ارهابيون ام سجناء الانتماء ( بقلم : د. يوسف خالد )

[اسدالجنوب]

[align=right]الجنوب ..كما تفاجا العالم باعلان نظا م صنعاء باتخاذه قرار محاكمة قيادات الانتفاضة السلمية في الجنوب .. وتسا ئل الناس على اية تهمة سيحاكمون امام القاضي هل بتهمة انهم ارهابيون ام بتهمة الانتماء ؟ !!
بتهمة الارهاب لا ورب الكعبة .... فهم لا يعرفون في حياتهم المتفجرات ولم يحمل احدهم كلاشنكوفا او حتى مسدسا لحماية نفسه لان دولة ما قبل22 مايو 1990م هي من يتكفل بحماية الوطن والمواطن . وليس دولة العصا با ت التي داهمت منازلهم في ليل مظلم لتنتزعهم من بين اطفالهم بعد ان لم يعد للبيوت حرمة او للعائلة قدسية .

اما بتهمة الانتماء ..فهذا حق ورب البيت, فهؤلاء وخلفهم ملايين الجنوبيين يحركهم حس الانتماء الى الجنوب ويعز عليهم ضياع هويته وطمس تاريخه وكثرة المظالم التي حلت بشعبهم وهكذا فرض عليهم واقعه المريروهم من يملك نفوس ابية تابى الضيم ليكتبو ا في لحظة صدق وتجلي وطنية صك البيعة للوطن وان يتقدموا الصفوف ليحملوا مشاعل الحريةبايد فولاذية غير ابهين بالعواقب, وعلى سلطة 22 مايو ان تعي بانها لن تجني اية مكاسب سياسية لاترغيبا ولا تهديد اذا ما قرات تاريخ هؤلاء بغير حقيقته او بحسب قرائة الموقع المشبوه " نبأ نيوز" ، فهؤلاء الابطال يمثلون اليوم قيمه وطنية في نظر شعب الجنوب العربي ولن تنال من سمعتهم بقدرما تضيف الى رصيدهم لان الشارع اصبح يقرا اعلام السلطةبعكس ماتريد.
فحسن باعوم- طوال تاريخه النضالي لم يغير موقفه يوما ولم يبد ندما على مو قفا اتخذه , فيوم انقلب الحزب ا لاشتراكي على رئيسه سالم ربيع علي كان موقفه صلبا ودفع ثمن موقفه الى جانب سالمين ولم يخضع اويغير موقفه .
وحين وقعت احداث 13 يناير الكا رثيه بسبب فتنة الشماليين داخل الحزب الاشتراكي اوكما يسمون بالطابور الخامس في الجنوب اتخذ موقفا الى جا نب الرئيس علي ناصرمحمد .
وفي حرب 1994م عندما حصل الفرز بين اشياع وحدة 22 مايو البائسة لم يتردد في الانحياز الى الجنوب رغم انه كان احد ضحايا هذه الوحدة .
ويوم ان بدات انتفاضة الجنوب السلمية واحس بتخاذل الحزب الاشتراكي وبنهجه المدمر لهوية الجنوب ومحاولة استحواذه على شرعية تمثيل الجنوب انحاز بفعل حسه الشعبي وانجذابه الوجداني الى صف الجماهير وتقدم مع اخيه العميد ركن ناصر علي النوبة رئيس المجلس الاعلى للمتقاعدين ورئيس الهيئة الوطنية العليا ناصية القيادة ومن المفارقات ان النوبه وباعوم قدجمعتهما الاقدار لمقاومة الغزو الشمالي معا وفي محافظة شبوه بالذات لذا فان موقف الرجلين يستند الى قناعة ترسخت اكثر في مجرى النضال وقيادة الانتفاضة.
وعندما اشتم رائحة التامر على قضية الجنوب غادر موقع قيادة الحزب في محافظة حضرموت تاركا هذا الدور لمن يستسيغ القيا م به . هذه هي ابرز محطاته النضالية وليس فيها مايعيبه بل انها مصدر قوة له لدلالتها على الثبات في الموقف وهذا عصي فهمه على الانتهازيين لان حساباتهم محكومة بحساب الربح والخسارة .
