة والمدنية ومعلم حضاري تنويري .
وتسأل شائف عن أسباب استهداف الأيام بالذات دون غيرها مؤكدا ان ما حدث لا ينم عن أن الدولة تحترم نفسها بل انه يعبر عن أسلوب عصابة ومجموعة من البلاطجة.
وأضاف :" اعتقد ان خلفية قرار منع الايام عن الصدور يتعلق بالرسالة التي تؤديها والتي تمثلت في تنوير الناس وإرشادهم وفضح كل الاختلالات ولذا فان الهدف من إغلاق "الأيام" هو تكميم الافواه وحجب الحقيقة عن الناس وهي الحقيقة التي لا يمكن ان نحصل عليها من الصحف المفرخة او الصحف الرسمية.
وتابع بالقول :" هنالك من لا يريد ان تصل المعلومة إلى الناس وتعريفهم بالجوانب الخفية وأيضا لعدم نزاهة بعض المسئولين أدت الى استهداف "الأيام" واستهدافها يصل الى ماهو ابعد من استهداف صحيفة بل يذهب الى استهداف مجتمع بأكمله لذا فان من المتوجب علينا كمجتمع مدني ان ننتبه لهذا الأمر وألا نتنازل عن أهم حقوقنا في حرية التعبير وهو ما تكفله كل الشرائع والمواثيق الدولية.
وتابع بالقول :" ان قرار إغلاق "الأيام" لم يكن قرار عادي وإنما قرار اتخذ من اعلى المستويات وما حدث يؤكد ان الجميع مستهدفون وان علينا الا نسمح بأن تغيب "الأيام" اكثر من ذلك وعلى المثقفون والسياسيون ان يتقدموا المسيرة لأجل إنهاء حالة الحصار المفروضة على "الايام".


وتحدث د. شائف عن دور الأيام وأهميتها في المجتمع بالقول: "الأيام" ليست صحيفة بل انها منبر للتنوير والعلم والمعرفة "الأيام" صحيفة بحجم الوطن بحجم المستقبل وهي تعبير واضح عن امة حرة ترفض الظلم والامتهان .
لم يتبق لنا في هذه المدينة من شيء, كل شيء تحول فيها الى خراب لم يتبق لنا الا القلعة الأخيرة وهي الأيام بحجم تاريخ ومدينة ووطن بأكمله .
وتابع بالقول :"توجد بين الناس وصحيفة "الأيام" علاقة روحية تربطهما ببعض وما يحدث اليوم ما هو الا محاولة من قبلهم-أي السلطة- لكي يفرضوا علينا مصدر واحد للمعرفة , يراد لأفكارنا أن تعلب بالطريقة التي يريدونها هم , يراد ان تفرض علينا صحف لا تعبر عنا ولا عن هويتنا ولا قيمنا ولا تاريخنا وكل ذلك لاجل تحوير الحقيقة" .
وأضاف د.شائف "علينا ألا نستكين وألا نسكت وان نجرب كل الوسائل المتاحة لنا والتي يكفلها لنا الدستور والقانون علينا ان نفعل احتجاجاتنا السلمية تضامنا مع "الأيام" ومع عدن ومع كل مظاهر الحضارة والمدنية" .
هذا وقدم في الأمسية الكاتب والصحفي محمد فارع شيباني مداخلة قصيرة أشار فيها إلى ارتباطه بالأيام وعمله الصحفي فيها والتزام الناشرين فيها بالنهج الصحفي المحايد .
وتأتي هذه الأمسية تواصلا للفعاليات التضامنية التي تنضمها الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في عدن مع صحيفة "الأيام" والهادفة إلى المطالبة بوقف كافة الانتهاكات التي تتعرض لها الصحيفة والإفراج عنها لتعاود الصدور.

[عبود محمد بادهري]

كلنا مستهدفين الجنوبيين وصحيفتهم الايام واغلاق الايام يعني اعلان الحرب على الجنوب باسلوب خفي وعفن

[الدعاسي]

لابد من مواصله الاعتصامات والمسيرات
في كل المحافظات الجنوبيه لنصرة صحيفة الايام
لانها المتنفس الوحيد للشعب الجنوبي ومن اظهر القضيه الجنوبيه الى العلن