الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-08-02, 04:39 AM   #11
ali algahafee
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-26
المشاركات: 2,089
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي احمد احمد مشاهدة المشاركة
ياريت بن عفرين يناقش الكل بهذا المنطق والهدوء والاحترام بغض النظر عن الاختلاف في الاراء اعتقد بان الفائدة ستتضاعف للجميع
عاده يتسخن ....
__________________



استعادة دولة الجنوب
ali algahafee غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-08-02, 04:41 AM   #12
ali algahafee
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-26
المشاركات: 2,089
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليدي مشاهدة المشاركة
كلهم لا استثناء عقولهم وفكرهم يمنيه فلا ترجوا منهم خير
يا الوليدي اطرح رائيك خلنا نستفيد
__________________



استعادة دولة الجنوب
ali algahafee غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-08-02, 04:51 AM   #13
الوليدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-02
الدولة: الجنوب العربي - ابين
المشاركات: 4,524
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali algahafee مشاهدة المشاركة
يا الوليدي اطرح رائيك خلنا نستفيد
الراي قال أفلاطون .
الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لا مبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار.
ولهذا نقول لكل التاريخين واولهم ابو جمال ان الجنوب لم يعد الجنوب الذي عرفتموه
وحكمتوه .
__________________
عذرآ ياوطني فالداء فيك من بعض ابنائك ..
فـ المثقفين فيك شوربه وماء وخل ولله يامحسنين ^_^

خضر محمد الوليدي
الوليدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-08-02, 05:35 PM   #14
عبدالله اسماعيل
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-10
المشاركات: 404
افتراضي

احمد سالم
رد على موقف على ناصر
من الهوية الجنوبية
(1)
مقدمة
لقد طلع علينا على ناصر محمد فى مقاله الاخير ، وبكل ما اوتى من قوة ، للتسويق للحوار الوطنى اليمنى . واذا كان هناك من حسنة لهذا الحوار الوطنى اليمنى ، الذى يعد معركة الاحتلال ، من اجل دفن القضية الجنوبية بوصفها قضية تحرر وطنى من احتلال همجى متخلف ، فهو اجبار البعض عن كشف المزيد عن حقيقة مواقفهم من الاحتلال اليمنى ، مثلما فعل على ناصر فى مقاله هذا .
لقد عاد على ناصر للماضى السحيق ليؤكد لنا انه رجل حوار وانه عاش ومازال من اجل الحوار . هل هو دفاع استباقى لمشاركته فى الحوار ، ام هو محاولة اقناع بالحوار ؟ الشكل الذى ساق به حديثه ، والذى لمع فيه سجله ، وشن هجوما شبه صريح ومبطن على الاخرين ، وكشف موقفه من الهوية الجنوبية المستقلة التى ترفض جعل الجنوب مجرد شطر وجزء من غيره ، يوحى انه دفاع استباقى اكثر منه محاولة لاقناع الاخرين بالحوار ، اما محاولة الاقناع فهى الهدف الثانى . فالاقناع منصب أن موقفه - الذى يثبته التاريخ - والذى يدفعه للحوار الوطنى اليمنى لاغبار عليه بل هو الصحيح وماسواه خطأ .
لا يهمنا السرد التاريخى ، ولايمهنا شخصية على ناصر الحوارية ، ولايهمنا اخراج نفسه من احداث الماضى باقل الخسائر التى تمس شخصه ، حيث لم يكن من البعض الذى كان يردد شعار : " من عدن للبحرين شعب واحد لا شعبين " ولا شعار " ياشباب العالم ثوروا ياعمال يافلاحين شيدوا الاشتراكية دمروا الامبريالية " ( ولاندرى هل كان عضوا فى الحزب الاشتراكى ) ، ولايهمنا جعل رفيقه على سالم البيض فى سلة واحدة مع على عبدالله صالح ( مما يوحى بان البيض شر على يمنه - يمن على ناصر - وعلى حواره مثله مثل على عبدالله صالح وهما سبب المشكلة والحرب ) ، ولايهمنا هل نشبت حربى 1972 و 1979 م من اجل فرض وحدة ام لا حيث عارضها لانه مع الحوار ( يوحى سياق الحديث بهذا ) . ولن نقف عند ترديده ما رددته قناة سهيل من ان الساحات الجنوبية فى عدن حضرموت وغيرها كانت تؤيد التغيير دون ذكر انها اصلاحية ... لايهمنا كل ذلك ، فهو من اجل اقامة حصون الدفاع عن موقفه حتى لايذهب احد بعيدا ويعتقد ان هناك قوى ، او ضعف شخصية ، اجبرته على مباركة الحوار والمشاركة فيه والتسويق له ، او التسويق لموقفه بالاصح .
ان الذى يمهنا عقلية على ناصر اليمنية التى " تحاور " من اجل اليمن ، والتى تدافع عن بقايا شمولية مازالت تمارس على الشعب الجنوبى ، لم يستفد منها الجنوب فى الماضى واستفادت منها ( ج ع ى ) حيث اسلمته اليها ومازالت تستفيد من بقاياها . يهمنا عقليته التى لا تزال تراوح مكانها بخصوص الشعب الجنوبى ( اذا لا يعترف بان الجنوب شعب مستقل له ارضه الخاصة التى ليست شطرا ولا يحق لاحد مشاركته فيها ، ويؤمن بتقاسم الثروة وهى تقاسم ارض وثروة الجنوب وحدها ) ، وهى عقلية ازعم - كما سبق اعلاه - انه اصابها شئ من لعنة الشمولية دون ان تدرى ، وماذا يعنى تصويره من يتمسك بهوية وطنية جنوبية انه يعود الى ادغال التاريخ ؟! . الا يشتم الواحد روائح شمولية هنا ؟

(2)
الهوية الجنوبية التى لايؤمن بها على ناصر
ما يهمنا هو توجيه سهامه الينا ، واقصد الى تمسكنا بهويتنا الوطنية المستقلة ، ونسوق ماجاء فى مقاله .
يقول على ناصر : " تحققت وحدة عام 1990 م على طريقة الهروب الى الامام من كلا الطرفين ، واليوم تحضر شواهد الهروب الى الخلف الذى وراء ظهر وحدة 1990 م بل الى الخلف البعيد الذى خرج لتوه من ادغال التاريخ ليحدثنا عن الهوية والهوية المضادة ، فى عملية تخرج خارج سرب المعطيات الراهنة والقوانين المعاصرة والاحكام المتعارف عليها " ا هـ .
وفى فقره اخرى " والآن البعض يتنكر لهويته الوطنية ويدعو لمفاهيم جديدة مفارقة للواقع وطبيعة الأمور وعلى سبيل المثال: فإن الشعوب الأخرى لم ولن تتنكر لتاريخها مثل شمال السودان وجنوبه، وشمال العراق وجنوبه، وشمال كوريا وجنوبها، وألمانيا الشرقية والغربية " أ هـ .
