بلانا بهم ربي/ بقلم صلاح الطفي

[قلعة صيره]

ان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم
هذا البيت المشهور هو خطاب ونداء لكل زعيم حراكي وخاصة السادة النبلاء أهل الفرقة و الابتلاء الذين ابتلي بهم الشعب الجنوبي من صبح الاستقلال إلى ليلة النفق المظلم إلى الاحتلال الجاثم بفضلهم على شعب الجنوب و أرضه إلى اليوم واليوم الحراك على كفوف ثلة من عفاريت الأمس وصعاليك اليوم يتجاذبون بعض قيادات الحراك الفعلية في الداخل إلى هذا الكف الملطخ أو ذاك وبالتالي ....!!تخلف معها بعض الروائح النتنه والهزات والموجات الارتدادية الهائمة هنا أو هناك لكن المؤكد بأنها لن تؤثر في ارادة الشعب الجنوبي و اهدافه و غايته المهم (بلانا بهم ربي) ذات يوم ولكن من المستحيل أن يتكرر مكرهم بعد اليوم مشكلتهم أنهم لم يتعظوا من الماضي التعيس الذي صنعوه بالنظرية الفاشلة وطبقوه على شعب الجنوب بكل بلادة . . ان واقع ما يسمى بالقيادات التاريخية وكذلك بعض قيادات الحراك واقع يثير بعض الأحيان الامتعاض و الشفقة منهم و عليهم : إذا شرق الزعيم باعوم . . غرب النوبة . . وإذا عطس العطاس . . خاض البيض . . وإذا أخذ بن علي الخط الدائري عبر الحسني الجسر وطلع الجبل المشكلة هنا ان شعب الجنوب يصدقهم رغم أننا جربناهم سنين طويلة , و سامحناهم في لحظات عاطفية عما ارتكبوه في حق الجنوب من فضائع التي انتهت بأم كبائرهم وحدة الاندماج المتهورة الغير مدروسة الذي اثبتت لكل جنوبي بأن تلك القيادات كانت في عم يتساءلون وفي عمى عن التاريخ ,وكأن من اتخذ ذلك القرار كان في لحظة اللاوعي التي تنتاب المحششين . واليوم بعد خمسة أعوام من الحراك السلمي آلاف الشهداء الصادقين والذين صدقوا ما عهدهم الله عليه ومن خلفهم أسرهم المكلومة ومثلهم آلاف الجرحى و أسرهم الذين يكتمون القيظ اليوم من فتات ما يقدم لهم أهل الخّطابة والخطٌابة من ناحية و كذلك وهم يشاهدون هذا الزعيم يخطب وذاك على قناة فضائية يتوعد ويوعد بجنات عدن وهذا في المنطقة الرمادية وأما الآخر لا ...!!ولا يصحا من النوم والحقيقة الذي يجب أن يدركها كل محب و ناصح و مكلوم من أبناء الجنوب (إن اليماعة ) على لهجة أهل حضرموت كل واحد يقدم عربته أمامه ولعله المكسب والمكتسب الذي خرجوا به من الوحدة المباركة ومن كثرة مشاهدتهم العربات التي يجري خلفها كثير من الباعة المتجولين فأعجبتهم الفكرة لتسويق بضاعتهم فهذا يجري أمامه أبناءه وذاك ينادي ابني من أهلي وهذا يحرج : 14 , 30 , 21 , 22 , 94 حراج في حراج ولا واحد من القادة لديه قاعدة صلبة تحت عمل أو برنامج مؤسسي منظم لا قواعد راسخة ولا نظام داخلي يؤطر فيه من ينظم ويوجه تكتيك الحراك ويبصره نحو الهدف السامي الذي يضحي من أجله الشعب الجنوبي . . . الأخوة الاعداء الذي خطب في ساحة الفلاني قبل خمسة أعوام يخطب اليوم في نفس المكان صديقه العدو نفس مفردات خطابه ولكن بقالب الاتجاه المعاكس ثم يعود الأول لاستجرار خطابه في المكان الذي خطب فيه صديقه العدو ونفس خطاب صديقه قبل ثلاثة أعوام وفي نفس المكان . . وأهل مطلع يعدون العدة والعتاد موحدين قبليا وإصلاحيا ومذهبيا وحزبيا فرحين بحال قادتنا الذين يعيدون انتاج نفس الخطيئة التي ساقتهم إلي سوق الملح (لخم مقدد) , أضحك يا وطن و أبكي يا شعب أقول و أؤكد بأن ليس هناك عمل تراتبي منظم هناك تضحيات عظيمة لشعب الجنوب منقطعة النظير ,يقابلها هتافات حماسية و عزائم منظمة للقادة وجلسات قات حتى أصبحت في بعض الأحيان منصات الحراك منصات لظهور بعض انتهازي الفرص في محاولات بائسة لتسليط الأضواء وركوب مركب الخلاص وما هي إلا أشهر حتى ينكشف الوجه الذي تحت القناع . . . أين طارق ؟ و أين الشيخ و أين الطوارق؟