لذا فا ن صحيفة النداء اليمنية عندما ذهبت في قرائتها لابرز المحطات النضا لية في حياة باعوم مغايرة لقرائة الجنوبيين فلا غرابة في هذا الفرق في القرائتين لان هذا انعكاس للبون الثقافي والنفسي بين الشعبين وهذا البون يعكس حقيقة القرق بين قمة الجبل وسفحه .
اما احمد عمر بن فريد فهذا شاب ينتمي الى جيل الهوية ولا يرضى لنفسه على ضوء معايشته لمرارة الواقع وملامسته للمظالم التي حلت بشعبه ان يسير في موكب حزب لايمثل قناعاته فكرا وسياسة ناهيك عن الانخراط في مشاريع لا تمثل رؤيته ولاتنبع من وجدانه .

كما يماثله زميله المحامي علي هيثم الغريب فقد عز عليه ان يستمر في الانتماء الى حزب تنكر لجذورة وادار ظهره لشعب لازال سببا في بقائه على الخارطة السيا سية ويتحكم بقراره قوم لا علاقة لهم بماضية ولا بجذوره .
وتفرد السفير وعضو المكتب السياسي علي منصر من بين قيادة الحزب بثبات موقفه ومشاركته اليومية الفاعلة والتحامه مع الجماهير ومعايشته للناس ومشاركته لهم في افراحهم واتراحهم واكتسب حنكة القيادة واذهل الناس بتواضعه الجم الذي اكسيه المزيد من الاحترام .
والى جانب هؤلاء ناشط سياسي هو يحيى غالب المحامي صاحب المواقف الناصعة والبصما ت الانسانية في مؤازرة اسر الشهداء في وجه الجلادين وها هي سلطة الاحتلال تعاقبه لموافقه هذه وقد سبق وان افشت ضغينتها في وسائل اعلامها مدعية بانه يتاجر بدماء الشهداء .
وعلى نفس الطريق يسير المناضل العنيد حسين زيد بن يحيى الذي لا تلين له قناة ولا يعرف التردد في المواقف. واحمد القمع الكاتب الملتزم بقضية شعبه والشاعر الحالم بمستقبل سعيد لشعب ارهقته قسوة الطغا ة وخواءضمائر الدعاة الى الخنوع والرضاء بماقد كتب .
ومحمود حسن زيد صاحب الاسهام المتميز والحضور الدائم في كل الفعاليات والحريص على انجاز كل مايوكل اليه بكل همه .
وعبا س العسل الناشط السياسي الذي لا ينال الياس من عزيمته وكان ممن ارسوا مع الاخرين اللبنات الاولى للقاء التصالح والتسامح مع زميليه احمد القمع وحسين زيد .
هؤلاء هم من يكيل لهم النظام التهم ويلفقها وليس في تاريخهم ما يعيب سوى انهم لم يستجيبوا لاغراءات النظام لذا فقد استحقوا هذا الغضب السونامي وربما تمنى الحاكم لو يستطيع شنقهم عقابا لتجاسرهم على رفض المغريا ت التي يلهث ورائها الاخرين .ولنفس السبب يتم التعامل بكل قسوة مع نواب الشعب الدكتور ناصر الخبجي وصلاح الشنفرة ويتم بسرعة البرق رفع الحصانة وبحماس منقطع النظير عنهم وعلى النقيض يتم التعامل مع النائب الحوثي رغم انه صاحب قضية ويتم التعامل معهم كمجرمين ليطاردوا في الاودية والجبا ل انه حقا التعامل المتساوي في حق المواطنة والحصانة !!!
