مشروع رؤية أبناء محافظة المهرة وسقطرى للمستقبل نحو إقامة إقليم المهرة وسقطرى

[شهثان المر]

مشروع رؤية أبناء محافظة المهرة وسقطرى للمستقبل نحو إقامة إقليم المهرة وسقطرى .

بسم الله الرحمن الرحيم

يعقد اللقاء التشاوري العام لأبناء محافظة المهرة وأرخبيل سقطرى بعد تحضيرات وجهود مكثفة وتواصل بين الداخل والخارج مع الشخصيات والفعاليات المختلفة من أبناء محافظة المهرة وسقطرى تم إقرار انعقاد هذا الملتقى بتاريخ 10/7/2012م في مدينة الغيظة ، ولازالت لجنة المبادرة والتحضير مستمرة في تواصلها مع كافة التكتلات والأحزاب والجمعيات وكافة شرائح المجتمع وتدعو الجميع إلى التفاعل الايجابي والتجاوب مع الدعوة لحضور هذا اللقاء الهام في موعده المحدد .
وفي ما يلي نص مشروع رؤية أبناء محافظة المهرة وسقطرى للمستقبل نحو إقامة إقليم المهرة وسقطرى في إطار الدولة الاتحادية

تمهيد :..


نظراً للتطورات والمستجدات على الساحة اليمنية وما تشهده مختلف المحافظات والمناطق من تشكيلات سياسية واجتماعية وقبلية ومنابر إعلامية وبروز أصوات متعددة يتحدث كل منها عن رؤيته للأمور والمستقبل ويحاول أن يجد له مكاناً في خضم الأحداث الجارية على الساحة .


ناهيك عن الإمتدادات الحزبية المرتبطة بإطرها المركزية وبرامجها السياسية شمالاً وجنوباً بما في ذلك تلك الإمتدادات والتكوينات الموجودة في محافظة المهرة وسقطرى والتي أثبتت الحقائق الملموسة أن تلك الإرتباطات لم تخدم أبناء محافظة المهرة وسقطرى بل صارت قيداً عليهم سواء قبل الوحدة أو بعدها ومع ذلك فهي وقياداتها التي من خارج الأقليم تتحدث وكأنها تمثل الكل مستغلة الفراغ السياسي القائم هنا وهناك وسلبية الغالبية الصامتة ومستفيدة من إمكانيات أحزابها المركزية مادياً وإعلامياً ولم تصحو بعد من سباتها لتصل إلى فهم ونضج حقيقي يجعلها تتخفف من تلك الإرتباطات.


ونحن لا ننكر عليها حقها في العمل والنشاط السياسي والممارسة الديموقراطية والتعددية السياسية غير أننا لا نقبل ولا نريد لمثل هذا العمل والنشاط أن يكون على حساب المصلحة العليا لأبناء إقليم المهرة وسقطرى أو مضراً بهم أو متصادماً مع تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل وحياة كريمة التي ينبغي أن يصنعوها بإرادتهم الحرة وقرارهم الذاتي وبتضامن وتعاطف كل الخيّرين والمنصفين من الأشقاء والأصدقاء وأن لا يظلوا ينتظرون دوماً من يجود عليهم بالفتات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع المقدم عادة من الحكومات المركزية التي تعاقبت عليهم أو أن يبقوا مرتهنين للصراعات والحروب المتوالية قبل الوحدة وبعدها والتي لا ناقة لهم فيها و لا جمل سوى أنها عطلت وجمدّت كل فرص التطور والنمو والازدهار وحالت دون استخراج الثروات الطبيعية التي يزخر بها باطن الأرض وظاهرها في بلادهم ومياه بحرهم، إذ لو كانوا يملكون قرارهم المستقل وإرادتهم الحرة لتمكنوا من استخراجها واستثمارها في بناء إقليمهم إسوة بالدول الشقيقة المجاورة لهم ولما كانوا يعانون من شظف العيش والفقر المدقع وانعدام أبسط الخدمات والمقومات العصرية التي تليق بكرامة وحياة الانسان الذي كرَّمه الله على سائر خلقه ولمَا اضطروا إلى النزوح والهجرة المستمرة إلى خارج وطنهم بسبب البيئة الطاردة ومع هذا فإننا نؤكد تضامنا وتعاضدنا مع كل الأطياف والمكونات السياسية الجنوبية واستعدادنا للعمل بصورة تكاملية معها انطلاقاً من هذه الرؤية وبما يحقق الأهداف والقواسم المشتركة.