عندما يتحدث على ناصر عن الهوية يتحدث عنها بكل سطحية متناهية وخفه - للاسف -لايحسده عليها احد ... فما هى حجته ؟ لايقدم اى حجة اطلاقا سوى انكاره الخاص للتنكر للهوية الوطنية ويحتج بان الشعوب الاخرى لم تتنكر لتاريخها . هل يتحدث عن الهوية ام التاريخ ؟ ام يعتبر التاريخ المشترك هو المكون الوحيد للهوية ؟ واين هذا التاريخ المشترك ؟ على الاقل فان ما اطلق عليه الامام " جنوب اليمن " مستقل عن اليمن منذ اكثر من مائتى سنة ولم تشهد هذه المنطقة اليمن وما سمى جنوب اليمن وحدة حقيقية قبل المائتى سنة الاخيرة ، بل دويلات اسلامية ضعيفة متتالية ومتعاصرة . كما ان حضرموت لم تربطها علاقة باليمن الا فى دولة سبأ ولم نعرف كم استمرت واين وصلت بالضبط حدودها ( وهوغزو دموى ) ، ثم فى دولة حمير حوالى مائتين وخمسين سنة ثم انتهت الى الابد . ( التاريخ لايعطى شرعية لاحد بل الشرعية للشعوب والا لاصبحت جميع الدول غير شرعية اليوم ، ولا تعطى ايضا شرعية الاسماء الجغرافية ) . بعد هذا فاى علاقة مع اليمن هى علاقة عسكرية يستعين بها بعض حكام حضرموت فى القرون الوسطى تنتهى بخروج جيش الامام بقتال بعد بضع سنوات ، وقد ابيدت بعض جيوش الامام فى حضرموت ، وهذه الاستعانات حدثت مرات قليلة جدا فى التاريخ نتيجة صراعات داخلية . وان دل هذا على شئ انما يدل على ان حضرموت كانت مستقلة اساسا وفى حالات تاريخية غابرة كانت خاضعة لدولة اكبر اهمها حمير ، وهذا التاريخ الغابر الاسثتنائى لايشكل هوية ولا وجدان اطلاقا ، انما الذى يشكل الهوية هو التاريخ القريب ويؤثر فيها لا القديم ، فالهوية مثل الثقافة - التى هى احد مكوناتها الاساسية الرئيسية - تتغير وتجدد وليست جامدة . والهوية المختلفة تبرز عند الشعور بالاختلاف عن الاخر . فتستطيع ان تميز المصرى عن السودانى ، والليبى عن التونسى ، والسورى عن العراقى والجنوبى عن اليمنى ولايؤثر التشابه بين السكان فى الحدود فى الشعور بالاختلاف فالتشابه موجود حدوديا بين كل الدول التى ذكرنا ، لكن هذا لا يلغى حقيقة اختلاف الهوية ، فالهوية فى ابسط تعاريقها هى الشعور بالاختلال ، حيث ان الشعور بالاختلاف يدل على هوية مختلفة ، وسيق الدليل الشعورى الذى يخفى عناصر حسية وثقافية وروحية كتعريف ... هذه نقطة الاساسية ، نقطة الاختلاف ، هى التى غيبها الحزب عبر غسيل دماغ . ان الوحدة لا تعنى بالضرورة التنازل عن هويتى المحلية اطلاقا ، بل الوحدة هى وحدة الهويات المحلية وتكاملها وعيشها المشترك ، واى احتلال لا يمكن ان يعترف بهذه الحقيقة ، لانه جاء من اجل اطماعه فقط فيصطدم بالشعب ويتصدم بهويته ، فيحدث صراع الهوية . فهناك سلطة من خارج الحدود دخلت البلاد فتاتى بهويتها وثقافتها وعقليتها وتمارسها بالقوة على الشعب الاخر . وان الغاء هذه الحقيقة بجرة قلم هو استخفاف بمشاعر الشعب الجنوبى . ومشكلتنا انه حكمتنا السحطية والشعارات الجوفاء وجرات الاقلام . وهنا نجد ان على ناصر هو نفسه الذى يعود الى ادغال التاريخ الى ايام الغزو السبأى ليثبت خلاف الواقع القائم الذى يجهله تماما لابتعاده عن البلاد لاكثر من عقدين ، ويجهل حقيقة مشاعر الشعب الجنوبى التى تؤكد على اختلاف الهوية ، وتؤكد ان الثورة ليست الا ثورة الذات التى تشعر بهويتها التى تتعرض للحرب من الاحتلال الذى يريد ان يفرض هويته وثقافته ومصالحه على حسابها .

(3)
الهوية الوطنية والهوية الغازية
ان دل انكار على ناصر على عدم وجود صراع هوية انما يدل على جهلة المطبق بما يجرى فى الجنوب وحقيقة شعور الشعب الجنوبى . وهذا فى حقيقة الامر فاجعة . وسوف نورد هنا بعض النصوص من كتاب الهوية لمؤلفة الكسى ميكشيللى :
" الشعور بالاختلاف يعد اساسيا من اجل وعى الهوية ونموها " ... ص 82 .
الم يكن هناك شعور بالاختلاف من اول احتكاك وقبل ان تنشب الحرب ؟ هذا هو تجلى الهوية المختلفة . فانا اشعر اننى مختلف عن المصرى ، وكذلك عن اليمنى ، هذا الاختلاف يقوم على حقائق تبرز الاختلاف ، فالاختلاف فى الثقافة والعادات والتقاليد وفى سلم ومنظومة القيم ، بل الاختلاف يكون فى وزن القيمة ذاتها ، ناهيك عن ترتب القيم فى سلم معين ، وتفاعلها ، وفهمها وتفسيرها وكيفية تطبيقها وتحكمها فى السلوك والعلاقات - وقل هذا فى جميع العناصر الاخرى - كل هذا الاختلاف نوعا ودرجة واولوية وفهما وتفسيرا وتطبيقا وتجذرا ، ناهيك عن الاختلافات الحسية المادية فى العمارة وعادات الاكل والشرب واللبس والفن ...الخ. يؤدى الى الشعور بالاختلاف . ولذلك فابسط تعريف للهوية هو الشعور بالاختلاف . لكن ليست المشكلة فى اختلاف الهوية بل فى محاولة هوية ما السيطرة على الهوية الاخرى وتفتيهتا ومحوها بعد الاستيلاء على بلادها .
ثم يكمل : " يقع مفهوم الشعور بالتباين فى دائرة مايطلق عليه اركسون " الهوية السلبية " . عندما يعى الفرد هويته التى تشتمل على وحدته ، وانتماءاته ، وتبايناته ، وقيمه يكون قد كون تصور ، اكثر او اقل وضوحا ، عن هوية اخرى سلبية وذلك بناء على سمات ومواصفات نوعية يرفضها ويتجنبها . وتقتضى مثل هذه الهوية السلبية بالضرورة وجود هوية ايجابية مرافقة لها . وهى بدورها تسهم ، كما هو حال التعارضات الاخرى الخاصة بالهويات الفردية الاخرى ، فى بناء الوعى الخاص بالهوية . فالوجود الخاص ، كما لاحضنا ذلك فى واقع الامر ، يولد على اساس التعارض مع كيانات وجودية اخرى . ومن هنا بالذات يترك الشعور بالتباين اثره على الشعور بالوجود .
ويؤدى الشعور بالتباين ، من هذا المنطلق ، الى بناء الهوية الجمعية والثقافية ايضا . اذ يدرك افراد جماعة ما انتماءهم على نحو مختلف ، اى انهم يدركون بدقة ما يميزهم عن الاخرين . وعندما يكون ذلك الادراك المتباين صعبا او غير ممكن فانه يفسح المجال لازمة الهوية الجمعية . فالشعور بالاستلاب الثقافى يولد من خلال الشعور بتلاشى السمات الثقافية المميزة تحت تاثير ثقافة اخرى تمارس نوعا من الهيمنة والاكراه " .... ص 83
يتحدث الكسى ميكشيللى عن تصدعات الهوية وماهو اخطر منها وهى استلاب الهوية . واستلاب الهوية هو بالضب ماكان يعانى منه الشعب الجنوبى ، وما زال ، فردا وجماعة وثقافة ، دون ان يقف على حقيقة الشعور ، الى ان انتبه الى هويته المستقلة . فكنت اشعر كمواطن ان الوضع غير طبيعى ، وكان شعورا عميقا ، ولا استطيع تفسيره البته الى ان تركز الحديث عن الهوية . والحديث عن الهوية هو الاصبع الذى لامس الجرح والذى اكد ان هذه هى المشكلة ، ولامس بالتالى بشكل عميق شعور كل انسان جنوبى . والذى ساهم فى تغييب هذا الوعى وعدم الادراك ان المشكلة صراع هوية ضد هوية غازية هو غسيل الدماغ الذى مارسه الحزب الاشتراكى اليمنى ، والذى يريد على ناصر الان ، بالقفز الجاهل او المتجاهل وبجرة قلم وبكل سطحية ، اعادة ممارسته علينا دون ادنى ذرة من اى شعور بالمسؤولية .