بل وصل الامر حد استهداف النائب الخبجي بالقتل العمد انها فعلا واحة الديمقراطية ودولة النظام والقانون !!.ومعهم ايضا يلاحق الابطال شلال علي شا ئع والداعري والدكتور المعطري وعلي مقبل والشيبه وسكين وبامعلم وفادي باعوم وغيرهم من النشطاء,بينما لايتم تقديم قتلة الشهداء والمجرمون الشماليون للعدالة .
وقد اظهرت المحاكمه شئا ملفتا فقد كان القاضي جنوبيا ولم يكن من بين الحضور اي من قيادة المشترك او منظروا التعاطف المزيف مع الحراك الجنوبي بوابة للتغيير الشامل كما يحلو للسياسيين والاكاديميين من النخبة الشمالية و راينا قيادة الاشتراكي تتصدر الصف الاول في المحكمة ويذرفون الدموع ويضربون صدورهم ورؤسهم على جور الحاكم لباعوم وزملائه وهم من شجع على كتابة التقارير ضده وحرض على الانقلاب عليه لانه وفي لقناعاته ومؤمن بان الجنوب يجب ان يستعيد استقلاله وهويته وهوما يجعل قناعاته تتصادم مع مشروعهم
في اليمننه وهو المشروع القا تل للجنوب .. اليس برنامج المشترك واضح المعالم الذي يعملون تحت سقفه ؟
اليس الامين العام للحزب الاشتراكي احد اقطاب المشترك ؟ الم يكن صاحب المقولة المشهورة الجنوب مشروع صغير ونحن لانؤمن بالمشاريع الصغيرة ؟الم يقل محمد صا لح علي –القباطي – عضو المكتب السياسي والناطق باسم المشترك في بداية الانتفاضه بان النوبه و باعوم والمجلس العسكري للمتقاعدين وكل جماهير الانتفاضةبانهم قطاع طرق ومخربون ؟ ومن المفارقه بان هؤلاء القادة يحاكمون اليوم بنفس التهمه الني تلاها القباطي في دورة اللجنة المركزية امام كافة اعضائها ولم ينبس احد بكلمه او يرد على هذه الاهانه لشعب الجنوب . ترى لو انه تطاول هذا القبا طي على لحمر اواي من الشماليين الاقحاح هل لازال كتفه يحمل راسه حتى اليوم ؟ و نسوا اوتناسوا ان الجنوب العظيم لاشيء يعيبه سوى انه اوصلهم الى سنام السلطة من كل حدب وصوب ولم يحقق يوما في هوية اي منهم ولهذا كان جزاؤه جزاء بسمار . وحضورهم الى المحكمة ليس وفاءا اوحبا لهؤلاء الصناديد بل رسالة الى الخارج بان الشريك يحاكم ويتعرض للاقصاء وتوسل الى الد و ل للضغط على النظام لعودة الشراكه للحزب وليس المهم تحت اي سقف ، فهوية الجنوب ليس في واردهم وا شلاء الجنوب لاتعنيهم ودماء الجنوبيين الطاهرة التي تراق في كل بقاع الجنوب بايد قذره لاتستحق حتى الادانه من هكذا حزب لا يدانيه اي حزب في العالم في التنكر والعمل بمثابره منقطعة النظير لواد هوية شعبه ولا يحتوي برنامجه حتى على عبارة تحث اعضائه على صونها والتمسك بها .
لذا فا ننا نجدها مناسبه بان يعي كل اخواننا الجنوبيين المنضويين في الاحزاب اليمنية بان هذه المحاكمة ليست لهؤلاء القادة فقط ، بل هي محاكمة للجنوب قاطبة انسان وهوية وعليهم اتخاذ القرار بان يعلنوا انسحابهم من الاحزاب اليمنية الهوية وفي مقدمتها الحزب الاشتراكي اليمني وخصوصا تيار اصلاح مسار الوحدة لتنا قض خطابه السياسي وتارجحه بين اصلاح المسار وحديثه عن الهوية الجنوبية وهذه هي اللحظة التاريخية ليدرك القادة السجناء بانهم ليسوا وحدهم واثبا ت صدق تطا بق الاقوال مع الافعال .
[/align]