صارت الوردة جرحـًا !! ( بقلم : فاروق ناصر علي)

[حسين بن طاهر السعدي]

"إنـَّا حملنا الحزن أعوامـًا وما طلع الصباح

والحزنُ نارٌ تـُخمدُ الأيام شهوتها

وتوقظها الرياح

والريح عندك كيف تـُلجمـُها

وما لك من سلاح

إلا لقاءُ الريح والنيران

في وطنٍ مُباح؟!"

- محمود درويش –

· انتهت المسرحية التي عُرضت في (القاهرة) وغادرت الفرقة التي تـُقيمُ في الهجرة، تعرضُ لسادة القصور والأرصدة رواية مُرَّة تـُبيِّن هتك عرض امرأةٍ حُرَّة اسمها (ثورة).. أردتم كسر ظهر (الحراك الجنوبي) بعد أن استعصى عليكم ركوب ظهره، ولكن من خلال مشروع خاص يتوافق مع الماضي الحزبي القديم، وفكرتم طويلاً بالتشاور مع دول (الصرف) وخرجتم علينا بإعادة إنتاج لحزب اشتراكي بلونٍ جديدٍ، ومن خلال إيمانكم الخيالي بأنـَّه هو دائمـًا وأبدًا الوصي على اليتامى والأرامل والمكالف والقـُصـَّرْ داخل الجنوب الثائر.. أي أنـَّكم الأمل الدائم لنا، فعلاً هي المأساة المُرة، لكن الجنوب قد استوعب الدروس السابقة، ولن تمرَّ اللعبة المكشوفة!! تابعوا الجماهير الحُرة في (30 نوفمبر) سترون أنَّ بينكم وبينهم بُعدٌ بعيد ولن تفلحوا في زرع الشقاق والفراق، لن تفلحوا على الإطلاق!

"يا حسرتاه على هؤلاء العباد

أتوا من بلادٍ.. عتوا في بلادٍ

وما كان لهم قبرٌ في بلاد

فهم من تراب.. وهم للرماد

وهم لم يعودوا.. وإبليس عاد"

- أحمد مطر -

· أقولٌ ... تـَعبنـَا منكم يا من خرجتم بعد طول غيابٍ من قصوركم خارج الجنوب، بعد أن ظل يلازمكم الصمت المطبق سنوات طوال.. اليوم نقول لكم : كلمة حقٍ صادقةٍ... (التصالح والتسامح) لا يعني بيع أو تلاعب بقضية الجنوب الوطن، ولا بآمال الجماهير ولا بدفن التضحيات التي دفع ثمنها الشهداء من دمائهم الطاهرة، ولا الجرحى ولا الأسرى .. فعلاً تعبنا منكم ومن أباطيلكم.. تظهرون علينا فجأة لتتصدرون كي تدور (الأرصدة) من دول تبحث عن أهدافها الخاصة عبركم، وفوق جماجم الجماهير المسحوقة في الجنوب.

· تنافستم على إتقان الدور المرسوم لكم، وأعلنتم شق هدف الجماهير لتقدِّموا مشروع أقلَّ ما يمكن وصفه بأنـَّه (مشروع تسوُّل مُهين)، لا يمت إلى عظمة الشهيد ولا لبسالة الجريح ولا لصمود السجين الأسير، ولا للرافض لمغتصب أرضه بأي صلة.. نعم، تعبنا من الدجال والواشي، ومن المنافق المرتشي.. تعبنا ونحن نشاهد كل يوم ضياع وعَـدَم.. تعبنا ونحن نرى على كل شفاهٍ ابتسامة حُزنٌ وألم.. تعبنا منكم.. سئمنا منكم، ومن أدواركم المخزية.. أفلا تفهمون حقيقة الواقع؟! ألا بئس التفكير وبئس الثمن!!

ويبقى القول ما قاله الشاعر عسى تفهمون:

"سجـِّل أنا "جنوبي" / سلبت كروم أجدادي/ وأرضـًا كنتُ أفلحها / أنا وجميع أولادي/ ولم تترك لنا.. ولكل أحفادي/ سوى هذي الصخور / فهل ستأخذها حكومتكم كما قيلا؟! / إذن سجِّل برأس الصفحة الأولى / أنا لا أكره الناس / ولا أسطو على أحد / ولكني إذا ما جعتُ / آكلُ لحم مغتصبي / حذارِ .. حذارِ .. من وجعي ومن غضبي!!"



- محمود درويش -

المصدر : شبكة الطيف الاخبارية