يقول ميكشيللى عن استلاب الهوية : " تعانى الهوية من حالة استلاب حقيقية عندما تتعرض الى تاثير نظام من العمليات الخارجية التى تعمل على احداث تغييرات عميقة فى جوهرها .
ويترتب عند حدوث استلاب ولادة الاحساس به . ويعنى ذلك شعور الفرد بالتغيرات الحاصلة واحساسه بوضعية استلابه سواء على مستوى الفرد والجماعة و الثقافة " ... ص 147 .
ثم يتحدث عن الاستلاب والتطبيع القسرى ، فيقول : " فالتطبيع القسرى كما يرى باستيد يحدث تحت تاثير جماعة ضاغطة تهيمن على جماعة اخرى . والوضعية الاستعمارية هى التعبير النموذجى لعملية التطبيع القسرى .
فالاستعمار فى صيغته الخالصة يفرض على المجتمع الذى يخضع لسيطرته نماذجه الثقافية الخاصة بالهوية ، وهو يمارس اشكالا مختلفة من الضغط والاكراه ( الفيزيائى والاقتصادى والنفسى ) وذلك من اجل دفع المجتمع المستعمر الى التكيف مع هوية اخرى مختلفة . ويضاف الى ذلك انه يدفع كل فرد الى تبنى هوية فردية اخرى ، والى تمثل سلوك اخر ، وسمات شخصية اخرى . كما يعمل على تغيير البنية الاجتماعية للجماعة والى احداث تغيير عميق فى نظامها المرجعى الثقافى ( اى القيام بانماط سلوكية مجانسه لسلوك الجماعة الغازية ) .
وهنا تبرز اهمية الاكراه السيكلوجى كاحدى العمليات القسرية التى تدفع افراد الجماعة الى اكتساب هوية سلبية ، فهوية الجماعة المستعمِرة -بكسر الميم - تختلف عن هوية الجماعة التى تُستَعمر ، وبالتالى فهى تتعرض لعمليات تبخيس دائم وبالتالى فان الهوية الغازية تطرح نفسها كنموذج للهوية المثالية . " ... ص 154 .
يتحدث المؤلف عن استعمار الدول المتقدمة ، وهذا ما يشير اليه وصفة الهوية الغازية بالمعاصرة واشارته للنظام الراسمالى ، ولكن الاستنتاج ، او الحقيقة النفسية التى خلص اليها تكاد تصف مشاعر الشعب الجنوبى ، الذين ذاقوا مرارة الاحتلال وعاشوا فى ظله ، حيث ذكر ان : " الفرد - الذى يحاول التكيف مع الاستلاب الثاقفى - يشعر بانه سجين ومقهور وان كل سلوك مهما يكن امره ، يمده بمشاعر المراره ويغرس لديه مشاعر الكآبه ، وذلك يشكل منطلق الاحساس المتنامى بالبؤس الجماعى والفردى . ومن هنا ينطلق مثقفوا الجماعة لمعارضة التاثيرا الثقافية الخارجية وذلك بغاية الخروج من دائرة الاستلاب . وهكذا تتمثل اعتراضات البحث عن الهوية فى البداية فى شكل المطالبة بالاستقلال السياسى ثم الاستقلال الاقتصادى وادانة النظام الراسمالى الجديد " .
والاختلاف فى حالة الشعب الجنوبى ان الشعور بالاستلاب الثقافى لم يكن كبيرا فى البداية عند قسم كبير منهم ، حيث استغل الاحتلال انقسامات الجنوبيين وتصفية الحسابات فيما بينهم ، واستغل الغطاء الدينى ، الى جانب غسيل الدماغ الذى مورس من قبل ، ونتيجة لسياسة الاحتواء الذى انتهجا فى البداية ، ولما تمكن الاحتلال وبسط سيطرته العكسرية وحكمه العكسرى وبدأ ينكشف الوجه القبيح له بدأ الشعور بالاختلاف ، اى الشعور بالهوية ، يتنامى عند الشعب الجنوبى ، بل ان بعضا من الناس العاديين ، ولا زلت اذكر مواقف حدثت ، شعروا بهذا الشعور الغريب منذ البداية رغم تاييده لما سمى قوات الشرعية فاحدهم قال بكل عفوية : " دخلوا بلاد ليست بلادهم " ، وادرك اخر الخطر ، رغم تاييده ايضا لما سمى قوات الشرعية ، عندما وصلت طلائع النهب الى حضرموت تنهب كل مايقع فى يدها فقال ايضا بكل عفوية : " انتهينا " . ان اختلاف الهوية برز هنا وفرض نفسه ، فهناك غريب دخليل ليس له وليس لاسلافه حفنة تراب فى ارض الجنوب ، فاذا به فجأة يبسط عليها بقوته العسكرية . اليس هذه التصريحات البسيطة العفوية فى الساعات الاولى من استكمال الاحتلال تدل على شعور بالاختلاف ، اليست الهوية المختلفة التى استشعرت الخطر تتحدث هنا ؟ لكن حتى يصبح هذا الشعور عاما استغرق الامر عدة سنوات ، ومن عوامل تاخير انفجاره هو عامل نفسى ، عامل الهزيمة .
وبالتالى يمكن الاستدلال على ان الوضع وضع استعمار واحتلال عبر هذا الشعور العام بالاختلاف ، وان الصراع بين الهوية الجنوبية والهوية اليمنية الغازية هو دليل على وجود استعمار واحتلال ( اذا عميت الابصار عن جحافل الاحتلال ) ، ويصدق على هذه الحالة الشعورية قول الرسول : " استفت قلبك وان افتاك الناس وافتوك " . والقلب فى هذه الامر يكاد ينفطر من الشعور بالاحتلال الجاثم عليه ، وهذا الشعور غائر لن تمحيه جرات قلم بعبارات جوفاء سطحية لاتدرى ماذا تكتب فعلا ولاتدرى ماهو الواقع .
لماذ قيمهم وعاداتهم ومنظوماتهم الفكرية والاخلاقية هى التى تنتشر لدينا وليس العكس ، اليس بحكم الوجود العسكرى الاستيطانى الذى يريد ان يفرض قيمه ويقلده ضعاف الشخصيات . تخيل لو حدث العكس واحتل الجنوب اليمن من سيتأثر بمن ؟ الا يدل هذا ان من يحتل يؤثر لانه المحتل المنتصر صاحب السلطة الذى ياتى بثقافته وقيمه ويتاثر المهزوم الذى تم غزو بلاده واستبيحت ارضه وقيمه وعاداته واعرافه وثقافته فاهتزت ثقته بها وازادات ثقة المحتل حتى برذائله . ان الصراع هو صراع هوية بامتياز لانه صراع ببساطه صراع مع احتلال وافد ، ولكن صراع الهوية بالنسبة الينا له خصوصيته من حيث ان النظام الذى حكم سابقا لم يحترم هذه الهوية وصور للعالم اننا مجرد شطر ، ولذلك فصراع الهوينة هنا يعنى التاكيد اننا لسنا شطر وتصحيح اخطاء الجبهة القومية فى هذه النقطة بالذات التى لا يزال يصر البعض على فرضها عوضا عن الاعتراف بالخطأ والاعتذار .