ولذلك وحتى لا يظل دور أبناء المهرة وسقطرى مغيّباً أو باهتاً أو مشتتاً أو تابعاَ، وحرصاً على وحدة الصف والكلمة والهدف، فقد تداعت نخبة من شخصيات محافظة المهرة وسقطرى في شكل لجنة مبادرة وتحضير للقاء تشاوري عام وعقدت العديد من الإجتماعات والمشاورات وأجرت إتصالات مكثفة مع شخصيات هامة ومؤثرة في الداخل والخارج للإتفاق على أهمية وضرورة وضع رؤية تحدد موقفهم ورؤيتهم نحو المستقبل يشارك فيها الجميع دون استثناء بما فيه تلك الإمتدادات والتكوينات الآنفة الذكر بغية بلورة مساهمتهم ورأيهم المحدد في الحلول الممكنة والتداعي إلى لقاء جامع يقر مشروع هذه الرؤية بصيغتها النهائية وينبثق منه المسمى والهيئات التي ستكون المرجعية الشرعية المخولة للحديث باسمه والممثلة له في أية حوارات أو مفاوضات أو فعاليات وعلى مختلف المستويات في الداخل والخارج وتعمل على تحقيق تطلعات أبناء الأقليم المستقبلية وفقاً لتلك الرؤية وما يمكن أن يفتحه المستقبل من آفاق جديدة أمامها تساعد على إيجاد المزيد من فرص تطويرها بما يلبي الغايات والأهداف المنشودة التي يسعى إليها الجميع .


وعليه وبعد تقديم عدد من مشاريع وتصورات ومساهمات من قبل أكثر من شخصية فكرية وسياسية وثقافية واجتماعية من أبناء محافظة المهرة وسقطرى والملاحظات التي أبديت عليها خلُصت اللجنة إلى إقرار مشروع الرؤية المُعنوَن في الصفحة الأولى والتمهيد الذي هو جزء لا يتجزأ منه ونصه الآتي :




أولاً : موقع بلاد المهرة وسقطرى:
أ- تقع بلاد المهرة جنوب الجزيرة العربية حيث يحدها شرقاً سلطنة عمان، وشمالاً المملكة العربية السعودية، وغرباً حضرموت، وجنوباً البحر العربي والمحيط الهندي.
ب- يقع أرخبيل سقطرى جنوب البحر العربي ويحده غرباً الساحل الإفريقي وفي المقدمة منه الساحل الصومالي ، وموقعه بين البحر الأحمر والهند، وتسيطر الجزيرة على مداخل التجارة الدولية بين الغرب والشرق.




ثانياً: دور المهرة التاريخي وقيام دولتهم في العصر الحديث :
أ- لم ينته دور المهرة التاريخي بانحسار حضارتهم القديمة بل ظل متواصلاً حيث كان لهم دور عظيم في ازدهار تجارة البخور واللبان والعنبر والصبر، وارتياد البحار بين الهند وإفريقيا بواسطة سفنهم الشراعية، واشتهروا بالأخلاق العربية الحميدة، وإليهم تنسب الإبل المهرية الأصيلة، وكان لهم أسواق مشهورة كسوق الشحر على سبيل المثال لا الحصر، كما شارك المهرة في العديد من الفتوحات الإسلامية ومن أهمها فتح الإسكندرية على يد القائد العربي الإسلامي عمرو بن العاص.


ب- في العصر الحديث كان قيام الدولة المهرية التي شملت البر وأرخبيل سقطرى، حيث بدأ الوجود المهري السياسي في سقطرى حوالي 1488م، وقد تصدى أبناء المهرة وسقطرى للغزو البرتغالي الذي تعرضت له سواحل المهرة والجزيرة في سنة 1507م بقيادة سلاطينهم من آل عفرار حتى أجلوهم عنها في عام 1510م، وبعد ذلك ارتبطت سلطنة المهرة بعلاقات ومعاهدات حماية وصداقة مع بريطانيا وتبادل سلاطين المهرة الزيارات مع ولاة عدن من البريطانيين، وأصبحت سقطرى عاصمة الدولة المهرية مع احتفاظ قشن بوجود ممثلين من السلاطين آل عفرار، وقد أدار سلاطين آل عفرار الدولة بالعرف والمراجع الشرعية والشورى مع بقية مرجعيات المهرة وسقطرى وليس بالجيوش والقبضة الحديدية، واستمرت تلك الدولة لأكثر من 500 عام إلى نهاية الستينيات من القرن الماضي، وكانت خارج اتحاد الجنوب العربي، ولازال علمها وجواز سفر رعاياها محفوظاً لدى أبنائها.


