اليمن على حد سكين القاعدة /الجزء الثاني للكاتب السعودي اسحاق الشيخ

[النوووورس]

الجزء الثاني للكاتب السعودي اسحاق الشيخ

اليمن على حد سكين القاعدة (2-2)



عدن تايمز – اسحاق الشيخ يعقوب
نشرت جريدة « الشرق الأوسط» اللندنية يوم الثلاثاء 21/12/2010 في عددها 11711 قائمة بأسماء المسؤولين الأمنيين اليمنيين المستهدفين التصفية من القاعدة.. وقد بلغ عددهم 54 مسؤولاً أمنياً وذلك في جولة صحفية ميدانية وهي أول صحيفة عربية تتوغل في عمق القرى والمدن اليمنية التي تتواجد فيها قوى القاعدة بكثافة واسعة مثل مدينة جعار وغيرها من المدن والقرى حيث تأخذ الاغتيالات والتصفيات الجسدية التي تقوم بتنفيذها القاعدة ظاهرة خطيرة في تواصل اعتداءاتها وتصفياتها للكثيرين من الضباط والافراد في اجهزة الأمن والمخابرات وافراد شرطة النجدة وجنود الأمن العام.. والقيام بهجمات متكررة على هذه المراكز والدوائر الامنية في المحافظات اليمنية.. وقد أخذت القاعدة في تهليل وتكبير بتنفيذ حكم الاعدام علناً على عدد من المثليين وفق توجيهات شرعية متطرفة ما انزل الله بها من سلطان في الاعتراف على واقعهم الخلقي «بفتح الخاء» وينقل شاهد عيان لجريدة «الشرق الأوسط» قائلا: ورغم «ان هناك تشدداً امنياً مكثفاً في اقامة حواجز خرسانية امنية تطوق مبنى جهاز الامن السياسي الواقع في الشارع الرئيسي لمدينة زنجبار.. الا ان مسلحي القاعدة نفذوا هجوماً في رابعة النهار وكانوا يستقلون سيارة «ميكرو باص» وهم ملثمون ويرتدون ملابس سوداء مشابهة لملابس «النينجا» ويرددون هتافات التهليل والتكبير قبل ان ينسحبوا بكل بساطة من ساحة المعركة.. دون ان تعترضهم اية قوة أمنية» وهو ما يدل على انفلات امني خطير تصول وتجول فيه القاعدة، والقيام بتنفيذ هجمات إرهابية خلال عبوات ناسفة وتفجير سيارات واغتيالات وقتل واقتحام مواقع امنية!!
ان انفلاتاً امنياً خطيراً في الكثير من المحافظات اليمنية ما يدل على ان القادم يشكل مخاطر لا يحمد عقباها ليس لليمن وحدها وانما للدول المتاخمة إلى حدودها.
ان التحدي امام اخطبوط ارهاب القاعدة الذي يمد خراطيمه ذات الشمال وذات اليمين في عمق الوطن اليمني واقع تفكيك عقد ليس باستعداءالاجنبي على القبائل اليمنية ولا بالاستنجاد بالطائرات الامريكية في ضرب معاقل الارهاب بقدر ما يقتضي حله أولاً وأخيراً في ذات الاطراف اليمنية في نبذ السلاح والتخلي عن غطرسة نفوذ القبيلة والنزول إلى الهم اليمني ومآسيه الانسانية التي يعيشها والتي لا يمكن تصور تخلفها وشقائها..
وتبلغ المأساة اليمنية ذروتها في وضع مجتمع اصبحت فيه تحديات المواجهة والانتقام بين حاكم ومحكوم.. حتى اصبح النظام اليمني يمشي حد سكين القاعدة!!
وكل ما نتمناه الترجل من على حد سكين القاعدة.. في عمل وطني ديمقراطي بحل قضية الحوثيين.. والحراك الجنوبي السلمي ضمن شروط انسانية تخضع بالدرجة الاولى للعدل والانصاف وحرية وديمقراطية تقرير المصير والاقلاع عن سياسة المشي على حد سكين القاعدة.. وهو ما يدفع إلى تحالف وطني وديمقراطي في الانقضاض على القاعدة وقواعدها الإرهابية وتصفية مخالفاتها الإجرامية من الاراضي اليمنية..
ان مشكلة اليمن فيه وبين ابنائه وحكامه.. وليس خارجه وفي تعاسة اوضاعه واستشراء الفساد في اعماقه وفي التسلط القبلي والدكتاتوري على مقدراته الوطنية ومصادرة حرياته في الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان.. التي تتنافى مع الروح القبلية والعشائرية التي تتأهل بقضها وقضيضها في الأجهزة التي تدير واقع اليمن الذي يتشظى نهباً إرهابياً للقاعدة ولقوى الفساد في داخل السلطة.. ان الوضع القائمباستشراء فساده وغروره وجهله وفقره ومرضه ما يشكل سمة بارزة في انتعاش ظروف القاعدة وتوطيد امكانياتها وتحسين شروط إرهابها وشد سواعدها في المزيد من عمليات الإرهاب داخل اليمن وخارجه!!
ان مصداقية مناهضة القاعدة.. ترتبط بمصداقية حوار وطني ديمقراطي عادل متساوي الحقوق والواجبات بالعمل على حل قضية الجنوبيين والحوثيين على حد سواء.. وخلاف ذلك لا يجدي الوطن اليمني شيئاً.. ولا يحقق آمال وطموحات شعبه في الحرية والديمقراطية والتعددية وفي سلمٍ وامنٍ دائمين وظروف خالية من ارهاب وتطرف القاعدة وتدخلها في شأن حرية الانسانية اليمنية الخاصة والعامة.. وما يدفع بها على طريق التنمية والبناء والتطور.



نقلا عن عدن تايمز

http://www.adentimes.net/index.php?p...ticles&id=2358