__________________
نبحث عن دعم مالي لاعلان الكفاح المسلح
عبدالله اسماعيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-08-03, 12:18 AM   #15
الحدعشري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-08-06
المشاركات: 1,085
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الخليفي مشاهدة المشاركة
الرئيس علي ناصر يكتب : قصتي مع الحوار والعبور إلى الفيديرالية وصرخة لاستنهاض اليمنيين
الأربعاء, 01 أغسطس 2012



علي ناصر محمد *

عندما قامت الدولة في جنوب اليمن شكّلت (الوحدة) أحد همومها على المستويين الرسمي والشعبي. كنت مدركاً بأنها لن تتم بالقوة بل بالحوار، وعلى رغم وجود فريق كان يرجح الخيار العسكري الذي جربناه في 1972 و1979 وحروب المنطقة الوسطى في شمال اليمن، إلا أننا بقينا متمسكين بالخيار السلمي والاحتكام للغة الحوار بدلاً عن لغة السلاح بين الشمال والجنوب، ولم يكن اختلافنا الذي تطور إلى خلاف ثم نزاع وصراع بلغ ذروته في كانون الثاني (يناير) 1986 على السلطة كما يزعم بعض الذين لم يدركوا كنه مشكلتنا في الجنوب، بل كان على خيارات متباينة إزاء، قضايا سياسية داخلية وخارجية، ومنها الوحدة التي ينشأ الصراع اليوم حولها بعد إعلانها بعقدين من الزمن إضافة إلى عوامل إقليمية ودولية. ولكن، على نحو مغاير للصراع حولها فيما سبق فلقد تحول الهاربون إلى الوحدة هاربين منها، وهذا الانتقال من النقيض إلى النقيض لا يفسره إلا لجوء الموقعَين على إعلان الوحدة في عام 1990 إلى اعتبارها غنيمة أرادا تقاسمها على رغم المباركة الشعبية حينها من دون إجراء استفتاء عليها، فانفض هذا التقاسم الذي لم يستند على الحوار والتمرحل والقراءة الاستراتيجية لمستقبل الوحدة بل لجأ إلى الحرب التي ندفع اليوم جميعاً ثمنها... من كان سبباً بها ومن لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل. (وكان البعض اعتبر أن أحداث 1986 هي التي عجلت بقيام الوحدة اليمنية كما عجلت حرب 1994 بترسيم الحدود بين السعودية واليمن).
تحولات الوحدة
عندما تتحول الوحدة من هدف نبيل إلى صفقة خاسرة تحضر الشروط غير الواعية، وهذه الشروط ما ظهر منها وما بطن كنت أحد من دفعوا ثمنها باتفاقهما (علي صالح وعلي البيض) على خروجي من الوطن إلى سورية، وقبلت ذلك من أجل التعجيل في تحقيقها على رغم أنني كنت أول من وقع على اتفاقيتها الأولى في القاهرة عام 1972، وإنجاز دستور دولة الوحدة، وقيام المجلس اليمني الأعلى، وإيقاف حروب المنطقة الوسطى، وغير ذلك على طريق الوحدة السلمية.
تحققت وحدة عام 1990 على طريقة الهروب إلى الأمام من كلا الطرفين. واليوم تحضر شواهد الهروب إلى الخلف، وليس الخلف الذي وراء ظهر وحدة 1990 بل إلى الخلف البعيد الذي خرج لتوه من أدغال التاريخ ليحدثنا عن الهوية والهوية المضادة، في عملية تغرد خارج سرب المعطيات الراهنة والقوانين المعاصرة والأحكام المتعارف عليها.
لم تثنني أحداث كانون الثاني 1986 وما حصل من اقتتال نتحمل جميعاً مسؤولية تاريخية عنه، عن التحرك في فضاء الحوار الذي رفضته القيادة الجنوبية التي أعقبتنا وعاقبتنا آنذاك، وطرحنا مشروع المصالحة الوطنية في حينه بديلاً عن الاقتتال أو مواصلة الصراع السياسي والإعلامي، ولكن التركيز لدى بعضهم كان على اقتسام السلطة والثروة ولا يزال هذا دأب البعض حتى اليوم من دون الاكتراث بالمصلحة العليا للوطن. وقد عارضت بعض العناصر المتطرفة من الطرفين في صنعاء وعدن مشروع المصالحة الوطنية والحوار الوطني، ففي الجنوب كان البعض مما يسمى «بالطغمة» يشعر بنشوة النصر والحصول على السلطة والثروة ولا يريد أن يشاركه الطرف الآخر الذي خسر الحرب عام 1986، كما أن بعض القيادات المحسوبة على ما يسمى «بالزمرة» ترفض الحوار والحل السياسي والمطالبة بالحسم العسكري. وعمليا كانوا لا يريدون ذلك بعد أن حصلوا على امتيازات أكثر مما كانوا يحصلون عليه في الجنوب، وكان البعض الآخر في المعسكرات يتحدث بصدق عن «جحيم عدن ولا جنة صنعاء»، وينطبق ذلك على عدد من القيادات التي نزحت من الشمال، إلى عدن وكانت تحظى بامتيازات أكثر مما كانت تحصل عليه في الشمال والأهم من ذلك هو المشاركة في صنع القرار السياسي وليس كما حصل للجنوبيين بعد حرب عام 1994 بمشاركتهم في السلطة وليس في صنع القرار.
حاولت استشراف الموقف الأسلم للوحدة قبل حرب 1994، وتحديداً أثناء الأزمة السياسية التي نشبت بعد توقيع وثيقة العهد والاتفاق في عمان أي قبل الاقتتال والانفصال، وتحدثت عن الفيديرالية من إقليمين، ولقد دار حوار في هذا الصدد بيني وبين كل من الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات رحمه الله وأفسح مثواه ، وحوار آخر بيني وبين وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، ومع علي سالم البيض نائب الرئيس علي عبدالله صالح عندما التقيته في أبو ظبي في نيسان (أبريل) 1994 وقد رفض حينها الفكرة وقال نحن مع وحدة اندماجية وعاصمتها جبلة أو تعز. وطرحت نفس الفكرة مع علي عبدالله صالح في الدوحة بعد يوم من لقائي البيض وقد رفض (العليّان) هذه الفكرة، وقلت لهما أنكما تحضران للاقتتال والانفصال وكانت طبول الحرب تدق على أبواب المسؤولين في عدن وصنعاء ومئات الملايين بل البلايين من الدولارات تتدفق على الطرفين لإشعال فتيل الحرب التي دفع الشعب ثمنها، وكانت فترة استقطاب حاد فقد عرض كل طرف عليّ أعلى المناصب ورفضتها، وكنت أثير الموضوع مع أكثر من طرف ذي صلة بالشأن اليمني والأزمة التي استدعت الكثير من التدخلات الخارجية في حينه، بحثاً عن حل للمشكلة اليمنية وليس بحثاً عن مكاسب شخصية فقد جربت السلطة من محافظ إلى رئيس جمهورية.
الحوار علاجاً
بعد حرب 1994، استقر رأيي مبكراً على ضرورة معالجة آثار الحرب عبر الحوار وقلت حينها: «أن الأمور حسمت عسكرياً ولم تحسم سياسياً»، ومن أحد أسباب انتصار النظام عسكرياً تخلي طرف عن سلاح الوحدة لمصلحة الطرف الآخر الذي لا يؤمن بالوحدة بقدر ما تهمه الثروة في الجنوب وهو السلاح الذي هُزِمَ به نظام صنعاء في حروب 1972 و1979, وسماه سالم صالح بعد ذلك «السلاح النووي» وأنا لا اتفق معه اليوم، خصوصاً بعد أن فقد هذا السلاح بريقه وتأثيره على المستوى الشعبي بعد معاناة الشعب في الجنوب من آثار السياسات والممارسات الخاطئة للقائمين عليها.
دعوتي للحوار بعد حرب 1994 رفضها الطرف المنتشي بالانتصار في الحرب، بينما ذهب بعضهم إلى الدعوة إلى «إصلاح مسار الوحدة» وغيرها من المبادرات. وبسبب السياسات الحكومية الخاطئة انضموا جميعاً إلى فريق المطالبين «بفك الارتباط»، سلموا الدولة لقاهرها فتمزقت كل ممزق، ويطالبون باستعادتها على غير هدى، وقد فُقِدت الدولة في معناها ومبناها في الجنوب، وهي كذلك مفقودة في الشمال بشهادة المنظمات الدولية المحايدة.
