غريب أمر هؤلاء القوم (الرجاء عدم الحذف)

[عاشق الجنة]

حسن بن حسينون (ضابط مسرح من جيش البادية)

قلنا وكتبنا سابقاً بأن آخر من يحق لهم الدعوة لرفع شعار التصالح والتسامح في الجنوب هم من تلطخت أياديهم بدماء الجنوبيين بدءاً من الإعداد والتحضير للإطاحة بأول رئيس للجمهورية بعد نيل الاستقلال الوطني عن السلطات البريطانية في الثلاثين من نوفمبر 1967م مروراً بجريمة الغدر والخيانة التي أقدموا عليها في يوليو 1978م والتي ذهب ضحيتها المناضل الوطني سالم ربيع علي وعشرات الآلاف من الأبرياء أثناء ارتكاب الجريمة وما بعدها واستطيع القول هنا وأتحدى أولئك الخونة أن يثبتوا تهمة واحدة من التهم التي نسبوها لسالمين وجعلوا منه سبباً لجريمتهم تلك. أتحداهم أن يبرزوا الاستقالة التي قدمها للجنة المركزية, أتحدى رفاقه أن يقولوا صراحة من كان الجاني الحقيقي من وراء اغتيال الرئيس الغشمي, أتحداهم أن يثبتوا بأن سالمين هو من أقدم على ضرب مقر أعضاء اللجنة المركزية وهم في اجتماعاتهم عند العاشرة مساء وغيرها من الاتهامات المفبركة. فالغدر والخيانة ليست من سمات وقيم وأخلاق سالمين خاصة تجاه رفاقه. وبثقة لا لبس فيها أستطيع القول والتأكيد بأن سالمين لو أراد القيام بالانقلاب على رفاقه لما حشر نفسه ومعه عدد من حراسه وزواره في مساحة صغيرة جدا و التي تشكل سجناً تقع بين جسر الفتح الذي يقع أمام كلية الشرطة سابقاً شمالاً ونفق شواطئ جولدمور جنوباً, تلك المساحة التي يقع فيها قصر الرئاسة, والدوائر التابعة له.

أما قمة الخيانة التي ارتكبوها بحقه. فهي بعد اتفاقه معهم على الاستسلام ومن ثم سفره إلى الحبشة, فقد وضع أمامهم شرطاً واحداً هو أن يسلموه إلى صالح أبوبكر بن حسينون في رئاسة الأركان العامة قبلوا بشرطه لكنهم بدلاً عن ذلك غدروا به وتوجهوا به إلى المعاشيق وتم تصفيته ظلماً وعدواناً. وقبل ذلك تواصل معهم صالح بن حسينون وحذرهم من الإقدام على تصفيته والإعداد والتحضير لسفره إلى الحبشة وقد أكد على ذلك علي ناصر محمد في احد تصريحاته الصحفية. وبعد سالمين جاء الدور على علي ناصر محمد في كارثة يناير 86م وانتهاء بإعلانهم الانفصال عن الوحدة وحرب صيف 94م. وأن الكتابة عما كتبناه آنفاً بحاجة إلى مجلدات.

كما سبق أيضاً وأن كتبنا بأن الضالع لم تكن يوماً من الأيام جنوبية قبل احتلالها من البريطانيين عام 1928م وقلنا بأن عامل الإمام يحيى على الضالع هو محمد الشامي كما أن ابنه أحمد محمد الشامي من مواليد الضالع عام 1924م إلا أنها قد عادت إلى وضعها السابق بعد دمج منطقة دمث وقعطبة بها. تعامل الانجليز مع مواطني الضالع باعتبارهم تابعين لدولة أجنبية تاريخياً فلم يسمح بقبولهم في المؤسسات العسكرية والأمنية حتى عُين علي عنتر نائباً لوزير الدفاع فتقاطروا مثل أسراب السمك إلى عدن للانضمام للجيش وتم إرسال الآلاف منهم في بعثات عسكرية إلى أغلب بلدان حلف وارسو.

وانضمت إليهم في الجيش عدة ألوية من أفراد المليشيا الشعبية بقيادة حسين قماطة. وعلى أساس ذلك تشكل التحالف الثلاثي الشيطاني بشكل قوي بعد إغراء بعض الرموز من بقية المحافظات وفي المقدمة الرموز الحضرمية والذين مثلوا شهود زور طيلة المراحل والحروب والصراعات ودورات العنف التي أقدم عليها ذلك التحالف الشيطاني الخبيث.

وعندما قلنا الحقيقة أقاموا علينا الدنيا ولم يقعدوها من خلال الحملات الصحفية والتحريضية وكيل الشتائم التي لا تأتي إلا على ألسنة أناس يعانون مركب نقص وحالات نفسية معقدة أو لوثة عقلية نتمنى لهم منها الشفاء.

وهاهم اليوم وقد عادت إليهم الصحوة تمثلت لهم الدعوة للتصالح والتسامح بعد سبات عميق دام أكثر من ثلاثة عقود فجعلوا من أنفسهم أوصياء على الجنوب ومتحدثين باسم سكان الجنوب دون أن يفوضهم أحد, والمطالبين بفك الارتباط عن وحدة 22 مايو اعتقاداً منهم بأنهم يستطيعون أن يكرروا نفس الكذبة الكبرى ونفس المسرحية الهزلية عندما أقدموا على إعلان الوحدة مع نظام علي عبدالله صالح في مايو 1990م دون أن يقيموا وزناً لإرادة الشعب في الجنوب قبل إقدامهم على تلك الوحدة الارتجالية المعروفة الأسباب والأهداف والغايات من ورائها.