ج- حافظت سلطنة المهرة على العلاقات الأخوية الطيبة مع المحيط المجاور لها وخاصة المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وكذلك سلطنتي الكثيري والقعيطي إلى حين خروج بريطانيا من الجنوب 1967م، حيث دخلت المهرة وسقطرى تحت مسمى المحافظة السادسة في إطار جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في 30 نوفمبر 1967م، وتحت مسمى محافظة المهرة بعد 22 يونيو 1969م ، في إطار جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وكان ذلك بحكم الأمر الواقع ، وليس اختياراً طوعياً مستوعباً تبعات المستقبل.




ثالثاً: الوضع ما بعد 1967م:
أ- من خلال التجربة الماضية وقيام الجمهورية وتقسيمها الإداري إلى ست محافظات وبعد دمج كافة المكونات السياسية السابقة في كيان دولي واحد تجلت فيه قوة السلطة المركزية وأصبحت تتحكم بالوضع الداخلي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وكل مايتعلق بشؤون هذه المكونات، وقد رافقت هذه التجربة الكثير من السلبيات حيث أعطت السلطة المركزية نفسها حق التصرف في كل شيء وسلبت السلطات المحلية دورها الأساسي في إدارة شؤونها بصفة شبه كاملة.


ب- أدخلت البلاد في صراعات سياسية وعسكرية داخلية أدت إلى تجميد التنمية وتعطيل عوامل التطور والبناء وانتهاج سياسات لا تتفق مع واقع المنطقة وموروث شعبها وبالذات بعد خطوة 22 يونيو 1969م.
ج- إن مراكز القوى المتناحرة على السلطة طيلة السنوات التي تلت الاستقلال هي التي كانت تقود هذه الصراعات وتفجرها بين حين وآخر، دون وضع أي حساب للآخرين الذين تعتبرهم لا يشكلون أي ثقل في القرار السياسي ولا يتمتعون بشراكة حقيقية في مفاصل الدولة سواء كان ذلك بسبب وضعهم السكاني أو الجغرافي أو الثقافي أو الاجتماعي المتميز، أو بسبب اتباع سياسة الإقصاء والتهميش وعدم القبول بالرأي الآخر.


د- على الرغم من أن قيام الدولة في الجنوب وتوحيدها للكيانات السياسية السابقة قد خلق شعوراً حينها بصورة عامة تقريباً بأنه يمثل فرصة تاريخية بتكامل الإمكانات البشرية والمادية على مستوى الجنوب، الأمر الذي يوفر إمكانية البناء والتطور والنماء على كل الصعد بدلاً من الكيانات المتشتتة السابقة التي اعتبر وضعها بأنه كان يعيق إمكانية ذلك، إلا أن تلك الصراعات المشار إليها في هذا السياق قد قتلت هذا الشعور ومنعت هذه الفرصة من النجاح.


هـ - وإن كان ليس هنا مجال لسرد كثير من الوقائع المعروفة لدى الجميع، إلا أنه يمكن القول بإنه كان من أبرزها عوامل التشابك السياسية والفكرية والحزبية ، وتواجد قوى الصراع المتضادة في الشطرين ورفع شعارات المزايدة المتبادلة بين هذه القوى ، واستمرار تلك الصراعات والمواجهات الشطرية. كما أن تعقيدات الوضع المتزايدة قد ولدت لدى البعض الاقتناع بإن وحدة الشطرين هي الحل الناجع خاصة بعد فشل وحدة كيانات الجنوب وغيرها من الأسباب والدوافع التي ربما يكون بعضها صادقة ومخلصة لتحقيق هذا الهدف الذي رأى فيه إمكانية خلق الاستقرار والتنمية الاقتصادية والبشرية والعدالة الاجتماعية وإنهاء عوامل التوتر ومعوقات التنمية

[شهثان المر]