في الوقت الذي قرر الطرف الذي خسر الحرب مغادرة الحياة السياسية لسنوات طويلة وقرر فيه المنتصر العسكري إعلان الاحتلال للجنوب بدعم كل مظاهره من ضم وإلحاق وعقاب جماعي وفصل ونهب للثروات العامة والخاصة، لم يكن بوسعي إلا أن أتمسك بالعمل السياسي، فقلت حينها أن المنتصر في الحرب مهزوم، وطالبت بالحوار مع الطرف الذي خسر الحرب «وأنه لا بد من معالجة آثارها ... فإنه سيأتي يوم ستعبر عن نفسها بطريقة قد تكون دموية»... لأن القضية الجنوبية قضية سياسية بامتياز، ومن الضروري إيجاد حل عادل يرتضيه الشعب في الجنوب، فلقد خسر الجنوبيون دولة لإمكان فيها للثأر والطائفية والفساد وخسروا معها كل مكتسباتهم من تعليم وتطبيب مجاني وأمن واستقرار وسياسة دعم اقتصادية ساهمت إلى حد كبير في تقليل الفوارق الاجتماعية، ولا يعني ذلك أنه لم توجد مشكلات وسلبيات في مسيرة هذه التجربة.
من أهم الإجراءات التي يجب أن تتخذ إعادة الأراضي التي تملكها الدولة والأراضي الزراعية ومؤسسات القطاع العام وممتلكاته المادية والعينية التي جرت خصخصتها (مصمصتها) لمصلحة كبار المسؤولين والمتنفذين في الدولة، وكذلك قطاعات (بلوكات) النفط التي منحت لبعض الشخصيات بهدف كسب ولائهم سياسياً وعسكرياً وعشائرياً. وسحب كل مظاهر الوجود العسكري والأمني من المدن إلا ما تقتضيه المصلحة العامة، وإعادة المفصولين إلى أعمالهم من مدنيين وعسكريين وتعويض المتضررين، ووقف الاعتقالات، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وعودة القيادات والشخصيات الجنوبية من الخارج قبل 1994 وما بعدها حيث أن عودتهم وترتيب أوضاعهم في الداخل والخارج، سوف يساهمان في إحداث نوع من الانفراج، فالوطن يتسع للجميع.
في هذا السياق وإيماناً بمبدأ الحوار دعونا إلى «التصالح والتسامح» وكان ذلك النواة الأولى والأرضية التي اعتلى عليها بنيان الحراك الجنوبي السلمي الشعبي في عام 2007 كأول ثورة سلمية تدق ناقوسها في اليمن والمنطقة العربية منذ عقود.
من المعروف أن الحراك الجنوبي استهل نشاطه بمطالب حقوقية مشروعة لم تجد من ينصت إليها، ولقد وجهت أكثر من عشرين رسالة إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح خلال تلك الفترة وما قبلها وما بعدها، أحثه على الاستجابة لمطالب الحراك والشعب في الجنوب ولكنه ادعى أنه لا توجد مشاكل في الجنوب إلا في «مخيلتي»، إلى أن بلغت القلوب الحناجر وارتفع سقف المطالب لدى قطاع واسع إلى المطالبة بفك الارتباط، وكان أول من أطلق كلمة فك الارتباط هو المهندس حيدر أبو بكر العطاس بعد أن رأى تعنت النظام وعدم استجابته لأي تسوية لتصحيح مسار الوحدة كما أكد لي ذلك.
في ما بعد تكثف الحوار مع اللقاء المشترك، فتبلورت فكرة التغيير التي نادينا بها وطرحت «الفيديرالية بإقليمين» كحل وسط بدلاً عن الصراع والاقتتال. كل هذا أيضاً لم يثنني عن التمسك بمبدأ الحوار، واكبت الحراك السياسي في الشمال وفي إطار الأحزاب السياسية والتي انضوت في تكتل اللقاء المشترك... بقدر مواكبتي سيرورة الحراك الجنوبي السلمي الشعبي.
وجرت لقاءات عدة بيني وبين الشيخ حميد الأحمر في كل من دولة الأمارات ولبنان وسورية ومصر باعتباره عنصراً أساسياً في حزب الإصلاح، وكان قد تقدم إلي بمقترح في لقائي معه في بيروت في بداية 2006, بترشحي للانتخابات الرئاسية أمام علي عبد الله صالح واعتذرت عن ذلك واقترحت عليه ثلاثة أسماء هم الدكتور ياسين نعمان والدكتور فرج بن غانم والمهندس فيصل بن شملان ووقع الاختيار على الأخير رحمه الله... وكان منافساً صلباً أسهم في التعجيل بثورة التغيير، واستمر الحوار بيننا إلى أن تمخض عن اقتناعه بإجراء الحوار مع كل من المهندس حيدر أبو بكر العطاس والأخ علي سالم البيض والسيد يحيى بدر الدين الحوثي وبعض الشباب في الجنوب لكسر الحاجز النفسي الذي خلفته حرب عام 1994 وحروب صعدة.
وتطور الحوار بعد ذلك إلى اللقاء مع أحزاب اللقاء المشترك حتى وهو يخوض حوارات عقيمة مع الحزب الحاكم، وشارك في لقائنا مع المشترك الأخ محمد علي أحمد والأخ حيدر العطاس الذي تقدم بوثيقة تتضمن وجهة نظره من القضية الجنوبية والفيديرالية وحينها اقتنع الشيخ حميد الأحمر بالفيديرالية وتقرير المصير إذا كان ذلك هو خيار الشعب في الجنوب ولكنه تراجع عن موقفه التزاماً بموقف حزبه، ولا أحد يستطيع أن ينكر أننا كنا نتفق ونختلف معهم، وكانوا يتفقون مع علي عبد الله صالح، وقد توجوا اتفاقاتهم بالتوقيع والتمديد في دار الرئاسة في 17 تموز (يوليو) 2010، وذلك بعد توقيعنا معهم على بيان في 13 حزيران (يونيو) 2010 نص على «التغيير والفيدرالية» وحضره رئيس لجنة الحوار الوطني محمد سالم باسندوه وقيادات أحزاب اللقاء المشترك وحميد الأحمر وعلي عبد ربه القاضي وصخر الوجيه ومحمد علي أحمد ولطفي شطارة وشعفل عمر ومطهر مسعد ومحمد علي القيرحي وعبد الله الهيثمي وغيرهم.
كل هذا لم يوصلنا إلى الانكفاء، بل كان القرار مواصلة السير بحثاً عن أفق الحل للأزمة اليمنية التي تزداد تعقيداً وتركيباً، وكان لنا موقف من جميع القضايا التي زادت الطين بلة بما في ذلك حروب صعدة العبثية وما ألحقته من دمار، فما كان يدور هناك من أحداث هو في الشمال اليمني وليس في بلاد واق الواق، ولقد حرصت على الحوار معهم والتقيت مجاميع منهم وكانوا أكثر صدقاً في مواقفهم واحتراماً لكلمتهم، وكنت أحض الأطراف الأخرى على ضرورة إشراكهم في أية عملية سياسية تستهدف التغيير المنشود.
فلا شك في أن الحراك الجنوبي السلمي الشعبي قد هز هيبة السلطة وكسر شوكتها... وكذلك الحال بالنسبة لحركة الحوثيين في صعدة، فقد كان لهما أثر بالغ في تعزيز خطى التغيير وتبين ذلك في أجلى صوره في ثورة التغيير السلمية، وعليه فإن الحراك في الجنوب والحركة الحوثية في صعدة تجاوزا الأحزاب التي اتخذت مواقف سلبية إزاء ما كان يجري ضدهم من أحداث في الشمال والجنوب. وقد شاركت أحزاب اللقاء المشترك وبعض الشخصيات والتكتلات في دعم ثورة التغيير السلمية التي انطلقت في شباط (فبراير) 2011 لإسقاط النظام ولكنها للأسف لم تحقق كامل أهدافها.
