الصلاة بدون وضوء طوال احدى وعشرون عاما من عمر الوحدة..

[مناف الهتاري]

إعلان وحدة 22 مايو 1990م صلاة بدون وضوء









YAATC - كتب/عوض علي حيدرة:



سنة مضت... رغم المعاناة والإذلال والقمع، بفعل سياسات القتل والإعتقالات والمطاردات، وممارسة الإفقار المنظم والتجويع المتعمد والحصار بحق شعب الجنوب.. إلا أن هذه الاعوام ـ من المنظور التاريخي ـ لا تقلقنا، كونها لا تعدو أن تكون مجرد فترة زمنية تاريخية في حياة شعبنا، سيما وثمة تجارب إستعمارية شهدها الوطن العربي والقارة الأفريقية دامت قروناً ثم إنتهت. وأن كان ينبغي أن نشعر أو نحس بالقلق، لأن إحتلال الجمهورية العربية اليمنية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، هو المفارقة التاريخية الراهنة، والتحدي السافر الذي يواجه شعبنا وقياداته الوطنية الميدانية على الأرض.

ولعل شعبنا العربي في الجنوب، بمختلف أطيافه وإنتماءاته ومشاربه، يدرك أننا لسنا إستثناء، وإنما هناك شعوب تعرضت قبلنا للغزو والإحتلال، ولكنها قاومت وإنتصرت، في حين نحن ـ الجنوبيين ـ سواء كنا يمن جنوبي أو جنوب عربي، وقعنا تحت الإحتلال الإنجليزي الذي دام 129 عاماً، ثم قمنا بثورة وإنتصرنا وحصلنا على إستقلالنا في 30 نوفمبر 1967م، ثم ضاع هذا الإستقلال من بين إيدينا، بحيث وقعنا من جديد تحت إحتلال الإحتلال الشمالي في 7 يوليو 1994م وهو أسوأ من الإستعمار البريطاني. هكذا قدمنا الجنوب، وجبة شهية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومشائخه وقواته في 22 مايو 1990م، ورغم محاولتنا مضغ الوحدة لكن تكسرت أسناننا، ورغم محاولتنا أيضاً بلعها لكن وقفت في (زورنا)، ورغم محاولتنا تقيؤها قادتنا الى العناية المركزة، وفي ذات الوقت حاولنا التطبيع لكن تعرضنا للإهانة والإذلال، ومازال السؤال: هل كتب على شعبنا أن يظل رهينة لدى نظام صنعاء بفعل خدعة 22 مايو 1990م؟

2- 21 سنة مضت... شهد الجنوب خلالها أحداث عاصفة وتطورات متلاحقة، أخذت أبعاداً سياسية وإقتصادية وإجتماعية وثقافية، عكست خطورة ما جرى ويجري على أرض الجنوب، خصوصاً ما فعله ويفعله نظام صنعاء في الجنوب ضرب من الجنون، من خلال محاولة شطب تاريخنا وطمس هويتنا، ولا يفعل ذلك سوى أسرائيل بالفلسطينيين، وبالتالي فأن الإستمرار في الممارسات القمعية هو الجنون بعينه، ولا ينتج سوى صب الزيت على النار المشتعلة أصلاً.. فحاضرنا اليوم أسوأ من ماضينا، والطلاق كما يبدو لا يمكن أن يكون إلا دامياً.. كما أن قدره النظام الفائقة على إطلاق الأكاذيب ضد الجنوب الجنوبيين، وبين فكرة الوحدة الغير موجودة على الأرض، إنما يشكل في حد ذاته تناقضاً فاضحاً لا يمكن أن تقع إلا في ظل خلو التاريخ من كل معنى.

3- 21 سنة مضت... سالت دماء عزيزة لأكثر من 700 شهيد وقتيل على أرض الجنوب منذ 7 يوليو 1994م تضمنتها تقارير دورية وموثقة مقدمة الى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا ولبعض وسائل الإعلام العالمية، ومازال النظام اليمني مصر على ممارسة المزيد من أعمال القتل والإعتقال خارج نطاق القانون الدولي، حيث قدم شعبنا الجنوبي تضخيات جسام ولم يزل يقدم. فالوحدة ماتت ـ كقضاء وقدر ـ في 7 يوليو 1994م.. سقطت بالحرب والغت شرعية إعلانها ـ إذا كان لها شرعية ـ وأتفاقيتها ودستورها، تحت سنابك خيول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وبات الجنوب ـ الأرض والإنسان ـ حسب فتوى الشيخ البائس، عبدالوهاب الديلمي، غنيمة حرب.

