إلى قادة الحراك بالداخل والخارج

[أبو القاسم العربي]

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى قيادة الحراك الجنوبي بالداخل والخارج المحترمون
مرت ثلاث سنوات ونيف، على حراكنا السلمي الحضاري، وخلال هذه المرحلة تجاوز شعبنا العظيم ـ بكل فئاته ـ الصامد الكثير من المحن، وقدم الكثير من الشهداء والأسرى، ولكن ما يحز في النفوس إن الحراك تضرر من قادته أكثر من المحتل، والمشكلة أن الأخطاء التي رافقت الحراك، وقادة الحراك يدركونها تماماً وهي كثيرة ولكن أهمها عدم ظهور المشروع الواضح في بداية ظهور الحراك ، وبعد أن ظهر مشروع الاستقلال واستعادة الدولة بوضوح لدى بعض المكونات غاب عنها العمل المؤسسي القادر على حمل هذا المشروع إلى حيز الوجود، فأصبح الحراك يمر بمراحل مخاض حتى اللحظة، ما نريد أن نقوله لقادة الحراك الجنوبي بكل مكوناته، ألم تستفيدوا من الأخطاء التي رافقت الحراك خلال الثلاث السنوات الماضية وأنه آن الأوان لتفاديها؟ وأن تضعوا ما يخدم شعبكم ويوصله للانتصار لقضيته العادلة فوق كل الحسابات الضيقة، وهل تعلموا إلى أين ستؤول الأمور في المستقبل الغريب، أتمنى من الله العلي القدير أن تكونوا مدركين مستفيدين عازمين على التغيير مؤمنين بالتنوع، فالجنوب بحاجة إلى كل أبنائها دون تمييز ودون توزيع صكوك الوطنية كلاً على هواه وما أنزل الله له بذلك من سلطان، النصر يلوح بالأفق فلا تخطئوا التقدير فتذهب ريحكم سدى، تمسكوا بالقيم التي تستحق أن نموت من أجلها جميعاً فهي مفتاح النصر ومستقبل الجنوب المشرق، إنما الأمم الأخلاق إن بقيت، وإن هي ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وفي الأخير أوصي إخواني ولما تقتضيه مصلحة شعبنا ولكي لا نقع في أخطاء الماضي ما قبل 90م والأخطاء منُذُ عام 90م حتى 94م وأخطاء الحاضر (الأخطاء التي لازمت الحراك منذُ بزوقه) وهي لا تقل خطراً عن أخطاء الماضي وكلها تحمل الجرح القديم، على من يحملون المشاريع من تحت الطاولة الذين تعمدوا الاختباء وراء مسميات في الحراك أن يظهروا مشاريعهم فوراً، فاللعب من تحت الطاولة يضر بالقضية كثيراً ويجعل الحلول مستحيلة، إننا ندرك ما تريدونه وما تحملونه وندعوكم لإظهاره وبوضوح، الصراع هو بينكم يا من تحملون مشروعان متناقضان وهما، المشروع الاشتراكي، ومشروع الجنوب العربي، ويجب أن يظهر تيارين سياسيين جنوبيين كلاً يحمل مشروعه، هنا تستطيعوا أن تخدموا شعبكم وتعوضوه عما لحقه جراء أساليب إدارة خلافاتكم المدمرة فلتحرصوا على أساليب جديدة لإدارة التباينات، وهبوا معاً كلاً في طريقه لتعينوا شعبكم وتزيلوا عنه محنته، فالعالم وجهان كونوا وجهان واعقلوا وستنتصر الجنوب وشعبها بإذن الله تعالى، لا يفكر طرف أن ينهي الآخر، وتمسكوا بالنضال السلمي، واجعلوا من العسكريين والشباب جيش الشعب الحامي لأمنه واستقراره ولا تحاولوا إقحامهما معكما، أجعلوهم من الثوابت فيما بينكم فبذلك تثبتون ولائكم للجنوب.

اللهم أني بلغت اللهم فشهد