لم يترك الرئيس علي عبد الله صالح لنا ولشعبنا وسيلة، ولم تصدر عنه أية رسالة إيجابية، وأدركت كما أدرك شعبنا أنه لا يمكن أن يحدث انفراج في هذا البلد مع وجوده على رأس السلطة، فرفعت شعار (التغيير أو التشطير) آملاً بأن تتحرك الساحة في الشمال وتتبنى شعار التغيير قولاً وعملاً وهذا ما حدث، فتحرك الشباب والتحقت بهم بقية فئات الشعب والقوى السياسية في المحافظات رجالاً وأطفالاً ونساءً وانطلقت ثورة التغيير السلمية في شباط 2011، والتحموا بالحراك الجنوبي والحركة الحوثية، وأدى ذلك إلى توحيد شعارات معظم الساحات الثورية حينما قدم الشباب أرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية على مذبح الحرية والتغيير في عدن وتعز وصنعاء وحضرموت ومعظم المحافظات وهم يطالبون بإسقاط النظام.
اعتبرنا شعار التصالح والتسامح الذي لولا الحوار لما كان له أن يتحقق، سبيلنا إلى التحرك نحو حوار جنوبي – جنوبي، فحاورنا الجميع من دون استثناء ومنهم السيد علي سالم البيض الذي ألتقيته ثلاث مرات، والسيد عبد الرحمن الجفري والأستاذ عبدالله الأصنج والدكتور محمد حيدره مسدوس والشيخ أحمد الصريمه والشيخ محمد علي الشدادي والسيد مصطفى العيدروس (منصب عدن) وبعض المشايخ والسلاطين، وفي مقدمهم سلطان المهرة والسلطان الفضلي والشريف حيدر الهبيلي والشيخ عبدالعزيز المفلحي وكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية فاق عددهم المئات قبل اجتماع القاهرة وبعده، وكنا نأمل أن تكلل هذه اللقاءات والحوارات بالخروج برؤية ومرجعية موحدة للقضية الجنوبية، وعرضنا عليهم أن يشاركوا في المؤتمر وأن يرأسوه وأن تنبثق منهم رئاسة بقيادتهم، وبالذات علي البيض وعبد الرحمن الجفري، وقد كانا على رأس القيادة بعد إعلان فك الارتباط في أيار (مايو) 1994، وأعلمتهم بعدم رغبتي في تولي أية مسؤولية، وهذا ما أكدته في كلمتي التي ألقيتها في المؤتمر الجنوبي الأول الذي عقد في 22-23 تشرين (نوفمبر) 2011 في القاهرة. ووصلنا إلى مرحلة جعلتني في منصة واحدة مع من اختلفت معهم في عام 1986 تجسيداً لمبدأ التصالح والتسامح، نتشارك الهم الجنوبي ونقتسم هم البحث عن المعالجات الممكنة، فكان مشروع الفيديرالية الخيار الواقعي بعد أن تبلور بوضوح في المؤتمر الجنوبي الأول، ولم نعتبره في يوم من الأيام وثيقة ملزمة لأحد لأننا حرصنا على ربطه ببرنامج زمني وباستفتاء شعب الجنوب، فهو وحده من يحق له تقرير مصيره بالوحدة أو الفيديرالية أو فك الارتباط، وللأسف فقد تراجع البعض ممن شارك في المؤتمر عن هذا المشروع وبدأ يطالب باستعادة الدولة، في سباق مع من يتبنى فكرة عودتها -بعد أن أضاعوها بأرضها وثرواتها ومؤسساتها وعلمها وشعبها العظيم- بسبب الموقف السلبي من بعض أطراف النظام الذي لم تصدر عنه أية رسائل إيجابية منذ انعقاد المؤتمر.
وإذا كان البعض يتبنى استعادة الدولة فلماذا لا يتوحدون بدلاً من استمرار الخلافات والمهاترات والمزايدات على بعضهم البعض، ونحن نرى الأثر السلبي على المواطنين، فيما يعيش موجهو الخلافات بعيداً عن معاناة الشعب الذي يدفع يومياً دمه وماله وعرقه وأمنه واستقراره ولا يقدمون له غير الكلام في الهواء.
المفارقات التي تحدث اليوم تجعلنا نتذكر من كان يتغنى بتحقيق الوحدة اليمنية والوحدة العربية ويطالب بشعار (من عدن للبحرين شعب واحد لا شعبين) وكان البعض منهم يردد (يا شباب العالم ثوروا يا عمال يا فلاحين شيدوا الاشتراكية دمروا الإمبريالية)، والآن البعض يتنكر لهويته الوطنية ويدعو لمفاهيم جديدة مفارقة للواقع وطبيعة الأمور وعلى سبيل المثال: فإن الشعوب الأخرى لم ولن تتنكر لتاريخها مثل شمال السودان وجنوبه، وشمال العراق وجنوبه، وشمال كوريا وجنوبها، وألمانيا الشرقية والغربية. وبسبب الأخطاء التي أرتكبها النظام بعد الوحدة فقد اهتزت ثقة الشعب به وبقادته الذين أساؤوا. وما لم تقدم حلول عاجلة وعادلة وسريعة للأزمة التي يمر بها الجنوب فإن الأمور ستزداد تعقيداً وخطورةً، ومع الأسف أننا لم نلمس أي بوادر للانفراج منذ انتخاب رئيس الدولة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، لكننا أكدنا أنه لا حل لمشاكل اليمن إلا بحل يرضي شعب الجنوب ولا نجاح لحوار وطني من دون معالجة آثار ومخلفات حرب 1994 وما قبلها وما بعدها.
يتعين علينا أن نتعلم ثقافة الاختلاف في الرأي فهذه وجهة نظرنا وعلى الآخر تقديم وجهة نظره من دون الحاجة إلى الانصياع لمقررات التطرف والانجرار إلى تخوين الآخر، ومع الأسف فإن البعض بارك لقاءنا مع وفد الاتحاد الأوروبي والسفير البريطاني بينما هاجم لقاءنا مع الدكتور عبدالكريم الأرياني رئيس لجنة الاتصال والتواصل.
وكما أشرت آنفا فقد بذلنا جهوداً لا يستهان بها بدأت مع أزمة حرب 1994 وفيها حاولنا تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية والاجتماعية على مستوى الجنوب والشمال، وتواصلنا مع الدول الشقيقة والصديقة التي يهمها مصلحة اليمن وأمنه واستقراره، لأن استقرار اليمن هو استقرار المنطقة وضمان سلامة مصالحها والمصالح الدولية.
تحذير من الصوملة
إننا اليوم أمام وطن يعيش في ظل أعلى منسوب للتمزق والانقسام شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً لم يعرفه في تاريخه، وامتدت الخلافات إلى الأحزاب والحراك وعلى مستوى القرى والمدن وفي داخل البيوت وضمن الأسرة الواحدة مما ينذر بكارثة مدمرة لنسيج المجتمع، بينما تسلك الدول المتحضرة طريق التعاون والاتحاد كالإمارات العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الآسيوي (آسيان) ومجموعة دول أميركا اللاتينية وغيرها من التكتلات السياسية الاقتصادية في العالم. وأكدت أكثر من مرة ومنذ سنوات أن قوة الحراك في وحدته ومقتله في خلافاته، ونتيجة لكل تلك الخلافات والسياسات الخاطئة فقد تعاظمت أزمة الثقة بين مختلف الأطراف وباتت مستعصية واهتزت الوحدة الوطنية في النفوس، وهذا يعني لمن يدرك تشخيص الأزمة ومعالجتها أننا أحوج ما نكون إلى الحوار وإلا فإن مصيرنا هو الصوملة بل أسوأ منها. ومن يتأمل أكثر في المعطى الواقعي الراهن والاهتمام الدولي الملحوظ باليمن ويستطيع فهم لغة المصالح، سيدرك بأننا إن لم نتحاور فسوف نسلم لهم مصالحهم ليحمونها بعيداً عن مصالحنا التي تتقاطع اليوم مع مصالحهم، على نحو لم يحصل مثله من قبل، وهذه لحظة الممكن والاستفادة منه، أو حشر أنفسنا في زاوية التباكي على الدولة المسلوبة والوقوف على أطلالها كحال شعراء الجاهلية، كما لا نريد لأحد أن يبكي كما جرى في الأندلس بعد سقوط غرناطة.