4- 21 سنة مضت... طبق فيها قانون وحدوي بإمتياز، وينص: بالسماح للشماليين بحمل السلاح في الجنوب، ويمنع الجنوبيين حمل السلاح في وطنهم، وبالذات في المدن الرئيسية كعدن+ حضرموت وعواصم المحافظات الجنوبية، ولمن يرغب في المزيد من المعلومات للإطلاع، فعليه شد الرحال الى الجنوب للوقوف والتأكد على صحة ذلك على الواقع.

5- 21 سنة مضت... تم خلالها إنجازات وحدوية رائعة على الأرض، تمثلت في سلب حقوقنا السياسية والوطنية، ولم نستطع الدفاع عنها، وبالتالي نهب أراضينا في عدن+ حضرموت+ لحج+ أبين+ شبوة+ المهرة، وتوزيعها على القادة العسكريين والأمنيين ومشائخ الشمال، تحت دعوى ترسيخ وتعزيز الوحدة اليمنية، بينما كنا نتفرج قرابة الـ 13 عاماً نضرب أخماس في أسداس حتى 13 يناير 2006م، وهو بمثابة بداية يقظة الجنوبيين من الغيبوبة، وللمزيد من المعلومات لمن يرغب في الإطلاع، يتعين عليه مراجعة الدراسة التي نشرها موقع (المصدر أون لاين) بتاريخ 11 يوليو 2009، حول مشكلة الأراضي في المحافظات الجنوبية وتضمنت هذه الدراسة كشف بأسماء المشايخ وكبار المسئولين والوزراء والقياديين والمتنفذين المستفيدين من الأراضي في عدن، ويحدد المكان والمساحة وسنة صرف قطعة الأرض وعقد التمليك، وأيضاً تضم الدراسة أسماء بعض المباني والمرافق الحكومية التي تم الاستيلاء عليها بعدن.

6- 21 سنة مضت... عشنا وشفنا فن سياسة (فرق تسد) ومحاولة النظام العمل جاهداً لإخضاع شعبنا بالقوة والإرهاب والتمزق، وفي نفس الوقت شراء الذمم من خلال صرف الإمتيازات (السيارات+ الأراضي+ البيوت+ المخصصات) ورغم تلك المحاولات والإغراءات لم يفلح النظام في تحقيق أغراضه، فقد إنقلب السحر على الساحر، لتؤكد الحقائق على الأرض بإن الحراك الجنوبي الشعبي السلمي ـ رغم عدم توحد قياداته ـ يعبر عن قضية شعب وليس قضية قبيلة أو منطقة أو حزب، وبالتالي فأن جغرافيا الحراك الجنوبي تعتبر خارطة على عقل وقلب شعبنا، بإعتبار الحراك من أكبر الملامح النضالية السلمية في تاريخنا المعاصر ومطالبه مقدسة بقداسة غايته، وغايته هي الحرية.. ولا يجوز المناقشة أو الجدل عندما تصير قضايا المصير عرضة للخطر، عندئذ لا بد بالضرورة بمكان من العمل لإعادة النظر في ترتيب الأولويات، وإعادة الحسابات على نحو يؤدي الى إستيعاب الأوضاع والمتغيرات تحت مظلة الإستعداد الصادق للتوحد والعطاء، بعيداً عن أي جدل عقيم أو مزايدة بأسلوب ـ صغارـ لايليق، الذي يمارس من وقت الى آخر في بعض المواقع والمنتديات، من قبل بعض الـ (الصغار)، خصوصاً وأن لقاء القاهرة وما تضمنه البيان والرؤية لم يشير أنه الممثل الوحيد للجنوب، وإنما يمثل طرف أو إتجاه معين، والمحك هو الميدان، والبيان والرؤية بمثابة رسائل للعالم الخارجي أكثر منها الى الداخل، وهذا اللقاء يعد مكسب وطني توحيدي، إنطلاقاً من الحرص على وحدة الصف الجنوبي كسبيل وطني تاريخي للوصول الى حرية شعبنا، والذين لم يحضروا لسبب أو لأخر سوف نلتقي نحن وإياهم في منتصف الطريق.

7- 21 سنة مضت... والذين يطيلوا النظر الى الوراء يعجزوا عن التقدم الى الأمام، وقيمة التاريخ ليست في وثائق نعرفها، وإنما في مدى فهمنا لها، فنحن _ كجيل خان الجنوب ـ لم نستطع أن نحافظ على الجنوب، وعلى جيل الشباب أن يعوض خيانتنا، ونرجوا منهم أن يغفروا لنا، وأن يقوموا بالثورة مثلما قام شباب تونس ومصر ولا يسلموا الراية، فالوطن لا تعيده المظاهرات والشعب لا تحرره الشعارات، ويجب أن نكون على وعي كامل بظروفنا ومشاكلنا غي هذه اللحظة الحرجة من تاريخنا.

عوض علي حيدرة

الولايات المتحدة الأمريكية
http://www.yaatc.net/news.php?action=view&id=6262