عجائب و أعجب من العجائب مناطق اليوم بل محافظات شبه محررة لكنها محتلة وستظل محتلة بعوالق و إفرازات الوحدة و مكاسبها التي اكتسبها كثير من ضعفاء النفوس فمثلا من منطقة الملاح التاريخية التي تبعد عن عدن ثمانين كيلو متر توجد اول نقطة وأعلام الحراك ومنها الحبيلين و ردفان و حالمين و الضالع ناهيك عن يافع كاملة لكن الواقع المعاش في هذه المناطق لا يبشر ولا يظهر أن المستقبل المنظور مستقبل الأحلام التي ننشدها مناطق محررة لكنها مباحة لزراع الفتن ومروجي المهلكات ولصعاليك وقطاع الطرق الذين لا يمثلون أي اخلاق كريمة ولا تنبض قلوبهم بهموم الوطن وشعبه العظيم . . في يافع مثلا عندما أتت جبهة الاصلاح اليافعية قبل الاستقلال وبرجال مخلصين لا يزيدون عن خمسين فرد حلت جميع الفتن التي سالت دمائها مئات السنين و بسطت النظام والقانون وشحذت أبناء يافع للالتحاق بالركب شدوا هممهم بنوا تسعين مدرسة و امكانياتهم المادية أقل من امكانيات قرية اليوم وسيولة ابناء يافع ذلك اليوم أقل من سيولة تاجر من التصنيف الثالث أو الثاني من ابناء يافع اليوم فيا لها من مفارقة واليوم كل مظاهر الانفلات و الاحباط بادية للعيان لا قيادات تتابع متطلبات الضرورات اليومية و الأمن وبالتالي تبادر برسم سيناريو الغد وذلك بالاهتمام بالمناطق و المحافظات المحررة و اقامة وبناء الصورة المشرقة للغد المنشود بالتوعية والندوات والحضور على أرض الواقع حتى تطمئن كل من بقي في نفسه ذرة شك عن بلوغ المرام والغاية العظيمة الذي ينشدها شعب الجنوب ,كثير من مظاهر الانحطاط الغلاء والفتن والوباء والمرض وكل ما يتعوذ منه المسلم من المهلكات تجري أمام ناظري تيارات الحراك ونحن من مهرجان سير سير إلى منصة ألا يا طير لمن أدمنوا الظهور : كنا متفائلين ولا زلنا كذلك بكثير من قادتنا المخلصين :
(وسلام لك يا شيخ عبد الرب من المكاتب لعشره جملة ) أوقدت المشاعل و أسرت القلوب و ألهبت حماس الشباب بشيبك الوقور عندما قلت للزعيم والقائد الأوحد لا و ألف لا وعندما دست بعزة نفسك وكرامتك على اغراءاته وكنت نار على علم وقلنا شيخ الجنوب الوقور نقطة تحول نحو الحلم الموعود . . لكن ماذا جرى ورياح التغيير و أمواجه قلعة أعتى القلاع على طول الوطن العربي و أرضه ومنها ولو جزئيا انهكت حكام الاحتلال وهمجه . . فكيف لك أن تترك التاريخ الذي وصلت إليه ووصل معك على طبق من صدق ونقاء وتضحية و ابتلاء ثم تغادر الوطن مغادرة لا تليق بيافع وبرجل مثلك وفي ظروف كنت فيها الأقوى بالحق وعلى قول الخالدي : (من ذي غررك و أسرفك من دلك ومن كلفك) يا شيخنا الجليل وهل أنت اليوم في مرحلة الاعتكاف التي مر بها صاحب نفق الامس وسرداب اليوم .

بقلم / صلاح الطفي
13/10/2012 م



إقرأ المزيد على شبام نيوز:
http://shibamnews.com/articledetails...#ixzz29mY5E4TX