وفي هذا الصدد يسرني أن أشيد بدور الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والجهات التي تحاول رعاية أي حوار ينقذ اليمن ويحل مشكلاته، ونتمنى لجهود الأصدقاء سفراء الاتحاد الأوروبي والسفير البريطاني وروسيا التي باركناها وباركها أيضاً من يختلفون معنا حول الحوار، أن تتلمس طريقها الصحيح لما فيه مصلحة البلاد وبما لا يضر بمصالح المجتمع الإقليمي والدولي، وأن نبحث عوضاً عن المهاترات عن إيجاد ضمانات جدية يرضى بها شعبنا لا أن نضع العربة قبل الحصان.
اليوم وأنا أسرد بعضاً من جوانب ومشاهد قصتي مع الحوار والطريق إلى الفيديرالية لم يخطر ببالي قط مقام التبرير أو التفسير، فالواضح لا يمكن توضيحه أو كما قال ذلك الصوفي عن الله تعالى أنه «من فرط وضوحه لا يُرى» ، ولكنني أعلن صرخة لاستنهاض الهمم والصحوة من السبات العميق، ويجب ألا ننسى أن الوطن هو ملاذنا الأخير وعلينا جميعاً إنقاذه لأننا سنعيش فيه ويعيش أبناؤنا وأحفادنا، وعملية الإنقاذ هذه تأتي من استقراء الواقع بإيجابية والتفاعل مع المتغيرات.
ويدرك المراقب الحصيف لتطورات الأوضاع في اليمن بأن عجلة التغيير تحركت ولا يمكن نكران ذلك، وأنها بحاجة لدفعة أقوى ليرتقي الأمر إلى مستوى طموحات الشباب وكافة فئات الشعب، ولا شك أن الرقابة الدولية المصاحبة لما يعتمل من تغيير نسبي سيكون لها الأثر في أن لا تتوقف العجلة وحدوث هذا لا يزال ممكناً باستمرار صمود الساحات الثورية من جانب، وبقيام رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق بدور فعال في معالجة الشأن السياسي والتهيئة الفعلية للحوار من جانب آخر وفقاً للرؤى المطروحة من الأطراف المعنية، ومن بينها ورقة القيادة الجنوبية الموقتة وغيرها من الرؤى والأوراق التي قدمها الآخرون، ومعالجة الشؤون الاقتصادية وإعادة الحقوق لأصحابها، وأن يلمس المواطنون تغييراً في هذا الاتجاه من شأنه أن يساعد على نجاح الحوار، إضافة إلى وقف كل أشكال العنف المتنقل شمالاً وجنوباً، لا سيما ما حدث من جرائم في مدينة المنصورة بعدن وحضرموت، وإمضاء حكم العدالة في حق مرتكبي هذه الجرائم وسواها.
وفي هذا الإطار وجهت رسائل عدة للقيادة الجديدة أحث فيها على سرعة الاهتمام بالقضايا الأساسية، وفي مقدمها القضية الجنوبية وقضية صعدة وغيرها من القضايا التي طالب بها الشباب بوصفهم الأداة الأساسية والمتقدمة في ما حصل من تغيير، وهم من أوصل حكومة الوفاق الوطني ورئيسها ورئيس الدولة لهذه المناصب. وما نترقبه أن تحدث معالجات حقيقية لمختلف المشكلات التي عرضناها في الورقة المقدمة من ممثلي مؤتمر القاهرة الأول إلى لجنة الاتصال والتواصل.
بلاء التطرف
كما أكدت على مكافحة الإرهاب أو من يسمون بأنصار الشريعة في محافظة أبين وشبوة وبقية المحافظات الأخرى، التي حققت القيادة فيها نصراً عسكرياً وإنجازاً مشهوداً به ستكون له انعكاساته على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. ونطالب اليوم بالعمل على توفير فرص عمل لهؤلاء الشباب المغرر بهم وتوعيتهم من أجل الانخراط في المجتمع، لأن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي. وعلى ذكر الإرهاب فإنه غني عن القول بأنه محصلة التطرف والفقر والجهل والسياسات الخاطئة، وإذا ما عولجت هذه القضايا فإننا سنصل إلى مرحلة تجفيف منابعه.
لكننا في اليمن قد ابتلينا بالتطرف السياسي وهو شكل من أشكال الإرهاب الفكري، وعانينا في الجنوب منذ 1967 من موجة التطرف، وإلى اليوم وما حصل ويحصل لنا هو من آثاره المدمرة، وما حدث لقيادات الجنوب ليس بعيداً عن التطرف، فقد وضع أول رئيس جنوبي (قحطان الشعبي) تحت الإقامة الجبرية (حكم من 30 تشرين الثاني 1967 إلى 22 حزيران 1969)، وأعدم ثاني رئيس (سالم ربيع علي) (حكم من 22 حزيران 1969 إلى حزيران 1978)، وكان المصير المجهول لثالث رئيس (عبد الفتاح إسماعيل) (حكم من كانون الأول (ديسمبر) 1978 إلى 20 نيسان 1980)، والرابع علي ناصر محمد (إلى صنعاء فدمشق) (حكم الفترة الأولى من حزيران 1978 إلى كانون الأول 1978، والفترة الثانية من 20 نيسان 1980 إلى كانون الثاني 1986)، والخامس والأخير في حكم الجنوب حيدر أبو بكر العطاس (إلى جدة) (حكم من نهاية كانون الثاني 1986 إلى أيار 1990 يوم إعلان الوحدة)...
وإذا كان التطرف السياسي أقل حضوراً في الشمال إلا أن التآمر حل محله، فذهب أول رئيس شمالي إلى عاصمة العباسيين (المشير عبدالله السلال) (حكم من 1962 إلى 1967) وتبعه الثاني إلى عاصمة الأمويين (القاضي عبد الرحمن الإرياني) (حكم من تشرين الثاني 1967 إلى حزيران 1974)، واغتيل الثالث (الرئيس إبراهيم الحمدي) (حكم من حزيران 1974 إلى تشرين الثاني 1977) وتبعه الرابع (أحمد حسين الغشمي) (حكم من تشرين الثاني 1977 إلى حزيران 1978)، وخامسهم علي عبدالله صالح (حكم من 17 تموز 1978 إلى 23 تشرين الثاني 2011)، ولا تزال نظريات التطرف والتآمر تتخلق من جديد تخفى نزعات التسلط والاستملاك المُهلكتين، من دون أن نستفيد من كل مآسي تاريخنا، ونأمل أن يستفيد الرئيس الجديد من هذه الدروس والعبر التي مرت بها القيادات شمالاً وجنوباً. ومن المفارقات أن التغييرات على مستوى القيادات العليات التي أشرنا إليها آنفاً قد تم معظمها في شهر حزيران.
التخوين المتبادل
إننا وفق المشهد الراهن أمام تحديات خطيرة ومفصل تاريخي غاية في التعقيد، وهنا أنوه إلى الجميع، لا سيما القيادات التي أجرينا معها حوارات وتفاهمات، بضرورة الارتقاء إلى مستوى المسؤولية للخروج من هذا المأزق والوصول إلى رؤية ومرجعية قيادية للقضية الجنوبية، وإلا فإن البديل على مستوى القيادة هو أن الشعب وقواه الحية ستتجاوز الجميع، وهي قادرة على اختيار قيادتها للحفاظ على ما تبقى والبناء عليه بعيداً عن تباكي بعضنا وتغابي البعض الآخر، تماماً كما حدث مع الحراك الجنوبي حين تجاوز الجميع، لأنه من دون ذلك فإن الجنوب سيتمزق والشمال سيتمزق والمؤشرات إلى إمكانية حدوث ذلك لا تخطئها عين. وهناك مؤشرات بعودة الجنوب إلى ما قبل الاستقلال عام 1967. وقد بدأت ترتفع بعض الأصوات والأعلام المطالبة باستعادة السلطنات والمشيخات باعتبار جذورها التاريخية وحكمها العائدة لمئات السنين، وأنا أعتبر أن هذا التطرف الذي يرفض الحوار والحلول سيقود إلى ضياع الوطن وتمزقه. وهناك قوى إقليمية ودولية لها مصالح في تغذية هذا التشرذم.
إن ممارسات التخوين والتحريض التي يتبناها البعض في القنوات الفضائية والصحف والمواقع الإلكترونية سهلة، ولكن نتائجها كارثية وتبث الكراهية بين الناس بدلاً عن التقريب بين وجهات النظر واحترام الرأي والرأي الآخر، وإذا كانت الخلافات والمهاترات والمزايدات بينهم مستمرة وهم خارج الوطن حول استعادة الدولة فكيف ستتسع لهم السلطة أو الدولة التي يطالبون بها.
بوصفي مواطناً أولاً وسياسياً ثانياً ورئيس جمهورية في وقت سابق، ووفقاً لمعرفتي وتجربتي، أستطيع القول إن سياسة العبث والتطرف لا تزال تهيمن على فريق واسع ممن لهم صلة بتعقيدات الملف اليمني شمالاً وجنوباً. لكنني في الوقت ذاته لا أقبل لنفسي الخوض في هذا العبث لمجاراته حتى لو بلغ الغالبية العظمى، فقراءة الواقع بأولوياته ومقتضياته تتباين، ولأجل ذلك لم ولن أبتعد عن مبدأ الحوار الذي لا يرتبط بزمن ولا بمكان معين فهو قاعدة تمضي في كل الظروف.

http://al-teef.info/index.php?option=com_content&view=article&id=7164% 3a2012-08-01-00-56-52&catid=2%3a2011-08-14-15-17-06&itemid=3
الموضوع كله من اوله حقد في حقد ... وبعدين كل الموضوع انا في انا انا فعلت انا سويت ونا قلت وانا وانا .. وفي الاخير حقده على البيض لم ينتهي والذي يضحك عليه يوميا حميد وجماعته كلهم اصدقائه .... وفي الاخير قال ايش يحذرنا من الصومله ... مثله كمثل اصحاب الشمال يقولو يا وحده يا تفتيت الجنوب .. يا عيني على هذا المنطق ... بالعربي علي ناصر وصل الى هدفه وهو ان يكون عبدربه الرئيس ... وسلامتكم
__________________
[IMG]http://aden.fm/mws/uploads/122011-101930AM-1.jpg[/IMG]
الحدعشري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-08-03, 01:30 AM   #16
الوليدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-02
الدولة: الجنوب العربي - ابين
المشاركات: 4,524
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحدعشري مشاهدة المشاركة
الموضوع كله من اوله حقد في حقد ... وبعدين كل الموضوع انا في انا انا فعلت انا سويت ونا قلت وانا وانا .. وفي الاخير حقده على البيض لم ينتهي والذي يضحك عليه يوميا حميد وجماعته كلهم اصدقائه .... وفي الاخير قال ايش يحذرنا من الصومله ... مثله كمثل اصحاب الشمال يقولو يا وحده يا تفتيت الجنوب .. يا عيني على هذا المنطق ... بالعربي علي ناصر وصل الى هدفه وهو ان يكون عبدربه الرئيس ... وسلامتكم
لا فارق بين ناصر وفريقه والبيض وفريقه كلهم حاقدين وكذابين
وللاسف يوجد لكل فريق طبالين ومزمرين ^_^
__________________
عذرآ ياوطني فالداء فيك من بعض ابنائك ..
فـ المثقفين فيك شوربه وماء وخل ولله يامحسنين ^_^

خضر محمد الوليدي
الوليدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-08-03, 01:59 AM   #17
احمد الخليفي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-10-20
المشاركات: 11,768
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليدي مشاهدة المشاركة
لا فارق بين ناصر وفريقه والبيض وفريقه كلهم حاقدين وكذابين
وللاسف يوجد لكل فريق طبالين ومزمرين ^_^
صدقت اخي الوليدي فمن يضن ان الخلاص سياتي على ايادي الرفاق فهو واهم .
__________________
احمد الخليفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-08-03, 04:52 AM   #18
فقم
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-27
المشاركات: 330
افتراضي



الرئيس أبو جمال يضع نفسه دائما في موقع الناصح والواعظ ، ولو كان الآخرون قد اتبعوا نصائحه لكانت الدنيا بخير وكان حال الكرة الأرضية وشعوب الأرض احسن حالا مما هي عليه اليوم ، فهو يضع نفسه بعيدا عن كل الصراع ، كان دائما ضحية لسوء تقدير الآخرين لمواقفه النبيلة والعظيمة ، فهو وحدويا لا يؤمن بالتشطير بل بالتغيير ، وهو مع الفيدرالية المشروطة واستفتاء شعب الجنوب فيما بعد ، وهو مع الحوار والتنسيق مع حميد والمشترك ولكنه لا يسعى بالحماس الكافي نحو الحوار الجنوبي -الجنوبي ، فهو مع الجميع ولكنه كالزئبق لا يستقر له حال أو قرار . وربما أن افضل شي يقدمه أبو جمال للجنوب هو أن يتنحى جانبا هو وبقية قادة النكبات والتجارب الفاشلة ، كان من المستحسن لهم أن يظلوا في سباتهم الطويل عندما خلفوا شعب الجنوب ورائهم سنوات طويلة وعصيبة ، وعندما انتفض الشعب خرجوا من جحورهم لكي يقطفوا ثمار نضالا ته وتضحياته ، أمعنوا بانتهازيتهم وأمراضهم المعهودة في تمزيق الحراك وتفريخ المكونات لتكون لهم اليد العليا فيما بعد للتحكم بشعب الجنوب والتفاوض باسمه طمعا بالسلطة المفقودة . أن هؤلاء القادة كل القادة من ذات اليمين وذات الشمال كانوا سببا في مآسينا وآلامنا وعذابنا ونكباتنا ، وهم اليوم كما كانوا بالأمس نذر شؤم وخراب ، ونسأل الله أن يجنب شعبنا من شرور أمراضهم وأقوالهم و أفعالهم واتباعهم واتباع اتباعهم ، وان يلطف بشعب الجنوب الصابر على مكائد الاحباء والاعداء الظاهرين والمتسترين .!
فقم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-08-03, 04:05 PM   #19
مطلوب
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2012-02-18
المشاركات: 301
افتراضي

رساله تستحق التعمق في بحث سطورها وقراءتها الف الف مره ومناقشتها نقاش مستفيض
__________________
تحت الانشاء
مطلوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لاستنهاض, اليمنيين, الحوار, الرئيس, الفيديرالية, يكتب, والعبور, ناصر, وصرخة, قصتي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرئيس الأسبق علي ناصر محمد يدعو اليمنيين لإنجاح خليجي عشرين نيران الثورة قسم الأخبار والمقالات السياسية المنقولة 10 2010-10-22 06:07 PM
الرئيس الأسبق علي ناصر محمد يدعو اليمنيين لإنجاح خليجي عشرين الصاعق المنتدى السياسي 18 2010-10-21 10:14 PM
انظرو ماذا يكتب اليمنيين ويمجدون من !!!! @نسل الهلالي@ المنتدى السياسي 7 2009-08-06 09:00 AM
اختطاف الاستاذ عبدالخالق الحود عصر امس والعثور عليه فجر اليوم مرميا في حال ابوياسمين المنتدى السياسي 5 2009-04-03 01:31 AM
قصتى مع الرئيس ( صدفة خير من الف ميعاد ) يافع اليافعى المنتدى السياسي 106 2008-11-11 07:54 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر